أحدث المشاركات
صفحة 11 من 22 الأولىالأولى ... 23456789101112131415161718192021 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 101 إلى 110 من 219

الموضوع: الدكتور الشاعر سمير العمري في عيون النقاد و الأدباء و المحبّين .

  1. #101
    الصورة الرمزية نداء غريب صبري شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jul 2010
    الدولة : الشام
    المشاركات : 19,096
    المواضيع : 123
    الردود : 19096
    المعدل اليومي : 3.80

    افتراضي

    قراءة في قصة قرش بقرش

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كاملة بدارنه مشاهدة المشاركة
    مع أنّ الليل شاخ، والشّيخوخة ضعف، إلّا أنّ هذا الضّعف وُلِدت منه القوّة والحياة... صوت الطّيور وسعيها وراء أرزاقها، وأذان الفجر الذي يعلن ميلاد يوم جديد. فالبداية حركة ونشاط وتجديد، بعد كسر السّكون والسّبات.
    هذا النّشاط كان لمختار نصيب فيه، حيث " قَد سَبَقَ عَصَافِيرَ الفَجْرِ يَحُثُّ الخُطَى خَلفَ وَالدِهِ .."
    الحركة ذات قطبين: روحانيّ وماديّ، التّسبيح، وصوت الأذان، وذهاب مختار للعمل... وتقوى الحركة، ويقوى النّشاط مع ازدياد حركة الموج... فالصّوت يتدرّج من الأضعف إلى الأقوى، كمّا وكيفًا... تغريد العصافير، صوت المؤذّن، الرّيح، تلاطم الأمواج الغاضبة...
    " بدأ نهار جديد في حياة هذا الطّفل.." النّهار هو النّور الذي بدّد ظلام الليل، وهو بداية يوم جديد. وهنا إشارة مسبقة أنّ أمرا جديدا سيحصل في حياة مختار.
    بدأ نهاره بإزاحة الثّلج. والثّلج هو الماء في حالة تجمّد- عكس الحركة- أزال هذا التّجمّد عن الأسماك كي تكون طعما، يجني منه حياة( يصيد أسماكا حيّة).
    البحر يعلو ويهبط( توتّر)... البحر هو الحياة الرّحيبة ... " هو رمز لديناميّة الحياة، أو فعالياتها، هو مكمَن، وموضع وِلادات وتحوّلات ونهضات. هو الماء المتحرّك، ويرمز إلى حالة داخليّة انتقاليّة بين الممكن اللامتشكّل، والحقائق الممكنة المتشكّلة... ويدلّ على وضع ثنائيّ .. واقع الارتياب والشّك والحيرة الذي يمكن أن يؤدّي إلى خير أو شرّ، لذا فهو صورة الحياة والموت"
    القارب هو السّبيل الذي نسلكه في حياتنا ومعركتها في البحر الكونيّ الواسع الغامض أحيانا والمجهول.
    " أغمض عينيه انشغل يدعو الله... حتّى إذا صفا ذهنه في تامّل.. رأى سمكة تعوم..."
    السّمكة هي الرّزق المقدّر من عند الله" وفي السّماء رزقكم وما توعدون"، وربّما يكون رزقا غير متوقّع؛ ممّا جعل الأب لم يصدّق ابنه في البداية، ويذهل عند دنوّ السّمكة من القارب.
    عمليّة الصّيد الصّعبة هي الصّعوبة والجهد الذي يبذل لتحقيق المبتغى، وتحصيل الأرزاق المقدّرة. وفي النّهاية اصطيدت السّمكة، وإذ بها قرش. والقرش سمكة ضخمة مفترسة، وصنّفت من قبل الأب أنّها دون قيمة. وهنا إشارة لعدم إعطائنا القيمة لما يستحقّ ذلك؛ لأنّنا نجهل الماهيّة، ولا نرى الأمور بوضوح، ولا ندرك كنهها... لذلك عرض القرش للبيع بأبخس الأثمان: عشر ليرات! ولكن، الاستهزاء بقيمة ما أتى، جعل الآخرين أكثر استهزاء بالمعروض، فجاء من يبخس الثمّن إلى قرش واحد!
    قرش بقرش... وهو العنوان الذي اختير بدقّة. القرش السّمكة العملاقة، تباع بقرش!( سخرية)
    وتأتي النّهاية تفيض حكمة عندما وجد في بطنه ما يغني ويسعد... وكان من نصيب من اشترى القرش بقرش " لا تدري نفس ماذا تكسب غدا..." إشارة واضحة إلى جهل الإنسان للجوهر، وتقييم ما يستحقّ التّقييم، وأنّه أضعف من أن يفهم سرّ ما يأتي به الله من أرزاق وأقدار.
    وجاءت الحكمة في النّهاية على لسان الوالد،وتعكس استسلاما للقدر الذي لم يفهمه. وربّما أجد هنا تلميحا لرفضنا وتذمّرنا من أقدارنا التي لا نفهم الحكمة منها!
    وتعود الحركة النّصيّة في النّهاية إلى الهدوء الذي بسطه الليل، ولفّه تغريد العصافير، وأذان الفجر ... النّهاية سكنت بعد عصف كلّ الأحداث في النّصّ، وكانت قمّتها أثناء اصطياد القرش.( سكون... حركة بدرجات متفاوتة... سكون ).
    عمليّة السّرد كانت بحبكة قويّة، أمسكت القارئ بحبالها جيّدا حتّى النّهاية التي جاءت مفاجئة، لكنّها زادت من قوّة الحبكة!
    الاسم مختار ... اختياره موفّق ... فهو مختار ليصبح غنيّا، بعد صيد القرش. لكنّه لم يفلح في المحافظة عليه؛ لأنّ سلطة والده أقوى من سلطته. فبيع القرش وظلّ مختار محتارا!
    شكرا لك أخي الدكتور سمير على هذه القصّة، وما تضمّنته وهدفت إليه!
    تقديري وتحيّتي

  2. #102
    الصورة الرمزية نداء غريب صبري شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jul 2010
    الدولة : الشام
    المشاركات : 19,096
    المواضيع : 123
    الردود : 19096
    المعدل اليومي : 3.80

    افتراضي

    ترجمة قصة قرش بقرش

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صفاء الزرقان مشاهدة المشاركة
    قِرشٌ بِقِرْشٍ
    شَاخَ الليلُ حتَّى أَطلَقَتْ إِرْهَاصَاتُ فَجْرِهِ بَلابِلَ صَمتِهِ طُيَورًا تَسْعَى لأَرْزَاقِهَا مُسَبِّحَةً رَبَّهَا العَظِيمَ. وَكَانَ عَصْفُ رِيحٍ مُثقَلةٍ بِبَردٍ قَارِسٍ فِي مُنتَصَفِ كَانُون
    تُشِيبُ مَا تَبَقَّى مِن خصُلاتِهِ المُظْلمَةِ قَبلَ أَنْ يَرتَفِعَ صَوتُ أَذَانِ الفَجْرِ نَدِيًّا يُنَادِي إِلى خَيرِ العَمَلِ. كَانَ مُخْتَارُ قَد سَبَقَ عَصَافِيرَ الفَجْرِ يَحُثُّ الخُطَى خَلفَ وَالدِهِ فِي الطَّريقِ المُحَاذي للسَّاحِلِ وَالذِي يَمُرُّ عَبرَ أَجَمٍ مِن نَخِيلٍ شَاهِقٍ. رَهْبَةُ الصَّمْتِ وَعَويلُ الرِّيحِ وَشِدَّةِ الظُّلْمَةِ تَرْسُمُ فِي خَيَالهِ بَعضَ خَوفٍ طُفُولِيٍّ أَذْكَتْهُ حَكَايَا جَدَّتِهِ إِذْ يَغْفُو في حضْنِهَا كُلَّ لَيلَةٍ ، وَتُحْجِمُ يَدَهُ مُجَدَّدًا أَنْ تَطْلُبَ يَدَ وَالِدِهِ الصَّارِمِ بَحْثًا عَن أَمانٍ.

