يطوف بكِ كما النحل بالعسل , لا يفارقُ دمكِ الممزوج بقطع السكر , يحوم كما الذئب حول قطعان الماعز , يترقبُ في لهفةٍ تأخر إحداهنّ ليفتكَ بها في لحظة غفلة , يخنقُ حركاتكِ و يلعنُ الهدوء إن لم يتمكن من سماع خفقاتِ نبضاتك !!
قد يغار العاشقُ من غريمه, و قد يحملُ له في القلب كراهية الحاقد, و قد يتمنى له الموت, و لكننّي يا حبيبتي غير كل العشاق أشفقُ عليه و أرثي حاله, فما علِم المسكين أنكِ استودعتِ كلكِ عندي, و بأنكِ قد تأخرتِ عن القطيع يوما , فكنتُ أنا الذئبَ الذي فتكَ بكِ , و حرّر حركاتكِ فما عاد يجدي بعدها خناق العابرين , و بأنني السكون الوحيد الذي يتقنُ فنّ الإصغاء .
غريمي يحاولُ و يحاول, و أراهُ معلقا من رجليه على حبل وصالنا, مصلوبا على لوح إخلاصنا, و وفائي لكِ خنجر يقطع أوصاله.
لا أُنكِرُ عليهِ الحب ، و لكنني كنتُ الأسبق و كان الأحمق
لا أُنكِرُ عليهِ الحب ، و لكنني غرقتُ قبلَ أن يغرق
فقد جاء متأخرا كذاكَ الأرنب, ركضَ سريعا فلم يلحق
سلحفاةُ روحي كانت بطيئة ، و لكنها في الحب كانت أصدق
غريمي يمثلُ كل الأدوار حتى صار ( عفوا على تعبيري يا كرام ) كحمار ينهق
و كان دوري واحدا فنلتُ الأوسكار و جمهور مشاعرها صفق .
أنا اليوم على غير العادة ، قلمي يبرق ، سحبي تشهق ، مطري يأتي على حبة قمح عصت سنبلة الوحي فأشرق
فكيفَ ألوم دواة حبري ، و قد استمدت من عينيها لونها الأزرق.
غريمي تخبّط, و راح يزقزق و يعوي كما الذئب في ليل ممزق, و راح يزور جسور القوافي و من لحنها العذب يسرق.
و تحتَ شرفتها التقينا فكنتُ الجريرَ , و كانَ الفرزدق .
غريمي يحاول و ما زال صلبا يرقبُ خطوي بعين المحدق , يحاورُ حينا و يغدرُ حينا , يتوسلُ ابتعادي بكل تملق .
و أنا الذي عصيتُ جنوني و هذبتُ عصفور طيشي, فما عاد في غير حديقتها يزقزق.
لستُ ملاكا لأفتح لكَ طريقا إلى قلبها و قد عاهدتها بعقد موثق
فلستَ جريئا لتقتحمَ عريني فموتكَ فيه يكون محقق.
فحصني منيع و حبي شراع لا يتمزق
غريمي يا سادة يحبُ الظهور و يعرفُ أنه من غير بريقها لن يتألق
و يعرف حتمًا بأنَّ الزهور تحنُ لملامسة خدها المورق
و يعرفُ أيضا بأن الشعور كيان فريد لا يتفرق
غريمي يحاول و ما زال صلدًا.. يعاندُ ريحي بكل تملق
يفاصلُ حينًا .. و يعزفُ حينًا
و ما زلتُ أراه بعين العاشق و أشفق !!