|
ستون قرنا والجراح تسيــــــلُ |
والآه تكبر والعذاب يطـــــــولُ |
والريح تقتلع الجذور غريبــــةً |
وتطيح عرشاً زانه المقتـــــــولُ |
والبومة الرقطاء تعوي بالــردى |
حمراء في أحشائها الأسطـــولُ |
تجني ثمار الحب في أرض الهدى |
وتمص عذب حليبها وتنــــولُ |
ستون قرناً والحنين إلى الربــا |
هو في دمي عشقٌ شذاه عليـــلُ |
وحمائم الحقل اليتيم أمضَّهــا |
شوقٌ روته محبةٌ وهديــــــــلُ |
تصبو إلى حضن الديار وعذبها |
وشقائقٍ وسط المروج تميــــــلُ |
ما أطيب الليمون في كرم الهوى |
والبرتقال وشهده المعســـــولُ |
وجنى الروابي بالكنوز يمدهـا |
واللوز فوق جبينها إكليــــــلُ |
ستون قرنا والديار حزينـــــةٌ |
في غربةٍ أملى عليها الغـــــولُ |
إني أرى يافا الجميلة أقفرت |
والنخل فيها ناحلٌ وعليـــــلُ |
والبحر يبكي الخِلَّ في ألحانه |
والبيت يهرم والقصور طلـــولُ |
ومروج حيفا بالخريف توشحت |
يبكي عليها البلبل المتبـــــــولُ |
ستون قرنا والمروءة تنحنـــي |
والأسد تركع والخيول عُجولُ |
والسيف للرقص المذلِّ صليله |
ولزينةٍ يزهو بها المسطـــــولُ |
ياسائرين إلى السراب بأمــةٍ |
ورؤوسكم خلف الذئاب ذيولُ |
ستسجل الأيام رحلة عاركم |
ووفاة نخلٍ قد رواه صهيــــلُ |
ستون قرنا والعواصف في دمي |
والنار تغلي والفؤاد غليـــــــــلُ |
والقادمون من الجراح كتائبٌ |
والزاحفون إلى النهار سيــــــولُ |
وسنابل الأقمار تسقط للعـلا |
في زفةٍ عند الكريم نـــــــــزولُ |
والحلم ينهض هاجراً أوجاعه |
ونجومه للعائدين سبيـــــــــــــلُ |
يا طائري رتل أهازيج وارقب |
صباحا في غدٍ سيـــــــؤولُ |
صبحٌ جليلٌ في السماء جذوره |
سيضيؤه سيف الفتى المسلــــــولُ |