    كاَن َالبَحْرَ يَزْبدُ غَاضِبًا مِنْ لَطْمِ الرِّيحِ يَتَطَاوَلُ مَوجُهُ لِيَصفَعَ مَا يَخَالهُ خَصْمًا. وَكانَ بَعْضُ صَقِيعٍ يُدَثِّرُ الأَرضَ بِثَوبٍ قُطْنِيٍّ لامِعٍ امْتَدَّ حَتَّى غَطَى قَارِبَهُم الصَّغِيرِ.
    لَقَدْ بَدَأَ نَهَارٌ جَدِيدٌ فِي حَيَاةِ هَذَا الطِّفْلِ ذِي السَّنَوَاتِ العَشْرِ فَأَسْرَعَ إِلى تَطْبيقِ مَا تَعَلَّمَ بِخِفَّةٍ وَحِرْفَةٍ ، ثُمَّ جَلَسَ قبَالَةَ وَالِدِهِ يُزِيحُ مِثْلَهُ بِيَدَيهِ العَارِيَتَينِ أَكْوَامَ الثَّلْجِ لِيَصلَ
    لِلأسْمَاكِ المُجَمَّدَةِ يُلْقِمُهَا الشُّصُوصَ طُعْمًا لِصَيدٍ يُوَفِرُّ القُوتَ لِعَائِلَتهِ الكَبيرَةِ ، وَكُلَّما تَجَمدَتْ أَطْرَافُهُ حَدَّ الشَّللِ أَسْرَعَ يَغْمِسُهَا فِي مِيَاهِ البَحْرِ الباردة لِتَدْفَأَ وَتَسْتَعِيدُ حَرَكَتَهَا مِنْ جَدِيدٍ.

    البَحرُ يَعْلُو وَيَهْبِطُ ، وَالرِّيحُ تَعْوِي وَتَصْفرُ ، وَالقَارِبُ الصَّغِيرُ يَكَادُ يَدْفَعُ ثَمنَ صِرَاعِهمَا يَصْطَفقُ بِقُوَّةٍ تَكادُ تَخلعُ قَلبَ الصَبيِّ وهُوَ يَنظُرُ فِي الأُفُقِ مُبتَهِلا للهِ أَنْ يَكُونَ حَظُّهُمْ هَذَا اليَومِ مِن الرِّزْقِ مُعِيلا. أَغْمَضَ عَينَيهِ يَستَعيدُ شَريطَ ذِكرَياتٍ مُتَبَاينةٍ ثُمَّ انْشَغَلَ يَدعُو اللهَ بِرِزْقِ العِيالِ حتَّى إِذَا صَفَا ذِهْنَهُ فِي تَأَمُّلٍ بَدَا كَحُلُمٍ لَمْ يَخْتَرْهُ رَأَى سَمَكةً تَعُومُ عَلَى السَّطْحِ تَتَّجِهُ إِلَيهِ فَيَمُدُّ يَدَهُ فَيَلْتَقِطُهَا. هَزَّ رَأْسَهُ يَضحَكُ مِنْ نَفسِهِ ؛ لا بُدَّ أَنَّ الحَاجَةَ الشَّدِيدَةَ لِلمَالِ وَنُدْرَةَ الصَّيدِ فِي الأَيَّامِ الأَخِيرةِ هُوَ مَا رَسَمَ هَذَا فِي خَيَالِهِ.

    سَيطَرَ عَلَيهِ هَذَا الحِسُّ وَطَارَدَ خَاطِرَه صَيدُ خَيَالِهِ حتَّى فَتَحَ عَينَيهِ يَطْردُ بِنُورٍ بَعِيدٍ هَوَاجِسَهُ هَذِهِ فَلَمْ يُفلِحْ. اتَّخَذَ وَضْعًا يُمَكِنُّهُ مِن مُرَاقَبَةِ مَا تَسْمَحُ بِهِ الظُّلْمَةُ مِنْ سَطْحِ البَحْرِ دُونَ أَنْ يُفَرِّطَ في اسْتِرخَائهِ ثُمَّ انتَفَضَ فَجْأَةً صَائِحًا:
    ـ تَوَقَّفْ يَا أَبِي ، هَذِهِ سَمَكَةٌ تَعُومُ إِلَينَا.
    دُهِشَ أَبُوهُ حَتَّى لَقَدْ خَشِيَ عَلَيهِ منْ هَذَيَانِ رَهَقٍ ، فَابْتَسَمَ بِرِفْقٍ وَقَالَ:
    ـ لَعَلنَا نَصْطَادُ اليومَ سَمَكًا كَثِيرًا بِإذْنِ اللهِ. السَّمَكُ لا يَأتِي النَّاسَ يا بُنَيَّ ، وَالعَتْمَةُ هَذِهِ لا تَسْمَحُ بِرُؤيَةِ أَي شَيءٍ الآنَ. استَرِحْ رَيثَمَا نَصِلُ إِلى حَيث نَبْدَأُ الصَّيدَ.
    ـ وَلَكِنْ يَا أَبِي أَرَاهَا ، هَا هِي تٌقْبِلُ ، وَاللهِ أَرَاهَا هُنَاكَ.
    هَالَ الأبُ نَبرَةَ ابْنِهِ الوَاثِقَةَ وَذهلَ حِينَ رَأَى إِذْ دَنَا تِلْك السَّمَكةِ تَتَّجِهُ نَحْوَ القَارِبِ فِي استِسْلامٍ. لَمْ تَكُنْ كَبِيرَةً وَلَكِنَّهَا كَانَتْ ثَقِيلةَ الوَقْعِ لِتبعَثَ الفَرْحَةَ وَالرَّهْبَةَ فِي آنٍ مَعًا وَهُوَ يُمْسِكُ بِهَا حَيَّةً طَازِجَةً مُردِّدًا:
    ـ سُبْحَانَ اللهِ!

    وَصَلا إِلى حَيْث بَدَأَ الصَّيدُ مَرَاسِمَهُ المَعهُودَةَ ، وَطَالَ انْتِظَارٌ دُونَ جَدْوَى. وفَجْاَة إِذْ قَارَبَتِ النِّهَايةُ عَلَى غَرْزِ طَعْنَةِ إِحبَاطٍ تَزيدُ النَّصَبَ شُدَّ الخَيطُ بِقُوَّةٍ جَبَّارةٍ وَبَدَأَتْ الشُّصُوصُ تَنْطَلقُ مِن مَكَامِنِهَا كَرَصَاصَاتِ سَرِيعَةِ الطَّلَقَاتِ.

    صَرَخَ الأَبُ مُستَنْفِرًا:
    ـ ارْتَدِدْ إِلى الخَلْفِ بِلا جَلَبَةٍ يَا مُختَارَ وَخُذْ حِذْرَكَ!

