أحدث المشاركات
صفحة 2 من 3 الأولىالأولى 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 11 إلى 20 من 26

الموضوع: مقالات وتحليلات مهمة حول أسطول الحرية والقرصنة الإسرائيلية

  1. #11
    الصورة الرمزية سالم العلوي شاعر
    تاريخ التسجيل : Jan 2006
    المشاركات : 2,519
    المواضيع : 69
    الردود : 2519
    المعدل اليومي : 0.38

    افتراضي

    لا تحزنوا.. فالإنجاز عظيم

    عبد الباري عطوان

    [ 01/06/2010 - 06:59 ص ]


    من المؤكد أن بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي وأفراد حكومته اليمينية المتطرفة، لا يتخيلون حجم الانجاز الكبير الذي قدموه إلى الشعب الفلسطيني، والأمتين العربية والإسلامية باقترافهم مجزرة سفن قافلة الحرية في عرض البحر المتوسط، وقتل حوالي عشرين من المجاهدين على ظهرها وإصابة العشرات.

    صحيح أننا خسرنا عشرين شهيداً معظمهم من الأتراك، ولكننا كسبنا أكثر من سبعين مليوناً من أبناء الشعب التركي إلى جانب القضية المركزية الإسلامية الأولى، وأصبحوا يقفون بصلابة في الخندق الآخر المقابل ل"إسرائيل".

    الدماء التركية التي تعانقت مع نظيراتها الجزائرية والفلسطينية وأكثر من خمسين جنسية أخرى من مختلف ألوان الطيف الإسلامي والعالمي، هذه الدماء كانت بمثابة المفجر لصحوة عارمة على طول تركيا وعرضها وقد تدفع بالكثيرين للمطالبة بالثأر لها بالطرق والوسائل كلها.

    المجازر التي ترتكبها الحكومات الإسرائيلية سواء على الأرض في غزة أو في البحر باعتراض سفن الإغاثة تعادل جهد عشرات السنوات ومئات المليارات التي يمكن أن ينفقها العرب والمسلمون لفضح الوجه الدموي البشع للغطرسة والغرور الإسرائيليين على مستوى العالم بأسره.

    الفضل كل الفضل يعود إلى مجموعة من المجاهدين قرروا ركوب البحر انتصاراً للمحاصرين المجوعين في قطاع غزة، فهؤلاء المتطوعون المدنيون الذين يتصدون للظلم الإسرائيلي بصناديق الدواء وأكياس الإسمنت، وأكياس الدقيق وعلب الزيت، ويرفضون الرضوخ لأوامر القراصنة الإسرائيليين بالعودة إلى حيث أتوا، حققوا معجزات لم تحققها جيوش عربية جرى إنفاق مئات المليارات من الدولارات على تسليحها وتدريبها وعلفها وتسمينها.

    * * *

    قافلة الحرية هذه جاءت هدية من الله لنصرة المحاصرين المجوعين في قطاع غزة، وصاعقة ربانية أصابت "إسرائيل" وحلفاءها في مقتل.

    أولاً: فضحت التواطؤ الرسمي العربي مع الحصار المفروض على قطاع غزة، وكسرت كل عمليات التعتيم والتضليل الإعلامي المستمرة، وأعادت القضية الفلسطينية كلها، وليس حصار غزة إلى صدر الأحداث مجدداً.

    ثانياً: أظهرت ردود الفعل الدولية المدنية والرافضة لهذا التغول الإسرائيلي في مواجهة أناس عزل إن الحكومات العربية، خاصة تلك التي انخرطت في معاهدات سلام مع "إسرائيل" غير معنية بمأساة المحاصرين أو الشهداء الذين دفعوا حياتهم ثمناً للفت الأنظار إلى مأساتهم. فالأردن ومصر على سبيل المثال اكتفيا باستدعاء السفير الإسرائيلي في عمان والقاهرة للاحتجاج، تماماً مثل السويد والنرويج واسبانيا.

    ثالثاً: لأول مرة نرى المصالحة الفلسطينية أكثر قرباً من أي وقت مضى، فقد أدانت سلطة رام الله المجزرة الإسرائيلية، وأعلنت الحداد ثلاثة أيام تضامنا مع ضحاياها، وطالبت بعقد جلسة طارئة لمجلس الجامعة، وأخرى لمجلس الأمن الدولي. هذا يعني أن المصالحة الحقيقية يمكن أن تتم على أرضية المقاومة، وليس على أرضية المساومة والمفاوضات العبثية.

    رابعاً: هبطت المجزرة والقرصنة الإسرائيليتان ب"إسرائيل" إلى مستوى القراصنة، مع فارق أساسي وهو أن القراصنة في أعالي البحار لا يمثلون حكومة تدعي أنها الديمقراطية الوحيدة في المنطقة، ورسول قيم الحضارة الغربية، والأكثر من ذلك أن هؤلاء القراصنة تعرضوا هم أنفسهم للقتل وفي أفضل الأحوال للمثول أمام محاكم غربية كمجرمين، ونأمل أن يواجه الإسرائيليون، وخاصة إيهود باراك الذي خطط لها، ونتنياهو الذي أقرها وباركها المصير نفسه، أي المثول أمام المحاكم الدولية كمجرمي حرب.

    خامساً: جاءت هذه العملية الإجرامية الدموية الإسرائيلية بمثابة عجلة إنقاذ لإيران ولرئيسها أحمدي نجاد، فقد أظهرت للعالم بأسره أن "إسرائيل" وليس إيران التي تهدد الأمن والسلام العالميين وترتكب جرائم ضد الإنسانية الواحدة تلو الأخرى.

    سادساً: كان رد فعل الحكومتين البريطانية والأمريكية مخجلاً للغاية، ويشكل وصمة عار في تاريخهما، ويهدد فعلاً أرواح جنودهما في العراق وأفغانستان لانحيازهما الفاضح للمجازر الإسرائيلية، فحكومة بريطانيا التزمت الصمت بينما اكتفت إدارة الرئيس أوباما، التي ترعى العملية السلمية، بالتعبير عن الأسف لسقوط قتلى وجرحى، وقالت إنها تعمل لمعرفة "الملابسات" المحيطة بهذه المأساة.

    سابعاً: المتطوعون الذين كانوا على ظهر السفينة "مرمرة" التركية ومعظمهم من النواب والسياسيين وأعضاء منظمات إنسانية، أظهروا شجاعة نادرة يستحقون عليها التهنئة، عندما رفضوا الاستسلام لقوات الكوماندوز الإسرائيلية التي اقتحمت سفينتهم واعتدت عليهم، وقاوموها برجولة تحسب لهم. فقد كانوا يدافعون عن أنفسهم وكرامتهم، ويتطلعون إلى الشهادة وهم واقفون مثل الرماح.

