|
ليس العزاء لأستاذي ابنُ ياسينِ |
لكن لأمتنا أرثي و للدينِ |
ما البغي إلا على أحياء أمتنا |
أما الشهيد فنال العز في الحينِ |
نال الذي يرتجي من ربه أبداً |
فكيف نأسف أو نسعى لتأبين |
ما كان في حَزَنٍ من ذاق جنته |
نحن الذين همُ صرعى مساكينِ |
يا كم لبثنا على أسباب ذلتنا |
و الناس من حولنا شم العرانين |
ثاروا على يأسهم ، نمنا و ما انتفضت |
أسودنا في الوغي مثل البراكين |
إن الذي موتهُ لله منتصرٌ |
مثل الذي شأنه يحيا لذا الدينِ |
مضى الشهيد سمت روحٌ لبارئها |
أزكى من العطر من فوحِ الرياحينِ |
شرُ البلاغِ بلاغٌ لا صباح به |
أضحت قفاراً به خضر البساتينِ |
بات المساء ينير الغدر جانبهُ |
فيه العِداة بجمر الموتِ ترميني |
إسلامنا يشتكي لله غربته |
مما دهاه على أيدي السلاطينِ |
أين العطاء وأين الشعب منتفضاً |
أين الزعامة أين الحق يأتيني؟ |
أبكي على أمتي من سوء ما بلغت |
غدت مروءتها من دون تثمينِ |
يا أ كرم الناس إلا في مبادئكم |
يا أشجع الناس إلا في الميادينِ |
يا أخذل الناس إلا في مخالفة |
يا أسرع الناس في شكٍ وتخوينِ |
خاب الذي عاش في قومٍ يجمّعهم |
كأسُ ودشٌ لهُ فعل الطواحينِ |
من لي بفعل يهز العابثين بنا ؟ |
من لي بنصرٍ يرد العز في ديني؟ |
هاتوا السلاح فقد آن الأوان لنا |
هاتوا السلاح فإن الموت يُرضيني |
هاتوا السلاح فما في الحق يكفيَنا |
موتُ اليهود ولا جند الشياطينِ |
كل الحياة لأجل الله أبذلها |
كل الممات لأجل الدين يجزيني |
فيم الحياة وهذا الموت يُصلحنا |
خير من العار في دنيا ستحييني |
إنا بنو أمةً أضحت مُسَيّرةً |
لما أبت عِزةً بالداء ترميني |
بتُ المُطارد في بيتي وفي وطني |
بِتُ العدو الذي دسوهُ بالطينِ |
أخشى خيالي إذا ما مر طائفهُ |
حتى كأن خيالي اليوم يعصيني |
جريمتي أن لي نهجٌ و لي خُلُقٌ |
جريرتي أن بي ديناً يغذيني |
بل إنها قصتي أحيا تحاربني |
خلْقٌ ترى عزها في الموت تسقيني |
نِلت العداء فما أبقيت باقية |
منهُ لغير دماءٍ في شراييني |
لكنني صابرٌ ، قد قلتها أبداً |
إن الشدائد أمرٌ ليس يُثنيني |
أني أنا مسلمٌ والدين عشتُ له |
والقدس قِبلتنا من قبل تكويني |
إني نذرتُ لرب الناس محتسباً |
روحاً أجود بها ، أني فلسطيني |