    كَانَ مُخْتاَرُ يَعْلَمُ مَا يَجِبُ عَلَيهِ فِعْلَهُ وَإِنْ أَرْبَكَهُ اخْتلافُ قُوَّةِ الشَّدِّ هَذِهِ المَرَّةِ فَكَانَ أَكْثَرَ حَذَرًا. سَاعَتَانِ مَرَّتَا كَدَهْرٍ وَالقَارِبُ يُجَرُّ إِلى حَيث شَاءَ ذَلكَ القِرْشُ الضَّخْمُ وَقَدْ فَاقَ حَجْمُهُ حَجْمَ قَارِبِهِمَا قَبْلَ أنْ تَخُورَ قِوَاهُ حَدًّا مَكَّنَهُمَا مِنْ شَدِّهِ لِلقَارِبِ. مَا إِنِ اقْتَرَبَ حَتَّى عَقَدَ الذُّهُولُ العَينَ وَاللِسَانَ حتَّى لَقَدْ عَجِزَا عَنْ رَفْعِهِ لِلقَارِبِ فَمَدَّدَاهُ إِلى جَانِبِهِ يَكَادُ أَنْ يَمِيدَ بِهِ.
    وَقَفَ جَمعٌ كَبيرٌ يَنْظُرُ بَعْضٌ بِفُضُولٍ وَبَعْضٌ بِحَسَدٍ وَهُمْ يَرَونَ القَارِبَ يَكَادُ يَغُوصُ يَحْسَبُونَهُ امْتَلأَ سَمَكًا. حتَّى إِذَا وَصَلا الشَّاطِئَ أَسْرَعَ بَعضُ الوَاقِفِينَ لِلمُسَاعَدَةِ إِذِ احْتَاجَ إِخْرَاجَ القِرْشِ لِلبَرِّ عَشْرَةَ رِجَالٍ. كَانَ المَشْهَدُ مَهُولا جَمَعَ القَومَ عَلَيهِ حَتَّى فَرَّقَهُمْ تَاجِرُ السَّمَكِ الكَبِيرُ فَنَظَرَ فِي الصَّيدِ ثُمَّ قَالَ بِلَهْجَةٍ حَاسِمَةٍ:
    ـ عَشْرُ لِيرَاتٍ فِي هَذِهِ السَّمَكَةِ ، وَلا أُرِيدُ هَذَا القِرْشَ فَلا طَلَبٌ عَلَيهِ.

    تَجَرَّأَ أَحْدُ التُّجَارِ الصِّغَارِ بَعْدَ أَنْ مَضَى ذَاكَ فَقَالَ:
    ـ أَشْتَرِيهِ بِقِرْشِ.


    دَارَتْ الدُّنْيَا بِالصَّبِيِّ. أَبَعْدَ كُلِّ هَذَا العَنَاءَ وَالخَطَرَ؟؟ رَحْمَتَكَ رَبِّي!
    نَظَرَ فِي عَيْنَيِّ أَبِيهِ وَقَدْ تَعَلَّقَتَا بِالقِرْشِ وَتَعَلَّقَ فِيهمَا حُزْنٌ وَحَسْرَةٌ وَقَالَ بِسُخْرِيَةٍ مَرِيرَةٍ:
    ـ حَسَنًا ، خُذْهُ بِقِرْشٍ!
    ـ يَا أَبِي ....
    ـ أُصْمُتْ يَا مُخْتَارُ!
    ـ يَا أَبِي ... هَذَا لَيسَ بِعَدْلٍ. دَعْنِي أَبِيعُهُ فِي السُّوقِ قِطَعًا.
    ـ لَنْ تُفْلِحَ يا بُنَيَّ فَلَحْمُهُ مِمَّا يُزهَدُ بِهِ ، وَهُمْ لَنْ يَسْمَحُوا لَكَ.

    صَمَتَ لِسَانُ الصَبِيِّ وَتَحَدَّثَتْ عَينَاهُ بِكُلِّ مَا أَصَابَ القَلْبَ مِنْ قَهْرٍ وَأَسَى ، يَنْظُرُ إِلى التَّاجِرِ يُقَطِّعُ لَحْمَهُ قَبلَ أَنْ يُقَطِّعَ لَحْمَ القِرشِ ذَاكَ. وَمَا إِنْ فَتَحَ التَّاجِرُ بَطْنَهُ حَتَّى جُنَّ جُنُونُ الصَبِيِّ يَصْرخُ بِأَبيهِ يَنظُرانِ كِلاهُمَا بَينَ الذُّهُولِ وَالأُفُولِ لَكِنَّ أَبَاهُ نَهَرَهُ بِرِفْقٍ قَائِلا:
    ـ لا يَا وَلَدِي ، لا يَتَرَاجَعُ الحُرُّ عَنْ البَيْعٍ حَتَّى لَوْ وَجَدُوا فِي بَطْنِهِ كُلَّ هَذَا الخَيرِ ، هِيَ أَرْزَاقٌ يَا بُنَيِّ وَأَقْدَارٌ
    لا يَجِبُ فِيهَا أَنْ يَدْفَعَنَا السُّخْطُ إِلى أَنْ نَزِلَّ أَوْ أَنْ نَضِلَّ أَو أَنْ نَنْكثَ عَهْدًا أَو أَنْ نَخُونَ أَمَانَةً.




    Shark with a piaster

    It is the end of a cold windy night, the birds break the silence and go to seek their sustenance worshiping Allah. the cold wind turns the black lock of his hair into gray before the dewy call of the Alfajer pray invited people to seek their sustenance. Mukhtar woke up before the daylight birds, walks quickly to follow his father, they were walking near the seaside in the road which passes by an oasis of long palms . The dread of silence, the wailing of wind and the hardness of darkness painted some childish fear in his imagination that grow stronger by the night tale of his grandmother when he sleeps in her lap every night, his hand refused to hold the hand of his firm father searching for peace and security .
    The sea was furious. The frostiness covered the earth with a shiny cotton dress till it reached their boat .

    It is a new day in the ten year old child's life, he starts quickly and lightly to practice what he has learned , then he sit in front of his father removing together the ice heaps with their bared hands so they can reach the freezing fish, feeding them the bite so they could have good fishing to bring the sustenance of the great family . Whenever his hands freeze .and reach the limit of paralysis he runs quickly and dips them in the cold sea so he can move them again
    The sea rises and falls , the wind howls and whistles and the small boat is about to be damaged because of the powerful struggle between the sea and the wind . The boat was slapping strongly in a way that could pull out the child's heart , he was looking to the horizon praying that their sustenance could be enough. he closed his eyes and recaptured different memories , then he absorbed praying Allah to give them enough sustenance for the kids , till his mind was clear, in an meditation looks like a dream he saw a fish floating on the surface towards his boat, he stretches his hand to catch it . He shakes his head laughing at himself, it should be because of the intense need of money and the rarity of fishing which create that illusion in his mind.

    This illusion dominated his mind till he opened his eyes to expel that dream by the far light but he couldn’t. He took a .position that enables him to see the fish in the darkness of the sea surface without going too far in his relaxation Suddenly he trembles shouting:

    -Oh father stop!!!! There is a fish flouting toward usHis father was!!

    astonished, he was afraid that the kid was delirious because of tiredness, he smiles gently and says:

    -I hope we could have good fishing today by God willing, fish don’t come to people son, and we can't see anything in this darkness, rest till we reach the place of fishing.