    * * *

    دروس كثيرة مستفادة من هذه الواقعة المجيدة، أبرزها أن الإرادة أقوى من كل الأسلحة الحديثة المتقدمة، والمقاومة بأشكالها كافة في مواجهة عدو متغطرس لا يحترم مواثيق أو قوانين هي الطريق الأمثل لتحقيق الأهداف المنشودة في الحرية والاستقلال والعدالة.

    هذه المجموعة المجاهدة المؤمنة بقيم العدالة المنتصرة للضعفاء المحاصرين المجوعين، قدمت نموذجاً مشرفاً للعالم بأسره بإصرارها على المضي قدماً في مسيرتها رغم الصعوبات العديدة، ورفضت كل التهديدات وعمليات الترهيب والإرهاب.

    المجزرة الدموية الإسرائيلية هذه التي استهدفت القافلة وأبطالها، تؤرخ لبدء العد التنازلي لانهيار النظام العنصري الإسرائيلي البغيض، مثلما تؤرخ لنشوء قوة شعبية عربية وإسلامية تتجاوز أنظمة التواطؤ والعجز المفتعل وترسخ لوحدة الشعوب جميعها خلف قضايا الحق والعدل.

    نقول شكراً للشعب التركي وقواه الحية، وشكراً أيضاً للحكومة التركية بقيادة رجب طيب أردوغان ورفيق دربه عبدالله غول على تبنيها لقوافل كسر الحصار، وتسخير موانئها كنقطة انطلاق لها، وهي خطوة لم تقدم عليها الغالبية الساحقة من الحكومات العربية، والكبرى منها على وجه الخصوص.

    وأخيراً لا يمكن أن ننسى أو نتناسى الشيخ الرائد رائد صلاح والمطران كبوجي وكل الشرفاء الآخرين، الذين واجهوا الرصاص الإسرائيلي بصدورهم العامرة بالإيمان ولم ترهبهم الطائرات والقنابل والرصاص الحي، فهؤلاء رموز الإنسانية قبل أن يكونوا رموز الأمة، ونأمل أن يكونوا بخير لكي يواصلوا المسيرة ويعيدون الكرة مرة أخرى.

    أبناء غزة المحاصرون، الذين ابتدعوا القنابل البشرية، وصنّعوا الصواريخ، ودخلوا التاريخ بهندسة الأنفاق لكسر الحاصر، والوصول إلى قلب المستوطنات والقواعد العسكرية الإسرائيلية، هؤلاء الذين اصطفوا على طول الشاطئ لاستقبال أبطال القافلة وسفنهم سيزدادون إيماناً بعدالة قضيتهم التي ليست كسر الحصار فقط، وإنما العودة إلى حيفا ويافا والمجدل والبطاني وعكا والفالوجة والقدس وكل بقعة في فلسطين، هؤلاء أدركوا أنهم لا يقفون وحدهم، وأن حلمهم هذا بات تحقيقه وشيكاً جداً.

    صحيفة القدس العربي اللندنية

  2. #12
    الصورة الرمزية سالم العلوي شاعر
    تاريخ التسجيل : Jan 2006
    المشاركات : 2,519
    المواضيع : 69
    الردود : 2519
    المعدل اليومي : 0.38

    افتراضي

    انتصار آخر لغزة
    فهمي هويدي

    [ 02/06/2010 - 07:35 ص ]


    ينبغي أن نتوجه بالشكر إلى الذين نظموا رحلة أسطول الحرية لأنهم أيقظونا من سباتنا وغيبوبتنا، وذكرونا بقطاع غزة والحصار الإجرامي المضروب عليه، بعدما كاد كثيرون منا ينسون الموضوع في ظل التعتيم والتشويه الذي يتعرض له منذ ثلاث سنوات. ذلك أن ما جرى أعاد فضيحة الحصار إلى عناوين الصحف وصدارة قنوات الأنباء في أنحاء العالم. بقدر ما أنه فضح الصمت الإعلامي الرسمي العربي، الذي اشترك في الحصار، جنباً إلى جنب مع الإسهام في الحصار على الأرض، من خلال إغلاق معبر رفح وهدم الأنفاق وبناء السور الفولاذي الذي أريد به قطع الطريق على وصول أي إمدادات إلى غزة.

    هو أمر لا يفسر إلا بمفارقات الأقدار وسخرياتها. ذلك أن الجهد الذي بذل خلال السنوات الثلاث الأخيرة بوجه أخص، لاعتبار الحصار أمراً عادياً وأسلوب حياة مقبولاً وغير مستغرب في العالم العربي، كما اعتبر تقديم العون للمحاصرين تهمة يلاحق البعض بسببها فيعتقلون وتلفق لهم القضايا. أما الذين عبروا عن تضامنهم مع المحاصرين فإن «جريمتهم» كانت من الجسامة بحيث قدم بعضهم إلى المحكمة العسكرية، كما حدث مع زميلنا الأستاذ مجدي حسين الذي ينفذ الآن عقوبة السجن لثلاث سنوات بسبب اقترافه تلك «الجريمة»، ليس ذلك فحسب، وإنما جرت محاولة تعبئة الرأي العام لكي يستقبل حديثاً عن استئناف مسيرة السلام. ولكي يقتنع بأن "إسرائيل" لم تعد خطراً يهدد العالم العربي، وأن قنابلها النووية ليست سوى قنابل «صديقة». في حين أن الخطر الحقيقي والدائم مصدره إيران ومشروعها النووي الذي لا يزال جنيناً في بطن الغيب.

    ذلك كله انهار وانفضح الكذب والإفك فيه، دون أن يكون للعرب فيه يد. إذ شاء ربك أن يقوم العجم بما نسيه العرب. وأن يحمل النشطاء الشرفاء في العالم الغربي الأمانة التي فرط فيها «الأشقاء» في العالم العربي. فيعلنون رفض الحصار ويعتبرون إقامته أو الإسهام فيه جريمة أخلاقية وإنسانية قبل أن تكون سياسية - ويتنادون فيمن بينهم لكي يحملوا بسواعدهم وعلى أكتافهم كل ما قدروا عليه من مؤن وأدوية ومستلزمات لاستئناف الحياة - ثم لكي يسعوا إلى كسر الحصار الذي ألفناه ولم نعد نكترث به. عوضوا انكسارنا واستخذاءنا بما تمتعوا به من شجاعة ونبل. ولم يأبهوا باستسلامنا وانهزامنا، فركبوا سفنهم وقرروا أن يتحدوا غطرسة "إسرائيل" واستعلاءها. وحين باغتتهم بهجوم الفجر الدامي، الذي قتلت فيه قواتهم بعض النشطاء وجرحت آخرين واعتقلت الجميع، فإن سخرية الأقدار بلغت ذروتها. إذ انفضح القبح الإسرائيلي وانكشفت الدمامة فيه ليس فقط أمام العرب وحدهم، وإنما أمام العالم أجمع. ولم يكن الإسرائيليون وحدهم الذين سقطوا، وإنما سقط معهم كل «المعتدلين» الذين تحالفوا معهم وراهنوا عليهم، وساعدوهم على تسويف أكذوبة الصديق الإسرائيلي والعدو الإيراني!

