أحدث المشاركات
صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 25

الموضوع: بين مد وجزر

  1. #1
    الصورة الرمزية كريمة سعيد أديبة
    تاريخ التسجيل : Nov 2009
    المشاركات : 1,435
    المواضيع : 34
    الردود : 1435
    المعدل اليومي : 0.27

    افتراضي بين مد وجزر

    ظلت تتأمل الأضواء المتلألئة في الشوارع، وهي تمر أمام ناظريها في لمح البصر والقطار يغادر الرباط أكدال ويطوي المسافة بدخوله الرباط المدينة، كان ينتظر قدومها بعد كل سفر ولا يفوت ذلك لأي سبب، هاتفها لا يتوقف عن الرنين لدرجة الإحساس بالحرج ...

    لقد ظنت بأنها بلغت غايتها وحققت حلم حياتها الذي كانت تتمناه وتصبو إليه منذ زمن بعيد، لقد فازت بامتلاك قلبه الذي كان بدون شك متعطشا لقلب يشاركه هبات الحياة ويسكن إليه من الأزمات، كان يقول وهي تصدق كل ما يقول؛ فهو فارسها الهمام الذي لا ينطق عن الهوى: حبيبتي أنت أجمل ما حدث لي في الحياة، عمري قبلك هباء، من بلاد بعيدة كنت أناديك.. يا روحي بدونك أنا بلا روح ..لقد نجحت في امتلاكي كما لم تفعل امرأة برجل. ..فكانت من طيبتها التي تصل حد السذاجة تصدق الأوهام وترتمي في أحضانه كالبلهاء.

    يوقظها من ذكرياتها صوت ينبئ القادمين إلى الرباط بالهبوط والخارجين منها بأوان المغادرة ... تتطلع في الوجوه فلا تلفى أي معنى ،،، وجوه تلبدت بالهم اليومي.. يتأبط بعض الجرائد وبعض يراقب الحركة الغريبة بين الإقبال والإدبار ...

    غريبة هذه الحياة، بالأمس تعطلت المواصلات بسبب الفيضانات فكان الجو مقفرا خاليا وساكنا، واليوم تدب الحياة وتخرج الحشود في حركة وجودية تعلن ميلاد شعب ...

    رن محمولها، وجاءها هذه المرة صوت صديقتها، أشرق وجهها عندما علمت بأنها ستكون هنالك لدى وصولها، أحست بأن الحياة تبتسم لها دوما .. تشملها العناية الإلهية فتبعث من يزيح كابوس الضيق والألم.... تحمد الله دائما على هذه النعمة.

    حقق كل منهما مراده وفاز بقلب الآخر ونسي في ذروة الانتصار الاحتفاظ بمفتاح نفسه.....
    وذات يوم عندما تفقدت قلبها لم تجده ولما كاشفت عواطفها تنبهت إلى أنها أنكرت ذاتها وانصهرت فيه حتى أصبح قلبها لا ينبض إلا على صوته أو ذكره..

    ينبعث صوت فيروز.. ينعشها وينتزعها من تداعياتها فتردد " أعطني الناي وغن " وتستدرك عندما تلاحظ بأنها في القطار فتحمر وجنتاها خجلا .. وتلتصق بمقعدها في زاوية العربة وتدس وجهها في كتاب " الجرح والتعديل" لبنسالم حميش..

    تحايل منطقي، للهروب من حب استطلاع من معها بالعربة..

    قررت الاستقلال والمطالبة باسترجاع قلبها المفجوع فبدا يبكي كطفل أرهقه الغياب والنواح، وبمجرد أن لمحها استعاد هدوءه النسبي... نظر إليها وكأنه ينتظر قدومها منذ ألف عام، فرأت في عينيه نوافذ تطل منهما ذكراها الحزينة، تقدمت وتمعنت فيه فوجدت فمه يبتسم بتوسل وأنين وعلى خديه خيطين من شآبيب الدموع، فسألته بإشفاق عن سبب الدموع فقال إنه كان يعتقد أنه لن يحس نبض قلبه من جديد بعدما سكنت دقاته بفجيعة رحيلها ...

