بسم الله الرحمن الرحيم
القادة العرب غير مرتاحين للمبادرة الامريكية و خصوصًا الاصلاحات السياسية، او قل انهم يرفضون التغيير. و حجتهم ان هذا الاخير جاء مفروضًا من الخارج. كما ان التغيير ينطوي على اخطار قد تزعزع الاستقرار الحالي. و ذهب "كبيرهم الذي علّمهم" كيفية الخلود في الحكم الرئيس مبارك الى حد تخويف نظرائه بالتجربة الجزائرية حتى يعطيهم مبررات اضافية للبقاء في السلطة الى حين. و في جميع الحالات يؤكد قادة الدول العربية انه لا يجب فهمهم خطأ بأنهم لا يريدون التغيير، بل هم مع التغيير لكن الذي لا يناقش مسألة بقائهم في السلطة و من ورائهم اولادهم أبديا؟!...و نفهم من هذا قادة الانظمة غير الشرعية في العالم العربي لم يهضموا الدرس العراقي جيدًا،و انهم مصممون على التشبث بالسلطة و الانظمة السياسية التي صنعوها، و التي هي غير قادرة على تأمين الاستقرار الوطني، ناهيك عن التقدم، الى غاية قدوم الديمقراطية على ظهور الدبابات و صوارخ الطائرات الحربية، او الى ان ينصب على رأس كل بلد عربي " بريمر" جديد مشابه للذي فرض على العراقيين.
صحيح ان التغيير الحقيقي لابد ان يأتي من الداخل، و الذين يتبنونه من نخبة و مؤسسات سياسية و مدنية و مواطنين هم الذين يضمنون له النجاح... ولكن ماذا يفعل هذا الداخل في ظل استماتة الانظمة العربية الحالية في احتكار السلطة و حبس مجتمعاتها في جمود مبرمج، و كلما جرى الحديث عن التغيير، يزايدون على بعضهم بالقول نحن تقدمنا خطوات، و يقولون:حذار! بلداننا متعبة، و مجتمعاتنا متخلفة و غير قادرة على فهم التغيير و تحمله، ثم هناك خطر الاسلاميين المتطرفين. وهي كلها عوامل تستعملها لتخلد في السلطة. مثلما كانت تفعل مع قضية فلسطين، فسخرت "مثقفين" و لاسيما المؤجورين لشتم الكيان الصهيوني و خدمة " القضية الأم"... لكن لا هي خدمت القضية ،و لا هي طورت الديمقراطية في بلدانها و لا هم يحزنون! بل ابقت على مجتمعات مهلهلة و ممزقة من دون مقاومة، و غير قادرة على التطور ديمقراطيا، مثلما حصل في امريكا اللتينية و اوروبا الشرقية.
و الحال ان القادة الحاليين يقولون:ان التغيير لم يحن وقته بعد،أي ليس في عهدهم. لأن التغيير يعني رحيلهم...
فهم لا يؤمنون بالتداول على السلطة، و يحبذون احزابًا و جمعيات تحسن فقط مساندة القادة الحاليين للبقاء في السلطة. و هم بذلك يحبسون شعوبهم و يفوتون عليها فرص التغيير. و ربما يفضلون تنازلات خطيرة لصالح قوى اجنبية مقابل قيامهم "باصلاحات" مفبركة، و للشعوب و الاوطان رب يحميها.