    صحيح أن العربدة الإسرائيلية ليست جديدة علينا، ولكن الغباء الإسرائيلي هو الذي فاجأنا، ذلك أنهم حين انقضوا على السفينة «مرمرة»، وفعلوا ما فعلوه ظناً منهم أنهم أجهضوا المسيرة وسحقوا جموع الناشطين، فإنهم عمموا الفضيحة وخسروا معركتهم سياسياً وإعلامياً. ذلك أنهم لم ينقضوا عليهم ويقتلوهم في المياه الدولية فحسب، ولم يفتكوا بهم وهم المدنيون العزل فحسب، ولكنهم أعلنوها حرباً ضد الشرفاء والنشطاء في العالم بأسره، أولئك الذين قدموا من 40 دولة لمواساة المحاصرين ونصرتهم.

    كأن الغرور أعمى الإسرائيليين. فدفعهم إلى الإقدام على عملية انتحارية خرجوا منها خاسرين بالكامل. في حين كسبت القضية الفلسطينية مزيداً من الأنصار، وعادت غزة إلى صدارة الأخبار، وأصبح فك الحصار عليها مطلباً دولياً ملحاً، وبذلك فإنها حققت انتصاراً آخر أهدته الأقدار إليها رغماً عن الجميع، ثم إنهم باستهدافهم السفينة «مرمرة» دون غيرها فإنهم خسروا تركيا أيضاً، التي أصبحت النصير الأكبر للقضية الفلسطينية في وقت خلا فيه مقعد «الشقيقة الكبرى» ــ غدا لنا كلام آخر في الموضوع.

    صحيفة الشرق القطرية

  3. #13
    الصورة الرمزية الطنطاوي الحسيني شاعر
    في رحمة الله

    تاريخ التسجيل : Jun 2007
    المشاركات : 10,902
    المواضيع : 538
    الردود : 10902
    المعدل اليومي : 1.77

    افتراضي

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    سلمت يمينك اخي سالم على هذا النقل المميز
    مقالاتان رائعتان وتحليلان يحتاجان لأخرين
    تحياتي ابا بدر الكريم
    ونصر الله غزة وكسر حصارها وحصار الآقصى والقدس والعراق والصومال وكل مكان

  4. #14
    الصورة الرمزية سالم العلوي شاعر
    تاريخ التسجيل : Jan 2006
    المشاركات : 2,519
    المواضيع : 69
    الردود : 2519
    المعدل اليومي : 0.38

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الطنطاوي الحسيني مشاهدة المشاركة
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    سلمت يمينك اخي سالم على هذا النقل المميز
    مقالاتان رائعتان وتحليلان يحتاجان لأخرين
    تحياتي ابا بدر الكريم
    ونصر الله غزة وكسر حصارها وحصار الآقصى والقدس والعراق والصومال وكل مكان
    شكر الله لك أخي الكريم أبا علي وبارك بك
    ونردد معك اللهم آمين .. اللهم آمين.

  5. #15
    الصورة الرمزية سالم العلوي شاعر
    تاريخ التسجيل : Jan 2006
    المشاركات : 2,519
    المواضيع : 69
    الردود : 2519
    المعدل اليومي : 0.38

    افتراضي

    النصر ينبت حيث يرويه الدمُ
    براء نزار ريان
    [ 31/05/2010 - 06:09 م ]


    ما أغبى "إسرائيل"! ما أغباها!
    تسفكُ دماءنا منذ أكثر من ستين عامًا، ذبحت آباءنا، وأمهاتنا، بقرت بطون الحوامل في دير ياسين، وحطّمت جماجم الأطفال في قانا، وخلطت ركام البيوت بدماء الأطفال والنساء وأشلائهم في غزّة!

    ثمّ كان ماذا؟

    هل لانت لنا قناة، أو أصابنا الوهن، أو غيّرنا في حقوقنا وبدّلنا؟!

    إننا أمة عزيزة.. الهوان في دينها محرّم، لا تقبل الضيم ولا الظّلم، وكل فرد فيها أخٌ لأخيه، "لا يظلمه ولا يسلمه"! إننا أمة تعلي كلمة الله، وتحمل راية محمد صلى الله عليه وسلّم، وكلمة الله هي العليا، ولواء محمّد مرفوعٌ ولو بالدماء!

    وعلى الأرض معنا كلّ حرّ وشريف، يحتفظ بقيم الإنسانية، ويقبض على جمرة العدل في عالم ظالم.

    لذلك كلّه لا يمكن أن نهزم بالقتل وسفك الدماء.

    لطالما واجهنا الصهاينة عزلًا، آه كم رجمناهم بالحجارة، فقذفونا بالقنابل، ووقفنا لهم بالصدور العارية، فاخترقوها بالرصاص، وأخيرًا ببيوتنا فهدموا على رؤوسنا بالصواريخ!

    فهل حقق الصهاينة شيئًا؟!

    بل وقع ما كانوا يحذرون، آمن الناس!

    آمنوا بدينهم، بمقاومتهم، بحقّهم في أرضهم وبوجاهة ما يقومون من بذل!

    لهذا كلّه أقول بقلب مطمئن، وفي حضرة الدماء الزكيّة التي طيّبت ماء المتوسّط: سيقع ما تخشى "إسرائيل" وتحذر، سيفكّ الحصار عن غزّة، ولن تحصد إلا مزيدًا من العداوة والبغضاء، والسقوط والفضيحة.

    لعلّه أحسن بعض كتّاب الصحف العبريّة حين وصف "إسرائيل" بالمحاصرة إزاء أزمة أسطول الحرّية –قبل وصوله-، فكلّ الخيارات أمام الصهاينة سيّئة، إما الفضيحة وتضرر العلاقات وحراك يؤدّي لكسر الحصار في النهاية.