    _ إلى أين وجهتك ؟ هل أنت من الرباط؟ ...توالت سلسلة من الأسئلة كالسيل ..كالإعصار كالطوفان..عجيب هذا الاقتحام ... لست أدري كيف يسمح بعض بالتطفل والدخول إلى محراب الآخرين..

    التفتت إلى صاحبة السؤال فابتسمت وقالت: عذرا اندمجت في الرواية ولم أسمعك، أشكر لك اهتمامك ، ودون أن تمنحها فرصة إعادة السؤال، خاطبت الفتاة المقابلة لها: الرباعيات أجمل في لغتها الأصلية..مع أن ترجمة رامي قد جعلتها تتغلغل في شراييننا وخاصة بصوت أم كلثوم الشجي..

    الفتاة، مبتسمة ابتسامة الفطين: لم أقرأها بالفارسية، ولكن أم كلثوم جعلتني أبحث عنها لأتعمق في معانيها... وأنت هل تتقنين الفارسية ؟

    ابتسمت وقالت: الفارسية كغيرها من الأشياء التي نمتلكها ثم نركنها على جنب فتضيع منا بالتدريج.. تاهت مني أبجدياتها في زحمة الحياة.. ولكن أجمل شيء أنني قرأت الرباعيات في لغتها الأصلية ..

    رمقتها المرأة الأخرى نظرة تحمل الكثير من المعاني، فنظرت إلى الفتاة ووجدتها تنقل نظرها بينهما وكادت تنفجر في ضحك هستيري..

    يا لمفارقات الحياة، كيف لا يتعب من ينظر إلى العالم وكأنه علبة كبريت..
    رحم الله المتنبي:
    ذو العقل يشقى في النعيم بعقله "" وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم
    ماذا لو كانت تلك الفئة على حق ؟؟ لماذا نفلسف معاناتنا وتستغرقنا الحياة وتعكر قضايانا المصيرية كل مزاجنا ...

    قال لها، وهو مبتهج برؤيتها، بأنه كمن يحيا حلما بديعا لا يريد الاستيقاظ منه أبدا، فلما رأى لا مبالاتها بادرها بالقول: عيناك جنتي فلا تطرديني منهما، احتويني وانثريني بعدها كما تشائين، أريد أن تعانقيني علّي أسترجع فؤادي اللاهث خلفك ومعذبي، ضميني وذوّبيني حنانا ياحياة الروح ومهجتي....

    تجدد نداء الصوت الآلي: محطة القنيطرة gare de kenitra.... نزلت الفتاة بعدما تمنت لها رحلة موفقة وسعيدة ..

    آه...ما السعادة سوى شبح يرجى...
    ارتسمت ابتسامة ساخرة على شفتيها ..رحم الله جبران..واعترضت في نفسها: لا نملّها ولكن من يتركنا لنستمتع بعذوبتها.. معادلة صعبة عندما يرتهن مصيرك بالآخر..فالسفينة لا يقودها إلا ربان واحد ..نواجه خسارة الرهان عندما يشرّق أحدنا بينما الآخر يغرّب...والطامة الكبرى عندما يكثر الشركاء في الفرح والسعادة فنتوه وتختلط علينا الوجهات...والأماكن ..جميلة جدا هذه الأغنية ...

    أحست برجفة وانتابتها الذكريات عن لحظات توجها خلالها ملكة عندما أعلن بأنها امرأته لكل الأزمان، لحظات هي أيام وسنوات من عمرها، فلملمت نفسها المعذبة وهمت بالانصراف.
    فإذا به يجري خلفها ويقول: تعالي معي نرقص للهوى كما ترقص الفراشات حول الأزهار، لأن الدنيا حزنت لهجرك لي وأعلنت الأحزان إلى أن يكون منك الوصال، أرجوك لبي هذا النداء فقد طال الانتظار، طريقك طريقي فلا تعاندي القدر ...

