أحدث المشاركات
صفحة 1 من 22 1234567891011 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 219

الموضوع: الدكتور الشاعر سمير العمري في عيون النقاد و الأدباء و المحبّين .

  1. #1
    الصورة الرمزية نادية بوغرارة شاعرة
    تاريخ التسجيل : Nov 2006
    المشاركات : 20,306
    المواضيع : 329
    الردود : 20306
    المعدل اليومي : 3.20

    افتراضي الدكتور الشاعر سمير العمري في عيون النقاد و الأدباء و المحبّين .

    == منقول ==

    مهداة لاخي الدكتور سمير العمري رئيس رابطة الواحة الثقافية رابطة عالمية تهتم بكل انواع الادب
    وهو كما اسلفت اهداء مستحق لسمو ادبه وخلقه وتميز اداءه ولحبنا له في الله ولآنه ايضا مبدع وشاعر واديب كبير له بصماته التي لا تضاهى في الشعر العربي
    -نحسبه والله حسيبه ولا نزكي على الله أحدا- انما الوفاء ورد الجميل والفضل


    وجهُ صبوحٌ



    وَجْهٌ صَبُوحٌ قُدَّ مِنْ قَلْبِ الْوَفَاءْ إِكْليلُ صَفْوٍ فَاحَ نَبْضًا مِنْ صَفَاءْ
    هُوَ ذَا السَّمِيرُ لِأَنْفُسٍ تَشْتَاقُ مَنْ مِثْلَ الْعبيرِ مُضَمَّخًا نَبْعَ الْعَطاءْ
    يَاأَيُّهَا الْوَجهُ الْمُنَدَّى بِالْجَلالْ يَا أَيُّها الصُّبْحُ الْمُطِلُّ بِكِبْريَاءْ
    إِبْداعُ فِكْرِكَ يَشْتَهِيهُ الْمُبدِعونْ وِشِغَافُ رُوحِكَ صَاغَهَا بَحْرُ الْوَلَاءْ
    إِخْبَاتُ قَلْبِكَ غَلَّفَ الْجَمْعَ الرِّضَاءْ وَسُمُوُّ عَفْوِكَ وَاحَةٌ ذَاتُ الرَّجَاءْ
    لَسْتُ الْذِي بِتَزَلُفٍ أَهْوَى الرِّيَاءْ لَكِنَّهُ الْحَقُّ الْذي مَجْرَاهُ مَاءْ
    يُحْيِ إِذَا الصَّحْرَاءُ صَفْحَاتُ النَّمَاءْ وَ تَحِنُّ إِذَّاكُمْ مَزَامِيرُ الْغِنَاءْ
    مَاذا عَسَى أَشْعَارُنَا تَصِفُ الْبَهَاءْ ؟ مَاذا عَسَى أَقْدَامُنا تَرْقَى السَّمَاءْ؟
    رَبِّي الْحَسِيبُ عَطَاؤُهُ هَوَ مَا يَشَاءْ فَانْعَمْ سَمِيراً فَالقُلُوبُ لَكَ الْوِعَاءْ
    أَصَفِيَ قَلْبي خَطَّ فِي رُوحِي مَدَاكْ أَضْحَى بِنَقْشِكَ مُتْرَعاً خُصُباً دِلَاءْ
    سِرْ يَا حَبيباً قَدْ وَهَبْناكَ الْوَلَاءْ وَ انْسَ الْعُواءَ فَلَيْسَ يُجْدِينَا الْعُوَاءْ
    إِنَّ الثَّوابَ رَدِيفُ سَيْرٍ في يَقِيْنْ تِي الْآُمَّةُ الْغَرْقَى فَشُذَّ إِِلَى الْعُلَاءْ
    هَبْ يَا سَمِيرَ الْعَقْلِ وَالْقَلْبِ الْخَلَاصْ هَبْ يَا سَلِيم الصَّدْرِ وَالْفِكْرِ الدَّوَاءْ
    وَجْهٌ صَبُوحُ اسْتَلَّ مِنْ نَفْسِي الْعَنَاءْ فَهَمَى الْيَرَاعُ يَعُبَّ مِنْ نَبْعِ النَّقَاءْ

    /
    /
    دمتم مبدعين اوفياء
    http://www.rabitat-alwaha.net/moltaqa/showthread.php?t=57594

  2. #2
    الصورة الرمزية نادية بوغرارة شاعرة
    تاريخ التسجيل : Nov 2006
    المشاركات : 20,306
    المواضيع : 329
    الردود : 20306
    المعدل اليومي : 3.20

    افتراضي

    == منقول ==

    قراءة في أعمال د. سمير العمري :
    عندما تسبح الذات الأدبية إلكترونيًا حاملة هموم الأمة
    بقلم : د. مصطفى عطية جمعة


    من أهم ثمرات الفضاء الإلكتروني أن الكثير من الأصوات الأدبية وجدت متسعًا لها في النشر والعمل الثقافي ،
    فقد استطاعت الشبكة العنكبوتية الدولية أن تكسر احتكارات المجلات الثقافية الرسمية التي ترتهن بأمر وزارات الثقافة ، أوالمجلات الخاصة التي تعبر عن تيار أدبي بعينه ،
    ويكون النشر فيها خاضعًا لمعطيات الانتشار وتغذية توجه أدبي أو ثقافي محدد .

    ويشكل الشاعر " سمير العمري " النموذج المتمرد ، مثل عشرات النماذج الأخرى ، التي كسرت النمطية الأدبية في عالمنا العربي ،
    وأصبحت تراهن على نشاطها الشخصي في مجال تأسيس المواقع الثقافية ، والاضطلاع بنشر الإنتاج الأدبي والثقافي لفئات وأفراد ، كانوا محرومين من هذه الفرص ،
    بفعل تنائي المسافات المكانية ، وغياب العلاقات العامة والشخصية مع الناشرين ومدراء التحرير في المجلات والصحف . لقد قام " سمير العمري "
    بتأسيس موقع "الواحة" الثقافي على الشبكة الدولية للمعلومات ، محطمًا - مثل غيره – قيود النشر ،
    وهو الذي يعاني من النفي خارج الوطن العربي ( يقيم في السويد ) ، حيث تكوّنت بفعل هذا الملتقى الأدبي في الفضاء الإلكتروني فعاليات رائعة ، شكلت كيانات موازية لما يسمى بتيار الثقافة الرسمي والأهلي في المجتمعات العربية ، فنستطيع أن نقول إن هناك تيارًا إلكترونيًا ، بدأ يغزو حياتنا الثقافية .
    ويجدر بالذكر أن ملتقى الواحة الثقافي ، لا يقتصر على نشر الإبداعات الأدبية : شعرية أو نثرية ، بل هو " هايد بارك " يتسع لكل مشارك عربي ، دون النظر إلى هويته أو جنسيته ،
    فرأينا الكثير من المساهمات الثقافية والفكرية والمشاغبة في هذا الموقع .

    ربما يكون الهم الذي تطرحه هذه الدراسة هو النظر إلى الأديب سمير العمري بوصفه أديبًا فحسب ،
    واتخاذه نموذجًا في الدرس الأدبي مثل مئات ( أو آلاف ) الشعراء الذين باتت أصواتهم مسموعة في الفضاء الإلكتروني ، وبعضهم لا يعرف طريق النشر الورقي ،
    ويكتفي بالمداخلات التي تأتيه من خلال المواقع الأدبية التي يشارك فيها . إن المشكلة التي تكتنف هؤلاء أن إنتاجهم الأدبي يتراكم بفعل مرور السنوات ، دون وجود دراسات نقدية موضوعية لهم ،
    تحاول أن تنظر إلى نتاجهم الأدبي نظرة رأسية فتتعرف طبيعة النتاج : من شعر أو نثر ،
    بكل الأشكال التي يمكن أن يجتهد فيها المبدع ، أو نظرة أفقية حول تناولات المبدع وموضوعاته ، والخصائص الفنية التي تميز إبداعه ، ومدى التطور الرؤيوي والفني الذي أحدثه المبدع .
    فالآفة التي تبتلى بها مواقع الإنترنت الأدبية تلك التعليقات المبتسرة التي يلقيها هذا الأديب أو القارئ بشكل متعجل ، وتكون ذات اقتضاب ، وتكتفي بالتعليق على العمل الواحد المعروض دون النظر إلى سائر أعمال الأديب ، وبالتالي يظل نقدها مفتقدًا إلى القراءة الشاملة العميقة ، ويظل المبدع ضحية هذه التعليقات ،
    ولو كانت من ذوي صداقاته فإن طابع المجاملة يغلب عليها ، أو تصطبغ بصبغة العداء إذا كان المعلق يرد الصاع للمبدع الذي هاجمه في عمل من قبل . وما بين هذا وذاك ، فإن المبدع يظل دون تقويم حقيقي، ولا يملك خطوطًا نقدية محددة ، تشمل إبداعاته بشكل هادئ معمق محايد .

    وفي تجربة سمير العمري التي تمتد لسنوات سابقة ، وكما أوضح في إحدى قصائده فإنها عميقة منذ أيام دراسته الأولية في المدرسة المتوسطة .
    وقد قام الباحث في هذه الدراسة بتجميع منتج التجربة الإبداعية لسمير العمري من تفرقها في صفحات الإنترنت ، فشكّلت ملفًا كبير الحجم ، جمع الشعر والنثر ؛ وإن كان يغلب على تجربته الشعر ،
    فيبدو لنا أن نفسه الشاعرة متوقدة دافقة ، وأن الشعر أقرب إليه ليجيش بما يعتمل في نفسه.

