أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: أسطول الحرية .. يتحدى الحصار : د . لطفي زغلول

  1. #1
    الصورة الرمزية لطفي زغلول شاعر
    تاريخ التسجيل : Jan 2007
    المشاركات : 217
    المواضيع : 128
    الردود : 217
    المعدل اليومي : 0.03

    افتراضي أسطول الحرية .. يتحدى الحصار : د . لطفي زغلول





    أسطول الحرية .. يتحدى الحصار
    د . لطفي زغلول

    ها هي تمخر عباب البحر الأبيض المتوسط.إنها تسع سفن تركية ويونانية وإيرلندية وسويدية وغيرها.إنها تتحرك بشكل شرعي وفق قوانين الملاحة البحرية،محملة بالمواد الحيوية الأساسية التي يحتاجها الغزيون،وافتقروا إليها طيلة سنوات الحصار الظالم الذي فرضه الإحتلال الإسرائيلي عليها.

    إن الشعب الفلسطيني بمجمله على يقين بأن هناك ضمائر إنسانية حية لم تلوثها منظومة الحقد والكراهية والتسلط على الشعوب،تقف إلى جانبه وتؤيد قضيته.والشعب الفلسطيني لا ينسى أيضا الشرفاء من بني جلدته أبناء العروبة الأوفياء وما يقدمونه دعما لقضيته الإنسانية.

    لقد كان ولا يزال حصار غزة على مسمع الدنيا ومرآها، حصارا اشتركت فيه الولايات المتحدة الأميركية،والعديد من دول الإتحاد الأوروبي،ودول أخرى من هذا العالم الجاحد الظالم.إلا ان الانكى من ذلك كله ان الأنظمة العربية قد أسهمت به بصورة أو بأخرى،بل كان لها دور في تجسيده على ارض الواقع.وأما الذين لم يفقدوا الرحمة في قلوبهم،ويتحركون لنصرة شعب غزة المحاصر،فانهم يستحقون كل تقدير في المعنى والمبنى.ويستحقون أن تتوج رؤوسهم بأكليل الزهور.
    عودة إلى أسطول الحرية،فليس المهم ما سوف تقدمه هذه القافلة من مواد عينية وأدوية وأدوات مدرسية ولعب أطفال وبيوت جاهزة ومولدات كهربائية، إذا ما كتب لها تصل بأمان الله وحفظه،فهي في كل الحالات،تظل رمزا في حد ذاتها، إنما الهدف المعلن هو كسر الحصار الظالم الذي قض مضاجع الغزيين القابعين تحته،بتحدي هذا العالم الكبير الذي أغمض عينيه عن مأساة مليون ونصف من المواطنين الفلسطينيين،وفي مقدمتهم هذا العالم العربي،وهذا العالم الإسلامي.

    وكم كانت الصيحات تقرع أبواب الأنظمة العربية،وهم غير آبهين بما يدور حولهم.لقد كانت هذه الصيحات تذهب أدراج الرياح هباء منثورا.فلا جامعة الدول العربية،بأمينها العام الذي وعد ذات مرة أنه سوف يكسر هذا الحصار،فكان وعده حبرا على ورق،ولا الانظمة العربية والاسلامية التي غضت النظر عما يدور في القطاع المنكوب،وتجاهلته في اجنداتها السياسية.

    لقد نام العرب الذين كانوا،ورحم الله ما كانوا عليه من شهامة ومروءة ، وضمير حي.يوم كانت تغتلي فيهم نار الحمية والنجدة قبل عشرات السنين.أما اليوم فكل في طريق،وكل في سبيل،لا يفكر إلا في نفسه.وكيف لا ورغيف الخبز أصبح غاية قصوى لشعوبهم،وتحصيل الدواء فهو الآخر صار هدفا،إذا ما تم تحصيله.

