|
انفض غبار الخزي والخذلان ِ |
واحمل سلاح الموت للطغيان ِ |
واغضب وزمجر كالصواعق كاللظى |
كالرعد كالبركان كالطوفان ِ |
واصعد على سفح الجهاد مؤذنا |
كي يلتقي التكبير بالآذان ِ |
وانصر بريئا قد أتاك ملبيا |
في البحر يبغي نصرة الإخوان ِ |
واشعل لهيب الغاضبين بأمة |
مكلومة الأحشاء والوجدان ِ |
لجريمة في الأرض يندر فعلها |
من قبحها إلا من الشيطان ِ |
جمعان في عرض البحار تلاقيا |
جمع السلام ومجمع العدوان ِ |
شتان بين الحاملين محبة |
والشاهرين مدافع الأضغان ِ |
لبى الأماجد دعوة مكتوبة |
بدموع طفل جائع ظمآن ِ |
يبكي على وجه الرمال لعله |
أن يسمع الأحرار في البلدان ِ |
إني صغير لست أعرف تهمتي |
ماذا جنيت لكي أموت مكاني |
أو أن أعيش مدى الحياة معوقا |
أرجو فتات الخبز من جيراني |
أطفالكم يلهون في أحضانكم |
وأنا رضعت اليتم في الأحضان |
أطفالكم يستنشقون روائحا |
وأنا رياح الموت في شرياني |
أطفالكم تلهو بعصب عيونها |
وأنا دخان لهيبهم أعماني |
أطفالكم يبكون في ألعابهم |
والجمر تحت أصابعي أبكاني |
فأتوا على سفن السلام ليحملوا |
ما يحمل الإنسان للإنسان ِ |
ما بين طفل في الرضاع ونسوة |
بجوار شيخ ذابِل الأجفان ِ |
ورجال دين يحملون صحائفا |
تدعوا إلى المعروف والإحسان ِ |
لم يعبئوا بالمجرمين وأقبلوا |
بالورد والقيسوم والريحان ِ |
وحمائم بيضاء في أطرافها |
أعلام خالية من الألوان ِ |
لكن أنفاس الذئاب دنيئة ٌ |
ذبحت حمائمهم على الأغصان ِ |
فإذا الدماء الزاكيات حزينة |
ملتاعة تجري على الأفنان ِ |
فوق الورود وقد تغير لونها |
من أبيض حسن للون قاني |
وإذا ابتسامات السعادة بدلت |
بالدمع في بحر من الأحزان ِ |
الموت يسقط والسماء مليئة |
بقذائف نارية ودخان ِ |
وزوارق سوداء تمطر باللظى |
في سرب نيران من الطيران ِ |
ولواء أشباح تنزل فاعتلى |
سطح السفين بنشوة السكران ِ |
ويديه تحمل ألف ألف رصاصة |
من ألف فوّهة وألف جبان ِ |
الطفل يبكي والجريح مقيد ٌ |
والشيخ ملقيٌ على المطران ِ |
الخوف يصرخ والوجوه كئيبة |
والروح بعد الروح للرحمن ِ |
هذا يئن وذاك يجمع صبره |
وهناك من يبكي على الإنسان ِ |
ماذا جنا من جاء يحمل بسمة |
ليعود في كفن من الأكفان ِ |
ماذا جنا من جاء يحمل وردة |
بيديه كي يلقى إلى الحيتان ِ |
ماذا جنا بالله ودع طفله |
ليعود محمولا على العيدان ِ |
ماذا جنا حتى تسيل دماؤه |
من قلبه تجري إلى الأذقان ِ |
هل ذنبه أن الذئاب طليقة |
في غابة الفئران و الغربان ِ |
أم ذنبه أن ليس من حكامنا |
إلا ومعذرة إلى النسوان ِ |
أم ذنبه أن المروءة آية |
نسخت على أيدي بني الشيطان ِ |
العين تبكي والضلوع جريحة ٌ |
والدمع موقوف على الأجفان ِ |
والقلب يا قلباه يصرخ صامتا |
أواه يا قلبي من الأحزان ِ |
ويداي ضارعة تصيح وتشتكي |
لله في كمد بغير لسان ِ |
قل لي بربك هل علمت معذبا |
في الأرض إلا واليهود الجاني |
أرأيت طفلا في الدماء مسربلٌ |
إلا وكانت لليهود يدان ِ |
أسمعت مظلوما يصيح بحرقة |
إلا ومن ظلم اليهود يعاني |
أنى أقمت أو ارتحلت فلن ترى |
مثل اليهود كغدة السرطان ِ |
تلمودهم قال السفاح فضيلة |
ودماؤنا نوع من القربان ِ |
أهل الدناءة والنجاسة والخنا |
والفحش ملعونون في القرآن ِ |
كم من نبي قد رموه بفريه |
وتوجئوه بخنجر وسنان ِ |
واسأل يهود عن المسيح وأمه |
واسمع قبيح الزور والبهتان ِ |
لا دين للشعب الخبيثة نفسه |
برئوا من الأخلاق والأديان ِ |
هم أمة جمعت شتات خباثها |
كالمهل مجتمع إلى القَطِران ِ |
الكلب يأنف من نتانة ريحهم |
ونفوسهم أدنى من الحيوان ِ |
فالعن يهود غداة كل مصيبة |
وافضح مكائدهم بكل لسان ِ |
واحمل عليهم بالسلاح مزلزلا |
أوصالهم ضربا لكل بنان ِ |
لا شئ بعد اليوم يسكت صرختي |
لا شئ يسكت صرخة الغضبان ِ |
الفجر آت لا محالة قادمٌ |
من سجنه للفاتح العثماني |
إنا على شوق اللقاء بلهفة |
نصبوا ليوم يلتقى الجمعان ِ |
كي نرجع الأقصى المبارك من يد |
مغلولة غلت مع الخسران ِ |
وغدا سنرجع للديار أعزة |
والأرض خالية من الفئران ِ |
وغدا نعود إليه بين مهلل |
ومكبر في ليلة الفرقان ِ |