    لعل أبرز ما يستوقفنا في تجربة " العمري " الشعرية أنه يقول الشعر وفقًا لموروث الشعر العربي ، فهو مولع بتجربة شعراء العروبة القدامى ، ومن سار على دربهم من المعاصرين ، وهذا يظهر في بنى قصائده العمودية التي تلتزم النهج الخليلي التقليدي ، وهذا لا نعده عيبًا أو تأخرًا كما يرى بعض النقاد ، الذي يتصورون أن الحداثة معناها الإبداع بأشكال شعرية جديدة ، مثل شعر التفعيلة أو قصيدة النثر أو النص المفتوح . نقول : من يظن ذلك فهو مخطئ ، فالأشكال الشعرية مثلها مثل الآنية ، أوعية تحوى تقلبات الوجدان ، وعبير الرؤى ، وإنما يكون الأمر في قضية التجديد الشعري من خلال مدى الرؤية المبتكرة التي يرومها الشاعر ، وما مدى اختلافه عن السابقين ؟ أو بالأدق : ما الإضافة الإبداعية التي نتلمسها في تجربته ؟ نقول ذلك ، وهناك شعراء عظام أبدعوا بالشكل العمودي بكل قيوده الموسيقية ، ما تعجز عنه قصيدة النثر بكل انفتاحها وتحررها الموسيقي واللفظي ، مثل : البردوني ( اليمن ) ، الجواهري ( العراق ) ، ( أحمد بخيت ) مصر ، وغيرهم .

    فسمير العمري يفضل الشكل العمودي وينحاز إليه ، ويكتب أيضًا قصائد التفعيلة ، بجانب إبداعاته في القصة والمقال والخاطرة . وفي شعره العمودي نقف عند ظاهرة الأغراض الشعرية ، وهو مفهوم قديم قدم الشعر العربي ، فقد التزم "العمري " بها ، كأنه يتنفس بروح القدماء ، وينظر بنفس رؤاهم ، وهذه قضية الكثيرين من ناظمي الشعر بالعمودية أنهم يظلون أسرى الرؤية التقليدية التي تتكئ على ميراث الشعر العربي القديم ، فينظمون في المدح والرثاء والفخر والذم والأسى ... ، وقد يعارض القصائد القديمة ، إمعانًا في التأسي بالسابقين ، وبعضهم يتطور أكثر وينظم حسب المدرسة الرومانسية ، التي أشعلت القلوب نارًا، وغنت للطبيعة ، وربما يشكل هذا الأمر هاجسًا لدى شاعرنا ، فهو يرى أن التمترس في الشعر التفعيلي عنوانًا للشخصية المسلمة العربية ، وهذا يردده كثيرون ، ولكن تبقى الحقيقة أن الأهم في الجنس الأدبي ، وما يتفرع عنه من أشكال شعرية تلك الأحاسيس الجديدة التي يستشعر العالم بها ، أحاسيس تختلف عما يردده العامة ، أو ينظمه باقي الشعراء ، ومن هذا أو ذاك يتميز الشاعر ، فإذا جدّت الرؤية ، ستتجدد الكلمة ، وتكسى الصورة بعبق جديد ، ولنا في فحول شعرائنا القدامى والمعاصرين نماذج مبدعة في الرؤية والخيال .

    والقاسم المشترك في تجربة " العمري " تلك الروح المتأججة التي تتعامل مع الشخوص والأشياء والقضايا بنفس درجة التأجج ، من أول النص إلى آخره ، وفي سبيل ذلك تخرج مفردات خطابية في طابعها ، مباشرة في فكرتها ، وتقل الصورة والخيال ، وهذا منطقي في التجربة الشعرية ، فإذا اشتد اشتعال الذات الشاعرة ، أسالت مشاعرها كلماتٍ ، فإن مساحة العقل الشعري تتقلص . ولنغص في تجربة " العمري " ، والغواص موضع التساؤل دومًا .

    في ذكرى زواجه ينظم قصيدة مهداة إلى زوجته ، ويعنونها بـ " قرتي وقراري"، والعنوان يشي بالمضمون وهو أن الزوجة موضع المودة والسكن وهي رؤية إسلامية قرآنية ، حيث يقول :
    لا رَيْبَ أَنَّـكِ مِـنْ نَعِيـمِ البَـارِي وَبِأَنَّـكِ المَقْسُـومُ مِـنْ أَقْــدَارِي
    وَبِأَنَّ رُوحَـكِ رَاحَتِـي بَعْـدَ العَنَـا وَبِـأَنَّ قَلْبَـكِ قُـرَّتِـي وَقَــرَارِي

    وعنوان النص جزء من الشطر الثاني في البيت الثاني وهو يندرج تحت ما يسـمى العنوان
    الجاذب الذي يعمد فيه الشاعر إلى جذب القارئ لهذه النغمية التي حملتها مفردتا العــنوان
    والمتأتية من الجذر المشترك بينهما . تلك الموسيقية التي تشكل علامة مميزة في قصائــد
    العمري . وفي هذه القصيدة ، يقف الشاعر عند الحد الظاهري الذي يجترّ المدح للزوجــة
    الوفية ، معددًا فضائلها ، وكيف أنها نموذج في العطاء ، وتجدر الإشـارة إلى أن مـدح
    الزوجة غرض شعري راق ، ولكن تظل الرؤية مرهونة بنظرة الشاعر إلى طبيـعة العلاقة
    بين الزوجين وخصوصيتها ، والخصوصـية تعني : ما يتمايز به الشاعر عن الآخــرين
    في وقفته عند حياته الزوجية ، بعد مرور عقدي زمن كما ذكر في النص ، وأرى أن الشاعر لم
    يراوح ما سبقه إليه الآخرون ، وإن حفلت القصيدة بإضاءات دينية .
    ونفس ظاهرة العنوان تتكرر في قصائد أخرى ، حيث يقتطع الشاعــر من مطلع النص
    عنوان قصيدته ، يقول :

    علَى السُّيُوْفِ بَقَايَا مِنْ رَحِيْقِ دَمِـي وَفِي الصُّخُوْرِ طَرِيْقٌ مِنْ خُطَى قَدَمِي

    فقد حملت القصيدة عنوان : " رحيق دمي " ، المقتطع من البيت الأول ، وهذا لا يساعـد
    على تحفيز القارئ على قراءة النص ، وربما يعد ذلك استسهالاً من الشاعــر ، إلا أن
    العنوان معبر عن روح النص ، التي حلقت في أزمة الإسلام ، وضياع مقدساته . فنغـمة
    التباكي على تهرئ الجسد المسلم ، تهز الكثيرين ، ولكن الشاعر طوّف بكل آلام المسلمين،
    مستخدمًا قاموسًا يكاد يكون مشتركًا بينه وبين كل الباكين على أحوال الأمة المسلمة .

    وربمـا نجد الرؤية أكثر تطورًا في قصائد التفعيلة ، ففي قصيدة " البدر أحنى الجبين " نرى
    انفتاحًا أكثر وهو يخاطب المحبوبة ، يقول :

    هَلْ تَكْتَفِيْنْ؟
    أَنْ هَلَّ فَجْرُكِ بَاسِمَاً بَعْدَ الأَسَى
    يَمْحُوْ سُطُوْرَ الحُزْنِ مِنْ طِرْسِ السِّنِيْنْ
    هَلْ تَكْتَفِيْنْ؟
    أَنْ حَلَّ طَيْفُكِ يَحْتَوِيْ مِنِّي الْمُنَى
    يَغْفُوْ بِأَحْضَانِي أَنَا
    يَرْتَاحُ فِي عُمْقِ الفُؤَادِ وَفِي الوَتِيْنْ

    لا يقف الخطاب عند المحبوبة الأنثى ، بل هو منصرف إلى المحبوبة ، ولكنه يتمايز هنا بكون
    الشاعر متعمدًا الخطاب الأنثوي بشكله المطلق ، لتظل المحبوبة الأنثى ذات شكل هلامي،ندركه
    من الصور الشعرية التي تتالى في النص ، والتي تتأرجح بين السعي إلى الخروج من تيه الحزن
    إلى عالم رحب من البسمة ، وتظل الأنثى في هذا الفضاء : يمكن تحويل دلالتها إلى الوطن ، أو
    الزوجة أو المعشوقة ، ولكن في إطار من الوهج العاطفي ، وتتعمق الرؤية أكثر في قصيـدة :
    " أطلقي منك السراح " ، يقول :

    ضُمِّي الجِرَاحَ عَلَى الجِرَاحْ
    وَتَحَدَّثِي عَنْ ذِكْرَيَاتِ الفَجْرِ يَا شَفَةَ الصَّبَاحْ
    عَنْ رِحْلَةِ الطَّيرِ المُغَرِّدِ غُرْبَةً
    بِالنَّاسِ
    بِالإِحْسَاسِ
    عَنْ زَمَنٍ وَسَاحْ
    عَنْ رِحْلَةٍ هَاضَتْ وَهَاضَ بِهَا الجَنَاحْ
    فِيهَا انْكِسَارَاتُ المَرَايَا لا تُزِيلُ الأَقْنِعَةْ

    فقد عمّق رؤيته أكثر عن مأساة الوطن ، متخذًا المحبوبة مخاطبة ، ليسقط عليها أحزانه
    وهو يتباكى على أطلال العروبة ، ومجد الإسلام . وقد استحضر " سجاح " وهي امـرأة
    ادّعت النبوة ، وتزوجها مسيلمة الكذاب ، في إشارة إلى حجم الكذب الذي يعترينا ، كـذب
    على الشعوب ، وعلى النفوس .