    يا لجحود الانسان، يسعى خلف الهدف بكل ما أوتي من قوة، ويتعب قبل أن يحظى به، ولكنه لا يحمد الله أبدا على تبليغه المرام .. بل يعتقد بأنه قد امتلك العالم، أهو غرور أم ثقة ؟؟ أم مجرد تهور ولحظة طيش ... ياه هذا الطيش مشجب تعلق عليه كل نزوات الرجل .. وأقل منها بكثير هي جريمة لا تغتفر للمرأة .. تناقض مقيت .. نزوة ؟؟ بل جرم وفضاعة نفس ضعيفة ... الغلط غلط ولا يمكن تجزيئه أبدا ....

    تذكرت السيد نعيم عندما كان يقول بأنه لا يتصور التمييز بين ابنته وابنه مطلقا... فكلاهما نفس واحدة ... وكم ناقشته في هذه الفكرة ... لم تكن تعلم بأنها ستحس وقع ذلك التمييز..... الرجل لا يعيبه سوى جيبه !!! من هذا الفيلسوف الذي سن هذه السنة ...لو كان جدي حيا وتعرف عليه لجعلهم يتوجونه في كرنفال السوق القديم 1...

    أحست بانفراج وهي تتذكر ذلك الموسم الذي تتباهى فيه القبائل بأفضل قصعة2 ومر شريط طفولتها الجميلة أمامها فترحمت على والدها الذي كان كأميرة باعتبار أن نسل عائلتها يطغى عليه الذكور.

    ردت عليه بيقين وإصرار: تعرفني، فراشة ليس كباقي الفراشات، رهيفة أنا وضعيفة أمام النبل والمعروف ولكن أمام الخسة والنذالة أنسحب وأترك خلفي اليباب،،، عنود لا أتراجع عن أي قرار... سمه عيبا أو ما شئت ولكن أبدا لن أقبل بهذا الجبن ...

    الله يرحمك يا بابا، ثوري ثوري3...
    كان يقولها ضاحكا عندما كانت تتخذ قرارا طفوليا بريئا وتصر عليه ... وتحتج والدتها: ستضيع هذه البنت بدلالك لها ... فيجيب: ألا تستحق ؟؟ ... انظري إليها لاتظلم أحدا وعقلها عقل حكيم ويزن بلدا....
    _ أين غابت حكمتي عندما اقترنت بهذا الشخص... لو سمعت رأيك الثاقب يا أبي لوفرت على نفسي هذا العناء...

    نظرت إليه واثقة من نفسها وقالت: قد أكون نحلة رفيقة بالأزهار، ولكنني خطيرة على الأوغاد، فارحل _لا أراني الله وجهك_ في طي النسيان، فجسمي لم يعد يحتمل معك غدر الزمان.

    أصرت أن تسمعها منه قبل خروجها لترتاح وتعود إليها السكينة ... لن يرتبط اسمها بشخص كهذا بعد الآن ....

    كان رجل أعمال ناجح ساعدته دراساته العليا على إدارة المشاريع بمهارة، وهبه الله كل شيء ولكن الجحود تلك الآفة التي تستبد بالإنسان عندما يفسح المجال لإبليس ويغلق باب الضمير جعله يندس على بعض الشرفاء ويوجه إليهم طعنات متتالية بالوشاية بهم للأمن بأشياق ملفقة... وحاول اختراق حرمة بيوتهم...حقيقة أخرى مرة تنضاف للفاجعة......

    لم تفارقه إلا بعد حصولها على حريتها ...إذ انطلقت مرفوعة الرأس واثقة الخطوات وقد تركته خلفها ليس للذكرى ولكن للنسيان.

    محطة فاس...فاس gare de Fes

    نزلت من القطار وفي المحطة وجدت صديقتها، تعانقتا وخرجتا فهبت نسائم المدينة على وجهها وأحست ببرودة خفيفة تسري في كل جسمها...