    وإمّا نصر لإرادة الإنسان الحرّ التي اشتملت عليها قلوب المتضامنين!

    وأجود منه ما كتب آخر يصف حكومته –حكومة الصهاينة- بسفينة المغفّلين، إذ هي تائهة لا تعرف ما تفعل، ولا تدري ما تقول. في مقابل سفينة الحرّية التي تعرف وجهتها جيدًا، فإما غزّة وإما الشهادة!

    لقد كنّا –أهل غزّة- نشتهي أن نستيقظ صباح اليوم على نداء البشير بوصول الأبطال، وتخطّيهم حواجز الصهاينة، وأن نستقبل من وصل –كما تعوّدنا- على الرؤوس والمقل، وكنّا نشرف لو أن غزّة ظفرت بهؤلاء الفدائيين لبضعة أيّام.

    كنا نشتهي ذلك، ونحبّ.. وننتظر على أحرّ من الجمر، وكان أحبّ إلينا وأقرب! "وتودّون لو أنّ غير ذات الشوكة تكون لكم.. ويريد الله أن يحق الحقّ بكلماته"!

    والخيرة فيما اختاره الله، وهي لنا بادية ظاهرة بإذن الله.

    كانت المتوقّع أحد أمرين:

    إما أن تنفذ إلينا السفينة بنفرح بها وبأهلها.

    وإما أن تُمنع، وينال أهلها الأذى! فيفتضح الاحتلال، ويتزلزل حصار غزّة على أقوى ما يكون.

    ورغمَ أنه لم تجر الأمور وفق ما تمنّينا، وسارت وفق السيناريو الأليم.

    إلا أننا نقول: إن المقدّمات الأشدّ ألمًا.. تثمر النتائج الأقوى وقعًا وأجدى في الختام.

    فالأجر على قدر المشقّة، وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم!

    إنّ غزة اليوم تشعر –إلى جانب الألم- بالفخر، وتعرف أن "غزّيين" كثر يحيون بعيدًا عن غزّة، ولم تكتحل أعينهم برؤيتها! وأنها ليست وحدها في المواجهة، وأن لها شركاء يدفعون حصتهم في رأس المال مثلها تمامًا بالدماء!

    إن غزة تعتبر دين هؤلاء الشهداء والأسرى في عنقها إلى يوم الدين، وستحفر أسماءهم عميقًا في جدرانها يوم يفكّ الحصار، ثم سترفعها أعلى يوم تحرير فلسطين!

    إن الخيار المرّ والشديد على قلوبنا الذي سلكه الصهاينة من أجل التعامل مع الأسطول، سينقلب وبالًا على "دولة إسرائيل" الغريبة في محيطها، المستقوية بالعالم!

    إن الكيان الصهيونيّ يستمدّ قوّته من الغرب ومن حشد العالم لدعمه، ولا يستمدّها من داخله المفكك ولا من محيطه المعادي له!

    وهو بهذه الجريمة الجديدة يفري الحبل السرّي الذي يغذّي وجوده اللقيط!

    إنّ هذه الواقعة أكّدت حقائق كثيرة، وأرسلت رسائل ذات وجهات متعددة:

    قالت للصهاينة: إن جيش محمّد سوف يعود فعلًا، وإن عصر التغوّل على المسلمين، والاستهتار ببني الإسلام بدأ يولّي.

    وأحرجت أولي القربى أيّما إحراج، وأظهرت مفارقة كبيرة بين متواطئ في الحصار، وكاسر له بالدماء.

    وأخرست ألسنة المزاودة على تركيا ودورها، إذ يمهر الأتراك اليوم مواقفهم بدمائهم، وليس أصدق من الدم القاني.

    أما رسالتها إلى غزّة فكانت أرواحهم التي حلّقت في سمائها في طريقها إلى الجنان بإذن الله.

    إن حصار غزّة قد انكسر في الواقع، ولم يبق إلا إعلانه، ولن تخرج قصّة "أسطول الحرّية" عن سلسلة:

    عهدًا على الأيام ألا تهزموا **** فالنصر ينبت حيث يرويه الدمُ

  6. #16
    الصورة الرمزية سالم العلوي شاعر
    تاريخ التسجيل : Jan 2006
    المشاركات : 2,519
    المواضيع : 69
    الردود : 2519
    المعدل اليومي : 0.38

    افتراضي

    رسائل الهجوم الصهيوني على قافلة الحرية وافتتاح حقل القتل التركي

    [ 02/06/2010 - 07:49 ص ]



    شهدت الساعات الأولى من فجر يوم الإثنين 31 أيار (مايو) 2010م. قيام القوات الخاصة التابعة للبحرية الإسرائيلية, بتنفيذ عمليتين عسكريتين مزدوجتين, الأولى هي اعتراض سفن قافلة المساعدات الإنسانية لقطاع غزة, والثانية هي عملية القتل الانتقائي-الجماعي للناشطين الأتراك: فما هي حقيقة السيناريو وما هي أهدافه المعلنة وغير المعلنة؟ وما هي التداعيات المحتملة لذلك؟

    بيئة العملية العسكرية الإسرائيلية: لماذا القوات الخاصة الإسرائيلية؟
    جاءت العديد من القوافل التي حملت المساعدات الإنسانية للسكان المدنيين الفلسطينيين المحاصرين في قطاع غزة, وكان واضحا أن إسرائيل قد رتبت الأمور بحيث يكون تعاملها مع هذه القافلة مختلفا: أطلق رموز الإسرائيليين المزيد من التصريحات التي تحمل الوعيد, إضافة إلى سعي الإعلام الإسرائيلي إلى وصف هذه القافلة الإنسانية بأنها مرتبطة بالإرهاب والحركات الإرهابية.
    لم تكتف السلطات الإسرائيلية بالتصريحات والتهديدات, وإنما سعت إلى الضغط على بعض حكومات المنطقة, من أجل قطع الطريق على هذه القافلة, وعلى سبيل المثال لا الحصر, فقد دفعت الضغوط الإسرائيلية السلطات المصرية إلى الإعلان رسميا بأنها سوف لن تستقبل مطلقا هذه القافلة.
    إضافة إلى قيام السلطات القبرصية بعدم السماح لسفن القافلة بالمرور عبر الموانئ القبرصية, وما كان لافتا للنظر أن الوسائط الإعلامية الدولية المرتبطة بإسرائيل مثل هيئة الإذاعة البريطانية, وشبكة سي إن إن, وإن بي سي, وفوكس نيوز, وغيرها, كان أداءها الإعلامي يعكس من خلال ضعف التغطية الإعلامية, المزيد من نوايا التعتيم الإعلامي المقصود بما يوفر الغطاء لإسرائيل, وتحديدا للقوات الخاصة الإسرائيلية باقتراف جريمتها المخططة والمدبرة سلفا ضد القافلة, وضد الناشطين المدنيين الأتراك!!

