إن رأيتَ دمي يسيل على الطريق فلا تقل : جفف دمك .
إن قرأتَ قصيدة و تبادلوا نظراتهم سرا علي فلا تقل : أغلق فمك .
إن أتيتَ تزور قبري بعدما أمضي قتيلا لا تكن غرا فتسأل جثتي : من أعدمك ؟
كن ما تشاء
أو لا تكن
لا فرق عندي
قد محوتَ خرائط التاريخ
بعتَ الأرض
زورتَ الوصايا
خنتَ كل الأنبياء
الغدرُ طبعك
عشتَ عمرَك تنتقي
جُمَلا تليق عن السلام
عن الحمام
و غصن زيتون
و لا زيتون عندك
لا حمام ، و لا سلام
و العهرُ عريُك
ظل مختبئا هناك
وراء ثوب الأتقياء
كن ما تشاء
حاربتُ نفسي فانهزمتُ و أنت وحدك قاتلي
فكأن كل قصيدة تحكي نزيفا داخلي
صارت تفتش عن بلادي في دمي
حتى احترقتُ فصار يرفضها رمادي
لن أنادي أي عاشقة يجننها عنادي
إذ تراني لو أعانقها يعانقها حدادي
قد محوتَ خرائط التاريخ
بعتَ الأرض
زورتَ الوصايا
خنتَ كل الأنبياء
يا ليت أنكَ لم تكن باسم العروبة قاتلي
أنتَ الذي شردتني , شردتَ شعبا داخلي
صارت تحدك يا بلادي عن دمي
نارٌ تتاجر بي و تدفع من رمادي
لو أنادي أيـّــما بلد أيصبر عن عنادي
كلما أعلنتُ عن فرحي يكذبني حدادي
ربما قد ساء ظني فيكَ
لم تمحُ الخرائطَ
لم تبع...ما خنتَ...ما زورتَ
لم تسئ النوايا
من إذن فض العذارى
من أباح الفسقَ في شرف الصبايا
من أتى لمدينتي
و أتى على كل الرجال
لكي يجوع صغارُها
فتصير نسوتُها بغايا
من أحل دمَ الضحايا
من يتاجرُ بالخطايا
من سواكْ ؟
قل لي...أجبني
أم حسبتَ بأن غيركَ لا يراكْ ؟
دارت كؤوسُ الصبر
فوق موائد الفقراء
في أكواخهم
حلم اكتفاءْ
الجوع يبتلع الصغارْ
و قد مضى ثلثا نهارْ
و كل ما أكلوا : هباءْ
الوهمُ يُخلطُ من شعير
حفنتين بمُد ماءْ
خبزا لكل الجائعين
بؤسُ الطفولة هاهنا
يدعو ضميرك للرثاءْ
لو كنت تمتلكُ الضمير
لكن شبعتَ و كلهم جاعوا
و قد ملوا مذاقَ الوهم و الصبرَ المرير
هل بعدُ تُسألُ عن ضمير ؟
أم كنت تحسب أن غيرك لن يراكْ ؟