    وفجأة بدأت زخات المطر كأنها جاءت لتغسل حياتها كما كانت تغسل وجهها ... قالت لها صديقتها : أسرعي كي لا نتبلل..
    التفتت إليها وقالت: بإمكانك الإسراع وانتظاري بالبيت...أما أنا فلابد من أن أعيش لحظة ميلادي التي ابتدأت الآن ... وبدأت تسير تحت المطر ...نشوى
    وانضمت إليها صديقتها وهي تنشد كما في الابتدائي:
    إخوتي هيا "" قد جاء المطر

    كانت سعيدة لأول مرة بعد كابوسها الطويل، واستمرت في طريقها وهي تضحك كالموج على حد تعبير محمد برادة.....




    ......................... (الهـــــوامــش ).................................................


    1-احتفال يقام بإحدى القرى الريفية ( نسبة إلى سلسلة جبال الريف) ويختار أثناءها أحسن قبيلة وكذلك يتوج أحسن بطل من الشباب المتنكرين ليكون زعيكم شباب كل القبائل لمدة سنة أي لحين اختيار بطل جديد...

    2- القصعة إناء تقليدي عبارة عن طبق كبير من الفخار أو الخشب تحضر فيه العجائن كما يسقّى فيه الكسكس، وقد كانت القبائل تتفنن في إعداد أكبر قصعة كسكس بخليط الزبدة والعسل وإخفاء أكبر قدر ممكن داخله من اللحم وتعرض أمام وجهاء من مختلف القبائل للحكم واختيار الأفضل

    3- ثُورِي هي في الأصل "ثُرِي" من دون تمديد وهي كلمة أمازيغية - ريفية بمعنى صعدت وارتفعت ...وهذا مثل للدلالة على الإصرار على الشيء والعناد ..فكلما تشبث شخص برأيه يقال له: ثُرِي ثُرِي. بمعنى نعلم أنه لن يغير رأيه وهذا المثل يقابله بالعربية مثل آخر وإن اختلف سياقهما وهو: معزة ولو طارت.
    وقصة هذا المثل أن شخصا من قبائل الريف كان نائما تحت شجرة التين وسمع حركة فوق الشجرة فأخذ يسأل : من هناك؟؟
    وأعاد السؤال ولكن بدون جواب وأعاده للمرة الثالثة مع التحذير والتهديد بإطلاق الرصاص ولما لم يستجب الشخص المختفي بين أوراق التين في المرة الثالثة هب الرجل قائما وصوب البندقية نحو مصدر الصوت حينئذ صرخ الطفل ضاحكاً : هذا أنا يا أبي . فأجابه الرجل:" ثُرِي ثُرِي وَرْيَا ثْهْوَا" (أي ارتفعت ارتفعت ولن تنزل) وأطلق النار على الصبي وأرداه قتيلا.

  2. #2
    الصورة الرمزية د. مصطفى عراقي شاعر
    في ذمة الله

    تاريخ التسجيل : May 2006
    الدولة : محارة شوق
    العمر : 64
    المشاركات : 3,523
    المواضيع : 160
    الردود : 3523
    المعدل اليومي : 0.54

    افتراضي

    الأديبة القديرة الأستاذة كريمة سعيد


    تحية زاهرة ناضرة لقصتك العالية فنا ووعيا وإدراكا أنموذجا فريدا للقصة العصرية الثرية بالتناص مع الوجوه الثقافية المتعددة بإحساس درامي وسرد موحٍ وحوار كاشف عن طبيعة الشخوص

    همسة

    العنوان موغل في النثرية
    أقترح:
    بين مد وجزر

    والرأي لك

    بوركت

    ودمت بكل الخير والسعادة والإبداع
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي ولريشة الغالية أهداب الشكر الجميل

  3. #3
    أديب
    تاريخ التسجيل : Aug 2007
    الدولة : سيرتـا
    العمر : 46
    المشاركات : 3,845
    المواضيع : 82
    الردود : 3845
    المعدل اليومي : 0.63

    افتراضي

    المورقة / كريمة سعيد

    جميلة جدا هذه الرحلة القصصية المشوقة ، و التي حملت الكثير من نقاط التوقف الضرورية تماما كتلك التي يسجلها القطار في مساره الثابت .