    سعت الوسائط الإسرائيلية إلى تمهيد المسرح بشكل مسبق بما يجعله مواتيا للقوات الخاصة الإسرائيلية لكي تتقدم وتقوم بتنفيذ مهامها, وفي هذا الخصوص نشير إلى أبرز خطوات تمهيد المسرح التي قامت بها إسرائيل:
    • الإعداد الميداني: نشرت البحرية عشرات الزوارق الحربية السريعة إضافة إلى بعض قطع البحرية الإسرائيلية على طول المياه المقابلة لقطاع غزة, وإضافة لذلك, فقد تم الإعلان بأن ميناء أشدود قد تم إعداده من أجل استقبال سفن القافلة الستة والتي سوف يتم إجبارها على الرسو فيه, بحيث يتسنى للإسرائيليين اعتقال الناشطين والتحقيق معهم, إضافة إلى فحص طبيعة المساعدات المحمولة في هذه السفن.

    • الإعداد النفسي: سعت إسرائيل إلى القيام بعملية "تنميط" واسعة النطاق, بما تضمن الربط بين الناشطين المدنيين المشاركين في القافلة, وحركة حماس الفلسطينية, إضافة إلى وصف قدوم هذه القافلة باعتباره يشكل "انتهاكا للسيادة الإسرائيلية" إضافة إلى التعتيم على حجم المشاركة الدولية في هذه القافلة, والتي ضمت 750 ناشطا ينتمون إلى أربعين دولة.
    على خلفية الإعداد الميداني والنفسي لمسرح العملية العسكرية البحرية الإسرائيلية, كان من المتوقع أن تحدث عملية اعتراض بحري عادية, يتم بموجبها إجبار سفن القافلة الستة على الذهاب باتجاه ميناء أشدود الإسرائيلي، وبدلا عن ذلك فقد حدثت المفاجأة: تقدمت القوات الخاصة الإسرائيلية, ونفذت عملية إنزال واسعة النطاق ضد السفن الستة, وتقول المعلومات بأن المروحيات الإسرائيلية قد قامت بتنفيذ عملية إنزال المئات من جنود القوات الخاصة الإسرائيلية (وتحديدا القوة 13) على سطح السفن, وبدأ فورا في إكمال المهمة الحقيقية غير المعلنة والمتمثلة في قتل أكبر عدد ممكن من الناشطين المدنيين الأتراك.
    لماذا القتل الانتقامي الجماعي المنظم ضد الناشطين الأتراك؟
    تشير الوقائع الجارية على خط تل أبيب-أنقرا, بأن إسرائيل ظلت أكثر وعيا وانزعاجا من التحولات الجارية في الساحة السياسية التركية, وبسبب توجهات أنقرا الرامية إلى إدماج تركيا ضمن بيئتها الشرق أوسطية, إضافة إلى سعي أنقرا إلى القيام بالدور الرئيسي من أجل حفظ الاستقرار وأمن الشرق الأوسط, فقد رأت إسرائيل بأن صعود أنقرا كقوة إقليمية سوف لن يترتب عليه سوى الإضرار بطموحات إسرائيل الرامية إلى زعامة منطقة الشرق الأوسط, وفرض النفوذ على شعوبها ودولها.
    الأداء السلوكي العسكري بواسطة القوات الخاصة الإسرائيلية الذي استهدف قتل أكبر ما يمكن من الأتراك, هو أمر يحمل بين طياته المزيد من المؤشرات والتي يمكن فك شفراتها وقراءة رسالتها على النحو الآتي:
    • إذلال رئيس الوزراء التركي رجب أردوغان والرئيس التركي عبد الله غول.

    • إضعاف مكانة حزب العدالة والتنمية في أوساط الرأي العام التركي, باعتباره حزبا يسيطر على حكومة تركية عاجزة عن حماية المدنيين الأتراك.

    • إظهار إسرائيل باعتبارها القوة القاهرة في الشرق الاوسط, والتي لا تميز بين الجميع في منطقة الشرق الأوسط, طالما أن الجيش الإسرائيلي وقواته الخاصة سوف لن يترددا في قتل كل من يقف في وجه إسرائيل رافعا راية الرفض والمقاومة للهمجية الإسرائيلية على الشرق الأوسط.

    • إضعاف مكانة تركيا في أوساط الرأي العام العربي, بحيث ينشأ إدراك عربي-شرق أوسطي مفاده أن تركيا ليست جديرة بالقيام بأي دور فاعل في منطقة الشرق الأوسط.

    إن قيام القوات الإسرائيلية بعمليات القرصنة واعتراض السفن والزوارق, بما في ذلك زوارق صيادي السمك الفقراء, إضافة إلى عمليات قتل المدنيين الفلسطينيين واللبنانيين الأبرياء, هي عمليات درجت إسرائيل على القيام بها بشكل متكرر واكتسبت فيها خبرة واسعة, ولكن ما هو جدير بالانتباه هذه المرة, هو استخدام عملية الاعتراض البحري كغطاء, من أجل تنفيذ عملية سفك دماء واسعة للناشطين الأتراك.
    بما معناه أن إسرائيل قد سعت من جهة إلى ردع منظمات المجتمع المدني التركية من مغبة الوقوف إلى جانب الحقوق العربية العادلة والمشروعة, ولكنها من الجهة الأخرة تورطت في توسيع نطاق حقول القتل الإسرائيلي, بما أضاف حقل القتل الفلسطيني وحقل القتل اللبناني, وحقلا جديدا هو الحقل التركي.
    موقع الجمل الإخباري، 1/6/2010

  7. #17
    الصورة الرمزية سالم العلوي شاعر
    تاريخ التسجيل : Jan 2006
    المشاركات : 2,519
    المواضيع : 69
    الردود : 2519
    المعدل اليومي : 0.38

    افتراضي

    اقتحام السفينة..فشل يتلوه إخفاق!
    ناحوم برنيع
    [ 02/06/2010 - 07:48 ص ]