    -But father I can see it, it is coming to us, swear to God !!

    The great confidence in the boy's words terrified his father;so his father come near , he was astonished when he saw the fish coming toward them yieldingly. It wasn’t big but it has great impact on their hearts, it revives both joy and fear in his heart when he catch it alive.

    -Glory to Allah !!

    They reached where the ordinary fishing ritual starts, they have waited for a long time without avail. Suddenly when the end is about to thrust their hearts with a stab of frustration that well strengthen their exhaustion, he pulled the thread strongly when the fishhooks start getting out from their place quickly.
    The father shouted alerting:

    -Return back quietly and take care.

    Mukhtar knew what to do even when the power of pulling disturbed him so he was very cautious. Two hours bass as if they were an age, the big shark pulled the boat any where it wants, its size exceeds the size of the boat, then the shark loses its power because it was pulling the boat. When it reached the boat the stupor tided their tongues and eyes, they couldn't pick it up, it was too heavy so they extend it in the side of the boat.

    A great crowed was looking, some of them was looking out of curiosity and others out of envy when they saw the boat was about to sink because of the heavy fishing , till it reached the beach, some men hurried to help them carry the shark that needs ten men to carry it out . The scene was astonishing, people were gathering till the great fish merchant separates them. He looks at the fishing and sharply says :

    -Ten dinars for this fish, I don't want this shark no one would like to buy it.

    When that merchant went away, a least merchant dare to say:

    -I will buy it with a piaster

    The boy became dizzy, after all this effort and danger! Mercy God!!

    Looking to his father's eyes that were clinging to the piaster, he saw some sadness and sorrow in his eyes , he said with a bitter irony:

    - Ok, take it .
    - Father…..

    - Hush Mukhtar !
    -Father this isn't fear. Let me sell it pieces in the market.

    -You couldn't succeed boy, no one would like to buy its meat , and they will not let you do so.

    The boy was speechless ,but his eyes spoke , they showed the sorrow and sadness that hurt his heart, looking for the merchant cutting his flesh before cutting the shark . When the merchant opened the shark's stomach the boy lost his mind calling his father, they both were looking astonished, but the father gently chided his son :

    -No son, the freeman didn't retreat his sale even if he found all these things, its sustenance and destiny, dissatisfaction shouldn't force us to commit mistakes, to break our promises or to betray the trust .

  3. #103
    الصورة الرمزية نداء غريب صبري شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jul 2010
    الدولة : الشام
    المشاركات : 19,096
    المواضيع : 123
    الردود : 19096
    المعدل اليومي : 3.80

    افتراضي

    قراءة في قصة حرص

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صفاء الزرقان مشاهدة المشاركة

    حرص
    تَمَطَّى عَلَى الأَرِيكَةِ الوَثِيرَةِ يَفْركُ يَدَيهِ بِسَعَادَةٍ وَرِضَا. الدِّفْءُ المُنبَعِثُ مِنَ الموقَدِ المُقَابِلِ يَتَخَلَّلُ جَسَدَهُ لِيَزِيدَهُ اسْتِرْخَاء وَسَكِينةَ وَهُوَ يَتَأَمَّلُ مِنَ النَّافِذَةِ الكَبِيرَةِ رِقَّةَ هُطُولِ الثُّلُوجِ فِي دَعَةٍ وَهُدُوءٍ كَقطْنٍ نَدِيفٍ مِنْ يَدِ صَانِعٍ مَاهِرٍ. بَيْتُهُ الخَشَبِيِّ الصَّغِيرِ المُحَاطِ بِأَشْجَارٍ بَاسِقَةٍ أَصَرَّتْ عَلَى الاحْتِفَاظِ بِأوْرَاقِهَا الخَضْرَاء وَإِنْ خَالَطَهَا البَيَاضُ كَانَ كُلَّ عَالَمِهِ الصَّامِتِ إِلا مِنْ بَعْضِ مَرَّاتٍ يَشْتَاقُ فِيهَا لِلصَّخَبِ وَالحَرَكةِ.

    عَادَ لِيَتَفَحَّصَ الكَامِيرَا التِّي ابْتَاعَهَا مُنْذُ يَومَين مُتَأَمِّلاً تَارَةً شَكْلَهَا الأَنِيقِ ، وَمُسْتكْشِفَاً تَارَةً الجَدِيدَ مِنْ مِيزَاتِهَا العَدِيدَةِ مِمَّا لَمِّا يَصِلْ إِلَيهِ. ابْتَسَمَ مِنْ جَدِيدٍ سَعَادَةً بِهَذِهِ الكَامِيرَا التِي طَالَمَا حَلِمَ بِهَا لِيُسَجِّلَ لَقَطَاتٍ مِنْ لَحَظَاتِ حَيَاتِهِ السَّعِيدَةِ ذِكْرَى يَحْتَفِظُ بِهَا سَبَبَ أُنْسٍ لِشَيخُوخَتِهِ التِي يَعْلَمُ أَنَّهُ سيَكُونُ فِيهَا وَحِيدَا. لَمْ يَهْتَمَّ لِلمَبْلَغِ البَاهِظِ الذَي دَفَعَهُ ثَمَنَاً فَهِيَ تَسْتَحِقُ كَمَا أَقْنَعَ نَفْسَهُ بِمَا فِيهَا مِنْ خَصَائِصَ وَإِمْكَانِيَات مُذْهِلَةٍ هِيَ أَحْدَثُ مَا تَوَصَّلَتْ إِلَيهَا التقْنِيَةُ الرَّقمِيَّةُ.

    أَعَادَ نَظَرَهُ إِلَى حَيثُ النَافِذَةِ يَتَأَمَّلُ مَا تَحِيكُ يَدُ السَّمَاءِ مِنْ نَسِيجٍ مُهَفَهَفٍ تَكْسُو بِهِ الأَرْضَ ثَوبَاً أَبْيَضَ مِنَ النَّقَاءِ يُخْفِي تَحْتَهُ كُلَّ أَدْرَانِهَا وَعَورَاتِهَا. شَعَرَ بِرَغْبَةٍ عَارِمَةٍ فِي أَنْ يَحْتَفِلَ بِهَذَا الجَّوِ الثَّلْجِيِّ الفَاتِنِ ، وَأَنْ يَحْتَفِيَ بِكَامِيرَتِهِ الجَدِيدَةِ ؛ فَيَبْدَأَ الاسْتِخْدَامَ الفِعْلِيَّ لِخَصَائِصِهَا الكَثِيرَةِ وَالكَبِيرَةِ خُصُوصَاً مِنْهَا مِيزَة ثَبَاتِ الصُّورَةِ فِي كُلِّ الظُرُوفِ. قَرَّرَ بِالفِعلِ أَنْ يَخْتَبِرَهَا في مثل هذا الطَّقْسِ البَارِدَ ، وَأَنْ يُسْعِدَ نَفْسَهُ بِرِيَاضَتِهِ المُفَضَّلَةِ يُفْرِغُ بِهَا دَفقَاتِ السُّرُورِ التِي تَنْتَابُهُ وَتَستَعْمِرَ مَشَاعِرَهُ.

