اللحاق بالشمس قبل الندم» بقلم حسين إبراهيم الشافعي » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» دَوَائِي دَائِي» بقلم علي عبدالله الحازمي » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» فصلُ الخِطاب» بقلم عبد الحليم منصور الفقيه » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» وحدوا الصف» بقلم عدنان عبد النبي البلداوي » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» نظرات فى مثال متلازمة ستوكهولم حينما تعشق الضحية جلادها» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» نظرات في مقال أمطار غريبة» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» نظرات في مقال ثقافة العين عين الثقافة تحويل العقل إلى ريسيفر» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» الغرق فى القرآن» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» قلقلة» بقلم محمد إسماعيل سلامه » آخر مشاركة: أسيل أحمد »»»»» رسالةٌ إلى لا أحد» بقلم العلي الاحمد » آخر مشاركة: العلي الاحمد »»»»»
البحر من سحرك مفتون بأشرعة الوشاح المخملي المتجول في أنحاء العالم على ريشة من أنوثة فذة..
البحر في ندائك جلجلة ملائكية تصطفيه الآذان لترديد أنشودة فرحها لأول مرة على نغم أنثى لا شغل لها البتة إلا تموجات السحر الهادئة.
ميلي على البحر بإطلاق ذراعين من خفق النسيم الأنثوي وهو يداعبني بينما أتعامد على كتابة أشجاني هنا، وماعليك من بأس لو قتلت في سبيل النغم على يديك ، ثم حملت على تموجات حرفك إلى المثوى الأدبي الأبدي حيث مخمل الأنوثة الوارف من ظلالك وهي على مقربة من فيح هجيري القائظ.
الأديبة العزيزة جدا نجوى الحمصي...
هنا طابت النجوى، والتقت أمواج النغم بين البحر وحورائه المبثوثة في حناياه بث الفرح في حنايا قلب اليائس..لك ودي.
أنا بذاتي عالم خارج عن أطر التحكم، سابح في غمرات من التيه يصعب على العقل القطع بتفسيرها، أو كشف الغطاء عن ماهيتها، لو استغرقتُ في البحث عن هذه الذات الضائعة لما وجدتها، وكيف أجد مارقاً لا يؤمن بالحدود الإنسانية، ولا يقر بالتشريعات الأخلاقية ، بل ولا يذعن ولو بثانية صمتٍ لاسم توجيه إرشادي يخلصه من غيه، وفساده.
ماذا أريد أنا من أنا؟؟
ومالي لا أعترف بتركيبتي الثنائية من عقلي وقلبي ساعة ما أقف على بحر حبي الضائع ، وأسترخي على حصباء ساحله كأنما أحتضن الوجود كله في ضمير مؤنث بيده سكين قاضية على ضمير مذكر يموت أمام عينيه؟؟؟؟
ولم لا تتشكل ماهية الحب إلا وفق سلسلة من عذاب الروح، وتهشم الجسد؟؟
وكم بقي على طريقي الطويل من مسافات لم أقطع منها إلا أقلها وأنا أُنَظِّر للعشاق كيف يحبون، وكيف في سبيل الهوى يموتون؟؟ وهل لتلك المسافات من نهاية يكشف القدر لي بعدها عن مستقر يودعني فيه فأجد ذاتي قد رزقت نعمة القناعة، ورحمة الخلاص من مرض الهلع والطمع؟؟
وهل فهمني قرائي من خلال بكائي المترجم حروفاً، واستغاثاتي المولودة كلاماً، وحَشْر قيامتي المقهورة كناياتٍ لا يعيها إلا من أدرج هذا الواقع في كفن النسيان، وآمن بالعالم الغيبي مرجعاً، ومآلاً؟؟؟
أحبها..نعم..وذاك مني بمنزلة اليمين، وقرار اليقين، والكلمة الأولى والأخيرة صدّق عليها آدم أبو البشر، ثم انتهت إليّ تحيرني، وتسقمني، وتكيلني هموماً لو بكتْ روحي بصوت مسموع منها لما استراح إنسي، ولا جني من شدة عويلي.
يانفس كفي الملام واجعلي النور يشعشع بعد الظلام
وياقلمي كن عصفوري على غصن يشدو بجميل الألحان
تُبكيني أو تلملم جرحي أو تروي قصصاً عن حبي للأنام
المهم لاتغفوا وتنام ويخبو لون حرفك
وتنسى ورقي وصفحات الأيام تطوي من عمري
ونهاري محموم بشمس شوقي تحرق ظلي
وشهب النجوم بليلي نارُ لظاها لقلبي والإنتظار
آه قلمي أنت الميت بين أناملي
وحيُّ بصدري بمشاعري وتتكلم
وهناك الكثيرين بمآقي القلب لك يصغي
فكن جميل وحبرك الشَّهد وحروف
تذوب بين الشفاه والروح يادري المكنون
الشاعر الرائع أحمد الفلاسي
اعذر هذيان حرفي
جاد بالتعبير ولايدري
أنه بين صفحاتك والإبداع
نقطعة في موج بحرك والأدب
وسيتلاشى بهاويندثر وأنا أدري
وأعرف نسك حرفي لايقاوم الإبداع
يكفيه ان يتدثرهنا في النقاء
سلمت لكل مآقي القلوب
ننهل من شجون حرفك
بجمال المعاني والثراء
تقديري أحترامي يعانقهم ودي
نجــوى الحمصي
وطني أنت النبض في شريان دمي
دعوني يا عوّادي في غمامتي ، وغيبوبة ذاتي عن ذاتي، أنا لم ألتمس يوماً مخرجاً يفسح لي الطريق بعيدا عن همي، ولا حرية تعتقني من رقي وعبوديتي، أنا لم ألتمس من معذبي تخفيفا، ولا تعقلا، ولا رداً جميلاً إلى دائرة تمييزي..فالتيه معاشي، والضياع معادي، ونجوى الأوهام ساعة عجّ الروح بالألم ديدن يومي وأمسي وغدي.
