منبر البلغاء مشاركتي في سوق عكاظ 1430هـ
طللٌ وقد شـاقَ البلاغـةَ منظـرا مـا عـادَ وقفًـا للبكـاءِ معفّـرا
حَجَبَت غيومُ الأمسِ شمسَ نهـارِهِ ووقفـتُ فـي جُنباتِـهِ مـتـرددًا وقريحتـي بالكبريـاءِ تضوّعَـت وكأننـي وعكـاظُ ينهـضُ سيـرةً وأرَدُّ كيـدَ المغرضيـن لحبرهـم يا منبرَ البلغاءِ كنـتَ ولـم تـزلْ طاولتَ إذ هَرِمَ الزمانُ الأعصُـرا أحقابُهُ خَطَـرَت وأنـتَ مُخلّـدٌ ! تتعاقبُ الأجيـالُ يُنسـي بعضهـا عاصرتَ أفذاذَ الرجـالِ فصاحـةً عفتِ المنابـرُ إذ خَبَـت أصواتهـا أقفرتَ من شعـرِ الجهابـذِ موئـلًا وأفاض من معنى الخلـودِ عنايـةً يا خالـدَ الشعـرِ ارتقيـتَ مكانـةً مَن يا أميرَ الفكـرِ يُحيـي معلمًـا مَن يا تُرى لـولاكَ ينفـثُ روحَـهُ لولاكَ مَن يُحيـي عكـاظَ منـارةً مَن يا ربيبَ ثقافةِ الرجلِ الرشـيـ ألبستَـهُ حُلـلَ الحـيـاةِ مـجـددًا ما لي أرى سحبانَ يدعـو باسمًـا وأرى زهيـرًا قـد تهلـلَ مشرقًـا ويقـولُ هُبّـوا قـد بُعثنـا سـادةً لما رأيـتُ القـومَ أقبـلَ جمعُهـم يا دارَ ميّـةَ جـاء نابـغُ عصـرِهِ أبلِغ عبيـدًا أُنـسَ يـومٍ مشـرقٍ أو قل لمن نـادى رِكـابَ هريـرةٍ هل آذنت أسمـاءُ بالهجـرانِ ؟ أم هل لاحَ لابنِ العبـدِ وشـمُ مماتِـهِ قل لابنِ كلثوم اصطبـح بقصيـدةٍ قد عادَ سوقُ الشعرِ يطلـق خيلـه وسما بروضِ الشعرِ نخـلٌ باسـقٌ حييتهـم إسمًـا وشـعـرًا إنّـمـا أقبلتُ من أصـلِ العراقـةِ رافعًـا و وقفتُ في بُردِ الفصاحةِ ناضحًـا ونسجتُ من نبضِ الفـؤادِ قصيـدةً وصدحتُ أنطقُ شاعـرًا متأصِّـلًا أنا شاعرُ الأفـلاكِ أسمـعَ دهـرَهُ قد أينعَ الطلـعُ النضيـدُ نضـارةً سَترونَ مُـزنَ الشعـرِ ينثـرُ دُرَّهُ أدعـو أشقـاءَ العروبـةِ واثـقًـا هُبّوا لـرأبِ الصـدعِ ننبـذُ فُرقـةً كونوا كمـا شـاءَ المهيمـنُ أُمّـةً كالنحلِ جابَ الروضَ يلثمُ زهـرَهُ كونـوا عبـادَ اللهِ إخوانًـا علـى عُضّوا عليها بالنواجـذِ و الزمـوا و توشّحـوا بالنـورِ مـن أكمامِـهِ أكـرم بشعـرٍ لا يثيـرُ عــداوةً في ظـلِ أربـابِ العدالـةِ منهجًـا يا خادمَ الحرميـنِ تلـكَ قصائـدي يـا قائـدًا جمـعَ القلـوبَ بُحبِـهِ صقرَ العروبةِ جئـتُ أرفـعُ رايـةً أنجزتَ يا تـاجَ الملـوكِ مطامحًـا وحفظتَ للعـربِ الكـرامِ مآثـرًا ودعوتَهـم لِبنـاءِ مـجـدٍ تـالـدٍ ووقفتَ للخطـبِ الجليـلِ تسوسُـهُ بسفينـةِ الإنجـازِ قُـدتَ مسيـرةً ستظلُ يـا وطنـي بمنهـجِ قـادةٍ
ex num
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جهاد إبراهيم درويش