    رِيَاحُ الشَّمَالِ تَتَدَفَّقُ بِرِفْقٍ تَحْمَلُ الهَوَاءَ النَّقِيَّ البَارِدَ لِتَلْفَحَ بِهِ وَجْهَهُ المُتَلَفِّعَ بِلِثَامٍ صُوفِيٍّ سَمِيكٍ وَهُوَ يَنْسَابُ بِتَؤُدَةٍ عَلَى زَلاجَتِهِ نَحْوَ تِلْكَ المَسَاحَاتِ البَيْضَاء حَيْثُ لا شَجَرَ يَزْجُرُ وَلا حَجَرَ يَحْظرُ وَلا بَشَرَ يَنْظُرُ. وَعَلَى سُفُوحِهَا هُنَاكَ أَطْلَقَ لِسَاقَيهِ العنَانَ يُسَابِقُ الرِّيحَ تَارَةً وَيُسَابِقُ الحُلُمَ تَارَةً أُخْرَى ؛ كَأَنَّهُ فَارِسٌ امْتَطَى مَتْنَ الرِّيحِ مُنْطَلقَاً نَحْوَ الحُلُمِ الجَمِيلِ الذِي رَاوَدَهُ عَدَدَ سِنِين. مَهَارَتُهُ فِي التَّزَلُّجِ مَدَّتْ يَدَاً لِكَفِّ نَشْوَتِهِ الجَارِفَةِ تَدْفَعَانهُ لِلتَّمَايُلِ تَبَخْتُرَاً بِرَغْمِ هَذِهِ السُّرْعَةِ العَالِيَةِ وَقَدْ أَمْسَكَ بِيَدِهِ الكَامِيرَا يُدِيرُهَا إِلَى وَجْهِهِ المُتَهَلِّلِ سَعَادَةً حِينَاً ، وَحِينَاً إِلَى الأُفُقِ المُمْتَدِّ أَمَامَهُ أَبْيَضَ مِنْ غَيرِ سُورٍ مُتْعَةً كُبْرَى.

    وَفَجْأَةً ؛ شَعَرَ بِأَنَّ الأَرْضَ لَمْ تَعُدْ تَسْتَطِيعُ أَنْ تَحْمِلَهُ. لَمْ يَكُنْ ذَلِكَ حُلُمَاً تَوَهَّمَهُ. كَانَتِ الأَرْضُ تَتَشَقَّقُ تَحْتَهُ حَقَّاً لِيَجِدَ نَفْسَهُ وَقَبْلَ أَنْ يَتَمَكَّنَ مِنَ التَّوَقُّفِ قَدْ بَدَأَ يَغُوصُ فِي الجَلِيدِ. اضْطَرَبَ جِدَاً وَهُوَ يَرَى كَأَنَّ الأَرْضَ تَبْتَلِعُهُ وَكَأَنَّ صَقِيعُهَا يُكَبِّلُهُ. لَمْ يَتَوَانَ الأَلَمُ أَنْ يَغْرسَ فِي أَطْرَافِهِ أَنْيَابَهُ يَعضُّهُ سَغْبَانَ مَسْعُورَاً. يَتَأَوَّهُ بِشِدَّةٍ وَلَكِنْ كَانَ كُلُّ هَمِّهِ وَقْتَئِذٍ أَنْ يُحَافِظَ عَلَى الكَامِيرَا مِنَ البَلَلِ فَتَتَعَطَّلَ ، أَوِ السُّقُوطِ مِنْ يَدِهِ فَتَنْكَسِرَ. رَفَعَ يَدَهُ بِهَا أَكْثَر كُلَّمَا غَاصَ أَكْثَر مُشْفِقَاً عَلَيهَا يَنْظُرُ إِلَيهَا بِحِرْصٍ وَانْتِبَاهٍ.

    وَعَلَى أَحَدِ الأَسِرَّةِ البَيْضَاء كَانَتْ عَيْنَاهُ تَتَقَلَّبَانِ بَينَ قَدَمَينِ قَدْ شَلَّ الجَلِيدُ قُدْرَتَهَا وَدَامَا ، وكَامِيرَا قَدْ كَسَرَ البَرْدُ عَدَسَتَهَا خِتَامَا ، وَكَشْفُ حِسَابٍ جَاوَزَ ثَمَنَهَا بِعَشْرَةِ أَضْعَافٍ تَمَامَا.


    القصة هي سرد لحدث أو أحداث تتعلق بشخصية أو أكثر بأُسلوب فني يوصل من خلاله الكاتب رسالته أو فكرته للمتلقي، حيث يتم تسليط الضوء على الشخصيةٍ أو الشخصيات وعرض ما يُحيطها فيصفها و يحللها، ويصور تحركها ضمن العالم الذي تنتمي إليه مركزا على جانب مُعين من حياتها وموحيا للقاريء أن ما يتابعه هو حياة حقيقية، وما هي في الحقيقة إلا مُحاكاة للواقع نجح الكاتب البارع و المُتمكن باقناع قارئة بواقعيتها عن طريق الإيحاء و التأثير.
    وفي محموعة من الأحداث التي بدأت هادئة ثم تصاعدت وتيرتها بسرعة قبل السقوط المفجع، يتحدث كاتبنا في قصته "حرص" عن حلم رجلٍ بسيط يتمنى أن يحصل على كاميرا علّه يلتقط بها شيئاً من اللحظات الجميلة التي يعيشها ، في سردية قوية يُصور فيها المُحيط الذي يعيش فيه البطل موضحا ملامح شخصيتة ليُساعد القارئ على فهم مكنونات الشخصية و تحليلها، والبطل في قصتنا هنا إنسان بسيط بإمكانياتٍ محدودة و لكنه بالرغم من ذلك دفع مبلغاً باهظاً من أجل أن يُحقق حلمه، وكانت الخاتمة مُحمَلةً بمفاجأةٍ كبيرة إذ تنتهي القصة بأن تُشل قدما البطل و تُكسر عدسة حلمه "الكاميرا" إثر سقوطه في مياهٍ مُتجمدة ، وتُحدث الخاتمةُ نقلةً صاعقة للقارئ بحس المُباغتةِ الذي حملتهُ ,فقد بدأت القصة بصورةٍ جميلةٍ للبطل أثناء جلوسه في بيته البسيط هانئاً بالدفء رغم البرودة خارجاً ,مُنتشياً بتحقيق حلمه مما يشعرُ القارئ بحال السعادة والرضا اللذان يعيشهما البطل و لكن الحال ينقلب عند سقوطه في الماء المُتجمد إلى حالٍ من الأسى و الضيق تعاطُفاً مع البطل .

    عنوان القصة مكونٌ من كلمةٍ واحدة "حرص" وهذه البساطة في العنوان تفتح باب التأويل على احتمالاتٍ كثيرة فيزداد تعلق القارئ بها كي يعرف ما يعنيه العنوان . فالعنوان مُختزلٌ و لكنه يحمل الكثير . كلما زادت المعاني التي يحملها أو يقترحها العنوان زاد تعلق القارئ بالنص و نجدُ أن كل قارئ يمتلك قراءته و نظرته الأولية للعنوان التي تختلف ولو بقدرٍ بسيط عن قراءة مُتلقٍ آخر . العنوان يبعثُ في نفس القارئ الكثير من التساؤلات عن طبيعة هذا الحرص و سببه فينطلق باحثاً عن إجاباتٍ يحملها النص .


