ما عادَ يُغرِيني الشّتاءُ
عــُدْني
فإنّ الرّوحَ تورِقُ إذ تزورُ بـِلادَها
وأصابعُ السّاعاتِ تـَرسُمُ
في خـُطاكَ ملامِحَ الفرَحِ الفقيدْ
زُرني كأيّ مدينةٍ
قـَدْ غادَرَتْ ذِكرى الشّتاءِ تُرابَها
تـَشدو عَلى أَعتابـِها
عُصفورَ نهْرٍ تائهٍ
قدْ ضاعَ لحْنُ نـَشيدِهِ
بينَ الفـَناءِ وبيْنَ ميلادٍ جَديد
زُرْني كـَخيطِ الشّمْسِ حِينَ يُداعِبُ الغيماتِ في قـَلبِ السّماءِ
يَمَسُّني لِيُدَفـّىءَ الحُلُمَ الّذي
رَجَفـَت بهِ النّبَضاتُ ما بَيْنَ القَصيدةِ والوَريدْ
..
غادَرْتُ قَبْلَكَ كُلّ كُلّ مَعالِمي
بَوْحي
ونـَزْفُ قصيدَتي
وصَباحُ وردٍ لا يفي بـِوُعودهِ
لَم تُزهِرِ الكلماتُ مِنْ قَبلِ التقائكَ في الشفاهِ فإنّني
وحديقـَةُ الكَلِماتِ بِتـْنا في خَريفٍ دائِمِ
فـَاعذُرْ سُكونَ الثـغْرِ إِنْ
يـَوماً تخطّى أحرُفاً
وَاعْذرْ فؤاداً إن غـَفَا بـِدموعِهِ في كـفّ صُبْحٍ قادِمِ
فالشّمسُ قبْلـَكَ أحرَقَت فيهِ الكَلامْ
قدْ ماتَ في صَدْري المُثَقّلِ بالوَجعْ
صَوْتي
وأُغنـِيةُ الغَرامْ
..
مـِن قَبلِ أنْ تأتي إليّ تساقـَطَتْ
حَبّاتُ غَيْثٍ فوقَ أرصِفةِ الجفاءِ كأنّها
ذاك الرّسولُ من السّماءْ
يُوحِي بـِإتيانِ الشّتاءْ
لكِنّني
ماعادَتْ الغيماتُ تُغريني ولا
حتّى الشتاءُ الماطرُ
حَسْبي بأنّك حاضرُ
مِنْ بَعدِ ما اعتادَتْ حـُقولُ الياسَمينِ
على الحَياةِ بِغيـْرِ ماءْ