الفخ
حين هدم الكافر المستعمر الخلافة بل قبل ذلك علم منذ خطط لاحتلال الأمة والتسلط عليها أن صراعها ضده لن يتوقف، وكان عليه ليديم سيطرته عليها أن يضع قوانين لعبة الصراع. وكان أول قانون وضعه بعد أن فتت أشلاء الأمة في كيانات مفبركة أسماها أقطارا وأوطانا وممالك وإمارات وجمهوريات أن تتم اللعبة من خلال قانون القُطريّة.
وكان القانون الثاني هو فصل الدين عن الحياة، ومنعه من الرجوع سيدا موجها، فإن أخفق في هذا ما صدره من أفكار قومية ووطنية وإقليمية وقطرية أو ما هبطت إليه الأمة من أسوإ موروثاتها المذهبية والطائفية والعشائرية وأذكاه الاستعمار ووكلاؤه، كان له القانون الأول بمثابة الشبكة التي تقيه السقوط، فإن كان المسلمون سيستعيدون تفعيل دينهم في أمور الحكم والسياسة فليكن ذلك في الإطار القطري. هذا الإطار الفخ، الذي يقزم كل ما بداخله. بل يجعل الإسلام في هذاالإطار خادما للقطريّة مشرّعا بمعارضته ( الشرعية-الديموقراطية!!!) الهزيلة المهزومة لكل موبقات الأنظمة القطرية.
أليس من المفارقات ما استقر في أذهاننا من تضييع لأهمية الجماعة ذاتها مع شدة الحرص على صلاتها؟
هل من فارق لمن هو خارج القفص بين أسد في قفص وفأر في قفص؟
وعليه فإن أية ممارسة تحترم القطرية وتنطلق منها فهي في صالح الغربي المحتل ( منذ 1918 للآن بغض النظر عن مسرحيات الدول حكاما وجيوشا وبرلمانات وشعوبا )
ولا يكون العمل مفيدا إلا بنقض قانون المحتل الأول (القطرية) وتحطيمه ابتداء كشرط أساس لا بد منه ليكون أي عمل آخر مجديا.
إن الدولة القطرية جريمة بحد ذاتها. وليس حاكمها كائنا من كان يستطيع أن يستمر في حكمها ما لم يقبل بوظيفة الحارس لمصالح الغرب، وفي تصفية الغرب لمن شذّ من حكامنا عن هذه القاعدة ( وقليل ما هم) مصداق لهذا القول.
إن الإيمان والمشاعر والتضحيات وقود يصب في سيارة لا يقودها واحد منا.
دماء المسلمين في الهند سفحت لفصل باكستان عن الهند وكأن الهند ليس للمسلمين منها إلا ما شطّر عنها
دماء مليون شهيد في الجزائر – من يحكم الجزائر اليوم؟
دماء خيرة شباب المسلمين في أفغانستان من أفاد منها ؟
دماء المسلمين في فلسطين على الأقل منذ 1965 أكان لولاها يكون ممثل شرعي وحيد يتنازل عن 80% من البلاد باسم أهلها لغاصبيها.
فادعوا الله تعالى أن يرحم الشهداء وأن يلهم الأحياء سواء السبيل.
مطالعة بهذا الصدد:
http://hewar.khayma.com/showthread....DD%C7%D9
هي الخلافة فرض من شريعتنا
........................حبل من الله فيه العزّ والشّان
رد مع اقتباس