    أبرز ما نلحظه في القاموس الشعري عند " العمري " غزارة هذا القاموس ، وهذا ناتج عن
    تعمقه في قراءة الشعر ، وفي قرضه ، خاصة أن الشعر العمودي يستلزم إثراء في الألفاظ
    حتى تكون القافية لينة ، وإلا ستكون منحوتة نحتًا . ولكنني أستطيع أن أقف عند مظهر آخر
    دال على هذا الثراء ، وهو الصورة الشعرية ، التي أرى أنها تميز شاعرنا ، وهو يعتني بها
    ويحرص على تعميقها ، خاصة في قصائد شعر التفعيلة التي أعتبرها عنوانًا على التطور في
    الرؤية والبناء الفني لديه ، يقول في قصيدة " البدر قد أحنى الجبين "

    وَالحَرْفُ يَجْمَحُ لِلصَهِيْلْ
    يُبْدِي الدَّلِيْلْ
    وَعَلَى حَنَايَا القَلْبِ يَكْتُبُ قِصَّةً
    وَالنَّبْضُ يَهْتِفُ بِالحَنِيْنْ

    إننا أمام صورة ممتدة ، شديدة العذوبة ، فالحرف مثل الخيل جامح للصهيل ، صورة تشي بعنفوان
    الحرف أي ثورته ، وتمتد الصورة ليصبح الحرف كاتب أقاصيص ، ويكون القلـب ورقَــه ، ثم
    يكون نبض القلب حنينًا للمجد والعظمة . إنها صورة تجيش بشاعرية متقدة .
    وفي قصيدته النونية التي عارض بها نونية ابن زيدون ، نجد ما نسميه بظاهرة تراسل الحـواس
    فكل حواسنا تتلقى الصورة دون موانع ، فيتداخل البصر والشم والنطق والسمع ، وتتجمع في مركز
    الإحساس الواحد وهو القلب ، يقول :

    الزَّهْرُ بَسْمَتُنَـا وَالطَيْـرُ هَمْسَتُنَـا وَالصَمْتُ رَبْوَتُنَا وَالشِّعْـرُ وَادِيْنَـا
    وَرَوْضَةُ الطُّهْرِ فِي أَسْمَى مَشَاعِرِنَا كَطَلْعَةِ الفَجْرِ فِـي أَدْجَـى لَيَالِيْنَـا

    فالزهر يشعل حاستي العين والشم ، ثم يصبح بسمة تزين وجوهنا ، والطير يحفز حاستي البصر
    والسـمع ثم يكـون همسة على الشفاه ( منطوق ) . وهكذا نجد بيتــًا شديدة الشاعرية ،محلى
    بصور فذة ، وإن كان البيت الثاني اقترب مما يسمى المتداول الشعري فالطهر روضة ، مثل طلعة
    الفجر ، وهي صورة تتكرر كثيرًا ، محورها : الطهر مثل الفجر ، أو العفاف كالنور .

    وإذا كانت لنا وقفة ، فإن القصة لدى شاعرنا لها نكهة خاصة ، وإن قل نتاجه منها ، فنفس
    الشاعر تزاحم عين القاص ،
    وربما تاتي قصة " نكهة " نموذجًا مشتركًا في رأيي ، فهذه
    القصة جمعت عالم " العمري " في شعريته ، ودلت على لقطاته القصصية ، فالقصة ذات
    مضمون يتقاطع كثيرًا في شعر العمري : الوفاء للزوجة ، والوفاء يتخذ صورة تذكر عيد
    الزواج ، حيث حمل البطل كعكة هذا العيد ، مصنوعة من الكريمة والكرز ، لونا البياض
    والاحمرار ، وذهب إلى منزله ، أسرعت الزوجة بفتح الباب ، وهي ضاحكة للزوج الذي
    تذكر ما ينساه الآخرون ، فيفاجأ بوجود أختها المطـلقة عندها ، يشعر بالغضب ، وتشكك
    الأخت في وجود آثار إصبع على الكعكة ، وسرعان ما يوضح الزوج كيف أن هذه لمسته
    هو عندما تذوق الكعكة . وحين تبدأ الزوجة في التناول من الكعكة ، تشعر بنكهة جديدة ،
    نكهة الوفاء . يمتاز أسلوب القصة بدفق عال من المشاعر ، وأرى أن العمري يمتلك نفسًا
    قصصيًا ، وقدرة على الحكي ، والأهم : التحكم في اللحظة القصصية ، وإبقـاء القـارئ
    في ترقب لما سيحدث . وإن كان الحوار يحلق في آفاق شاعرية ، لا يحتملها عالم القص
    الذي يقترب من الواقع المعاش . تقول الزوجة لزوجها مهنئة :
    " كُلُّ عَامٍ وَأَنْتَ أَنْتَ ، القَلْبُ الذِي يَحْتَوِي ، وَالرُّوحُ التِي تَسْتَوِي "

    ويرد عليها حينما يعلم بوجود أختها :

    " لأَجْلِكِ يَهُونُ كُلُّ خَطْبٍ ، لا بَأْسَ أَنْ تُشَارِكَنَا هَذِهِ المَرَّة أَجْمَلَ لَحَظَاتِنَا الخَاصَّةِ "
    وربما يكون عذر القاص أن نفس الشاعر تغلفه ، في لحظة شاعرية ، عنوانها المودة.
    ******
    تظل تجربة " سمير العمري " مثل عشرات التجارب الأخرى ، في حاجة إلى وقفة للقراءة
    النقدية المتأملة ، لعل هذه الوقفة تكون فرصة لالتقاط الأنفاس ، وهذه إحدى أزمات النقـد
    العربي : ركام هائل من الإبداع ، وتجاهل من النقاد ، وأختم بأن أؤكد أن هذه القراءة إنما
    هي قراءة أولية في جوهرها ، تحاول أن تكون نبراسًا لقـراءات أخـرى ؛ تجمع الشتات
    الذي تكتنزه شبكة الإنترنت ، وتعيد ترتيبه وتنسيقه ، وفي الترتيب بدء حقيقي للتلقي .

  3. #3
    الصورة الرمزية آمال المصري عضو الإدارة العليا
    أمينة سر الإدارة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Jul 2008
    الدولة : Egypt
    المشاركات : 23,786
    المواضيع : 391
    الردود : 23786
    المعدل اليومي : 4.14

    افتراضي قال الشاعر المصري / سيد سليم

    منقول ....

    إلى رائد الواحة د. سمير العمري

    أخي في الله وأستاذي الدكتور سمير العمري تأثرت بما لديه من حس جميل وشعر أصيل وقبل ذلك سمو في الخلق وعلو في الهمة وألتمس العذر لنفسي إن لم يأت التعبير وافيا فالكمال لله وحده – عز وجل – وسبحان من يجمع القلوب رغم بعد المسافات

    سمير الحب عشت لنا سميرا
    وللأشــعار والشــعرا أميرا
    تذيق الكل من عذب القوافي
    روباً سلسبيلاً عذباً نميرا
    كسوت الضاد من حلل المعاني
    بدائع تمتع الفصحى دهوراً
    علا نحرَ القوافي منك در
    يزين الصدر منتظماً منيراً
    أصيل الشعر منكم في اغتباطٍ
    ينادي ها هنا أحيا قريراً
    فأنت عرينه الحامي إذا ما
    تعدى غاصب يلقى زئيرا
    جهادك في فنون الشعر وعيٌ
    أتى للضاد معواناً ظهيرا
    فكم بلبانها غذّتك طفلاً
    وكم أولتك من عطفٍ كبيرا
    وكم أعطتك من درر المعاني
    ومن غرر شدوت بها قديرا
    رقائقها تداعبكم صباحاً
    ومابرحت تناجيكم سحورا
    أيا بر بأمٍّ قد تسامت
    وفاضت من مناهلها هديرا
    حسانك بالمودة سامقاتٌ
    بنانك لايزال بها جديرا
    يراعك من مداد الحق يروي
    فيروينا – على حبٍ – طهورا
    فعش يارائد الفيحاء ذخراً
    ودم لفحولها غيثاً غزيرا
    وأسمعنا حلال السحر شدواً
    وبث أريج ماتأتي عبيرا
    فياعمري كم آنست حِباً
    وكنت له – على بعد – سميرا
    فواحتنا جمالٌ في اتزانٍ
    وقاعاتٌ تشع هدىً ونورا
    رجالٌ مشرفون فحول شعر
    وتثقيفٍ نراه مستنيرا
    جمعت محاسن الشعراء حتى
    أتاك الشعر بساماً نضيرا
    فأنت البحتري إذا تسامى
    وأدخل في مواجدنا السرورا
    أبو تمام في جمع المعاني
    يُجَمِّلها وينسجها حريرا
    أيا متنبي القرطاس تفضي
    بحكمته ولا تزهو فخورا
    وياقيساً إذا ناجته ليلى
    فألهب من محاسنها شعورا
    وماقارفت فحش أبي نواسِ
    وماخالطت في هجو جريرا
    حديقة شعرنا جمعت صنوفاً
    ومن فمكم خلاصتها زهورا
    مبادئ لاتساوم في علو
    ولو ساقوا لك الدنيا مهورا
    مجامع فكركم صدق وصفو
    مواقف ودكم تضفي حبورا
    تطاوعك القوافي في انسجامٍ
    فتطربنا وتثلجنا صدورا
    إذا ما أُنشأ الإبداع بيتاً
    فقد أبدعت واحتنا قصورا
    ففي الإشراف تمطرنا ثناءً
    وفي نقد تلاطفنا بصيرا
    سألت الضاد أيّ بنيك بر
    وأحناهم وأولاهم نصيرا
    فقالت كثرة أحباب قلبي
    وأقربهم أعانقه سميرا
    عيون الشعر من يدكم حسانٌ
    وقد صورت معناهن حورا
    وناظرهن مجذوب بوعيٍ
    وبين جمالهن يُرى غيورا
    إذا حدثنه يصغي بكل
    وإن يرشفنه يسعى سكيرا
    إذا ماغربة ضاقتك يوماً
    فإني بينهم أصلى سعيرا
    فكم من مغربٍ يحيا طليقاً
    وكم من قاطنٍ يحيا أسيرا
    وإنك في القلوب تعيش فذاً
    ومافارقت من حِبٍ ضميرا
    فذا قلبي يحادثكم بحبٍ
    وذي روحي تناجيكم حضورا
    ونفسي من بديع الحب تزكو
    وجسمي غابطٌ يبغي مسيرا
    وفي الله المحبة سوف تبغي
    وماكان المحب بها فقيرا
    هي الأقوى هي الأغنى ليومٍ
    به الأنساب لاتغنى نقيرا
    فنفع الحب في الله عظيمٌ
    وصافي الحب حقاً لن يبور
    لنا في ظل رحمته لقاء
    بفضلٍ منه يثلجنا صدورا



