اختم اليوم الحديث عن عناصر القصة القصيرة
نهاية القصة أو الخاتمة ،متى يتوقف الكاتب ويلقي القلم
وإذا كانت البداية قوية فيجب ان تكون النهاية قوية وتحمل عنصر المفاجاة ، وبحيث لا يكون هناك ما بقال بعدها.
ولنفترض مثلاً قصة تدور حول رجل عُين حديثاً في إحدى الشركات في وظيفة بسية لا تناسب امكانياته ، ومن خلال ممارسته للعمل لاحظ الكثير من السلبيات التي تعرقل سير العمل، ووجد انه ببعض التعديلات المعقولة وغير المكلفة يمكن أن يتم دفع عجلة العمل للأمام بصورة ممتازة؛فقام بتسجيل ملاحظاته مع مقترحاته لتلافيها في تفيري وقدمه مباشرة إلى مكتب المدير مباشرة بدلاً من عرضه على رئيسه المباشر وهو يتولى رفعه إلى العلى منه وهكذا حسب الروتين المعتاد ، ومضت مدة نسيى فيها الموظف الأمر إلى أن دخل عليه رئيسه المباشر غاضباً آمره بالذهاب معه مقابلة المدير الغاضب للغاية ، وطوال الطريق كان مرتجفاً وجلاً يضرب أخماساً في أسداس "..مالي أنا ومال الاقتراحات ..أما كان من الأفضل ان ألتزم الصمت ..هل وجود وظيفة اليوم من السهولة بحيث اجازف هكذا ..ألا يكفين ما جرته على اقتراحاتي في وظائفي السابقة ؟! وماذا أفعل للأفواه التي تنتظر أوبتي.؟..و..و وهكذا كانت حاله مع نظرات رئيسه الغاضبة والشامتة إلى أن دخلا مكتب المدير الذي بادره متجهماً:
النهاية الأولى:
ــ أأنت من كتب هذا التقرير؟ أجب.
ــ نـ.. نعم يا سيدي ولكن..
ــ أوتعترف بهذه البساطة ؟
ــ والله يا سيدي لم أقصد سوى..
ــ إنه تقرير ممتاز.مبروك عليك الترقية.
ــــــ
النهاية الثانية:
ــ أأنت من كتب هذا التقرير؟ أجب.
ــ نـ.. نعم يا سيدي ولكن..
ــ أوتعترف بهذه البساطة ؟
ــ والله يا سيدي لم أقصد سوى..
ــ إنه تقرير ممتاز.مبروك عليك الترقية.
وهكذا هي الحياة تعطي من يعطيها ويصارع مشاقها ؛فمن جد وجد ومن زرع حصد.
ـــــــــــــــــ
النهاية الثالثة:
ــ أأنت من كتب هذا التقرير؟ أجب.
ــ نـ.. نعم يا سيدي ولكن..
ــ أوتعترف بهذه البساطة ؟
ــ والله يا سيدي لم أقصد سوى..
ــ إنه تقرير ممتاز.مبروك عليك الترقية.
وهكذا أصبح رئيساً للقسم برغم انه كان أحدث موظفيه،واستمر على هذا الموال يدقق ويلاحظ ثم يرفع تقاريره المفيدة فصار ينال ترقية إثر ترقية ومنصباً بعد منصب حتى أصبح ذات يوم مدير عام الشركة.
هي مقترحات وليدة اللحظة لنهايات بها اختلافات يسيرة ولكن الفارق بينهم كبير .
تُرى أيهم الأفضل ؟ولم؟
تقديري واحترامي