    لقد كانت صيحات الإختناق والإحتراق تتكسر عند أولئك القابعين في أبراجهم الإسمنتية،التي أصبحت رمزا لهذه المرحلة الحالية من تاريخ العروبة،وكأن العروبة ينقصها هذا التطاول في البنيان.وكأن هذا التطاول سوف يجلب لها الخير العميم والكرامة والمجد، وسوف يجعله في مقدمة الأمم.إنها العولمة التي افترست كل شيء بما فيها أموال العرب.إنها العولمة التي أساء العرب تفسيرها،وظنوها تتحقق بالتنمية التظاهرية.

    وأما فلسطين فلا فرق بين جنوبها وشمالها،بين قطاعها وضفتها.إن الحال واحدة دون ادنى شك.فقد كشف تقرير لمكتب الأمم المتحدة يعنى بالشؤون الإنسانية،أن جيش الإحتلال الإسرائيلي،قد قام بمئات عمليات اقتحام للأراضي الفلسطينية،وقد أتبعها بمئات عمليات الاعتقال،علاوة على ما لديه من اسرى فلسطينيين.

    ناهيك عن مئات عمليات تدمير المنازل وطرد أهلها الآمنين إلى العراء والمجهول. واخيرا لا آخرا عمليات القتل والإغتيال والإعدام التي مورست بحق مواطنين فلسطينيين. وهذه ليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة.إنها مكررة تكرارا خطيرا لا يحتمله كائن من كان.ان المشكلة المتفاقمة تكمن في العروبة الآخذة في التراجع إلى حيث لم يعد لها ذكر في الأجندات السياسية العربية إلا ما ندر.

    ولست هنا لكي أتناول كل المؤثرات التي جعلت من القضية الفلسطينية أمرا مستعصيا على الحل.إنه العام الثاني والستون لنكبتهم.وهاهو العام الثالث والستون يدخل على العالم العربي،وليس في يده ما يدل على أنه استقى العبرة من كل ما يدور في الساحة الفلسطينية.
    لم يجد أي حل لقضية اللاجئين،ولا الإستيطان الذي افترس الأرض الفلسطينية،فعمرها وغمرها شرقا وغربا،شمالا وجنوبا ولن أتناول كل معطيات الجدار العازل بألوانه القاتمة،ولا تهويد القدس الذي أصبح هو الشر كله وكأن الأمر لا بد منه.ولا الاعتداءات المتكررة على المسجد الاقصى المبارك ، فقد اصبحت معروفة للقاصي قبل الداني.

    وإذا ما أضفنا إلى هذا وذاك،كل الحالات الإحتلالية الأخرى التي ما زال الإحتلال الإسرائيلي يمارسها،فهو ما زال يمارس جنون الإجتياحات والإعتقالات والإغتيالات والأطواق والحصارات والحواجز الأمنية الخانقة.وهو لم ينقطع عن عن اغتصاب الهواء والماء والثروات المعدنية.ولا كل ما يخص العالم العربي من طاقة تحرك مقدراته فتحكم فيها.

    إلا أن الأنكى من هذا كله أن هذا العدد الكبير من الإغتيالات والأسرى الفلسطينيين، لم يعد يحرك ساكنا في ضمير هذه الأمة العربية.فتحجرت أحاسيسها،وتبلدت،وقست،ومات ت مشاعرها وها هو الشعب الفلسطيني في كل من غزة والضفة محاصر حصارا لا انفكاك له. ها هو يعاني ما يعانيه من فقر وحرمان لقد اصبحت قضية الشعب الفلسطيني ليست اكثر من قضية اجتماعية انسانية.

    وبرغم الإمكانيات الهائلة للعالم العربي وبخاصة المادية منها،مضافا إليها الكفاءات البشرية المتخصصة في مجالات شتى لها صلة بالسياسة والإقتصاد،وبرغم وجود جامعة الدول العربية التي يفترض بها أن توحد الصوت العربي وأن توجه مساراته إلى حيث ينبغي أن يكون عاليا ومسموعا ومؤثرا ومفهوما.