    قصة "حرص " تصور جانباً من حياة البطل وما عاناه. القصة واقعية فهي تُحاكى الواقع و تصوره ببراعة من خلال عرضها لتناقض المُجتمع الذي نعيش فيه فها هو البطل يفقد قدميه من أجل حُلمه البسيط إلا وهو الحصول على كاميرا . هذا النوع من الأدب ينتمي إلى المدرسة الواقعية النقدية التي تسلط الضوء على مُشكلات اجتماعية و خاصة المشكلات التي تُعنى بالطبقية و تصوير مُعاناة الطبقات الفقيرة في المُجتمع. مما يُشير إلى واقعية القصة عدم ذكر اسم البطل وهو ما زاد من تأثير القصة و واقعيتها حيث يشعر كل قارئ بإمكانية حدوث ما حدث للبطل له هو أيضاً فيزداد تأثير القصة فالبطل غير معروف و هويته غير مُحددة لا نعرف عنه سوى أنه إنسانٌ بسيطٌ يمتلك حُلماً يسعى إلى تحقيقه و من منا لا تنطبق عليه تلك الصفات ؟ كلما زادت واقعية القصة زاد التصاقها بنفس القارئ فهو يهتم بالواقع أكثر من اهتمامه بالخيال مهما بلغ تأثير الخيال في نفسه فإنه لن يكون بحجم تأثير الواقع .


    تبدأ القصة بمشهد جلوس البطل أمام المدفئةِ و تصوير شعوره بالدفء هذا الوصف يوضح جوانب من شخصية البطل فهو إنسان بسيط وهو ما يتضح من مسكنه يعيش حياةً راضيةً نفسه مُطمئنةٌ هانئة " يَتَخَلَّلُ جَسَدَهُ لِيَزِيدَهُ اسْتِرْخَاء وَسَكِينةَ وَهُوَ يَتَأَمَّلُ مِنَ النَّافِذَةِ الكَبِيرَةِ رِقَّةَ هُطُولِ الثُّلُوجِ فِي دَعَةٍ وَهُدُوءٍ كَقطْنٍ نَدِيفٍ مِنْ يَدِ صَانِعٍ مَاهِرٍ" يقول إيليا أبو ماضي " كن جميلاً ترى الوجودِ جميلا" فنفسه الراضية رأت مٌحيطها في أجمل الصور و أبهاها " أَعَادَ نَظَرَهُ إِلَى حَيثُ النَافِذَةِ يَتَأَمَّلُ مَا تَحِيكُ يَدُ السَّمَاءِ مِنْ نَسِيجٍ مُهَفَهَفٍ تَكْسُو بِهِ الأَرْضَ ثَوبَاً أَبْيَضَ مِنَ النَّقَاءِ يُخْفِي تَحْتَهُ كُلَّ أَدْرَانِهَا وَعَورَاتِهَا". هو إنسان مُنطلقٌ حالمٌ" أَطْلَقَ لِسَاقَيهِ العنَانَ يُسَابِقُ الرِّيحَ تَارَةً وَيُسَابِقُ الحُلُمَ تَارَةً أُخْرَى ؛ كَأَنَّهُ فَارِسٌ امْتَطَى مَتْنَ الرِّيحِ مُنْطَلقَاً نَحْوَ الحُلُمِ الجَمِيلِ" رأى نفسهُ فارساً لأنه وضع حُلمهُ نُصبَ عينيه وسار نحوه و ناله.

    سعى لتحقيق حلمه و لم يأبه لما دفعه من مبلغٍ كبير في سبيل تحقيق ذلك الحلم" لَمْ يَهْتَمَّ لِلمَبْلَغِ البَاهِظِ الذَي دَفَعَهُ ثَمَنَاً فَهِيَ تَسْتَحِقُ كَمَا أَقْنَعَ نَفْسَهُ بِمَا فِيهَا مِنْ خَصَائِصَ وَإِمْكَانِيَات مُذْهِلَةٍ هِيَ أَحْدَثُ مَا تَوَصَّلَتْ إِلَيهَا التقْنِيَةُ الرَّقمِيَّةُ". هو يرى في الكاميرا مؤنساً يُدفئ القادم من أيامه و يُكسبها شيئا من الجمال فيقتات على ما عاشه من لحظاتٍ جميلةٍ في الماضي ليعيش الباقي من أيامه . كانت هذه الصورة تخليداً للحظةٍ جميلةٍ عاشها لعل شعوره بالسعادة يطول أكثر و يُلازمه في القادم من أيامه. الكاميرا كانت عينهُ التي يرى و ينتقي بها أجمل ما في واقعه غاضاً البصر عن ما يحتويه هذه الواقع من عوراتٍ وأدران ليرى عالماً مثالياً لا يحوي إلا الجمال " ثَوبَاً أَبْيَضَ مِنَ النَّقَاءِ يُخْفِي تَحْتَهُ كُلَّ أَدْرَانِهَا وَعَورَاتِهَا".

    مشهد تساقُط الثلج يُشير إلى النشاط و الحركة و السعي في حياة البطل فهو قد سعى ليُحقق حُلمه و غايته. جلوسه بالقرب من المدفئة يعكس دفء حياته التي يعيشها أما مشهد البرد خارج بيته فهو يصور البرودة التي قد يحملها مُستقبله فهو يرى نفسه يحيا مُستقبله وحيداً " سَبَبَ أُنْسٍ لِشَيخُوخَتِهِ التِي يَعْلَمُ أَنَّهُ سيَكُونُ فِيهَا وَحِيدَاً".

    تصوير مشهد السقوط كان مُختزلاً و سريعاً فلم يتم شرح تفاصيله و هذا أمرٌ قد زاد من واقعية القصة فحسُ المُباغتة الذي صور وقوع البطل هو ذاتهُ ما نشعر به واقعاً عندما نكون مُحلقين حالمين فنتفاجأ بارتطامنا بالأرض بعد أن كنا مُحلقين في سماء الحُلم و إذا سُئلنا عن سرِ ما حدث لا ندري بما نُجيب فنحن كنا غافلين عما يُحيط بنا هائمين في سماواتِ أحلامنا " وَفَجْأَةً ؛ شَعَرَ بِأَنَّ الأَرْضَ لَمْ تَعُدْ تَسْتَطِع أَنْ تَحْمِلَهُ. لَمْ يَكُنْ ذَلِكَ حُلُمَاً تَوَهَّمَهُ. كَانَتِ الأَرْضُ تَتَشَقَّقُ تَحْتَهُ حَقَّاً لِيَجِدَ نَفْسَهُ وَقَبْلَ أَنْ يَتَمَكَّنَ مِنَ التَّوَقُّفِ قَدْ بَدَأَ يَغُوصُ فِي الجَلِيدِ".