حاولت، وتجاسرت على أن أتنفس مرة هواءً صريحاً في نقائه يأخذني أدراجه إلى بيان واضح قد يريحني من مدلهمات غمامتي، وضياعي مرة ..فنسيت الهواء مع نسيان متنفسي معه، وعدت لأزاول خصيصة اللجوء إلى الفضاء عل فيه من بدائل أقبلها مهما أزكمت أنفي، وكدرت داخلي. وما زلت معلقاً بخيوط واهنة في سقف الانتظار الفضفاض لا أدري أيسقط السقف علي، أم أسقط من السقف لأنه أخلى سبيلي ، وعرضني للسقوط من يديه الثابتتين.
الإنتظار!! وياله من كمين موقوت بإرادة العوارض، ومنصوب ببغية هذا القلب الذي أتعبني كثيراً ، ثم تركني في تعبي كالمتفرج على تهدم ذات قتلها الإنتظار على منصة قلب كافر بالحياة بعيداً عن سيف الإنتظار المسلط.
سري مخبوء في كتابتي ، وتلك هي سطوري تتعهدني دوماً بقربها من أنفاسي السخينة ..لتنسجها خيوطاً من حرير إذا مالامست شحوبي صار باللمس اللطيف غلالة من رقيق النسيم، أو برداً من رباب الشتاء الماطر. وإنما الفضل لسطوري ، وعليها التعويل في تخليصي من جوف كالجمر يزداد لهيبه لهيباً، ولو أن لصرخاتي المتتابعة أذناً تسمع لصمّت منها بينما يأخذها الشهيق، ويرسلها الزفير.
وما كان لكلماتي أن تحتملني لولا العهد القديم في أن نعيش معاً، ونموت وكلانا يهب الروح لصاحبه إذ لا بقاء لإحدى الروحين عند فقد الأخرى..وما عساها أن تحتمل سوى قلب شاعر يتناهى في الإسرار حتى يختفي سراً، ويتصاعد في الإعلان حتى يستطيل إعلاناً، ويموت ويحيا بهما درجة وسطية بين الموت والحياة حُرمها الثقلان، وخص بها الشعراء لأنهم هم الناس بين جميع الناس. وما زال احتمالها قائما برغم ما أسدي لها من قرائن الهلاك، وأزف بين يدي حروفها من دواعي الفناء، وأسباب العناء..
لك الله يا حروفاً نبض بها كل قلب قرأها، وأبصرت بها كل عين عاشتها، وأقنعتْ بحقيقة احتمالها من كان يظن فينا الجد لعبا، والشكوى العالقة بجدران الحروف تملقاً، وتجاوزاً..لك الله.
جميع المقاييس والموازين بينكما ساقطة سقوطاً أبدياً، زائفة مهما حاولت التلمع، بعيدة مهما حاولت الإقتراب، شقية مهما حاولت الإسعاد، كأنكِ وهي رقائق الذهب أمام رضائف الخزف، وشوارد المحال أمام قرار الحال..فأنت ليلى المجنون لم يهتد إلى كنهها حتى شتت نفسه في دروب لا تلتقي عند نقطة، ولا تنتهي عند هدف..وما جنونه إلا من قبيل الحقيقة في أنه ضيع قلبه، وأرهق قالبه حتى مات موتاً قبل موت، وسابق ليجد ذاته وقد سبقه الفوت، ولم تزل ليلاه نقطة في محيطك الطاغي، وقطرة في بحر حسنك الضافي.
وأنا كنت قبل أيام حاضراً صار بعد هاتيك الأيام ماضيا لا رجعة فيه إلا أن يشاء الله، وما أسبق الحاسد إلى نعتي بالتبدل، والتغير، ولو علم حالتي معك لأنصف لهذا القلب ترقّيه من حضيض الحضيض إلى سماء لا تطالها سماء..ولعذرني أنني بعت عاجلا بآجل، ولم يكن قبض الثمن نسيئة، إنه الغنم بعد الغرم، والظفر بعد طول الصبر، والفرح بعد سبيي في براثن القهر.