    الا أن هذا ظل افتراضا لا مكان له على أرض الواقع العربي الذي عانى من غياب جبهة إعلامية قادرة على التحرك خدمة للقضايا العربية،ودفاعا عنها وتصديا لاجتياحات إعلامية آتية من وراء حدود العالم العربي،تستهدف النيل منه على كل الصعد،وتركيعه على طريق موجة جديدة من أحدث أشكال الإستعمار والإستغلال والتحكم والهيمنة في إطار عولمة تستهدف اقتلاع العرب والمسلمين من جذورهم الثقافية والحضارية.

    وحقيقة الأمر إن الأنظمة العربية الحالية ليست مؤهلة للعمل العربي القومي كونها نشأت أساسا في إطار حدودها السياسية المنغلقة على ذاتها،وهي والحال هذه دول أجسادها تنتمي إلى العصر،وأما أرواحها فتنتمي إلى العشيرة التي تدين بالولاء لعقر دارها وشيخها ليس إلا.
    وثمة سبب آخر كون دول هذه الأنظمة غير متجانسة تربويا وثقافيا واقتصاديا،وثمة اختلافات في التركيبة الديموغرافية للسكان من حيث العدد والتعددية المذهبية والعرقية والطائفية،الى جانب التباين في درجة الإحساس القومي.

    إن غالبية الأنظمة العربية-إن لم تكن كلها-تهيمن عليها روح القبلية والعائلية والإنتماء إلى الجغرافيا الضيقة جدا،أو الهروب إلى تاريخ غير عربي ولا إسلامي ، يمنحها على حد ادعائها ما تفتقر إليه في الواقع من رقي حضاري.وإذا كانت هذه الأنظمة قد تطورت ظاهريا،أو لنقل إنها وجدت نفسها أمام طفرة فجائية من استخدام أساليب حضارية استهلاكية تحت ظلال تنمية تظاهرية.

    إن مفهوم العروبة لم ينضج بعد ولم ينتقل من مرحلة وحدة اللغة إلى وحدة الهدف والصف والمصير،ومن الخاص إلى العام ومن الأنا إلى نحن،ومن الجزء إلى الكل وهي الأهم والأخطر.والأنظمة العربية سادرة عن قصد في الإبتعاد عن هذه المركبات الأساسية التي يفترض أن تزود العروبة بالطاقة التي تفتقر إليها جراء النزيف المستمر الناجم عن السياسات العربية الفردية.

    وتفتح هذه القضية ملف السياسة العربية تجاه القضية الفلسطينية،والذي لم يزل يتمثل في الإعتداءات الإسرائيلية على كافة الصعد بمشاركة ومباركة من الولايات المتحدة الأميركية وصمت من قبل الإتحاد الأوروبي،ولامبالاة على صعيد المجتمع الدولي.وما هذا الذي نراه إلا ردة فعل عربية،والمحصلة كانت المزيد من المعاناة الفلسطينية التي لم يسبق للشعب الفلسطيني أن عرف مثيلا لها.

    وهكذا فإن انتظار بارقة أمل تأتي من هنا أو هناك،وأقصد أسطول الحرية،وما سبقها وما سوف يلحقها،إذا ما كتب لها ان تصل،تشكل في ظل هذه الهجمة الشرسة من قبل الأنظمة العربية والإسلامية،ومن ثم الجهات الغربية تحديا سافرا لكل المخططات التي تستهدف هذا النيل من صمود هذه الجماهير.إنها خطوة مباركة كبيرة إلى الأمام،ولعلها تكبر وتكبر،عساها تصبح هي الحقيقة.وعساها تكون الأمل والرجاء للمحرومين والمظلومين.إلى ان يكون الفرج القريب بإذن الله.














  2. #2
    الصورة الرمزية مرمر القاسم أديبة
    تاريخ التسجيل : May 2010
    الدولة : حيفا
    العمر : 46
    المشاركات : 2,201
    المواضيع : 95
    الردود : 2201
    المعدل اليومي : 0.43

    افتراضي

    و ها هم يضربونهم و أحداً لم يفعل شيء

    يا أمة كفى....