    عرفت اسرائيل في الماضي السحيق كيف تعطل سفنا معادية وهي ترسو في الموانىء فلماذا لم تفعل هذا الأمر في هذه المرة.
    علمنا ايهود باراك ان ما يحسم هو امتحان النتيجة. اذا كان هذا هو الامتحان، فان الاستيلاء على سفينة الاحتجاج التركية انتهى نهاية سيئة. اسرائيل الرسمية، من رئيس الحكومة الى آخر الضباط، اجتهدت أمس اجتهادا كبيرا لتثبت ان الناس الذين انتظروا على سطح السفينة محاربي الكوماندو البحري لم يكونوا طالبي حقوق الانسان بل زعرانا عنفاء كارهي لاسرائيل. أفترض ان هذا صحيح. لكن لا يزال يسأل السؤال لماذا أعطت اسرائيل هؤلاء الزعران ما أرادوه بالضبط.
    كان هذا من نوع الأحداث التي تترك وراءها من الاسئلة أكثر مما تترك من الاجوبة. أجاب بعضها أمس وزير الدفاع، ورئيس الاركان وقائد سلاح البحرية وضباط كبار في أحاديث خلفية. وما زالوا لم يجيبوا على اسئلة أخرى. ولما كان الاستيلاء عملية مخططا لها، تم التدرب عليها مدة أسابيع، فينبغي أن نستعرض عددا من المحطات في الطريق. هل كانت اسرائيل تستطيع ومتى كانت تستطيع أن تقرر قرارا مختلفا.

    • رست السفن في طريقها في موانىء في تركيا وقبرص. عرفت اسرائيل في ماضيها البعيد تعطيل سفن معادية عندما رست في الموانىء. ذكرني أمس أحد رؤوس جهاز الأمن في الماضي كيف نجحت اسرائيل في أن تعطل سرا في الثمانينيات محركات سفن سلاح كانت توشك ان تبحر الى شواطىء لبنان. ولم يكن يجب على اسرائيل تحمل مسؤولية. عطلت السفن. ولم يقتل أحد. أثير هذا الامكان في هذه المرة ايضا لكنه رفض لاسباب تقنية.

    • في آب 2008، عشية عملية "الرصاص المصبوب" مكنت حكومة اسرائيل السابقة سفينتين صغيرتين تحملان متظاهرين، من كسر الحصار والوصول الى غزة. مع عدم وجود مواجهة مع الجيش الاسرائيلي فشلت الرحلة البحرية. خرجت رحلة احتجاج أخرى في شباط 2009. حرصت الحكومة على غموض لان وزير الدفاع باراك سعى الى الاستيلاء بالقوة ورفض ذلك رئيس الحكومة اولمرت. في نهاية الأمر جرت السفن بلا مقاومة الى ميناء اشدود ونقلت المعدات الى غزة.

    اعلنت الحكومة هذه المرة بأنها لن تمكن السفن من المرور، والتزمت المواجهة في واقع الأمر. صحيح ان الرحلة الحالية كانت تختلف عن سابقاتها: فقد كان فيها عدد أكبر من الناس، وكان بينهم أعضاء منظمات. ألم يكن أصح تمكين السفن من المرور وأن تفرغ بذلك الفقاعة الدعائية من الهواء؟ لا، يجيب مؤيدو العملية. كان يفتح محور حركة تنقل فيه ايران آلاف الصواريخ. وكان يكسر الحصار على غزة.

    • الحصار على غزة. هذه هي النقطة التي تصد الحكومة عن مواجهتها. أخفق الحصار على غزة: فهو لم يمنع دخول السلاح، ومواد التخريب والمخربين في غزة، ولم يضعف حماس. فرضته الحكومة السابقة، وتخشى الحكومة الحالية الغاءه لئلا تتهم بالضعف ازاء حماس.

    • المعلومات الاستخبارية. تدرب محاربو الكوماندو البحري مدة اسابيع على الاستيلاء على السفن. شارك في بعض التدريبات قوات شرطة وكل اليها علاج الاخلال بالنظام. اعتمدت التدريبات على معلومات استخبارية فاسدة، لم تقدر تقديرا صحيحا نيات الجماعة العنيفة التي شاركت في الرحلة البحرية. وقد أفضى الخطأ الاستخباري الى خطأ في التخطيط.

    • التخطيط. القاعدة الاولى في مواجهة مخلين عنفاء بالنظام هي انشاء كتلة قوة. يقول ضابط رفيع المستوى من الجيش الاسرائيلي، ان هذه الكتلة لم تنشأ، لانه كان نقص في تقدير باعث المخلين بالنظام، وبسبب مشكلات عمليات ايضا. رفضت الشرطة لاسبابها هي، اشراك محاربي وحدات شرطية خاصة في العملية. على أية حال، كان يفترض أن يرتقوا الى السفن في الموجة الثانية بعد استيلاء الكوماندو البحري.

    • الاستيلاء. كانت النتيجة ان محاربي الكوماندو البحري واجهوا قوة تساويهم من جهة العدد – 20 – 3- محاربا ازاء 20 – 30 أزعر مسلحين بالعصي والأعمدة. كان هدف الاشخاص على سطح السفينة القتل. في هذا الوضع، يقول ضابط آخر من الجيش الاسرائيلي، لم يكن مناص من استعمال النار الحية. ضبط المحاربون أنفسهم دقائق طويلة (40 دقيقة، قال ضابط من الجيش الاسرائيلي، لكن ضابط آخر تحدث عن وقت أقصر)، وبذلك منعوا سفكا آخر للدماء.

    • سيناريوهات للمستقبل، ان مواجهة أمس، مثل عملية "الرصاص المصبوب" ايضا قد تحدث أضرارا شديدة باسرائيل في العالم. كانت النتيجة المباشرة مظاهرات جمعية في تركيا ولندن ومظاهرات في الوسط العربي في اسرائيل (يقال في فضل السلطة الفلسطينية ان الضفة قد حافظت على هدوء نسبي)، وتنديدات في الصعيد الدبلوماسي والتئام طارىء لمجلس الأمن.

    يمكن تحمل هذا. قد تنشأ المشكلات بعد ذلك: سيكسر الحصار على غزة، سواء لأن الحكومة، خلافا لاقوال التبجح التي سمعت، ستخاف تورطا آخر، أو لأن سفن سلاح البحرية التركية ستصحب الرحلات القادمة وتحميها. ستقوى حماس في العالم العربي وفي الغرب. وسيقوى محور تركيا – ايران – سورية – حماس. وستهبط صورة اسرائيل في العالم الى الحضيض. وتشتعل الضفة. ويشتعل الوسط العربي في الدولة. أؤمل ألا تتحقق أي نبوءة من نبوءات الخراب هذه. أما المحقق فهو أنه لن يحدث خير من هذه القصة.

