|
من خلف أمواج الدجى أبصرتـــه |
|
|
يشكو لهيب القيد والحرمـــانِِ |
وعيونه تحكى إلى توجعــــــا |
|
|
والوجه يلعن قسوة السجــــانِ |
من حوله الأشواك أنياب الردى |
|
|
والبوم ترصد زفرة العقبــــــان |
قد عاش كنز العمر فى زنزانـــة |
|
|
لفته في جحر كما الأكفـــــــان |
يجثو وحيدا لا أنيس بقربـــــه |
|
|
إلا أنين الريح والجــــيران |
هو كالغضنفر راقدا فى عـــــزة |
|
|
فى صدره نار كما البركـــان |
يصبو إلى الماء المبعثر حولــــــــــه |
|
|
فيصده وحش كما الشيطـــــان |
بالنار ينخل بدره متسليــــــــــا |
|
|
ويدقه بسلاسل الحيطـــــــان |
ويصب أحقادا عليه ضريـــــــــرة |
|
|
ويكبه في مرجل الغليــــــــان |
الفكر أسقمه وأسقى غصــــــــــة |
|
|
والنفس عافت ربقة الإذعان |
فتطوف نظرته برؤية حالـــــــــم |
|
|
حول المروج بلهفة وحنـــــان |
ويرى الطيور الشاديات مواكبـــــا |
|
|
في الجو تسبح حلوة الألـــوان |
ويرى زرافات الخراف طليقــــــة |
|
|
فوق التلال سعيدة الجريـــان |
والزهر في الربوات يهفو حالمــــــا |
|
|
بهوى النسيم العابر الولهان |
تلك الطبيعة قد تكامل عرسهـــــا |
|
|
حرية ضجت بكل مكـــــــان |
حرية كالحلم أيقظت المنـــــــــــى |
|
|
وتناغمت في القلب والوجـدان |
فتجول فى عينيه دمعة عاشـــق |
|
|
ويشده شوق إلى الغيطــــــان |
فيهز أنياب العذاب تحديـــــــا |
|
|
ويصيح صيحة مارد عطشــان |
وطنى فديتك صبوتى وسعادتـــى |
|
|
ومراتعى وملاعب الولـــــــدان |
إنى هنا فى القيد أنسج موطــــنى |
|
|
وأحيك شمسا من دجى القضبــان |
فالفجر يولد من بطون دجيـــــــة |
|
|
والغيث من غيم السما الغضبـــان |
والورد يزهر وسط شوك جـــارح |
|
|
والعشق ينضج من جوى الأشجان |
والسجن يزرع فى العزيمة جــذوة |
|
|
والظلم يشعل جذوة النــيـران |
يا درة البلدان يا دنيا الهــــــــوى |
|
|
أرض الشموخ وقبلة الأديــــــان |
ما دام نور الشمس فينا ساطعـــــا |
|
|
سنذيب ليل القهر والأحـــــزان |
ونعيد نجمك فى الأعالى خافــــــقا |
|
|
والسجن يصبح جنة الرحمــــان |