    وقد أجاب الشاعر / سيد سليم على أحد الأسئلة الموجهة إليه حيث قال :
    س - كيف ترى صفة الأديب الذي يكتب الأدب الإسلامي، هل هو أديب مسلم أم أديب إسلامي؟
    ج - سؤال جميل، بل هو الأجمل عندي؛ فهو من جمال، أخي الحبيب ـ وحول إجابته دارت نقاشات متعددة، واختلافات متنوعة، ومجمل القول فيما أرى، ومن خلال ممارساتي أقول: الأديب الذي يكتب الأدب الإسلامي هو الأديب الذي يراعي آداب الإسلام عند الكتابة؛ فهو لا يقترف فحش القول في الغزل، أو في الهجاء، والأديب الإسلامي يكتب في كل الفنون من مدح وغزل وحتى الهجاء ويحاكي السابقين في كل لونٍ وفنٍ؛ إلا أنه لا يكون مسفاً في أدبه. وقد وصفت أحد أساتذتي من الأدباء الإسلاميين بقولي
    جمعت محاسن الشعراء حتى * أتاك الشعر بسَّامـاً نضيـرا
    فأنت البحتـري إذا تسامـى * وأدخل في مواجدنا السـرورا
    أبو تمام في جمـع المعانـي * يُجَمِّلهـا وينسجهـا حريـرا
    أيا متنبي القرطاس تفضـي * بحكمته ولا تزهـو فخـورا
    ويا قيسـاً إذا ناجتـه ليلـي * فألهب من محاسنها شعـورا
    وما قارفت فحش أبي نواسٍ * وما خالطت في هجوٍ جريـرا
    حديقة شعرنا جمعت صنوفـأ * ومن فمكم خلاصتها زهـورا
    مبادئُ لا تُسـاوَم فـي علـوٍ * ولو ساقوا لك الدنيا مهـورا

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  4. #4
  5. #5
  6. #6
    الصورة الرمزية نادية بوغرارة شاعرة
    تاريخ التسجيل : Nov 2006
    المشاركات : 20,306
    المواضيع : 329
    الردود : 20306
    المعدل اليومي : 3.20

    افتراضي

    = منقول =

    القضية في شعر سمير العمري - نموذج قصيدة '' الاخوة نهج ''
    عبد الصمد حسن زيبار .

    https://www.rabitat-alwaha.net/molta...ad.php?t=32833


    مَنْ يَدَّعِ الحُبَّ لا يُؤْذِ المُحِبِّينَا = وَلا يُبَدِّلْ بِشَهْدِ الوُدِّ غِسْلِينَا
    وَلا يُقَدِّمْ يَدًا بِالعَهْدِ وَاهِيَةً = بِهَا يُقَدِّمُ لِلأَعْدَاءِ سِكِّينَا


    الشاعر العربي الكبير شاعر الحكمة و الفكر سمير العمري.

    في مثل هذه المواقف لا تسعفنا سوى حكمة الصمت وسمة التفكر

    إن دقة البيان و بلاغة القول مع سمو المعنى و مشروعية الغرض و رسالية الوجهة في شعر العمري تمثل مرايا تعكس علو الذوق و جمالية الروح و نبل الأهداف و قداسة القضايا و عزة الإنتماء

    سمير العمري ، شاعر الحكمة و الرسالة و الإنتماء

    أستسمحك أن أسم شعرك ب : الشعر الرسالي

    فأكثر مدعي الشعراليوم تزل بهم أيديهم إلى أغراض لا تتعدى مطامح الجسد و النزوات أو غايات الشهرة و الإعلام فتراهم في أوحالهم يتنافسون.

    إن قراءة نتاج العمري محاولة للنفاذ إلى عمق القضايا الكبرى التي يعالجها فسمير من المبدعين القلائل
    الذين صاغوا شعرهم هما و قضايا مثلت رسالتهم في الحياة فالقضية ،
    و الرسالة تستمد طاقتها مما تحويه ذات الشاعر المندمجة مع إبداعه في تشكل يمثل الوحدة المستعصية على الذوبان و المقاومة لكل أشكال الانحدار .

    تنبني قصيدة '' الاخوة نهج " على علاقة حميمية بين الشاعر و القضية و التي هنا فلسطين وما يلحق بها من قضايا تهم واقعنا العربي و السياسي و المجتمعي.

    يمكننا أن نبرز حضور القضية من خلال ثلاتة محاور:

    العزة و المقاومة - الإنتماء و الكرامة - الرسالية و الأمانة



    العزة و المقاومة :

    وهذا العنصر يمتد مع القصيدة و يكاد يكون ملازما لكل بيت ,يمثل مقاومة لمسيرة الذل و الإذلال
    التي باتت عنوان المدعين للقضية وهو كذلك يوضح أصالة القضية و ضرورة العودة لخط النضال
    و العزة و المبادئ فهو خط الممانعة

    يأتي في مطلع القصيدة :

    مَنْ يَدَّعِ الحُبَّ لا يُؤْذِ المُحِبِّينَا = وَلا يُبَدِّلْ بِشَهْدِ الوُدِّ غِسْلِينَا


    و يسترسل الشاعر بنفسية الاعتزاز :

    يَا لَيتَ شِعْرِي أَلَمْ يَأْنِ اجْتِبَاءُ خُطَى = نَهْجِ الأُبَاةِ وَإِقْدَامِ المُلَبِّينَا؟

    وَسطْوَةٌ مِنْ صَهِيلِ السَّابِحَاتِ عَلَى = وَقْعِ الحَوَافِرِ تَأْمِيلا وَتَأْمِينَا؟

    مَا قِيمَةُ السَّيفِ فِي غِمْدَينَ مِنْ ذَهَبٍ = حَتَّى نُجَنْدِلَ مَنْ بِالذُّلِّ يَرْمِينَا؟

    وَمَا صَلاحُ إِذَا ارْتَدَّتْ فَوَارِسُهُ = عَنِ البُطُولَةِ فِي إِدْرَاكِ حِطِّينَا؟

    كُنَّا وَكَانَتْ بِلادُ العُرْبِ دَارَ عُلا = رَقَّتْ نَسَائِمَ وَامْتَدَّتْ بَسَاتِينَا

    أَيَّامَ كَانَتْ خُيُولُ النَّصْرِ مُسْرَجَةً = وَكَانَ مَنْبَعُ صَافِي الدِّينِ يَرْوِينَا


    العنصر الثاني : الإنتماء و الكرامة

    وهي نفسية الشاعر في القصيدة

    الانتماء لوطن تربع في ذات الشاعر المغترب الذي أبعدته مسافات الشتات لكنه يحتضن الوطن ليلاه
    و يحتضنه الوطن احتضان الأم وهي نفسية فداء و تقديس للتراب الذي بات رمزا للإباء و الكرامة

    فيقدم نفسه لافتداء الوطن :

    نَفْسِي فِدَاءُ فِلِسْطِين التِي نَزَفَتْ = منِهْاَ الكَرَامَةُ مَقْتُولا وَمَسْجُونَا

    يصدح الشاعر بقول لا في وجه الخنوع و المساومة و لا بديل عن كرامة النفس ومجد الوطن:

    لَمْ يَجْزِ غَزَّةَ فِي الحَالَينِ غَيرَ دَمٍ = أَجْرَوهُ خَنْقًا وَتَجْوِيعًا وَتَوهِينَا

    فَلا وَرَبِّكَ لا صُلْحٌ عَلَى ضَغَنٍ = وَلا ابْتِسَامٌ يَرَى التَّقْطِيبِ مَدْفُونَا

    وَلا تَنَازُلَ لا تَفْرِيطَ فِي وَطَنٍ = سَمَا عَلَى الدَّهْرِ تَقْدِيسًا وَتَثْمِين

    نُرِيدُ كُلَّ أَرَاضِينَا التِي انْتُهِبَتْ = النَّهْرَ وَالبَحْرَ وَالزَّيتُونَ وَالتِّينَا

    ويفصح الشاعر عن حلمه و حلم غيره من المغتربين عن الوطن :

    وَحَقَّ عَودَةِ شَعْبٍ مَلَّ غُرْبَتَهُ = وَحَقَّ دَمْعَةِ أُمٍّ أُهْرِقَتْ هُونَا

    الوطن عند سمير فوق الكراسي و المطامح الواهية يتحدد هذا العنصر بقوة في ذيل القصيدة

    يَا مَنْ جَعَلْتُمْ إِلَى الكُرْسِيِّ هِمَّتَكُمْ = خُذُوا الكَرَاسِي وَأَعْطُونَا فِلِسْطِينَا

    وهي رسالة انتماء لمن تاجر بفلسطين و دماء الشهداء الزكية ليكسب جاها أو مالا

    العنصر الثالت : الرسالية و الأمانة

    وهو مؤشر على أن الشاعر لا يلقي كلاما سائبا من غير مطمح نبيل و غاية وجيهة
    عنصر الرسالية يشكل جوهر القضية بحملها رسالة و أمانة
    يمكننا تتبع الرسائل المباشرة و غير المباشرة في القصيدة على النحو التالي :

    رسالة حب صادق مقاوم للنفاق :

    مَنْ يَدَّعِ الحُبَّ لا يُؤْذِ المُحِبِّينَا = وَلا يُبَدِّلْ بِشَهْدِ الوُدِّ غِسْلِينَا

    وَلا يُقَدِّمْ يَدًا بِالعَهْدِ وَاهِيَةً = بِهَا يُقَدِّمُ لِلأَعْدَاءِ سِكِّينَا

    رسالة لعودة جوهر الأخوة و صدق العهد بدل الفراق و الطعن :

    مَاذَا اعْتِبَارُ أَخٍ دَسَّ الفِرَاقُ لَنَا = يَأْتِي التَّخَاتُلَ حِينًا وَالأَذَى حِينَا؟

    لَمْ يَأْلُ عَهْدُ صَحِيحِ الوُدِّ مُنْتَهَكًا = حَتَّى تَرَدَّى بِكَفِّ العَفْوِ مَطْعُونَا

    رسالة طهر تواجه النجس لتتعالى عن السفاسف و تسمو للمعالي :

    أَمَّنْ تَوَضَّأَ طُهْرَ القَولِ مِنْ نَجَسٍ = وَقَالَ إِنِّي إِمَامٌ لِلمُصَلِّينَا

    رسالة مبدأ راسخ ممكن كما العقيدة وهو تصوير غاية في الإحكام و الجمال و المعنى :

    حَقُّ المَبَادِئِ فِي الأَحْرَارِ رَاسِخَةً كَمَا العَقِيدَةُ فِي الأَحْشَاءِ تَمْكِينَا

    و أخيرا رسالة حق و نداء فطرة و دمعة أم :

    وَحَقَّ عَودَةِ شَعْبٍ مَلَّ غُرْبَتَهُ = وَحَقَّ دَمْعَةِ أُمٍّ أُهْرِقَتْ هُونَا

    هَذَا نِدَاءٌ لِمَنْ يَأْتِي الحِوَارَ جَدًا = بِصَوتِ كُلِّ مُصَلٍّ قَالَ آمِينَا

    لم تكن هذه سوى بعض مما يلمه شعر سمير العمري من معاني و أفكار تمثل خطا في صف الممانعة و المقاومة لكل أشكال الضعف و الوهن الذي بات سمة لمدعي قضايانا و في مقدمتها قضية فلسطين فهي التاريخ و الأمل.

