أمام هذا الطوفان الشاعري ماذا تراني أفعل وقد امتلأت جعبة الرؤى بدرر من حسن الخيال ،وعبأت الحنايا غصصا فوق غصص مما عالجته الشاعرة بوضع إصبع الغيرة على الذبح .
وأمام هذا الجرح النابت من أرض تطوان الذي يرويه بالأمل ثرى غزة ويبعث فيه غابات من الأمنيات البكر ليذود بغصن الحمية عن زيتون الخليل وغزة وكل فسيلة نبتت لا شرقية ولا غربية يكاد حزنها يودي بأحراج الأطلسي كمدا عليه.
لقد توغلت الشاعرة بنا منذ إطلالة القصيدة في بحار من الشعر ، وأجرت سفن المناجاة الخفيفة الهادئة رغم غليان الحروف لتظهر لنا أن الكلمات متماسكة ، رابطة الحبر يراعتها ، وداخل الكلمة نرى نيران المعنى يتوقد نخوة عربية أصيلة تبعثها الشاعرة هدى من جبل سيدي موسى على ضفاف مضيق جبل طارق ، إلى شرفة المجد الأخرىغزة
ولا بد من الوقوف هنا على نضج اللغة وعمق العبارة ، وجموح الخيال في مسرح الفكرة .
فالشعر ليس تمتمات أو علامات استفهام ، وإبهاما ، بل هو الخيال المجنح في فضاء الفكرة عبر لغة تخرج المتلقي/ة من ضيق الحروف إلى مجرات المتعة .
والقراءة المتأنية للنص نستخلص منها أن العبارة الشعرية جاءت دائرية أحيانا وأفقية في سياقات لغوية أحيانا ، فيمكن مع تعديل بسيط للوزن القراءة الأفقية للنص دون أن تختل وتيرة معنى ، وهذه قدرة إبداعية تحسب للشاعرة المبدعة هدى.
واستدعاء شخصيات تاريخية لإسقاط العبرة على أرض المرابطة والجهاد لهي من باب الثقافة الواعية للحدث بحيث استخدمت الشاعرة العبارات المثيرة للتفكير بالتاريخ من جديد،
وكذلك انفعال الشاعرة الهادئ لم يكن مقصودا لذاته وإنما اتزان الأخيلة مع الكلمات أدى إلى نبرة الطمأنينة في لغتها .ُ من خلال استخدام الكمات المناسبة للحالة الإبداعية .والروية في السير من المطلع إلى الخاتمة بقدرة عالية من تماسك الجرح والعتب آخذ به إلى أمة لها التاريخ يحني صحافه ،
إنه عشق حلال سمت به الشاعرة إلى عليين .
محبتي وتقديري