لله أنت يا قلب الشقاء!..تطعم من صفاء الكاس النعيم الأبدي وما زلت تناشد الأمس رجوعاً..لا يا قلبي لا، ثم لا!! وكم بين لاء ولاء من طمع أن تصير حياتك لاءاتٍ لا نهاية لالها لو عدت إلى ذلك الأمس مرة!.
اشتاقت الروح إلى مرابع الحب الأولى، ومراضع الولاء الصافية يا قلبي الناهل منها ما ينشز به عظم العمر الصلب ، ويبتل منها كل عرق كان في عداد الموتى قبلها..
اشتاقت المفاصل مني إلى تربيعة جاثية في ميادين الحب الرحبة الفسحة الفيحة، وناداني -يا أهيل الود القديم- كل عود مائل، وموجة لاطمة، وسحابات ماطرة حيث الربيع، وعشاقه، وهل للربيع إلا وزن الثقلين عشاقاً؟؟.
وللشوق أسر هو حرية الروح إذ غدت بحريتها قُبيله أمة ضائعة بين أمر، ونهي، واستعباد، وإبعاد، وذلة موحية بحقيقة هذا العالم بعيداً عن تزلفات الروح بين يدي من تهوى..
ماهذا يا قلبي ماهذا؟؟ أهي ترنيمة هذبها الصيام فنقاها، فأرتني حقيقة أحبتي على صفائها، ونقائها، لم تحل الحوائل بيني وبينهم، ولم تعبث يد الغير في ظن يسوءهم، أو فكرة تبعدني عنهم. أم هي آهات ليلية أصبحت معي تصل ليلي بنهاري، وسري بعلانيتي، بيد أن الحب سر لا تقوى الذاريات على كشف بريقه مهما عصفت في ليلة ترى الأرض فيها غير الأرض. أم هي أنفاس مبعثرة وزعتْها هذه المقانص من بنيات الدنايا فعملت على جمعها ساعة لم أستطع مقاومة جيوش الشوق فيها يا قلبي..يا قلبي..بل يا شوقي.
قال سعاد وقد رامها الوجد بياناً تـألقت البلاغة في سمائه:
أعرني منك التفاتة لو تمنت أن تزخر يوماً إعجاباً لما سبحتْ على شاطيء كشاطيء رمشيي يناشدك كل منهما وقفة اعتصام مابين ارتفاعهما، وانخفاضهما..يرقبانك في همسة فاترة ، ثم يغمضان على حوَرٍ ينسج لجين الماء سكونه من رقاد نظرته.
وما بين سعاد وسلمى، ورقية ولبنى، وغيرهن ملتُ كقارب "الخور" طار في سماء من ماء، وخاض فضاءً من ماء، ثم ارتمى بين أحضان الموج الوديع لا يكرر حضن موجة أكثر من مرة..فالجو أحضان من ماء، والماء تحليق في فضاء..
ونظرتُ، ثم تمليتُ، ورجعتُ، فانثنيتُ، وعشقتُ، فابتليتُ، ثم رجعتُ كالفاقد بين وفوق مساحات الجمال جماله الفريد، المضيع في دروب الحسان حسنه الشريد..وناديتك يا ليلاي ..وبرغم ماهن فيه، وفوق ما هن عليه من إعلان السحر خليفة المحبين في أرضنا..
هنا ليلى..فلا سعاد، ولا سلمى، ولا لبنى، ولا نساء الأرض قاطبة تتحين لي وخز الطرف الكحيل، أو التفاتة الخد الأسيل، أو تمايل القد الصقيل...هنا ليلى وفي حضورها تتحول شبكية العين مني إلى نظر يخصها، وانقياد يؤمها..
هنا ليلاي.
أما أنت أيتها الأديبة البارعة ، فقد أراني بعدك هذه الأيام حقيقة أخرى عشتها مع رسائلك ، كل رسالة تأخذني جانباً في إسرار تنصت له أشواق روحي، فتختلسه خطفاً كخطف الحبة بمنقار طائر هلع يرتفع بها ليخلو بها في طبقات الجو العليا..
مضت أيام لم تأتني منك رسالة تعوذني بسؤالك عني من عين حسود، أو رجفة حقود، بحيث أخذتني الظنون بعيداً في تأويلات مضنية، جعلتني أتثاقل عن السؤال، وأتحامل على درء انشغال البال، وكأني فيك معاتب هذا التواني، ومقايظ به مثله لولا أن تسابقت أنفاسك مع رسالتك، فأدركت أن تسويف الرد ليس إلا لعبة أدبية بين اثنين يهمهما إحساس كل طرف لصاحبه، وفكر كل طرف ساعة انشغاله بصاحبه.
ألا ترين أنني فرغت من الشغل ذاتي لأكتبك الليلة رونقاً حاشا أن تعبث به الظنون، ومع نصوصك البخيلة علي بالإحساس ها أنا أقضي الليل أصعد معها ، وأهبط، وأفرح ، وأحزن، وأخاف، وأرجو..وماذاك إلا لأنك تتميزين باسلوب يأخذني وفق قياسه، ويلومني وفق معايشتي له كيف مضت الأيام ولم أشافه حيثياته إلا بعد أن تحررت من لطمات الماضي الأليم.