    كما لا يمكننا المرور السريع من غير الإشارة إلى أن شعر العمري هو شعر حكمة و معان يكون بها مفخرة للشعر في زمن بات التسابق فيه لمن يكون أكثر جرأة في الفحش و انسلاخا عن القضايا و المعاني.

  7. #7
    الصورة الرمزية نادية بوغرارة شاعرة
    تاريخ التسجيل : Nov 2006
    المشاركات : 20,306
    المواضيع : 329
    الردود : 20306
    المعدل اليومي : 3.20

    افتراضي

    = منقول =


    القلق و الاغتراب الروحي
    في نص الزمان المر
    للشاعر الدكتور / سمير العمري
    قراءة سيكولوجية في مفاصل حنظلية العصر
    الدارسان : حسين علي الهنداوي – حاتم قاسم

    https://www.rabitat-alwaha.net/molta...ad.php?t=17034

    الزمان المر

    خَدَعَتْ فَكَانَ مِنَ الأَسَى مَا كَانَا وَدَعَتْ لِحَفْلِ خِدَاعِهَا الأَضْغَانَا
    رَقَصَتْ عَلَى رَجْعِ الأَنِينِ جِرَاحُهَا وَتَبَسَّمَتْ كَي تَكْتُمَ الأَحْزَانَا
    وَاسْتَمْرَأَتْ خَمْرَ الشُّجُونِ وَأَوْهَنَتْ صَبْرَ الحَلِيمِ وَأَوْهَتِ الوِجْدَانَا
    جَارَتْ عَلَى الحَقِّ الضَّلالَةُ جَوْرَةً تَدَعُ الحَصِيفَ بِحَزْبِهَا حَيرَانَا
    لَيْسَ الدِّيَارُ كَمَا عَرِفْنَهَا وَلا قُطَّانُهَا مَنْ يَعْرِفُ الجِيرَانَا
    وَإِذَا بَحَثْتَ عَنِ الرِّجَالِ مُرُوءَةً فِي كُلِّ نَاحِيَةٍ تَرَى شَيْطَانَا
    مَنْ بَاعَ مَبْدَأَهُ كَأَبْخَسِ سِلْعَةٍ أَو مَنْ تَنَكَّرَ لِلعُهُودِ وَخَانَا
    مَا أَكْثَرَ الإِخْوَانَ حَوْلَكَ فِي الرِّضَا طُرَّاً وَأَكْثَرَ فِيهُمُ الخَوَّانَا
    يَا لَلزَّمَانِ المُرِّ فِي خَطَرَاتِهِ أَغْلَى المَتَاعَ وَأَرْخَصَ الإِنْسَانَا
    نَفَشَتْ بِنَا غَنَمُ الفَسَادِ فَأَهْدَرَتْ مَجْدًا وَأَغْرَضَ رَأْيُنَا فَدَهَانَا
    صَدَفَ الكِرَامُ عَنِ الفَلاحِ وَقَصَّرُوا فَتَصَدَّرَتْ زُمَرُ الخَنَا الدِّيوَانَا
    زَعَمُوا الرَّشَادَ فَقِيلَ مَا بُرْهَانُكُمْ فَكَفَاهُمُ رَأْيُ الهَوَى بُرْهَانَا
    مَالُوا بِمِيزَانِ الحُقُوقِ عَلَى الوَرَى فَكأَنَّ فِي أَيْدِيِهُمُ المِيزَانَا
    مَا أَضْيَقَ الأَزْمَانَ فِي سَعَةِ المَدَى إِنْ أَرْجَفَتْ بِسِرَابِهَا الأَذْهَانَا
    لَمْ يُبْقِ أَهْلُ الغَدْرِ إِلا غصَّةً فِي القَلْبِ تَسْفِكُ بِالوَفَاءِ قِوَانَا
    هَلْ يُعْجِزَ الحَدَثَانِ لَوْ ضَمِنَا لَنَا يَوْمًا مِنَ الزَّمَنِ المُرِيعِ أَمَانَا
    رُمْتُ العِتَابَ فَمَا ظَفِرْتُ بِصَاحِبٍ يَسَعُ العِتَابَ وَلا وَجَدْتُ بَيَانَا
    إِنْ نَابَني بَأسُ الزَّمَانِ أَنَابَهُ وَتَرَاهُ يَتْعَسُ إِنْ سَعِدْتُ زَمَانَا
    وَأَسُومُهُ مَهْمَا تَقَلَّبَ غَالِيًا وَيَسُومُنِي مِنْ بُخْسِهِ مَجَّانَا
    يَا صَاحِبِي ، صِدْقُ المَحَبَّةِ بَلْسَمٌ يُشْفِي الصُدُورَ ويَصْقِلُ الإِيمَانَا
    لَيْسَ الذِي يَأْتِي المَكَارِمَ مُرْغَمًا يَخْشَى المَلامَةَ كَالذِي يَتَفَانَى
    أَو يَسْتَوِي مَنْ لا يَضِنُّ بِجُهْدِهِ عِنْدَ العَزَائِمِ وَالذِي يَتَوَانَى
    مَا عُدْتُ أَعْتِبُ إِنْ تَجَهَّمْنِي الوَرَى أَو وَافَقُوا الإِرْجَافَ وَالبُهْتَانَا
    كَلا وَلا أَزْهُو بِمَدْحِ مُنَافِقٍ مَهْمَا احْتَفَى أَوْ أَلْبَسَ التِّيجَانَا
    قَدْ سِرْتُ دَرْبِي لِلنُّهُوضِ بِأُمَّتِي أَبْنِي لِرِفْعَةِ عِزِّهَا بُنْيَانَا
    أَدْعُو لَهُ الأَحْرَارَ مِنْ أَهْلِ النُّهَى قَوْمًا تُفَاخِرُ بِالـرُّؤَى الأَزْمَانَا
    لَمَّا بَلَوْتُهُمُ رَأَيتُ يَدَ النَّدَى وَوَجَدْتُ فِيهَا الصِّدْقَ والإِحْسَانَا
    نَزَلُوا بِوَاحَةِ مُخْلِصٍ مُتَوَدِّدٍ لَمْ يَدَّخِرْ بِرًّا وَلا عِرْفَانَا
    نَسْعَى بِكُلِّ عَزِيمَةٍ نَحْوَ العُلا وَنَجِدُّ فِيمَا يَرْفَعُ الأَوْطَانَا
    هُمْ صُحْبَةٌ سَمَتِ النُّفُوسُ بِصِدْقِهِمْ صَفَتِ القُلُوبُ فَأَقْبَلُوا إِخْوَانَا
    دَعْ عَنْكَ قَهْرِي يَا زَمَانُ فَإِنَّنِي أَمْضِي وَخطْوِي رَاسِخٌ أَرْكَانَا
    أَنَا لَسْتُ ذَا بَطَرٍ وَلا أَنَا بِالذِي بَدَأَ الصُّدُودَ وَآثَرَ الهِجْرَانَا
    مَا كَانَ قَبْضِي القَلْبَ عَنْهُم مِنْ قِلَى لَكِنْ إِبَائِي يَأَنَفُ الإذْعَانَا
    قَدْ تُنْتِنُ الرِّيْحُ الخَبِيْثَةُ حُفْرَةً لَكِنَّهَا لا تُنْتِنُ البُسْتَانَا
    وَتَغَصُّ فِي حَلْقِ الحَقُودِ مَكَارِمٌ فَيَمَجُّهَا وَهْيَ العَظِيْمَةُ شَانَا
    أَنَا مَا غَضِبْتُ مِنَ المُنَاوِئِ بَاغِيًا لا يَبْلُغُ البَاغِي لَدَيَّ مَكَانَا
    وَغَضِبْتُ حِينَ الجَوْرِ غَضْبَةَ نَاصِرٍ لِلحَقِّ يَأبَى أَنْ يَعُضَّ بَنَانَا
    سَأَسِيرُ دَرْبِي مَا حَيِيتُ مُسَدِّدًا وَمَقَارِبًا كَي أُحْرِزَ الإِتْقَانَا
    أَدْعُو إِلَى الحَقِّ القَوِيمِ مُنَافِحًا عَنْهُ وَأُوْرِدُ نَبْعَهُ الظَّمْآنَا
    وَعَلَى الأَزَاهِرِ سَوْفَ أَنْثُرُ حِكْمَتِي شِعْرًا يَبُزُّ الوَرْدَ وَالرَّيْحَانَا
    لا أَرْتَجِي عِنْدَ الأَنَامِ غَنِيمَةً بَلْ أَرْتَجِي مِنْ رَبِّنَا الرّضْوَانَا


    لا شك أن الأدباء في هذا الزمان المر كما أسماه صاحبنا الدكتور سمير العمري يكادون يعيشون حالة
    من القلق بسبب تفاعلات الحياة مع المواقف التي أخذت تقصي القيم الإنسانية بعيداً عن إنسانية الحياة المعاصرة 0
    الشكوى من الزمان و قلق الزمان المر ديدن المفكرين و الأدباء و الشعراء على مر العصور و لئن كان
    الشعر العربي على مختلف مستوياته ما زال يجتر قضية الشكوى من الزمان فإن الشعر المعاصر يعيش في
    قلب هذه المرارة الإنسانية التي تكاد تطغى على كل المستويات الإنسانية و لم ينج منها حتى الأطفال الصغار الذين ينوء الزمن بكلكله على صدرهم .
    و لو أردنا أن نستعرض الشكوى الإنسانية من الزمن منذ الصراع القابيلي الهابيلي لتحولنا إلى مؤرخين
    ينقشون على كل ذرة تراب مأساة إنسانية خلفها الإنسان حفرة عميقة في جبهة أخيه الإنسان .
    و لقد اشتكى الشعراء كثيراً من حوادث الزمن التي عبرت بعجلاتها فوق طموحاتهم ، فالشعر العربي هو
    الشعر الأعجمي بمختلف جغرافياته يعيش هذه الشكوى بنسب متفاوته و لكن مساحة الزمان المر كما أسماها شاعرنا العمري أكثر ما ترتسم في شعرنا العربي بسبب الارتكاسات و الانتكاسات الفردية و الجماعية التي
    تعيشها الأمة .
    و إذا أردنا أن نبحث عن عوامل الشكوى من الزمان المر لوجدناها أكثر ما تكون عند الشعراء و المفكرين
    الذين يطمحون دائماً إلى بناء برج سامق يرتفع في كل يوم حتى يصل إلى عنان السماء و سنقتصر في
    رؤيتنا لانتكاسات الزمان المر على شاعرين أحدهما دوخ الشعر العربي و رسم لوحة طموحاته في كل حرف
    من حروفه و لكنه في النتيجة وصل إلى حالة من الخذلان دون أن يدرك أن حوادث الزمان بعضها قدري على الرغم من أنه أشار إلى ذلك في قوله
    ما كل ما يتمنى المرء يدركه= تجري الرياح بما لا تشتهي السفن

