الأدب والدين .. ثنائية؟ أم لا؟

هناك ثنائية مشهور النقاش حولها.
ما هي؟
هي ثنائية العلم والدين، وهي ليست موضوعنا مباشرة، لكنها تدخل معنا في التقرير العام الذي سيتم بحق ثنائيتنا.
ما ثنائيتنا؟
إنها الدين والأدب.
والسؤال الأول بخصوصها هو: هل هما ثنائية حقا؟ آلدين شيء والأدب شيء؟ أم الدين يشمل الأدب وغيره من شئون المسلم؟ أم الأدب يشمل الدين عند الأديب؟
... أنتظر تفاعل الإخوة والأخوات حول هذا السؤال!

لا بالتأكيد هذا شيء و ذاك شيء .....و مصيبة المصائب الخلط بينهما ، لأنه يؤدي إما إلى هلهلة الدين و إما إلى تجميد الأدب ، و كلاهما شر مستطير .
الصحيح كما قال شيخنا الرافعي رحمه الله : ( الدين يوجه الإنسان إلى ربه ، و الأدب يوجهه إلى نفسه ، و هذا وحي الله إلى الملك إلى نبي مختار ، و ذاك وحي الله إلى البصيرة إلى إنسان مختار )
و قوله الآخر لن يصلح امر الإنسانية إلا بدينين دين يضبط علاقتها بخالقها وهو الدين و دين يضبط علاقتها بنفسها و هو الشعر

أستاذي الكريم
أحييك أولا على هذه الأطروحة .
في تصوري .الدين هو شرعتنا وشريعتنا ومنه نستمد أخلاقنا لنجاح لحياتنا وحسن مماتنا
"قل إن صلاتي..."الأية
لكن الأدب هو رصد أعيننا لواقع نعيشه أو أمل نرجوه أو حلم نحياه
هو صوت المخروسين ،وحرية المحبوسين، وكلام الصامتين، وحكمة الحياة
الدين والأدب جديلتان لا تتعارضان ،إذا التقى الأدب الإنساني الجميل أيا كانت معالجته - مع روح الدين ،كان الأدب سلاحا للدين يقيم حجته ويعلي رايته
"اهجوهم وروح القدس معك"
وفي تراثنا الكثير من الأمثلة الدالة على ذلك ولا أدل على ما ورد من تعليق ابن الخطاب على بيت لبيد
ألا كل شيءما خلا الله باطل...
وكم من أدب عظيم دل على أديب أعظم سره أنه جمع دينه بدنياه
وإن يتردد دوما أن الكلام من الأديب كشف لنفسه ومنهجه فلا أرى ذلك معيارا صحيحا على الدوام ولا على الأغلب رأيا ،فقد تكون المعالجة الأدبية وضرورات البناء الفني العام للعمل هي جسر الأديب للوصول لأداء رسالته بعيدا عن الميكافيلية الأدبية طبعا وبعيدا عن اختراق وتجاوز ما هو معلوم بالضرورة
وكم أديب اتهم في دينه لمجرد أنه عالج أمرا ليس على منوال سابقيه وسلفه!!وهذا جور عظيم.
وكم من أديب توسع لفظا ودلالة وكشفا وجرأة ثم اتهم وافتتن ،ثم ختم له بالحسنى!
ولا أطيل ..وما الكشف والتفتيش عن النيات منهجنا.
تصوري أنه لا ينبغي خلط هذا بذاك ،وكما قلت هو التوازي والحبك أحيانا ، هما جديلتان .
دمت وأحباب الواحة سالمين
ممدوح سالم

بوركت أخي الحبيب عبد الله!
إذا: هما دينان كما العملاق؟

دام حرفك المثري أخي الحبيب ممدوح!
أطل، أخي الحبيب؛ فإطالتك ثراء!
أنتظر!