    أسطول الحرية ينزف ......
    د.لطفي مشكور
    لا يكفي أن تطرق باب الإنسانية لتحس بمجيئها نحوك, عليك أن تخطو تجاهها , و التوقف عن الإختباء خلف الزمن,امرأة محتلة

  3. #3
    الصورة الرمزية سالم العلوي شاعر
    تاريخ التسجيل : Jan 2006
    المشاركات : 2,519
    المواضيع : 69
    الردود : 2519
    المعدل اليومي : 0.38

    افتراضي

    حسبنا الله ونعم الوكيل

    وا حر قلباه ممن قلبه شبم

    يا أمة المليار هلا انتفضت

    هلا رفعت كفا صادقا بدعاء على الأقل ..

    أولئك يدفعون الضريبة من دمهم ، وفيهم من هو غير مسلم ، ونحن نزعم نصر الحق مجانا ..

    حسبنا الله ونعم الوكيل ..

  4. #4
    الصورة الرمزية نادية بوغرارة شاعرة
    تاريخ التسجيل : Nov 2006
    المشاركات : 20,306
    المواضيع : 329
    الردود : 20306
    المعدل اليومي : 3.20

    افتراضي

    هؤلاء القتلة لا يمتّون للإنسانية بصلة ،و غطرستهم و صلفهم لا رادع له في هذا العالم العجيب.

    نسأل الله أن يمكّن للأحرار ، و أن يثبتهم .

    متابعون و كلنا خجل من موقفنا المتفرج ، و أيدينا الفارغة إلا من الدعاء .

    لاحول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم .
    http://www.rabitat-alwaha.net/moltaqa/showthread.php?t=57594

  5. #5
    الصورة الرمزية مرمر القاسم أديبة
    تاريخ التسجيل : May 2010
    الدولة : حيفا
    العمر : 46
    المشاركات : 2,201
    المواضيع : 95
    الردود : 2201
    المعدل اليومي : 0.43

    افتراضي

    اسرائيل تطالب رجالها بالإنسحاب العاجل من المدن و القرى العربية

    احتمال كبير استشهاد الشيخ رائد صلاح

  6. #6
    الصورة الرمزية عبدالصمد حسن زيبار مستشار المدير العام
    مفكر وأديب

    تاريخ التسجيل : Aug 2006
    المشاركات : 1,887
    المواضيع : 99
    الردود : 1887
    المعدل اليومي : 0.29

    افتراضي

    االيوم إعلان عن بداية لحظة
    عولمة المقاومة
    تظل جماعات من الأفئدة ترقب صباح الانعتاق,لترسم بسمة الحياة على وجوه استهلكها لون الشحوب و شكلها رسم القطوب ,يعانقها الشوق و يواسيها الأمل.

المواضيع المتشابهه

  1. بيان إدانة للقرصنة الصهوينية ضد أسطول الحرية لدعم غزة
    بواسطة د. سمير العمري في المنتدى أَخْبَارٌ وَإعْلانَاتٌ
    مشاركات: 124
    آخر مشاركة: 09-08-2010, 04:17 AM
  2. مقالات وتحليلات مهمة حول أسطول الحرية والقرصنة الإسرائيلية
    بواسطة سالم العلوي في المنتدى نُصْرَةُ فِلِسْطِين وَالقُدْسِ
    مشاركات: 25
    آخر مشاركة: 07-06-2010, 01:35 PM
  3. آخر الأخبار عن أسطول الحرية وتداعياته
    بواسطة سالم العلوي في المنتدى نُصْرَةُ فِلِسْطِين وَالقُدْسِ
    مشاركات: 83
    آخر مشاركة: 05-06-2010, 08:12 PM
  4. أسطول الحرية.. تصعيد الجريمة يزيد المقاومة
    بواسطة نبيل شبيب في المنتدى نُصْرَةُ فِلِسْطِين وَالقُدْسِ
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 01-06-2010, 11:52 AM
  5. سفينتا الحصار .. والعروبة : دكتور لطفي زغلول
    بواسطة لطفي زغلول في المنتدى الحِوَارُ السِّيَاسِيُّ العَرَبِيُّ
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 04-09-2008, 09:16 AM