    و لقد حاول هذا الشاعر العملاق أن يستنزف أوكسجينه الزمن في كل لحظة من لحظات حياته و لكنه في
    النتيجة لم يجد في سماء ذاته إلا سراباً من غاز الكربون خنق طموحاته و ليتنا ننتقل مع الشاعر المتنبي
    إلى نونيته التي يبرز فيها شكواه هذا الداء الفتاك الذي سرى إلى شاعرنا العمري على الرغم من كونه
    يعيش حالة من الوعي الإنساني الواعد ولو رجعنا إلى أبيات المتنبي التي يقول فيها :

    صحب الناس قبلنا ذا الزمانا و عناهم من أمره ما عنـــانا
    و تولوا بغصة كلهم منــــــــــ ـــــه و إن سر بعضهم أحيانا
    كلما أنبت الزمـــــــــان قناة ركب المرء في القناة ســنانــا
    و مراد النفوس أصغر من أن تتعـــــادى فيه و أن تتفــــانى
    غير أن الفتى يلاقي المنايـــا كالحات و لا يلاقي الهوانـــــا
    و لو ان الحيـــــاة تبقى لحي لعددنا أضـــــلنا الشجعــانـــا


    إذن لو رجعنا إلى الأبيان السالفة الذكر لوجدنا أن المتنبي لم يستطع أن يحقق من طموحاته الحسية المادية
    ( البحث عن وزارة ) أي هدف اللهم إلا ما حققه فيما سكبه لنا من أبيات متفردة سلبت اللب الإنساني أما
    شاعرنا العمري فقد أحال شكواه إلى الحياة التي بدت مرتسمة في حروفه مع ( تاء التأنيث الساكنة) في
    قوله ( خدعت ـ ودعت ـ رقصت ـ تبسمت ـ استمرأت ـ أوهنت ـ جارت ـ ) و كلها إحالات مرضية أحلتها
    الحياة المرة لنا و للشاعر لتحدث فراغاً نفسياً يتمثل فيما يشبه الصدمة الاجتماعية فالحياة على الحقيقة كما
    صورها شاعرنا العمري امرأة خداعة لا تبعث في النفوس إلا الأسى و الحزن و لا تعكس في صفحة وجهها
    إلا الأضغان و لا ترقص إلا على رجع الأنين في نفوس من تعذبهم ببريق أملها و كأنها إذا تكشرت مبتسمة
    بدا الحزن وراء أنيابها إنها تختزن لنا جمرة الشجون و لكنها في النتيجة تضعف بتلاعباتها حتى الأحنف القيسي الذي تجاوز بصبره و حلمه عصره .
    إذن نحن أمام شكوى من شاعر ( العمري ) يبحث في تيارات العواصف المندفعة عن غيمة يستوطن في
    خدرها عله يجد استراحة الفارس بعد معارك عظيمة مع قيم عصرية بدأت تتحول إلى مصالح خاصة يؤطرها
    الناس لأنفسهم و كأن العمري يريد أن يلمح لنا إلى أن الناس في عصرنا يلبسون جلود الأرانب و لكنهم
    يحنون على قلوب الثعالب .
    فالمروءة بكل معانيها لا تجدها في أي مكان في الزمن الذي نعيشه و إن وجدتها فإنك تجد شياطينَ من شياطين القيم المادية يختبئ وراءها و هذا يحيلنا إلى قول الشاعر العربي :

    مررت على المروءة و هي تبكي فقلت عــــلام تنتحـــب الفتـــاة
    فقالت كيـــــــف لا أبكي و أهــلي جميعاً دون أهل الأرض ماتوا

    إن شكوى شاعرنا العمري من النكوص القيمي الذي حل بالناس يستدعي الكثير من الشكوى الشعرية التي
    أطلقها شعراء في عصور خلت و انظروا معنا إلى قول العمري :

    ما أكثر الإخوان حولك في الرضا طراً و أكـــثر فيــــهم الخوانـــا
    يا للزمــــــــــان المر في خطراته أغلى المتاع و أرخص الإنسانا


    ثم افتح مذكرة الشعر العربي لتجد أن حسان بن ثابت قد أطلق تلك الزفرة و اشتكى الشكوى نفسها حين قال :

    أخلاء الرخــــــاء هم كثير و لكن في البلاء هم قليل
    فلا يغررك خلة من تؤاخي فمالك عنـــــد نائبة خليل


    حقاً أيها العمري ما أكثر الإخوان حولك في الرضا فإذا ما احتجتهم تطايروا من حولك و صدق رسول الله
    صلى الله عليه و سلم حين قال : (( الناس إبل مائة لا تجد فيهم راحلة )) لقد أذقتنا أيها العمري بكلماتك
    الشفافة ما ذقته من هذا الزمان المر فالفساد قد أهدر المجد و الجهل قد شتت الشمل و الكرام تعاموا عن
    الفلاح و تصدر مجالس القوم ( الرويبضة ) و ادعى أراذل الناس الحكمة و هم يميلون بميزان الحق و حقاً
    ما قلت :
    مَـا أَضْيَـقَ الأَزْمَـانَ فِـي سَعَـةِ الـمَـدَى=إِنْ أَرْجَفَـتْ بِـسِرَابِهَا الأَذْهَانَــــــا

    لقد سقط الوفاء و فقد الأصحاب الصادقون و أطبق الزمان بأنيابه على جسد القيم الإنسانية و كأننا بالعمري شاعراً يحمل إلينا ريحانة الصداقة التي مثلها شاعرنا العربي حين قال :

    صديقي من يقاسمني همومي و يرمي بالعداوة من رماني

    و لو أنا استعرضنا القيم الشهمة و مكارم الأخلاق التي ألمح العمري إلى افتقادها في عصرنا هذا و التي
    حملها إلينا بمفاهيم جديدة لاحتجنا إلى أن نقرأ النص قراءة ( قيمية ) تفتق كل المعاني الإنسانية الخيرة
    التي دعا إليها الشاعر و لعرفنا مقدار القيم الصماء السوداء التي نبذها شاعرنا العمري و كأنه يريد ان
    يؤكد أن للعربية ( لاميتان ونونيتان ) ( اللامية الأولى هي لامية الشنفرى ) و ( اللامية الثانية هي لامية
    الطاغرائي ) و ( النونية الأولى هي نونية المتنبي ) التي أشرنا إليها في البداية و ( النونية الثانية هي
    نونية العمري ) التي مثلت طوابع الزمان المر في عصرنا الحاضر .
    إن الأخلاقيات التي دعا إليها الشاعر في هذه النونية تستدعي منا مبحثاً آخر يؤطر للقيمية التي نحن بحاجة
    إليها في زمن أفلت نجومه المشرقة .
    الذاتية المغرقة في شكوى الشاعر العمري ( حاتم قاسم )
    لا نستغرب إذا أطلقنا منذ البداية حكماً نقدياً يشير إلى أن معظم الشعر العربي شعر ذاتي وجداني يحمل هم

    الشعراء إلى الواقع المحيط بهم و يبرز شكواهم الذاتية مما يحل بهم على مر الأزمان و انظر معي أيها القارئ إلى قول العمري :


    دَعْ عَــنْــكَ قَــهْــرِي يَــــا زَمَـــــانُ فَـإِنَّــنِــي=أَمْـــضِ ـــي وَخـــطْــــوِي رَاسِـــــــخٌ أَرْكَـــانَــــا
    أَنَــــا لَــسْــتُ ذَا بَــطَــرٍ وَلا أَنَــــا بِــالـــذِي=بَـــــــــد أَ الـــــصُّـــــدُودَ وَآثَــــــــــرَ الــهِــجْـــرَانَـــا
    مَا كَانَ قَبْضِي القَلْبَ عَنْهُم مِنْ قِلَـى=لَــــكِـــــنْ إِبَـــــائِـــــي يَـــــأَنَـــــفُ الإذْعَـــــانَـــــا
    أَنَـا مَــا غَضِـبْـتُ مِــنَ المُـنَـاوِئِ بَاغِـيًـا=لا يَـــبْـــلُـــغُ الـــبَـــاغِـــي لَـــــــــدَيَّ مَـــكَـــانَــــا
    وَغَضِبْتُ حِينَ الجَوْرِ غَضْبَةَ نَاصِرٍ=لِــلـــحَـــقِّ يَــــأبَـــــى أَنْ يَــــعُـــــضَّ بَـــنَـــانَـــا

    سأســــير دربي ما حييت مســـــددا و مقارباً كـــي أحرز الإتقـــانــا
    فما قاله الشاعر في
    الأبيات السابقة لو رحنا نبتسر منه كلمة ( قهري – خطوي – لست ذا بطر – لكن إبائي – أنا ما غضبت – سأسير دربي )
    لوجدنا أن شكوى الشاعر هي شكوى تنبع من حناياه و تخص
    ذاته أولاً و إن كانت هذه التجربة الذاتية هي تجربة موضوعية من حيث إن الزمان لم يحقق للطامحين إلا
    النزر القليل و هذا ما جعل الشاعر يصر على تحقيق أهدافه و متابعة مسيره

    سأســــير دربي ما حييت مســـــدداً و مقارباً كـــي أحرز الإتقـــانــا
    أدعوا إلى الحق القويـــــــم منافــحاً عنه و أورد نبعه الــظمــآنــــا