    سقوطه إلى الواقع بعد طيرانهِ حالماً كان مُدوياً "لم يتوانَ الألم أن يغرس في أطرافه أنيابه يعضه سغبان مسعوراً" هي الحياة التهمته دون رحمةٍ و لكنه برغم ما عاناه من ألمٍ بقيَ مُتمسكاً بحُلمه "حريصاً" عليه " يَتَأَوَّهُ بِشِدَّةٍ وَلَكِنْ كَانَ كُلُّ هَمِّهِ وَقْتَئِذٍ أَنْ يُحَافِظَ عَلَى الكَامِيرَا مِنَ البَلَلِ فَتَتَعَطَّلَ ، أَوِ السُّقُوطِ مِنْ يَدِهِ فَتَنْكَسِرَ. رَفَعَ يَدَهُ بِهَا أَكْثَر كُلَّمَا غَاصَ أَكْثَر مُشْفِقَاً عَلَيهَا يَنْظُرُ إِلَيهَا بِحِرْصٍ وَانْتِبَاهٍ" و كأنه يُريدُ أن يُثبت للحياة جدارته بالحصول على حُلمه فزادت الحياة الطعنات لكي تختبر صلابتهُ و إصراره. كان حالماً ولكن الحياة أبت إلا أن تُعيده إلى الواقع فأسقطته من علياء حُلمه إلى صقيع الواقع . هو الحالم يدفعُ ثمن حُلمه من ماله وجسده و روحه علهُ ينالُ مُبتغاه فالبطل في القصة قد دفعَ الثمن باهظاً من جسده و ماله و روحه"وَعَلَى أَحَدِ الأَسِرَّةِ البَيْضَاء كَانَتْ عَيْنَاهُ تَتَقَلَّبَانِ بَينَ قَدَمَينِ قَدْ شَلَّ الجَلِيدُ قُدْرَتَهَا وَدَامَا ، وكَامِيرَا قَدْ كَسَرَ البَرْدُ عَدَسَتَهَا خِتَامَا ، وَكَشْفُ حِسَابٍ جَاوَزَ ثَمَنَهَا بِعَشْرَةِ أَضْعَافٍ تَمَامَا"


    إذاً هي حرصُ الحالمِ على حُلمه و قصة فارسٍ قاتل كي ينال ما يُريد فكان حرصه على ذلك الحُلم أشد من حرصه على سلامة جسده . لم يكن بُخلاً أو نسياناً لحياته ولم يكن حرصه عليها وتشبثه بها لقيمتها المادية إنما كان تشبُث الحالم بحلمه و تعلقه به فكلنا نرى في أحلامنا سبباً لبقائنا لا يمكننا العيشُ من دونها فهي من يُكسب الحياة رونقاً و ألقاً فما معنى سعينا و عملنا إن لم نملك غايةً نطمحُ بالوصول إليها؟ حتى لو اقتضى الأمر أن ندفع أرواحنا ثمناً للحصول على حلمنا الذي يمنحنا شرعيةَ البقاء و يدفعنا إلى العمل و السعي . قد كسرت الحياةُ جزءاً منه و لكنه بقي مُقاوماً مُتمسكاً بحلمه .

  4. #104
    الصورة الرمزية نداء غريب صبري شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jul 2010
    الدولة : الشام
    المشاركات : 19,096
    المواضيع : 123
    الردود : 19096
    المعدل اليومي : 3.80

    افتراضي

    الى اخي سمير
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رحال مشاهدة المشاركة
    العذر اطلبه يا قمة الأدب
    لولا المحبة لم تلجأ إلى العتب
    فلم تكن جفوة منا لمنبرنا
    ولا لشخصك حاشا يا أخا العرب
    لكنها فترة مرت بنا ومضت
    كان الحصاد وأكوام من الكتب
    كنا نشاطر أبناء لنا سهراً
    لعلهم إن علوا نعلوا إلى الشهب
    انا على العهد ما كنا وكنت لنا
    بإذن ربك يا ابن السادة النجب
    وكل عام وانتم يا أحبتنا
    بألف خير وهذا منتهى اربي


    ابو عمر

  5. #105
    الصورة الرمزية نداء غريب صبري شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jul 2010
    الدولة : الشام
    المشاركات : 19,096
    المواضيع : 123
    الردود : 19096
    المعدل اليومي : 3.80

    افتراضي

    سمير عرّج
    بندر الصاعدي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بندر الصاعدي مشاهدة المشاركة
    عذبُ الكلامِ يصبُ الغيثَ في الشعرِ
    والعينُ أذنٌ ولحنُ الشدوِ في الثغرِ
    يسقى المواردَ من نبع الحنانِ وهل
    هناك أفضلُ من روّايةِ الصدرِ
    سميرُ عرّجْ إلى قلبي وسامرهُ
    قد كاد ينزح بالمأساةِ من نحري
    نسيتُ معنى الهوى مذ كان هاجرهُ
    من غيرِ حقٍّ أمات الحبَّ في الهجرِ
    ودّعتها دون عينيها فما لفظتْ
    منها العيون بما يعني لها قدري
    إنّي رفيق الأسى والحزن مسلكنا
    والأنس ظلَّ لنا شيءً من الذكرِ
    عمرُ الصِّبا وترٌ قد ضاع عازفهُ
    ما بين ذكرى وآمالٍ بلا فجرِ
    قرأتُ من كتبِ العشاقِ أعذرها
    وكلُّ سطرِ بدا من حالتي عذري
    أمسى غرامي كما طيرٍ بلا وكنٍ
    ملَّ الغصونَ بلا شدوٍ لهُ يغري
    نعم نسيتُ الهوى من حيثِ أذكرها
    طرفاً من العمر يبقى ممتطٍ عمري

  6. #106
    الصورة الرمزية نداء غريب صبري شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jul 2010
    الدولة : الشام
    المشاركات : 19,096
    المواضيع : 123
    الردود : 19096
    المعدل اليومي : 3.80

    افتراضي

    زان لي بستانك
    بندر الصاعدي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بندر الصاعدي مشاهدة المشاركة
    لا أذكر من أيِّ بحرٍ كتبتُ أوّل قصيدةٍ إلا أنّني أذكر قصيدةً في بداياتي هي المدلّلةُ بالنسبةِ لي كما هذه مدلّلةُ سمير وهي من الكامل أيضاً مطلعها :
    ذهبَ الودادُ بردفِ ليلِ مسافرٍ // نحوَ التّعزُّز في الصباحِ الباكرِ
    سبق وأن نشرتْ هنا .

    ولك ياسمير هذهِ الأبياتُ فقد نبشتَ جرحاً أنسانيهُ الزمن وما أظنهُ سينمحي :
    في ظلِّ أشواقِ الغرامِ الأوسعِ قد كان يوماً بالتّشوقِ مرتعي
    مذْ أشركتْ نسجُ الهوى لتصيدني وأنا بغيرِ سمائها لم أقبعِ
    كابدتُ أشواقي وثغري ظامئاً والماءُ حولي من زلالِ المنبعِ
    لكنّني حذرَ البعادِ تخوّفاً صيّرتُ عيني النبعَ, أشربُ أدمعي
    حتّى طغى طوفانُ حبّي وارتمى تصريحُ قلبي في حياضِ المسمعِ
    يا ليتني ما كنتُ صبّاً عاشقاً حتّى لفظتُ بحبِّيَ المتوجعِ
    فإذا بحبِّ منتهاهُ بما بدا والقلبُ بعدَ نفورها لم يرجعِ
    يا حسرتي من يحيَّ الخفقانُ بي ونواةُ قلبي في الهوى ليستْ معي
    أ سميرُ عذراً زانَ لي بستانكم حتّى أتيتُ إلى هنا بالبلقعِ
    فاسمحْ لقلبٍّ نال منهُ غرامهُ والحبَّ جفّفهُ زمانٌ فاشفعِ