    قصة عكست بحق المد و الجزر الذي كان يعتمل في نفسية الكاتبة و ذهنها ، و الذي قامت بإسقاطه تباعا من خلال المشاهدات الواقعية الحالية ، أو من خلال اجترار لصور علقت بالذهن لتعيد إحيائها وفق اللحظة و النداء - إن صح التعبير - لبسط مفاهيم و مدركات معينة ، هي انعكاس حي لطبيعة شخصية الكاتبة ( البطلة في القصة ) .

    فكان الجو مقفرا خاليا وساكنا / هنا أعتقد أن استعمال صفات المكان لا يقترن بالجو ، و أرى أن الوصف غير مناسب حسب ذوقي طبعا .

    أشاطر أستاذنا القدير / مصطفى عراقي ملاحظته حول العنوان .

    قصة رائعة بالفعل و راقني المكوث بها ، و كذلك استعمال الموروث الشعبي فيها بذكاء و حنكة .

    تقبلي اعجابي الشديد ...

    إكليل من الزهر يغلف قلبك
    هشـام
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  4. #4
    الصورة الرمزية ابن الدين علي قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Sep 2006
    الدولة : الجزائر
    المشاركات : 557
    المواضيع : 112
    الردود : 557
    المعدل اليومي : 0.09

    افتراضي

    هي قصة مثيرة للإهتمام و التوقف عندها .. فالقارئ يسافر من خلالها عبر فضاءات إجتماعية نفسية..
    دمت مبدعة

  5. #5
    الصورة الرمزية محمد ذيب سليمان مشرف عام
    شاعر

    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    المشاركات : 19,255
    المواضيع : 522
    الردود : 19255
    المعدل اليومي : 3.71

    افتراضي

    قصة جميلة استهلكت وقتا أكثر
    كنت أعود لبعض الفقرات التي كنتِ تضعين فيها بصمتك
    وهذا ما يميز خطك القصصي
    عندما أرى نصا طويلا أحاول الإبتعاد ولكنني بعد قراءة هذا النص أجدني
    سأعود اليك لما وجدت به من رؤية تستق الوقوف
    شكرا لك ودمت مبدعة

  6. #6
    الصورة الرمزية كريمة سعيد أديبة
    تاريخ التسجيل : Nov 2009
    المشاركات : 1,435
    المواضيع : 34
    الردود : 1435
    المعدل اليومي : 0.27

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د. مصطفى عراقي مشاهدة المشاركة
    الأديبة القديرة الأستاذة كريمة سعيد


    تحية زاهرة ناضرة لقصتك العالية فنا ووعيا وإدراكا أنموذجا فريدا للقصة العصرية الثرية بالتناص مع الوجوه الثقافية المتعددة بإحساس درامي وسرد موحٍ وحوار كاشف عن طبيعة الشخوص

    همسة

    العنوان موغل في النثرية
    أقترح:
    بين مد وجزر

    والرأي لك

    بوركت

    ودمت بكل الخير والسعادة والإبداع
    الأديب الراقي د. مصطفى عراقي

    سعادتي كبيرة جدا بهذا المرور الوارف وشرف كبير لي أن تروقك هذه التواضعة

    وبالنسبة للعنوان أوافقك الرأي وقد وقفت لديه طويلا

    وأسرك أمرا أستاذي الجليل أنني لا أحسن أبدا اختيار العناوين .... وأغلب نصوصي بلاعنوان

    أرجو من الإخوان المشرفين العمل على تغييره كما اقترحته دكتور "بين مد وجزر"

