صادفت نفسي
صادفتُ في عينيكِ نفسي والألقْ
فاستجمَعتْ في لبِّها كلّ النِّعمْ
مع نعمةٍ في رمشها تحكي القمرْ
فَسَأَلْتها عنّي وعن نوع الدُّررْ
كيف اقتفتْ من همس عينيكِ الأثرْ
فَتقيّدتْ فيها قوانيني لتبرق ألمعا
قالت أنا كنت السّببْ
وَجَعَلْتُ عينيها بحارا ً للعسلْ
ألقيتُ فيها بذرة ً تجلي الهممْ
فسبكتُ نقشاً زيَّنَتْهُ رُبى الحكم
بشهادةٍ توقيعها خطّ الوسنْ
قالت أنا قد جئتُ أحصدها كرم ْ
فإذا رأيتكَ عاشقا ً فوق القممْ
فاحصدْ ثماري كي يناديني الظمأْ
آتيكَ من فوق الجبين بقبلة ٍ ترويكَ من كأس الندى
شهداً وطعما ً للعسلْ
يأتي عليكَ كما المطرْ
وأخط عشقي في سطور ٍ للزمنْ
لحروفه رسمٌ على سطح القمر ْ
في لونه ماء ٌ كنهرٍ أبيضٍ
قالت أريدك مدخلا ً حيث الغزلْ
فَانْسِج إليك بيوت حب ٍ من أملْ
وقصورَ عشق ٍ للسفرْ
واجعل لروحي بقلبك مضجعا ً
واغزل لنا كهفا ً خلا منذ القدمْ
كي لا نصادف فيه أشباح الندمْ.