..[/URL]
مقطع دَخْل..
"حتى تفهم الحياة فعليك أولا أن تتأكد بأن كل شيء فيها له ثمن "
"هاااااه .... ما الأمر ..؟ "
ـ (منذ متى ونحن لم نتحادث.. ؟ أظن منذ تلك اللحظة التي حدثتك فيها عن حلمي إياه الذي كنت أتوق لتحقيقه ,
ونفختُ رأسك بالحديث عنه .. أتعلمين بعد أن تأكدتُ تماما أن حلمي أصبح وهما.. والله ما عدتُ أطيق ذكره , فالأحلام الهالكة كالصور البشعة التي لا نقوى النظر إليها .
لا أدري لمَ الآن أتحدث عنه ؟! لكن ما أريده بالضبط ..هو أن أكمل بناء أفكاري اتجاه الحياة القادمة فحسب ,فهي لاتتوقف لأجلي ولا لأجل غيري .. وعليّ أن أمضي كما تفعل ,وانفاق وقتي في شيء نافع , هذه قناعة تامة لي ,لكنّ المشكل الذي أعاني منه دوما .. أني لا أسطع إنهاء أزمتي بسهولة و من ثم البداية من جديد, فأنا لا أعرف كيف أتخلص من جثث الأحلام كما يجب , وتبقى غائرة في الذاكرة ومحفورة كجرح مؤلم,..رائحتها لاتزال تخنقني . فأراؤنا الخاصة تقف في وجوهنا أثناء سيرنا لطلب الحقيقة كإشارة حمراء وتُضيّع علينا وقتا ثمينا جدا من حياتنا . لو ننطلق نحو الحقيقة بأراء مرنة لوصلنا بشكل أسرع.
أزمة ..صح ؟!.. تريدين أن تعرفي كيف هي الحياة في نظري ؟
أراها كسلسلة من الأحلام المتتالية إلى أن نموت .. تخيّلي ..سلسلة من الأحلام ..لا أخفي عليك أن هذا يعني موات الحياة كلها في عيني وشيخوخة مبكرة إن انقضت عن التتابع وانقطعت حتى لو كنت في بداية العمر .
. لذا فالجنة حلمٌ ضخم و قوي يرفع منسوب الأمل لديك عند ارتفاع الإيمان في قلبك , والعالم اليوم بتركيبته وقوالبه الفكرية والسياسية والاقتصادية و... إلخ يُنهي ويُقطع حبل مشيمتك معه , ليصنع منّا عبيدا له .. فنظل نحلم في فراغات وفقاقيع لامعنى لها .عالم زائف وجعلنا مزيفين مثله .
هممم .. (أفكر مع نفسي * )
الدوران يزيدنا ألقا ..أليس كذلك ؟
*("طفلة الجديلة الطويلة لازالت تدور تحت المطر مباشرة ..ثوبها أصبح مبللا.
كم قطار عليّ ركوبه ليكون لي حلم واحد فقط حيّ . دون أن تفتك فيه أدنى أرضة فتزهقه ؟!
" ما عدت أيقن بأننا نصل للحلم بسهولة ودون أن تستنفذ كل طاقاتنا حد أن تسقط الطفلة من التعب ولاتعود تركز من كثرة الدوران ").
*(شيء ما داخلك مترجم بلغة المادة ينتفخ ويقتل لاماديتك , ولاتسطع أن تجبره على التراجع . كل ماتفعله أنك تُبطّئ من تضخمه . وكل ما في الحياة يساهم في إلتهابه.....كل شيء حولك مربك , شريط الأخبار لايتوقف عن مدك بالمزيد من التورمات , الشهيق والزفير يجلب لك أنفاسا موحلة في الحزن , لم يتبقى أي شيء إلا وزادك سوءا .
أين تذهب من كل هذا المرض الذي يهاجمك ويمد ذارعيه ليحتضنك .؟! سؤال صعب و لا إجابة عليه ).
بالمناسبة .. لم أعد تلك التي تعرفينها ..
تغيرتْ أشياء كثيرة داخلي وقناعات كنت أجزم بصحتها ,
لكنيّ الآن بت أُكذّبها بنفسي .. فالحياة لا ترتدع عن تتوهينا أمام أشياءها الجديدة,
كل مرة تأتينا بثوب وأنا تعبت من الاختيار. لذا أخذت لي مكانا قصيا عنها .
قد لايعجبك كلامي وقد تريني يائسة .. لكنيّ والله لا أعلم لماذا أبدو بهذا الشكل الذي لايصف للناس أني بخير .. وفعلا لا أطمح إلى أن يفهمني كل الناس .فهذا محال .,لكن ما يُأرقني حقا أن لا أرى أحدا بالباب مطلقا , وقتها أثور على نفسي وأغربلها, لعليّ أجد خطيئتي التي تقف في وجه وصولي للآخرين . ولكنيّ كل مرة أعود مثقلة بأفكاري والحقيقة الضائعة ..بلاجدوى .ولا أدري أيُنا مخطئ ؟!.