    أعلن رئيس الحكومة بأنه يلغي لقاءه مع اوباما ويشخص الى البلاد. بعد ذلك أعلن بأنه لن يلغي فسيسافر الى واشنطن. بعد ذلك بأنه سيلغي، وكل ذلك في خلال نحو من ساعة. إن هذا الترجح لم يشهد على برودة أعصاب.
    من المعقول افتراض انه ألغى اللقاء لانه أدرك ان التورط في البحر قد أفرغه من مزاياه. فبدل ان يحظى باحتضان سيتلقى توبيخا. وبدل الحديث عن ايران سيسأل عن المدنين الذين قتلوا.
    يديعوت أحرونوت، 1/6/2010

  8. #18
    الصورة الرمزية مازن لبابيدي شاعر
    هيئة تحرير المجلة

    تاريخ التسجيل : Mar 2008
    الدولة : أبو ظبي
    العمر : 64
    المشاركات : 8,888
    المواضيع : 157
    الردود : 8888
    المعدل اليومي : 1.51

    افتراضي

    أبا بدر
    جزاك الله كل خير وجعله في صحيفتك .

  9. #19
    الصورة الرمزية سالم العلوي شاعر
    تاريخ التسجيل : Jan 2006
    المشاركات : 2,519
    المواضيع : 69
    الردود : 2519
    المعدل اليومي : 0.38

    افتراضي

    الدم التركي يقلب المعادلة
    عبد الباري عطوان

    [ 02/06/2010 - 09:42 ص ]

    نحمد الله أن سفن قافلة الحرية انطلقت من موانئ تركية، ونحمده أكثر أن إحداها (مرمرة) كانت ترفع العلم التركي، ونحمده مرة ثالثة أن شهداءً أتراكاً سقطوا برصاص الجنود الإسرائيليين الذين اقتحموا السفينة، وتعمدوا إطلاق النار على النشطاء المتواجدين على ظهرها بهدف القتل.

    فدخول تركيا إلى حلبة الصراع العربي - الإسرائيلي بهذه القوة، وهذه الحماسة بدأ يعطي ثماره بسرعة غير معهودة، فها هو مجلس الأمن ينعقد في غضون ساعات محدودة لمناقشة المجزرة الإسرائيلية، وها هو الرئيس المصري حسني مبارك يبادر فوراً بفتح معبر رفح، وها هي المظاهرات تجتاح كل الأراضي التركية طلباً للانتقام لدماء شهدائها.

    متى كان مجلس الأمن ينعقد بهذه السرعة لمناقشة عدوان إسرائيلي بناء على طلب عربي، ويصدر قراراً يطالب بتحقيق فوري جدي ووفق المعايير الدولية، ويدين الإجرام الإسرائيلي؟ صحيح أن البيان أو القرار لم يكن بالقوة التي نتطلع إليها، ولكنه جاء مختلفاً، والسبب هو العامل التركي.

    السيد رجب طيب أردوغان رئيس الوزراء التركي كان عربياً أكثر من العرب أنفسهم عندما تعاطى بقوة وشجاعة في تصديه لهذا الإجرام الإسرائيلي بطلبه انعقاد جلسة عاجلة لمجلس الأمن، وآخر لحلف الناتو، وبادر إلى سحب سفير بلاده فوراً من تل أبيب، وطالب "إسرائيل" برفع فوري للحصار عن قطاع غزة، ووصف الهجوم على سفن قافلة الحرية بأنه دنيء وإرهاب دولة، وحذر الدولة العبرية من نفاد صبر بلاده.

    هذه اللغة لم نسمع بمثلها منذ رحيل الزعيم المصري جمال عبد الناصر، وهذه المواقف الرجولية اختفت كلياً من قواميس زعمائنا العرب، أو بالأحرى أخفيت بشكل متعمد، وصار ذكر "إسرائيل" بالسوء على ألسنتهم نوعاً من الموبقات المحرمة.

    * * *

    نحن هنا لا نشيد بأردوغان، وإن كان يستحق الإشادة، وإنما نقارن بين مواقفه والزعماء العرب، وجامعتهم، وأمينها العام ومساعديه، وهي المواقف التي شجعت "إسرائيل" على التغول في جرائمها ومجازرها وحصاراتها وإهاناتها لهذه الأمة دون خجل أو حياء.

    لا نريد اجتماعاً عادياً أو طارئاً لمجلس الجامعة العربية لمناقشة المجزرة الإسرائيلية الأخيرة، فما فائدة مثل هذا الاجتماع غير ظهور هؤلاء بمظهر المهتم، أو من يحاول عمل شيء ما. أليس من العار أن يجتمع مجلس الأمن طوال الليل وبعد ساعات من المجزرة، ومجلس الجامعة لم يجتمع حتى كتابة هذه السطور؟

    "إسرائيل" تعيش هذه الأيام أسوأ أيامها ليس بسبب المجهود العسكري، أو الجهود الدبلوماسية العربية، وإنما لكونها تستهتر بالعرب وتستوطئ حائطهم، واحتقار القوانين والأعراف الدولية، وفوق كل هذا وذاك الحماية الأمريكية الغربية المضمونة دائماً. فغرور القوة جعلها ترتكب هذه الحماقات وتتصرف مثل قطاع الطرق والقراصنة في أعالي البحار.

    بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي احترف الكذب، مثله مثل جميع المسؤولين الإسرائيليين، وبلغ هذا الكذب ذروته عندما قال إن تصرف جنوده بإطلاق النار على النشطاء كان من قبيل الدفاع عن النفس، أيُ دفاعٍ عن النفس هذا في مواجهة إناس عزل فوجئوا بطائرات عمودية تقذف إليهم بفرق الكومندوز وتقصفهم بالرصاص الحي.

    السفن لم تكن تحمل قنابل وصواريخ، ولا يتواجد على ظهرها مسلح واحد، فقط كراس كهربائية للعجزة الذين حطمت أطرافهم الصواريخ وقنابل الفوسفور الإسرائيلية أثناء العدوان على غزة، وصناديق الأدوية للمرضى ومواد بناء لترقيع ما تهدم من جراء القصف، ومواد لتنقية المياه منعتها السلطات الإسرائيلية لقتل أبناء القطاع بأمراض الكوليرا والتيفوئيد.

    عامان من الضغوط والتوسلات الأمريكية لإقناع "إسرائيل" بالسماح بدخول مواد البناء والإسمنت للقطاع لوضع حد لمعاناة ستين ألف إنسان يعيشون في العراء فوق بيوتهم المهدمة ولكن دون جدوى.