    حقاً إن الشاعر يتوق إلى أن ينهل من مبادئ الحق القويم الذي ينافح عنه مبتغياً رضا الله و جافياً رضا الناس

    لا أرتجي عند الأنــــــام غــنــيمــــة بل أرتجي من ربـنـا الرضوانــا

    القيم التصويرية و التعبيرية في نص العمري ( حسين الهنداوي )

    لا شك أن المتقري لنص الزمان المر للشاعر سمير العمري يكتشف منذ العبارة الأولى و حتى أخمص العبارة

    الأخيرة أن شاعرنا متجذر في ساحة التراث متأبط ٌ له بحيث أنك لا تستطيع أن تفرز الشخصية العمرية عن

    العبارة التراثية فتراثنا الشعري العربي يحمل في طياته سبائك من الذهب الكلامي الذي يجعل بلاغة العرب
    في الصف الأول من البلاغات الأدبية العالمية فكل عبارة في هذا النص تعبيرية كانت أم تصورية تغترف من
    معين شعراء التراث بعضاً من جمالياتها و هذا ما جعل النص يختزل بلاغة أكثر الشعراء الذين سبقوه
    فالحياة في قيم الشاعر التعبيرية امرأة خداعة ترقص على رجع الأنين و هذه قيمة تصويرية و تبتسم لأبناها
    بخداع و هي مستمرئة لخمرة الشجون و هذه عبارات كلها مستقاة من معين التراث و كأن شاعرنا العمري
    في نصه صنه ما صنعه صاحب الألفاظ الكتابية ذاك الذي جمع جماليات العربية في كتيب صغير .

    فالنص الذي بين أيدينا نص يحمل جماليات العبارات الشاعرية العربية منذ القديم و حتى يومنا هذا فـ
    ـ ( الزمان مرٌ يغلي المتاع و يبخس الإنسان ) و ( الكرام يصدفون عن الفلاح و يميلون بميزان الحق )
    و ( الزمان نفسه ضيق ) و كأننا بالشاعر يصوغ ديباجته على طريقة البحتري مرة و المتنبي مرة أخرى
    و ابن زيدون تارة ثالثة و لكنك حين تمعن في القيم التصويرية لهذا النص تجد أن الخيال فيه استقل حافلة ضيقة و أسر نفسه بعربة صغيرة تحمل من مكنونات القيم التعبيرية و العواطف الجامحة الصادقة أكثر مما
    تحمله من التشبيهات و الاستعارات و ليتني بالشاعر يطلق العنان لذائقته الإبداعية و يترك لحصان شعره أن
    ينطلق فاتحاً جناحيه و عابراً حدود المسيسبي إلى المتوسط فالمحيط العربي لينقل لنا جماليات الزمن المر الذي أذاقنا بعاطفته ما لم يذقنا إياه بصوره .
    للشاعر أن يقف في مصاف شعراء التراث الذين حملوا على كواهلهم أن تبقى صكوك النقد اللفظي العربي
    كما صنعها شعراء العصر الجاهلي أو كما أرادها شعراء العصر الأموي .

  8. #8
    الصورة الرمزية نادية بوغرارة شاعرة
    تاريخ التسجيل : Nov 2006
    المشاركات : 20,306
    المواضيع : 329
    الردود : 20306
    المعدل اليومي : 3.20

    افتراضي

    منقول :

    https://www.rabitat-alwaha.net/molta...ad.php?t=11579

    أمام خيمة د.سمير العمري
    أحمد الفلاسي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد الفلاسي مشاهدة المشاركة
    الأستاذ الفاضل د.سمير العمري..
    لقد جئت زائرا قصيدتك بل رائعتك التي رددت بها على أختها رائعة شاعرنا الجميل علي المعشي فلم أجد موضع قدم لشدة الزحام لذا أفردت لسلامي هذاالمكان وقدمت هذه الحروف التي ولدت لتوها دون مراجعة إعلانا بكامل اعترافي وإقراري أنك شاعر حق لهذه الألوف أن تزدحم أمام هالات قصيدك.


    شعراً أرى أم ومض نجم زاهر
    أم عقد در بين كفيْ ناثرِ
    أم ديمة وقف الهجير أمامها
    فغدت تحييه بكفٍ ماطر
    هذا القصيد فلا تلمني مسمعي
    لو خان عهدكَ في المحافل ناظري
    قد كنت تصغي للحمام مغردا
    فاعجب لإصغاء الحمام لشاعر
    هو ذا سمير فيا حمامة أفسحي
    حتى أروي بالهديل مشاعري
    َأَلَقٌ أحار إذاأُخِذتُ بوصفه
    حتى أرى الأوصاف تسبق خاطري
    وإذا وقفت مع الوفود ببابه
    لم ألق بين الجمع موضع ناظر
    الشعر قول يا سمير فكيف بي
    ألقاه عندك نفث حرف ساحر
    رَبَّ القريضِ أدم رهامك إنني
    ألفيت جدبا في مسمى شاعر
    ورأيت إفلاسا تردى بالغنى
    ولصيق جبن في عباءة قاهر
    عجزوا عن النظم الأصيل فأودعوا
    أجواف لفظ كل سقم عاثر
    من لم يحط بالضاد كان كلامه
    كالدقل يحشى كل سوس ناخر
    وردوا السراب فما عسى أن ينهلوا
    إلا خسارا بئس مثوى الخاسر
    لو قلت إن الشعر قبلك لم يكن
    شيئا فما أشبعت فيك سرائري
    ذكرتني في النظم أحمد سابقا
    وطلعت أحمد في الزمان الحاضر
    عذرا إذا جف اليراع فإنه
    طلٌ ومدحك عرض بحر زاخر


    ملاحظة:أحمد السابق هو المتنبي وأحمد الحاضر هو شوقي.

  9. #9
    الصورة الرمزية نادية بوغرارة شاعرة
    تاريخ التسجيل : Nov 2006
    المشاركات : 20,306
    المواضيع : 329
    الردود : 20306
    المعدل اليومي : 3.20

    افتراضي

    = منقول =

    شعر :محمد إبراهيم الحريري

    https://www.rabitat-alwaha.net/molta...ad.php?t=13724

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد إبراهيم الحريري مشاهدة المشاركة
    تهنئة
    الأخ الدكتور سمير العمري
    عشرة الآلاف تغري عبري
    فتهانينا سمير العمري
    من قوافي الشكر مليون منى
    أجرها مثل أيامى فكري
    يا خميل الضاد هــيـا إنني
    ثمل الحرف لبحر مسكر
    بكوؤس الوصل هاجت صبوتي
    لسلاف من عذارى أسطري
    يا نديمي هاتها عذراء لي
    خمرة توئد فتيا حذري
    تحت ظل البوح هيـَّا واسقني
    طـَـفـْـلـَة َ الأنس بشتى الصور
    راودي بالضاد خجلى أحرفي
    لم أعد أخشى بنات الغــِيـَر ِ
    وقميص العذر قـُدِّيْ قبلا
    فالنجوم استشهدت من سمري
    تحت نخل الملتقى هيا بنا
    نلثم الذكرى بفيه عطر
    هذه ليلة أنسي والهوى
    رتــَّلَ المعنى بعين الأحور
    ليلة الأنس حذار غفلة
    يا عروس الشعر غنِّي درري
    واخلعي جلباب شيبي لم أعد
    أغبر العين ومهوى الضرر
    وافتحي صدري بوجداني جرى
    مركب العشق ببحر العمري
    بسمة الحب أريني ثغره
    يتهام َ الشعر مثل المطر
    وعتاق الضاد تغزو واحة
    بحروف من مدار القمر
    من يدارِ ِ يا فتاتي خجلا
    خفقة َ الوجد ِ يكنْ كالحجر
    فاجعلي مهد لقائي طاهرا
    كنقاء الروح ليل السمر
    وعلى ناي السهارى رتلي
    نغمة الترحيب أهلا قدري
    واجعلي متكــأ من حبق
    ومن السندس مهد َ العبر
    وزرابيَ فؤادي موطئا
    ومن الفل وسادَ الفكر
    لا تلمني عاذلي في دمعة
    تتلظى كعسيس النذر
    لست إلا شاعرا ألحانه
    درجت فيها جواري كبري
    شارد الألفاظ يهذي ألما
    يتراءى كسراب الوطر
    وإذا الناس تمتطت سحرا
    يغتدي بالآه طيف الخبر
    بين شك ويقين وأسى
    يمتح الشكوى بدلو حـَذِر ِ
    كقوارير متى لامستها
    بلظى كــفٍّ فتاتا يُكسرِ
    كزجاج الصبح نورا آيتي
    خلقت تهوى ضياء السور
    زفرة العذل تراها غيمة
    حملت إثما بريح صرصر
    لائمي ارحم فؤادي لم يكن
    مرود الثكل لعين المبصر
    بسمة القلب تداوي صبوتي
    وصدود الشك يعمي سيري
    جرعة الكيد سقوني غيلة
    بكوؤس ضامني قول احذر
    فرمى الغدر بقايا رجل
    بين فـَكـَّيْ ذئب ِ بـِيد ِالغــِيـَر ِ
    لم يروا طمريه أسمال عـُرا
    تحتها ظل بقايا بشر
    لست يا صاح وضيعا يزدرى
    ببقايا من كؤوس العكر
    وسلوا قلبي عن خلانه
    كتبوا بالصدق فجرالسمر
    سيرة الحب سميري شاهد
    فاقرؤوها تعرفوا ما قدري
    كم تسامرنا على قافية
    وشواطي الخير بحر السهر
    ورمى كل بحرف لم يزل
    يخلد الذكرى بماء الكوثر
    خذ كوؤس الروح يا ساقي الهوى
    لسمير تحت ظل العمري

    ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ
    الأخ الدكتور تحية والله تستحق أكثر لكن الخيال تواطأ مع قافية البحر وتبنى تمرد مجداف الألفاظ فكانت التهنئة قاصرة الحرف كليلة البصر صيدها غير عبر حبي ودرر مشاعري .
    لك الحب
    =================

