حينما ينتهي القلم إلى يدك تسكت بقية الأقلام منصتة إلى رجع تغاريد الجنان تبثه حناجر أطيارها عبر صرير قلمك الغالي يا روحي، فلا عجب حينها أن تهجر الطيور أوكارها إلى حيث أنت يا أحاديث الجمال في مسامع من هامات الكمال.
ولا عجب يا إدمان حرفي أن تكتبي الحب كله في أقصر عبارة لا يفهمها إلا الأفكار الراقية رقيك، والقلوب القريبة من علوك، وينطلق صداها كأحزمة الضياء تشق الأوساط معلنة أن الضوء كما هو أسرع حبيبات النور فإن أدب حديثك أسرع حبيبات السحر تفننا، وتأنقاً، واصطفاء، وتبركاً.
حينما تتحدثين عن دقائق اللغة تجثو معاجم الجمال اللغوي دون صفحتك في أدب الطالب، وذهول المطلوب، وتتسابق المعاني إلى احتضان روعتك تصوغها دروساً من سوالف العشق الأزلي لحاضر الإنسانية ومستقبلها.
لذا أحبك..ولم أفكر في حب غيرك يوما مهما زاحمتني فيك الأنداد، وقربتني إليها نواعم الغيد وهي تعيش حروفي أحلام النوم ، ومعزوفات ما قبل النوم.
أحبك خارج أطر التفكير، لأنك ملاك فكري كله، قائمة فيه قاعدة، سابرة سائرة، لو رآك الرائي لقال إنك الفكر وهو دخيلك ، وإنك الشعور وهو نزيلك، وإنك أحمد وهو متيمك.