|
رَفْــرَفْـــتَ دُونَ جَــنَـــاحٍ فِــــــي سَـــمَـــا كَــــــرَمٍ |
وَصِـرْتَ سُحْبًـا نَمَـتْ حَتَّـى غَــدَتْ مَـطَـرَا |
يَا غَيْثَ صَفْحٍ أَتَى -وَالنَّفْسُ قَاحِلَةٌ- |
فَشَقَّ نَهْرًا بِهَا حَتَّى اسْتَوَى ؛ فَجَرَى |
وَاخْضَرَّ مِنْ حِلْمِهِ قَلْبِي فَلِنْتُ لَهُ |
وَمَسَّ حُجْبًا عَلَتْ عَيْنِي فَصِرْتُ أَرَى |
وَرُبَّ قَلْبٍ سَمَا بِالْخَيْرِ يَحْمِلُهُ |
يُهْدِيكَ بِرًّا .. وَإِنْ آَذَيْتَهُ صَبَرَا |
الْعُذْرَ يَا صَاحِبِي ؛ لَيْلايَ قَدْ بَعُدَتْ |
وَآَثَرَتْ أَنْ يَكُونَ العَيْشُ لِي كَدَرَا |
يَوْمَانِ مَرَّا بِلَا وَعْدٍ يُجَمِّعُنَا |
فَمَا سَمِعْتُ لَهَا صَوْتًا وَلا خَبَرَا |
الْعَقْلُ عَاثَتْ بِهِ الأَوْهَامُ ؛ مَا وَجَدَتْ |
بَنَاتُ أَفْكَارِهِ زَهْرًا وَلَا ثَمَرَا |
وَالشَّوْقُ شَدَّ حِبَالَ الْحُزْنِ حَوْلَ غَدِي |
صَارَعْتُ أَنْيَابَهُ ؛ لَكِنَّهُ انْتَصَرَا |
وَالْجُرْحُ مِنْ بعْدِهَا امْتَدَّتْ أَصَابِعُهُ |
فِي الْقَلْبِ تَكْشِفُ مَا لَيْلُ الْهَوَى سَتَرَا |
يَوْمَانِ مَرَّا وَمَا أَلْفَيْتُ مِنْ أَمَلٍ |
وَقَدْ تَمَثَّلَ حُلْمُ الأَمْسِ وَانْكَسَرَا |
رَاقَبْتَ يَا صَاحِبِي نَزْفِي وَقَافِيَتِي |
وَكُنْتُ أَكْتُمُ مِنْ وَجْدِي الذِي ظَهَرَا |
لَكِنْ أَيَنْفَعُ سَيْفُ الْحَرْفِ صَاحِبَهُ |
أَوْ يَمْنَعُ الشِّعْرُ أَوْ كُتَّابُهُ الْقَدَرَا |
الْعُذْرَ يَا صَاحِبِي مَا كُنْتُ أَقْصِدُهَا |
لَا تُبْقِ بَعْدَ الذِي .... مِنْ زَلَّتِي أَثَرَا |
قَدْ كُنْتُ أُهْذِي ؛ فَمَا قَاسَيْتُ غَيَّبَنِي |
وَالْعَقْلُ إِنْ غَابَ لَا تَسْأَلْهُ .. "مَا صَدَرَا؟" |
سِـــجَـــالُ شِـــعْـــرٍ فَــــــلَا زَهْوٌ وَلا صَلَفٌ |
وَلَيْسَ فِيهِ سِوَى وُدٍّ قَد انْتَشَرَا |
أَنْـهَـيْــتَــهُ قَــــــادِرًا ؛ لَا ضَـــعْـــفَ فِــــــي لُـــغَــــةٍ |
وَلَا ارْتِبَاكَ فَطِبْ نَفْسًا ؛ فَقَدْ بَهَرَا |
هَذِي طِبَاعٌ سَمَتْ ؛ مَا طَالَهَا بَشَرٌ |
مَنْ أَنْتَ يَا صَاحِبِي .. إِنْ لَمْ تَكُنْ بَشَرَا؟! |
:noc: |
 |