لا تطالبيني بحشمة اللفظ وأنا أشرحك للقراء أكبر قضية عشق لا تعرف عدالة الميزان، ولا رجاحة الإنسان!! وكيف لي باختيار اللفظ ولم يبق لي حبك اختياراً، ولا فيصلة تمكنني من إنقاذ البقية الباقية لي من اعتدال، أو اتزان.
ومتى عرفت قضايا العشق الظالم حشمة وهي لا تستند إلى قانون، ولا تعتمد على بند أخلاقي يمكن أن يحفظ لها ماءً، أو يسور لها بنياناً، وقد كذب كثير من العشاق وهم يدعون التحفظ، والحشمة حيث انفلات الربق كلها من أعناقهم عندما يعلن القدر تغير صفاء الماء، وتكدر شفافيته في حياتهم..عندها ينسون كل شيء عدا استحلاب الصخرة الصماء تفي بأن تهبهم قطرة حياة ممن يحبون، فلا يرجعون إلا عطاشى من وريد البدء إلى وريد البدء الآخر..إذا لا نهاية لهم في ميدان الحب حتى يرث الله الأرض ومن عليها.
وكم من مصلحين سولت لهم نفوسهم رد حال عاشق إلى صواب قيد من قيود الحشمة، فخاب سعيه، وخسر عمله، ورجع يضرب اليسرى على اليمنى تائباً من جريمة نصح العاشقين، وجريرة هداية المحبين..وما علم ذلك الناصح الناسك، الزاهد أن الحب في حد ذاته شمولية طامعة لا تدع ثغرة يحيا بها صاحبه بعيدا عن سلطان الهوى، وهيمنة العيون النجلاء القاتلة، وليرني ناصح نتيجة نصحه! هل بلغ من قناعة العاشق إلا ما يبلغ شدق الظاميء من سراب البقاع الجافة! .
ياليت ذوي العقول الراجحة ينتفعون بعقولهم، بعيداً عن انحراف وغي أهل الهوى؛ فالهوى دينهم، وديدنهم، ومعاذ الله أن يعودوا إلى عقل، أو رشاد، أو سماع نصح وهم غرقى عين، وهلكى شفة، وقتلى قد، وصرعى خد..