    باقة ياسمين لسمو شخصك وتقديري

  7. #7
    الصورة الرمزية مازن لبابيدي شاعر
    هيئة تحرير المجلة

    تاريخ التسجيل : Mar 2008
    الدولة : أبو ظبي
    العمر : 64
    المشاركات : 8,888
    المواضيع : 157
    الردود : 8888
    المعدل اليومي : 1.51

    افتراضي

    أديبتنا الفاضلة كريمة سعيد

    قص ممتع بحق ، تهيبت من قراءة القصة أكثر من مرة لطولها بعض الشيء ولكنني اليوم ما كدت أشرع في قراءتها حتى رأيتني أبحر في عبابها ، وأستمتع بمدها وجزرها .
    قصة أودعتها كاتبتها كماً معتبراً من الحكمة وخلاصة التجربة سواء منها المحكي على لسان بطلتها أو المقتبس من غيرها .
    السرد كان ممتعاً ببناء قوي في جله مرتبطاً بمشهد أساسي مع تداخلات مشاهد أخرى من الذاكرة والتأمل بأسلوب هادئ متزن إلى حد كبير ، إلا أن بعض النقلات افتقرت إلى الانسيابية والترابط .. لاحظي مثلاً هذه النقلة :

    تحايل منطقي، للهروب من حب استطلاع من معها بالعربة..

    قررت الاستقلال والمطالبة باسترجاع قلبها المفجوع فبدا ......

    بدت النقلة شديدة وغير مرتبطة ، مع تغير كبير في المزاج بين المشهدين بحيث يحس القارئ أن هناك سطراً أو جملة ناقصة .

    - بعض التعابير لم تكن موفقة كذلك أختي ، منها المثال الذي ذكره أخي الأديب هشام عزاس ، ومنها - حسب ما أرى - "وتخرج الحشود في حركة وجودية تعلن ميلاد شعب ..." ، فأين الميلاد في خروج الشعب بعد فيضان أمطار ، الأمر لم يكن كارثة طامة أو جائحة كبرى ، وكنت أفضل " ... تعلن إستمرار الحياة .." مثلاً . والرأي لك طبعاً أديبتنا .

    - كذلك أختي كريمة يبدو أن بعض الكلمات قد سقطت منك سهواً والله أعلم ، فلم أفهم مثلاً قولك : "فترحمت على والدها الذي كان كأميرة باعتبار أن نسل عائلتها يطغى عليه الذكور." ... إلا بإضافة .. يراها أو يعتبرها ...كأميرة .

    هذا المثال وغيره من بعض الهنات اللغوية كان يمكنك تفاديها أديبتنا القديرة بشيء من المراجعة ، وحبذا لو شكلت الكلمات ليكتمل بهاء القصة وألقها .

    أكرر أخيراً إعجابي بقصتك أختي كريمة ، وأرشحها للفوز بقصة شهر أيار .

    ولك التحية ووافر التقدير
    يا شام إني والأقدار مبرمة /// ما لي سواك قبيل الموت منقلب

  8. #8
    الصورة الرمزية كريمة سعيد أديبة
    تاريخ التسجيل : Nov 2009
    المشاركات : 1,435
    المواضيع : 34
    الردود : 1435
    المعدل اليومي : 0.27

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هشام عزاس مشاهدة المشاركة
    المورقة / كريمة سعيد

    جميلة جدا هذه الرحلة القصصية المشوقة ، و التي حملت الكثير من نقاط التوقف الضرورية تماما كتلك التي يسجلها القطار في مساره الثابت .

    قصة عكست بحق المد و الجزر الذي كان يعتمل في نفسية الكاتبة و ذهنها ، و الذي قامت بإسقاطه تباعا من خلال المشاهدات الواقعية الحالية ، أو من خلال اجترار لصور علقت بالذهن لتعيد إحيائها وفق اللحظة و النداء - إن صح التعبير - لبسط مفاهيم و مدركات معينة ، هي انعكاس حي لطبيعة شخصية الكاتبة ( البطلة في القصة ) .