    ومن سخريات القدر أن الإسرائيليين الذين يتهمون منظمي هذه القوافل باستخدامها وسيلة للاستفزاز والدعاية الإعلامية، هم أول من استخدم هذا الأسلوب قبل سبعين عاماً، فقد ملأوا السفن بالمهاجرين اليهود من الناجين من الهولوكوست (المحرقة) في الأربعينيات من أجل إحراج القوات البريطانية المحتلة لفلسطين في ذلك الوقت التي كانت تحاول منعهم بالقوة خوفاً من ثورة الفلسطينيين.

    والأخطر من ذلك أن قادة اليهود الصهاينة الذين نظموا هذه السفن، وآخرها عام 1947 التي حملت حوالي 4500 مهاجر، تعمدوا الصدام مع القوات البريطانية التي كانت تفرض حصاراً بحرياً، وادعوا أن قنابل الغاز البريطانية قتلت طفلاً رضيعاً لإثارة الرأي العام العالمي، وكسبه إلى جانب المطالب إقامة دولة يهودية في فلسطين، حيث كانت بعثة للأمم المتحدة تبحث مسألة التقسيم. ومن المؤسف أن هذه الضغوط نجحت في إصدار القرار الأممي، وتبين بعد ذلك أن الطفل المذكور لم يقتل بقنابل الغاز البريطانية مثلما قالت صحيفة "الديلي ميل البريطانية" إنما قبل المواجهة بأيام.

    * * *

    "إسرائيل" خرقت القانون الدولي باقتحامها سفينة ركاب في عرض البحر وفي المياه الدولية ثم خطفها واعتقال ركابها، وقتل إصابة خمسين منهم. إحدى هذه السفن كانت ترفع علم تركيا العضو في حلف الناتو.

    السؤال الذي يطرح نفسه هو كيف سيكون رد فعل الولايات المتحدة وحلف الناتو لو أن إيران أحمدي نجاد اعترضت سفينة أمريكية أو بريطانية أو حتى نرويجية في المياه الدولية وأطلقت النار على ركابها، وأصابت قبطانها ثم اقتادتها إلى ميناء إيراني؟

    الإجابة واضحة ومعروفة، اعتبار هذا الموقف الإيراني أنه إعلان حرب يستحق إرسال الأساطيل والقاذفات والغواصات النووية لقصف إيران، أو استصدار قرار فوري وسريع عن مجلس الأمن بفرض عقوبات اقتصادية خانقة ضدها في أحسن الأحوال.

    ماذا يتوقع الإسرائيليون عندما يهاجمون سفينة في عرض البحر، هل يتوقعون أن يستقبلهم ركابها بالورود، أم بالرقص والغـــناء طرباً وتهليلاً، أم بذبح الخرفان والعجول؟

    "إسرائيل" تؤكد للمرة المليون أنها دولة مارقة تتحدى كل المواثيق الدولية، ومن الخطأ القول بأن هذه التصرفات والمجازر تقع لأن حكومة يمينية متطرفة تحكمها، لأن حكومة "كاديما" السابقة ارتكبت جرائم حرب أثناء عدوانها على قطاع غزة، واستخدمت قنابل الفوسفور الأبيض وقتلت 1500 من الأبرياء ثلثهم من الأطفال.

    كلهم مجرمو حرب، ولا بد من تحقيق دولي سريع لكشف كل ملابسات هذه المجزرة الأخيرة والمتورطين فيها، ابتداء من نتنياهو الذي اعترف بأنه أعطى الضوء الأخضر لارتكابها ومروراً بالجنرال غابي اشكنازي رئيس هيئة الأركان الذي نفذها، وانتهاء بإيهود باراك وزير الدفاع الذي أشرف عليها.

    حكومة نتنياهو أعلنت أنها ستمنع أي سفن جديدة تريد كسر الحصار وبالطريقة نفسها التي تعاملت فيها مع سفن الحرية، وأعلن المنظمون في الوقت نفسه عن تجهيز قوافل جديدة في تحد قوي للغرور والغطرسة الإسرائيليين. الفارق بين القوافل السابقة والقوافل الجديدة أن ركاب الأخيرة سيكونون أكثر استعداداً وتطلعاً للشهادة، بل سيتسابقون إليها، ولن ترهبهم القرصنة الإسرائيلية.

    "إسرائيل" خسرت تركيا حليفها الاستراتيجي، ونقلتها من خانة الصديق إلى خانة العدو، والشعب التركي العنيد صاحب العزة والكرامة لن ينسى شهداءه. وهي في حال عداء متفاقم مع القوة الإيرانية الإقليمية المتصاعدة، وعلى وشك خسارة حلفائها الغربيين التي تحرجهم وتهدد أمنهم بمجازرها.

    الصديق الوحيد الذي بقي ل"إسرائيل"، نقولها بكل مرارة أسف، هو النظام الرسمي العربي، أو الذين ما زالوا يتمسكون بمبادرة السلام ويدورون في فلك أمريكا. نقولها بكل صدق وارتياح: مبروك على "إسرائيل" هؤلاء الأصدقاء، فلعلهم ينفعونها وهم الذين لم ينفعوا أمتهم وعقيدتهم وشعوبهم وقضاياهم العادلة.

    صحيفة القدس العربي اللندنية

  10. #20

صفحة 2 من 3 الأولىالأولى 123 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. بيان إدانة للقرصنة الصهوينية ضد أسطول الحرية لدعم غزة
    بواسطة د. سمير العمري في المنتدى أَخْبَارٌ وَإعْلانَاتٌ
    مشاركات: 124
    آخر مشاركة: 09-08-2010, 04:17 AM
  2. آخر الأخبار عن أسطول الحرية وتداعياته
    بواسطة سالم العلوي في المنتدى نُصْرَةُ فِلِسْطِين وَالقُدْسِ
    مشاركات: 83
    آخر مشاركة: 05-06-2010, 08:12 PM
  3. أسطول الحرية /د. محمد رائد الحمدو
    بواسطة د. محمد رائد الحمدو في المنتدى نُصْرَةُ فِلِسْطِين وَالقُدْسِ
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 01-06-2010, 06:44 PM
  4. أسطول الحرية.. تصعيد الجريمة يزيد المقاومة
    بواسطة نبيل شبيب في المنتدى نُصْرَةُ فِلِسْطِين وَالقُدْسِ
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 01-06-2010, 11:52 AM
  5. أسطول الحرية .. يتحدى الحصار : د . لطفي زغلول
    بواسطة لطفي زغلول في المنتدى نُصْرَةُ فِلِسْطِين وَالقُدْسِ
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 31-05-2010, 06:02 PM