المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمود فرحان حمادي
ذاكَ الشهيد
لِمَنِ السِّراجُ ضياؤهُ وقّادُ
ولِمَن يُصاغُ الشعرُ، والإنشادُ
ولِمن أُقيمتْ في الديار محافلٌ
تُتلى بها الأذكارُ، والأورادُ
مَن ذلك الجبلُ المُنيفُ مُبرَّزًا
والناسُ حولَ سفوحِهِ تنقادُ؟
ذاك الشهيدُ الفذُّ مَن أنوارُهُ
تُزهى بها الأثوابُ، والأبرادُ
يُزهى بها وجهُ الزمانِ، وتنتشي
بجمالها الأحقابُ، والآبادُ
نالَ الشهادةَ في علوِّ مكانهِِِ
يومَ انبرت لقتالهِ الأحقادُ
نال الشهادةَ كالهلال وحولَهُ
كالنَّجمِ في يومِ الوغى آسادُ
طافتْ به وسطَ السماءِ ملائكٌ
وسمتْ به في نُبلها الأمجادُ
بجهاده تاهَ الوجودُ مهلّلاً
وعلا وجوهَ المرجفين حدادُ
طوبى لمَنْ جعل الشهادةَ مغنمًا
مثل اليراعِ له الدماءُ مدادُ
بك يا شهيدَ الحقِّ يُبنى طارفٌ
من مجدنا وتُقامُ فيك تِلادُ
العالمُ العلويُّ سبَّح باسمكم
وله الملائكُ حضَّرٌ أشهادُ
بكَ والجهادُ الحرُّ يُكتبُ مجدُنا
والنصرُ للأوطان فيك يُعادُ
أرضٌ بكى هذا الترابُ بسوحِها
وبكتْ سهولٌ حولها ووهادُ
عاث الدخيلُ بها فماتتْ نخوةٌ
للمبتلينَ، وحُطِّمت أوتادُ
فكأنَّ جرحَك بلسمٌ لمصابنا
ودماءُ نعشِكَ للقلوب ضمادُ
أحييت سعدًا في البلاد وخالدًا
وإليك قام بجرحهِ المقدادُ
فاهنأ برضوان الإله وجنّةٍ
فيها المكاسبُ جمّةٌ تزدادُ
وإليك من كلِّ الشعوب تحيّةٌ
ووسامُ فخرٍ طرَّزتهُ الضّادُ
هم هكذا الشهداء في رحم الدجى..
شمسٌ تنيرُ وضوئها وقادُ..
أخي الحبيب ..
بورك النبض..
جعلته إكليلاً..
يُطرز هامة الشهداء..
وهم أحق بهذا..
بل وقليلٌ في حقهم..
دم وضاءً بالحب والوفاء..