شفتاك خلقتا من مغنطة جذابة لا يقوى نهم المحب الظاميء على الرحيل عنها، أو تجديد النفَس خروجا، ودخولاً..يرتسمان على وضّاح القمر المسمى تقريبا إلى الأذهان وجهاً فيشكلان دملجاً نضرا من شدة الوهج، وكأن وهج الشوق ملازم لهما صفة لا تزول، وسمة لا تنفصل..
شفتان يبرقان للروح بمعنى النشوة الأبدية فتكون قصيدة، ويبرقان للعقل العاشق فيكون تنظيرا لمعنى من معاني الجمال المخبوء في طيات الغيب حيث لم تر عين. ثم يرمزان إلى العين بمعنى من معاني القدرة الإلهية لا يقرأُ حروفا إنما يستسقى رقية لا سقم يخلف نفثها النوراني.
ولم يزل عراك شفاهنا يقرر مبدأ التمازج الخلقي بيننا، ويعيد لفطرة الإنسانية قصة الضلع الآدمي مهما طغت على هذا المفهوم المقدس تشوهات مختلقة منتزعة من آنية اللذة، وشبهة الشبق الذاهب أدراج الرياح..
ولكم أدركت يا حبيبتي ما في ذلك العراك من حقائق لا تكشف عنها إلا لحظة صمت ساعة عراك، ونظرة متبادلة تختزل منا لنا كل ما ظهر وبطن، ونحن ما نحن يا حبيبتي إلا ذلك السر الخفي يعمد البعض إلى تسميته سحراللقاء على مرافيء الشفاه المتعاركة.