|
قُـل ما بدا لك إن علمتَ بِدائِيَهْ |
واقرأ إذا ما شئتَ بوْحَ عِتابيهْ |
هذا كتـابي للشبـاب أسـوقُـه |
أُبْدي لهم بالشِّعر حُرْقةَ ما بِيَهْ |
سطَّـرتُ فيه تجارِبـي فلعلَّنـي |
أَلقى عزاءً في رحيلِ شبابيهْ |
|
عشـرون عامًا ما وجدتُ بظِلِّها |
مرَّتْ مرورَ البرقِ ، يسبقُ خيلُها |
خيلي ، وأعدو في لِحاقِ سَرابِيَهْ |
حتى طواني الجهدُ تحت ردائه |
وجَثَتْ بقايا الهمِّ تحت رِدائيهْ |
سامرتُ فيها كلَّ أحلام الصِّبا |
وبنيتُ ، لكنْ بالخيـالِ بِنائيَهْ |
وزرعتُ في رَحِمِ الظُّنونِ عزائمي |
ودَفنتُ في وهمِ الشَّبابِ نِتاجِيَهْ |
حتى رأيتُ المستحيــلَ كأنه |
جاثٍ مع الأوهامِ يطرقُ بابِيَهْ |
|
ثم انطوت عشرون تتبع أختَها |
لولا بقايا من إبــاءِ خلائقي |
لاحْتَلَّ لحنُ النادمين غِنائيَهْ |
دارت رَحَى الأيام ، ليتَ نعيمَها |
يبقى طِوالَ العُمْرِ بين رِحاليَهْ |
ويظلُّ يرقص بالورود ، ويحتسي |
كأسـًا يظلِّلـهُ حنـانُ خِبائيَهْ |
أتلو لديها كلَّ مؤتَـلِـقِ المُنى |
وأصوغها صرْحًا بقِمَّةِ رابيةْ |
وأسوقها من عالم الأحلام كي |
تنجو من استيطانِهـا بخياليـهْ |
تلقى على يُمْنايَ عَزْمَةَ واثقٍ |
بالمجدِ ، والآمالَ فوق شِماليَهْ |
إن غرَّدَتْ تغريدَها فلأنها |
مَسَّتْ عبيرَ المجدِ في أنساميَهْ |
وأتت من الأجداثِ تُقْسِمُ أنَّها |
لَبَّتْ من الأجداث صَوْتَ نِدائيهْ |
|
ما بين أحلامِ الشَّبابِ وبين ما |
لو كانت الأحلامُ تَمنحُ ربَّها |
قَطْرًا لَعَدُّوا المُعْجِباتِ ثمانيةْ (1) |
تأبى رُبَى الأمجادِ كلَّ مُعَلَّقٍ |
بالوهمِ ، يحلُم بالقصور العاليةْ |
يغفو على أحلامه ، ويظنُّها |
تبقى بأكناف التَّخـاذُلِ غافيـةْ |
فإذا استفاق أحسَّ لَذْعَ ندامةٍ |
لاقى بها الكَسْعِيُّ نارًا حاميةْ (2) |
|
هذا حديثُ الأربعين ، سردتُه |
فلعلَّ من يغفو بِصُبْحِ شَبابه |
يَلقى بِداجي اللَّيل نَجْمَ سَمائيهْ |
ليقودَه نحو السَّـنـا بضيائه |
لـو كان يُبْصِرُ دَرْبَهُ بضِيائيهْ |
ولعلَّ من يرعى الندامةَ والأسى |
يحنـو عليَّ إذا أحـسَّ بدائيهْ |