    فكان الجو مقفرا خاليا وساكنا / هنا أعتقد أن استعمال صفات المكان لا يقترن بالجو ، و أرى أن الوصف غير مناسب حسب ذوقي طبعا .

    أشاطر أستاذنا القدير / مصطفى عراقي ملاحظته حول العنوان .

    قصة رائعة بالفعل و راقني المكوث بها ، و كذلك استعمال الموروث الشعبي فيها بذكاء و حنكة .

    تقبلي اعجابي الشديد ...

    إكليل من الزهر يغلف قلبك
    هشـام

    أحيانا نتقمص شخوص كتاباتنا ونندمج فيها حد نكران الذات أو العكس

    بالنسبة للوصف تحملنا بعض الانزياحات في مواقف كثيرة عن عدم الوعي أو الإدراك

    بالفرق وهذا ما حدث معي بالذات ...لأن أثناء الكتابة استشعرت ثقل الجو وانعكاسه

    على الفضاء المكاني الذي بسبب ذلك أصبح مقفرا وموحشا ....

    وهكذا أسقطت صفات المكان على الجو دون التفكير في كون ذلك عيبا لغويا...

    أما بالنسبة للعنوان أتفق معك ومع الدكتور مصطفى عراقي وقد عبرت

    عن رغبتي في تغييره ولكن لم يقم بذلك أحد وأرجو أن تتفضل بذلك أخي الكريم ولك جزيل الشكر

    الأديب الراقي هشام عزاس

    يشرفني دائما مرورك الجميل ويسعدني أكثر ملاحظاتك التي تثري مواضيعي

    والتي أتمنى ألا تحرم نصوصي منها

    كل المودة والتقديري

  9. #9
    الصورة الرمزية كريمة سعيد أديبة
    تاريخ التسجيل : Nov 2009
    المشاركات : 1,435
    المواضيع : 34
    الردود : 1435
    المعدل اليومي : 0.27

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابن الدين علي مشاهدة المشاركة
    هي قصة مثيرة للإهتمام و التوقف عندها .. فالقارئ يسافر من خلالها عبر فضاءات إجتماعية نفسية..
    دمت مبدعة

    الراقي ابن الدين علي

    شرفتني بمرورك العطر وسعيدة بتواجدك بمتصفحي

    تقديري ومودتي

  10. #10
    الصورة الرمزية د. نجلاء طمان أديبة وناقدة
    تاريخ التسجيل : Mar 2007
    الدولة : في عالمٍ آخر... لا أستطيع التعبير عنه
    المشاركات : 4,224
    المواضيع : 71
    الردود : 4224
    المعدل اليومي : 0.68

    افتراضي

    ما ضاع من شعورنا ما علمنا! قالها لي مرة أبي المبدع مصطفى عراقي, وهي في محلها تمامًا هنا وتفق مع مدار الغدر لدى الأنا لأخرى, وها هو يعود وقد أشار بملاحظة العنوان الرائعة , وأنا أتفق معه تمامًا فيها. المدخل كان موفقًا وقلب الحبك عندك استطال كثيرًا تحت ضغط الوقع الفسي للكاتبة والسرد المباشر المطول للأحداث, وحتى النهاية التي أطالها السرد المفصل.

    أراها مشروع رواية ناجح جدًا


    تقديري
    الناس أمواتٌ نيامٌ.. إذا ماتوا انتبهوا !!!

صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. مدٌّ وجَزرٌ
    بواسطة كاملة بدارنه في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 19
    آخر مشاركة: 10-03-2015, 01:03 PM
  2. مَدٌ وجزْر
    بواسطة د محمد عاصي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 14
    آخر مشاركة: 20-11-2011, 06:04 PM
  3. مدّ ذؤابة!
    بواسطة كلمات في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 12-07-2009, 11:25 PM
  4. مد وجزر
    بواسطة مينا عبد الله في المنتدى أَدَبُ العَامِيَّة العَرَبِيَّةِ
    مشاركات: 24
    آخر مشاركة: 11-06-2006, 04:59 PM