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد إبراهيم الحريري مشاهدة المشاركة
    الأخ الحبيب الدكتور سمير العمري
    قبلة حرفي ومحجة بياني
    تحية
    يا أخي في الله هذي عبري
    فوق روض الحب تهمي فكري
    واحة الأشعار غنت وانبرت
    بتحايا من شفاه السكر
    بكمو الذكرى ثريا فلكي
    بـَسُمـَتْ جذلى لوجه القدر
    وسها ضادي في واحتكم
    رشدت حرفا بوزن القمر
    حرف ود هامسا قلت انثري
    بل صبا وجدان قلبي واشكري
    غايتي حرف فابدى خجلا
    ويح شعري عسجد هيا انثري
    فإذا العشرة آلاف بها
    زاد فضل من صباح مسفر
    سكب الشعر عليها بهدى
    رشفة الثغر بدوح الثمر
    يا صديقي ليس حقي ابدا
    غير لثم الخد يا بن العمري
    هاتها عذراء من خد الوفا
    قد أبحت العذر من فيه طري
    (لا يجازى الحر) صدقا مثله
    إن يكن شرطي فهذي نذري
    لست إلا شاعرا حطت به
    برؤى سلطان عيس البصر
    لم يزل للعهد يبدي أسفا
    ضل قبلا عن رشاد السور
    رحلة الأنس بدوح جمعت
    كل مشتاق بواد مثمر
    سيدي (لا تنس أسرانا) فلي
    ( أيها الراحل) اطلق تشكر ِ
    مركب العشق بماء طاهر
    أبحر القلب بليل مقمر
    لم يكن مجدافه من خشب
    بل ورود من عذارى الصور
    يا منى الريان بحري منكمو
    شاطأ السلم بلوح القدر
    ارحم القلب الذي فوضته
    لالهي من عظيم الشرر
    بعد رب الكون من لي غيركم
    فارحم القلب سمير العمري
    ـــــــــــــــــــــــــ ـ
    تحية متجددة إن عدتم عدنا حتى تضع الأقلام أحمالها

  10. #10
    الصورة الرمزية آمال المصري عضو الإدارة العليا
    أمينة سر الإدارة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Jul 2008
    الدولة : Egypt
    المشاركات : 23,786
    المواضيع : 391
    الردود : 23786
    المعدل اليومي : 4.14

    افتراضي وقال الأديب نزار بهاء الدين الزين

    [SIZE=4][B] منقول ....

    الدكتور سمير العمري

    و هو كما عرف بنفسه طبيب صيدلاني ، فلسطيني مقيم في السويد من مواليد 1964 ،و قد كتب الشعر و القصة فنجح فيهما و أبدع ، و من قصصه اخترت : ( النحلة و الدبور ) و من شعره اخترت ( عين التأمل )
    آ – النحلة و الدبور
    في هذه القصة يلجأ الدكتور سمير إلى الرمزية فيربط من خلالها الكسل و الخمول بالتطفل و العدوان ، بينما يقدس من ناحية أخرى العمل و الإنتاج و إعمال الفكر و الإجتهاد ، فرمز إلى الخمول و العدوانية بالدبور و رمز إلى النشاط و العمل الدؤوب بالنحلة ، و استمر الصراع بين عالم الدبابير و عالم النحل ، إلى أن قدمت إحدى النحلات العاملات اقتراحا قد يجنب جميع المخلوقات اللطيفة من عصافير و فراشات و نحلات إبر الدبابير اللاسعة و أزيزها المزعج :
    " أَرَى أَنْ لا نَطْرُدُهَا وَلا نُدَابِرُهَا ، وَلا نُعَامِلُهَا بِذَاتِ أُسْلُوبِهَا ، بَلْ دَعُونَا نَفرِضُ عَلَيهَا أُسْلُوبَنَا فَنُرْهِقُهَا بِالحِلْمِ وَنُغْرِقُهَا بِالعَسَلِ ؛ فَإِمَّا أَدْرَكَتْ قِيمَةَ العَمَلِ وَالفِطْنَةِ ، وَإِمَّا طَوَاهَا الكَسَلُ مِنْ بَيْنِنَا وَالبِطْنَةُ. "
    أما اللغة فكانت في جمل مسجعة على نسق المقامة التي برع بها أبو البديع الهمزاني .
    للإطلاع على قصة (النحلة و الدبور ) كاملة يرجى استخدام الرابط التالي:
    http://www.freearabi.com/النحلةوالدبور-سميرالعمري.htm

    ب - الشعر
    برع الدكتور سمير العمري بقرض الشعر الموزون المقفى و فق علم العروض و تفعيلات الخليل بن أحمد ، و قد أخترت من شعره قصيدة ( عين التأمل ) التي جاءت بست و أربعين بيتا من عيون الشعر ابتدأها بالغزل وفق أسلوب الشعر الجاهلي و صدر الإسلام ، ثم أتبعها بالحكم وفق المنهج ذاته ، اخترت منها مايلي :
    في الغزل قال :
    لَوْنَ الوُرُودِ عَلَى الخُـدُودِ أَرِيقِـي
    وَتَرَاقَصِي فَـوْقَ الرُّبَـى وَأَفِيقِـي
    وَتَعَبَّقِي رَغْـمَ العَوَاصِـفِ زَهْـرَةً
    فِيهَـا أَذُوبُ بِرَوْنَقِـي وَرَحِيـقِـي
    وَاسْتَورِقِي جَدْبَ الخَرِيفِ نَضَـارَةً
    تُحْيِي فُـؤَادَ العَاشِـقِ المَعْشُـوقِ
    أَرْضَعْتِنِـي لَبَـنَ المَحَبَّـةِ سَائِغَـا
    وَفَطَمْتِ أَجْنِحَتِـي عَـنِ التَّحْلِيـقِ
    وَبَنَيْتِ لِـي عُـشَّ الهَنَـاءِ بِقِمَّـةٍ
    فِيهَا أُرَفْرِفُ فِي سَمَـاءِ سُمُوقِـي
    يَا أَنْتِ يَا قَدَرِي إِلَيْـكِ مِـنَ الـذِي
    يَهْوَاكِ كُلَّ الشَّـوْقِ كُـلَّ شُـرُوقِ
    القَلْـبُ لَـمْ يَهْنَـأْ بِـدِفْءِ لِقَائِـهِ
    حَتَّـى دَهَـاهُ الدَّهْـرُ بِالتَّفْـرِيـقِ
    و في التأملات الفلسفية قال :

    أَيْنَ المُرُوءَةُ فِي النُّفُوسِ فَمَـا أَرَى
    إِلا نِفَاقَـاً فِـي فَــمٍ مَـمْـذُوقِ
    أُمٌّ تُغَادِرُ فِـي الخُطُـوبِ وَلِيدَهَـا
    وَأَبٌ يُـبَـادِرُ نَسْـلَـهُ بِعُـقُـوقِ
    وَابْنٌ تَجَهَّـمَ وَالِدَيْـهِ وَلَـمْ يَـزَلْ
    مُتَرَنِّـحَ الخُطُـوَاتِ كَالبِطْـرِيـقِ
    وَأَخٌ يَبِيـعُ مِـنَ الشَّقَـاءِ شَقِيقَـهُ
    وَيَظُـنُّ أَنَّ المَـالَ خَيْـرُ شَقِيـقِ
    وَالزَّوجُ تَخْدَعُ وَالأَقَـارِبُ تَـزْدَرِي
    وَالجَـارُ يَمْنَـعُ جَاحِـدَاً لِحُقُـوقِ
    و اختتمها بقوله :
    مِحَنٌ لَهَا حِلْـمُ الكَرِيْـمِ وَصَبْـرُهُ
    وَالصَّبْرُ أَعْظَمُ مَا يُفَـرِّجُ ضِيقِـي
    هَتَكُوا حِجَابَ الحَقِّ فِـي بُهْتَانِهِـمْ
    بِالـزُّورِ يَحْمِـلُ عَاتِـقُ التَّلْفِيـقِ
    زَعَمُوا بِأَنَّ الخَيْـرَ غَايَتُهُـمْ فَهَـلْ
    لِلخَيْرِ دَرْبٌ فِـي اقْتِـرَافِ فُسُـوقِ
    هَـذَا ابْتِـلاءُ اللهِ بَيْـنَ عِـبَـادِهِ
    يَبْلُـو فَرِيقَـاً مِحْـنَـةً بِفَـرِيـقِ
    مِحَنٌ لَهَا حِلْـمُ الكَرِيْـمِ وَصَبْـرُهُ
    وَالصَّبْرُ أَعْظَمُ مَا يُفَـرِّجُ ضِيقِـي

    شاعر لا يقل بنظري عن زهير بن أبي سلمى أو عن أبي تمام ، ذاك هو الطبيب الأديب الدكتور سمير العمري .
    للإطلاع على قصيدة (عين التأمل) كاملة يرجى استخدام الرابط التالي :
    http://www.freearabi.com/عينالتأمل.htm
    *****
    ----------------------------------------
    * نزار بهاء الدين الزين
    سوري مغترب

صفحة 1 من 22 1234567891011 ... الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. قراءة في قراءة الدكتور مصطفى عراقي في الشاعر الكبير الدكتور سمير العمري
    بواسطة د. محمد حسن السمان في المنتدى النَّقْدُ الأَدَبِي وَالدِّرَاسَاتُ النَّقْدِيَّةُ
    مشاركات: 13
    آخر مشاركة: 10-03-2015, 01:23 AM
  2. رابطة الأدباء والكتّاب الفلسطينين تُكرّم الدكتور العمري
    بواسطة رفعت زيتون في المنتدى أَنْشِطَةُ وَإِصْدَارَاتُ الأَعْضَاءِ
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 31-07-2011, 01:48 AM
  3. لا عدمناكَ يا سميرُ سميرا ! إبتهاجاً بعودة الدكتور سمير العُمري
    بواسطة ماجد الغامدي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 21
    آخر مشاركة: 14-07-2010, 12:26 AM
  4. رسالة إلى الشاعر محمد عبد الله / أرجو من النقاد المرور
    بواسطة محمد إبراهيم الحريري في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 23
    آخر مشاركة: 28-09-2006, 06:29 PM
  5. الدكتور سمير العمري ضيفاً على جمعية الأدباء المصرية
    بواسطة إدارة الرابطة في المنتدى أَنْشِطَةُ وَإِصْدَارَاتُ الأَعْضَاءِ
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 16-07-2006, 05:43 PM