- على انشغال بال .. وتبلبل أحوال .. جاءت هذه الأبيات .. تلبية لأخت كريمة .. في رثاء معلمتها الفاضلة ..
في جنة الخلد
***
ما زال حزنك بالصدور يفورُ – عامٌ عليه وما اعتراه فتورُ
هذي بناتك لم يزلن ثواكلا – مثل الطيور جناحهنَّ كسير
يبكين من كانت لهنَّ كشمعةٍ – وسط الظلام دروبهنَّ تنير
متكتماتٌ بالبكاء من الحيا – وإذا خلون فدمعها منثور
تتغرغر العينان إنْ مرَّ اسمها – ويهزهن محلها المهجور
يذكرْنها في كل صفحة دفترٍ – وبكل سطرٍ أسمها مذكور
ويجدد الذكرى نسيمُ عبيرها – وكأنها بين الصفوف تسير
سيظل ما بين الضلوع محلها – وبكل قلبٍ ذكرها محفور
لا تنطوي صفحات عمرٍ طاهرٍ – بالعلم مرَّ و بالتقى مغمور
ينبوع علمٍ بالفضائل طافحٌ – منه الجآذر تستقي وتمير
ما مات من أحيا النفوس بعلمه - حتى وإن مرت عليه دهور
عذراء قد رحلتْ كمريم انجبت – نعم البنات كأنهن الحور
قد هدَّها داءٌ قبيل رحيلها – حتى تروح وذنبها مغفور
فغدت مصفاةً لجنة ربها – فالسقم من رب العباد طهور
اليوم نامي دون سقمٍ واهدئي – رحل العناء وحلَّ فيك سرور
أماهُ عهدا من بناتك أننا – نبقى على درب النجاح نسير