إلى روحِكِ يا رفيقةَ الصّبا
للتي فجعني رحيلُها المفاجيء
(هلا)... ذات التسعة عشرَ عاما
جسداً رحلتِ
-اسمي (هلا)
وأردّ دوما يا شقيقةَ خاطري
بل أنتِ تُدعَيْنَ (حلا)
ورَحلتِ لحظةَ لم أكُن
أَدري بأنّ نهايةَ الوردِ الذي في الكونِ قد آنت
وأنّ قصائدي
من بعدِ ما خضّبتِها بأناملِ الحِنّاءِ لن تبقى بقلبِ دفاتري
ستُسافرُ الكلماتُ مثلكِ للتّراب
إنّ ابتسامتَكِ الجميلةَ حينَ ضاعَت من صباحات الصّبا
الشّمسُ آلت للغياب
في الأمسِ قد كنتِ هنا
تتبسمينَ وتنثرينَ الوردَ فوقَ حقيبتي
تتأملينَ قصيدتي
أتُراكِ يا أحلى الرّفاقِ تذكّرين؟؟
في كلّ كرسيّ تركتِ العِطرَ يحرِقُني
ويجلِدُني الحنين
إنّي أسلّمُ كلّ يومٍ دمعـَتي
للأرضِ للجُدرانِ إذْ يوما تعانقنا هنا
لحديقةِ الذكرى إذِ استسقَتْ دموعَ الياسمين
ماذا سأحكي للفراشاتِ التي
كانَت تحطّ على يديكِ تقبّلُ الشّهدَ الدّفين
ماذا سأحكي في طريقيَ
للذينَ يُسائلونَ عن الجميلةِ أينها؟
كيفَ اللسانُ يقولها
وشفاهيَ احترقَت
وماتت في دمي الكلمات حُزنا يا (هلا)
أُسقِطتِ متلَ الطيرِ من قبْلِ الشّتاءِ فما الذي
سأقولهُ لسحابةِ الأشواقِ إن عادَت إلى جَلساتنا
ضحكاتـِنا
هفواتـِنا
ستُغادرُ النسماتُ
والغيماتُ
والساعاتُ بعدَكِ للثرى
من ذا يصدّقُ يا حبيبةُ ما جرى؟
جسداً رحلتِ...
وروحُكِ الخضراءُ مازالـَتْ تجولُ أمامنا
فلتهنئي برعايةِ الرحمنِ يا مفقودتي
ستظلّ أطيافُ الصّباحِ تخطّ اسمَكِ فوقَ صفحاتِ السماء
سيظلّ يذكركُ الربيعُ على لسانِ ورودهِ
ويظلّ يبكيكِ الشتاء
ويظلُّ فقدُكِ يا (هلا)
ظمأٌ مُميتٌ
ليسَ يتبعُهُ ارتواءٌ