الذي أدريه أن كل شخص عليه أن يرتكب من الحماقات والأخطاء إلى أن يتعلم ومن ثم يُصيب في حياته .
بائسة هاه ..تظنين أني بائسة ؟لا تقتنعي بهذه الصورة ..
هي فقط تصوراتك التي قد تجعلك تظنين هذا فيني .وإلا أنا فهمت من الكون ما يكفيني حد أن رقيت
على حائط عاليا وبعيدا عن كل ما يدور تحته ,وما عاد يهمني منظري أمام الأخرين ولا حتى يهمني أن يثلموني ,فقد أصبحت بليدة في أي شئ يخصني .. " يعني تقدري تقولي أكله فول ومتنبلة " فالجروح حينما تتعاقب عليك مرة تلو مرة وتضرب إحداها في الاخرى . وقتها لن تشعري بأي ألم .
كورس جميل تدريبي على الحياة وصعوبتها ... هه ؟ همممم .
..." بصراحة " أولى لي فأولى هذه العزلة ..
فهي قرين مريح . فكونكِ تعيشين في مجتمع لا يوقن أن الإختلاف لايفسد للود قضية وقتها عليكِ أن تعتفسي عبارات طويلة وعريضة في كل مواجهة معهم لإقناعهم بأن لكل فرد بصمته الخاصة والتي يتوجب عليه إثباتها وإثبات أصالتها وإنتماءها لجذره ....بربك أما ترين أننا في مجتمعاتنا العربية والعالم الثالث نعيش القهقرى ..كله لأننا لا نؤمن بأن هناك أخر يجب علينا فهمه. الغرب فهمنا ,واستطاع أن يكسب النتيجة ,ونحن لازلنا نتجاهل فهمنا لبعضنا .وأنه يتوجب أن نكون دمغة واحدة .
مرة قال والدي لأخي الذي كان لتوه يتعلم قيادة السيارة:"تخيل أن كل قائدي السيارات مجانين ..لذا اجعل مسافة كافية بينك وبينهم حتى تسطع أن تتفادى أدنى تهور يبدر منهم ".
وهذا ما أفعله أنا بالضبط ..المحافظة على مسافة بيني وبينهم .فالحياة كلها مسرح قيادة كل شخص يمتطي قيادة أمر يظنه الصواب لذا يحاول أن يُخَطِئ غيره .ويستميت في ذلك.
أشعر أنني بحاجة أمامهم للتنظيف المستمر لواجهاتي . لابد أن يوجهوا لك توبيخا... وكأنهم ينكرون عليك بشريتك التي تنحو للخطأ .
يبدو أني قد نضحت وزاد كل شيء عن حده ..وأصبحتُ بشكل أخرق أثرثر عن سفاهة الحياة .
عموما كل الناس تتظلم لست وحدي . كلهم يرتاحون إن وجدوا من يسمع لهم ,وأظن من حقي أيضا أن تستمعي لي وأن أثرثر للثرثرة فقط .لكني فعلا لا أعرف مالذي سنجنيه من "اللت والعجن" في الماضي الذي قد لعننا ,فلن نحصل إلا على "وجع الراس" . ... "عندك حبة بندول إكسترا؟
..ضروري إكسترا , فالحياة تتعقد يوما بعد يوم لذا زادوا لنا جرعة المُسكن ولا أدري كم سيزيدونها بعد عشر سنوات .."
" أرجوك لاتنظري إليّ هكذا " ..يبدو أن الأمر أصبح مروعا جدا عندما تكون مكشوفا أمام أحدهم .. " أوه أسفة ..أسفة جدا لم أكن أقصدك .فلست أحدهم .. لكنه قد مضى وقت طويل بيننا لم نلتقي فيه "..الجو أصبح باردا صح أم أنه يُهيأ لي ؟ .
على أي حال ..كل ما ترينه باد عليّ ليس إلا حالة توتر تمر بي وبعدها سأعود " للمود" الطبيعي .كل الناس يمرون بهذا, لست وحدي... كلهم بحاجة لمن يسمع لهم و ليفرغوا شحناتهم السالبة التي علقت بهم . المسألة ليست طلب نصح.. مطلقا ليست كذلك .
"على فكرة " أكره الشفقة هذه التي أراها في عينيك ..أكرهها .., أفهمك جيدا جداً فلا تحاولي الابتعاد بنظرك عني .
.. عينيك وحدها تخبرني بكل شيءأنت صادقة معي جدا كل ما تبعثينه إليّ ألتقطه بوضوح تام كموجة الـ fm التلفزيونية .
ـ آه ..حتى لا أنسى .. أود أن أقول لكِ..أن فقدانك مر.. مر جدا .
لكن هذه الحياة وما تصنع !!,
كلٌ منا له طريقه الخاص قد نتقاطع فيه ومن ثم ننفصل وهلم جرا حد الوصول للنهاية /قبره ..
الآن توازينا ..هه ؟!
مقطع خَرْج :
يقولون:
أن تصل متأخرا خيرٌ من أن لا تصل , نعم ,ولكن.. حتما كلنا نصل ..لأننا نتغير .
اللوحة بريشتي على برنامج الرسام فقط .