المرأة المعيلة والصناعات الصغيرة
نظم مركز النيل للإعلام بالمنصورة التابع للهيئة العامة للاستعلامات، حلقة نقاشية بعنوان "المرأة المعيلة والصناعات الصغيرة"، وذلك على مدار ثلاثة أيام من 12 إلى 14 ابريل 2010، حضرها سيدات ممثلات للعديد من الجمعيات الأهلية العاملة بمحافظة الدقهلية، لأنهم الجمهور المستهدف من تلك الدورة التدريبية لتوصيل ما دار داخل الحلقة للمجتمع المحلي المحيط بدائرة نشاطات جمعياتهم، وللاستفادة من التوصيات والتوجيهات التي حصلوا عليها من خلال تلك الدورة التدريبية.
حاضرت الدكتورة/أماني أحمد نادر – مدرس الاجتماع الريفي بكلية الزراعة جامعة المنصورة في اليوم الأول من الحلقة، وتناولت كل ما يتعلق بالجانب الأكاديمي فيما يخص المرأة المعيلة وأهمية الصناعات والمشروعات الصغيرة التي تقوم بها تلك المرأة التي تكفل أفراد أسرتها، وقد قسمت الصناعات التي يمكن أن تقوم بها المرأة إلى صغيرة، وصغيرة جداً ومتناهية في الصغر. وشرحت بعد ذلك رئيس مجلس إدارة جمعية التنمية التكنولوجية والبيئة بالمنصورة السيدة/نجوى الدماصي بشيء من التفصيل المشروعات المتناهية في الصغر بشكل مبسط وميسور للسيدات المتدربات من واقع الخبرة العملية الطويلة في العمل العام وخدمة المجتمع المحلي؛ ومن ضمن الأمثلة التي ذكرتها لتلك المشاريع مشروع تفصيص بذور البسلة وتعبئتها وتوزيعها أولاً على الأبناء والأقارب والجيران غلى أن تتوسع في التسويق..ومن هذه المشروعات الصغيرة مشروع إنتاج الفطر (عيش الغراب أو المشروم)، وقالت نجوى الدماصي:صحيح أن تسويقه مازال صعب ولا يستهلك السوق المصري كميات كبيرة منه، ولكن هناك اقتراح وحل بسيط جدا، ألا وهو ان يفرض المشروم في وجبات المستشفيات لتغذية المرضى، وفي تغذية الجنود والضباط في القوات المسلحة، وذلك بإلزام المورد للأطعمة والمواد الغذائية لوزارتي الصحة والدفاع من توريد كميات كبيرة من عيش الغراب من يجعل من تسويقه أمراً غاية في السهولة، ولكن لابد من أن يتم طبخه على الذوق المصري العام، أي لا يتم طهيه بطرق الأوروبية حتى يكون مستساغ للإنسان المصري. وركزت نجوى الدماصي في حديثها على نقطة مهمة جداً ألا وهي التدريب أولاً قبل الخوض في أي مشروع، أي لابد أن تحصل المرأة على قسط من التدريب والتعلم على هذا المشروع أو هذه الصنعة؛ حتى يكون لديها المحددات التي تسطي عبها تخطي أي عقبات قد تواجهها في بداية المشروع حتى تستمر ولا تيأس من أول خطوة وتتراجع.
تناولت الحلقة النقاشية في اليوم الثاني مسألة القروض الميسرة، واستعرض هذا الأمر بشكل مفصل مسئول التسويق بالصندوق الاجتماعي للتنمية بالدقهلية المهندس/ مجدي رمضان، حيث تناول في محاضرة غاية في الأهمية شروط القروض الميسرة التي يقدمها الصندوق الاجتماعي للتنمية والذي يبدأ من ألف جنيه وحتى مليون جنيه لجميع الأنشطة التجارية والصناعية والزراعية والخدمية، وتناول كل ميزة من تلك المميزات بالشرح المفصلة ومن تلك المميزات أن الصندوق الاجتماعي يساعدك على إقامة مشروع جديد أو تطوير القائم، دراسة جدوى مجانية للمشروع، إعطاء دورات تدريبية في جميع المجالات، المساعدة في تسويق منتجات مشروعك، يوجد جمعية التأمين التعاوني تضمن القرض حتى 80% من قيمته وباقي ال 20% يقوم المقترض بتقدم ضمانات عنها، استصدار جميع الأوراق والمستندات الرسمية اللازمة كالبطاقة الضريبية والسجل التجاري والرخصة وذلك من مكان واحد داخل الصندوق الاجتماعي للتنمية، الفائدة الميسرة والتي تقدر بـ 6% فقط، التمتع بالإعفاء الضريبي لمدة خمس سنوات للمشروعات الجديدة، المتابعة المستمرة بعد الحصول على القرض لإزالة أي عقبات تواجه صاحب المشروع، إتاحة الفرص للاشتراك في المعارض داخل وخارج مصر.
وركز المهندس/مجدي رمضان على أهمية دور الجمعيات الأهلية في خدمة المجتمع المحلي، حيث قال أن الصندوق الاجتماعي للتنمية لا يستطيع وحدة تقديم خدمة متميزة أو الوصول لجميع المواطنين الراغبين في الحصول على قروض لإقامة مشروعات، فلابد أن تعمل تلك الجمعيات بالمشاركة في هذا الدور ومساعدة الصندوق في هذا الأمر، ويمكن للصندوق أن يقرض أي جمعية أهلية قرضا قيمته نصف مليون جنيه ويمكن أن يزيد لأكثر من ذلك على حسب نشاط الجمعية في تقدم القروض لمن تعرفهم من المحيطين بها، وشرح كيف يمكن لتلك الجمعيات أن تستفيد هي الأخرى من تلك القروض لزيادة مواردها وبالتالي الازدياد والتوسع في جميع الأنشطة التي تقوم بها، وذكر أنه يوجد بمحافظة الدقهلية حوالي 1600 جمعية أهلية منها على أقصى تقدير 60 جمعية فقط هي النشطة والباقي عبارة أن أسماء وفقط؟!
وأكد رمضان أن الصندوق الاجتماعي للتنمية لم ولن يسجن أحداً من عملائه، لأنك هناك شائعات بأن هناك أناس تم سجنهم بسبب تعسرهم في سداد القروض، وشدد بأن هذا الكلام غير صحيح، ولفت الانتباه لأمر قد يحدث لأي شخص يكون قد حصل على قرض وبدأ مشروعه ولكن إرادة الله نفذت بوفاته في حادث، ففي هذه الحالة يقوم الصندوق الاجتماعي بإعفاء الوراثة تماما ونهائياً من سداد القرض.
اختتمت الحلقة بمسك الختام بمحاضرة ممتعة من خبيرة التنمية البشرية وأستاذة علم الاجتماعي الريفي بجامعة المنصورة الدكتورة/ابتهال محمد كمال أبوحسين، والتي تناولت الإشكاليات والحلول التي تواجه المرأة المصرية في الريف والحضر، حيث ذكرت أن حوالي 40% من الأسر المصرية العائل الأول والرئيسي لها هي المرأة، رغم التجاهل الكامل لحقوقها الصحية والتعليمية والاقتصادية!! ؛ أدار الجلسات النقاشية مدير مركز النيل للإعلام الأستاذ/عادل الباز، ومسئولة البرامج بالمركز الأستاذة/ابتسام الحنفي.
متابعة وتغطية:
م. محمود سلامة الهايشة
كاتب وباحث مصري