  7. #107
    الصورة الرمزية نداء غريب صبري شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jul 2010
    الدولة : الشام
    المشاركات : 19,096
    المواضيع : 123
    الردود : 19096
    المعدل اليومي : 3.80

    افتراضي

    الله الله
    فارس عودة

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فارس عودة مشاهدة المشاركة
    إذا العمري قال القول جاءت
    له الألفاظ كالانغام تسعى
    فما اضطربت له يوما قوافٍ
    ولم يخفق له في الشعر مسعى
    له الأنغام تخفق في سماها
    وحسن بيانها لفظ ومعنى

    أخي الحبيب سمير العمري تحية محب عطرة لك
    وهذه الآبيات المتواضعة هي بعض ما جادت به القريحة الآن وأنا أقرأ قصيدتك الرائعة وقد لفت انتباها تعليق بعض الإخوة الكرام عليها فكتبت لك هذه هديةفتقبلها من قلب يخفق بحبك دائما
    أخوك المحب فارس عودة

  8. #108
    الصورة الرمزية نداء غريب صبري شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jul 2010
    الدولة : الشام
    المشاركات : 19,096
    المواضيع : 123
    الردود : 19096
    المعدل اليومي : 3.80

    افتراضي

    ملك القوافي
    فارس عودة

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فارس عودة مشاهدة المشاركة
    ملك القوافي****
    أحبابي الكرام هذه القصيدة هي بعض من الأشواق التي تجيش في صدري تجاه أخ كريم أحببته, ويعرفه الجميع هنا,
    إنه أخونا سمير العمري (ملك القوافي) صاحب الواحة الفواحة(واحة الفكر والأدب) الذي عرفته من خلال المنتديات شاعرا صادقا مخلصا لقضيته يفيض شعره عذوبة ورقة وأحيانا نارا تلهب في وجوه العدى ؛وأنا اكتب هذه الأحرف المتواضعة لا أقولها تملقا أو مجاملة فقد أحببته بصدق أخا وحبيبا وما تعرفت على شاعر في المنتديات وتمنيت أن ألقاه إلا سمير العمري ,أسأل الله أن يقدر لنا لقاء قريبا .
    أخي الحبيب سمير العمري تقبل مني هذه الهدية المتواضعة والتي لا ترتقي إلى بعض شمائلك وصفاتك
    إليك أخي الحبيب أهدي هذه القصيدة وأقول لكل عضو في واحة الفكر والأدب:



    إنْ ضاقَ صدرُكَ بالآلامِ والكُرَبِ
    فاغذذْ خطاكَ ويممْ واحةَ الأَدَبِ
    تلقى سميراً يصوغُ الشعرَ في حُلَلِ
    أبهى منَ الدُّرِّ والياقوتِ والذَّهبِ
    يلقاكَ دوماً بترحابٍ ومأدبةٍ
    أشهى منَ الشّهْدِ والتفاحِ والعِنَبِ
    منْ بيتِ عزٍّ كريمٍ زانَهُ نسبٌ
    منْ أهلِ غزةَ أهل الجودِ والحَسَبِ
    أهلُ الملاحمِ, والإسلامُ عزتُهُمْ
    أهلُ العزائمِ أهلُ السيفِ والكُتُبِ
    همُ الكرامُ ذوو الأحسابِ تعرفهمْ
    أرضُ الإباءِ وهمْ منْ أكرمِ العَرَبِ
    أَبْنَاءُ أحمدَ ,والقسّامُ جدُّهُمُ
    أكرمْ بآلِكَ عزَّ الدينِ منْ نَسَبِ
    يا شاعرَ القدسِ كمْ سارتْ ملاحمكم
    تسري روائعها كالنّارِ في الحَطَبِ
    في عالمِ الشعرِ كمْ ضاءتْ كواكبُكُمْ
    -يُهْدَى الأنامُ بِهَا- أقوى مِنَ الشُّهُبِ
    إني عرفتُكَ ياسَمّورُ ذا أَدَبٍ
    تشفي الصدورَ بشعرٍ رائقٍ عَجِبِ
    تسري قصائدُهُ كالعطرِ شاديةً
    بالحبِّ مفعمةٌ تختالُ في طربِ
    تلقاه مبتسماً بالحِلْمِ متَّسِماً
    باللهِ معتصماً يبني ذُرَى الأَدَبِ
    تأتيكَ بسمتُهُ كالصبحِ مشرقةٌ
    للودَِ مغدقةٌ تنهلُّ كالسُّحُبِ
    اللهُ غايتُهُ والصدقُ سيمتُهُ
    والحبُّ رايتُهُ خالٍ منَ الرِّيَبِ
    والعزُّ شيمتُهُ والصبرُ عدتُهُ
    يلقى الخطوبَ بصدرٍ واثقٍ رَحِبِ
    يبكي على وطنٍ حلَّتْ بهِ مِحَنٌ
    تهتاجُ حرقتُهُ أقوى منَ اللهَبِ
    كأنَّ أدمعَهُ منْ يومِ هجرتِهِ
    عنْ عزِّ موطنِهِ فيضٌ منَ اللجِبِ
    إذا تذكَّرَ أنهاراً وأوديةً
    ثارتْ مراجلُهُ منْ فورةِ الغضبِ
    يرنو إلى الوطنِ المسلوبِ في أَمَلٍ
    أنْ يشرقَ الفجرُ منْ عكا إلى النَّقَبِ
    يسطرُ الشعرَ منْ وجدانِه ألقاً
    ويسبلُ الدمعَ فوقَ الخدِّ في صَبَبِ
    لازالَ يَجْرَعُ مُرَّ الكأسِ مغترباً
    وكمْ كؤوسٍ يُسَاقَى كلُّ مغتربِ
    فكمْ تعلقَ بالأسبابِ معتصماً
    واليومَ أصبحَ مقطوعاً بلا سَبَبِ
    كمْ باتَ يزفرُ طولَ الليلِ منتحباً
    إنَّ المحبَّ لذو شجوٍ وذو نَحَبِ
    يشتدُّ معتملاً بالصبرِ مشتملاً
    لايشتكي أبداً شيئاً منَ النَّصَبِ
    يسمو بهامتِهِ منْ غيرِ مَخْيَلَةٍ
    كأنَّهُ عَلَمٌ يمشي على الحَصَبِ
    تزدانُ واحتُهُ بالظلِّ وارفةً
    يهفو لدوحتِها حباًّ ذوو الأَدَبِ
    بالشعرِ رايتُهُ شمَّاءُ خافقةٌ
    تزهو مرفرفةً دوماً على القِبَبِ
    أحببتهُ شغفاً والشوقُ يأسرني
    فازدادَ بي فَرَحاً يخلو منَ الأَرَبِ
    نادمتُهُ أدباً في الرِّقِ منسكبٌ
    ينسابُ سلسلُهُ لحناً منَ الطربِ
    يامنْ ببسمتِهِ تزدانُ طلعتُهُ
    والعزُّ يجعلُهُ منْ نُخْبَةِ النُّخَبِ
    والشعرُ يرفعُهُ فوقَ الذُّرَى مَلِكاً
    تسمو مراتبُهُ أعلى منَ الرُّتَبِ
    هذي مناقبُكُمْ والقلبُ ينثرُها
    والحبُّ ينْظِمُهَا عِقْداً منْ الذَّهَبِ


    ================
    أخي سمير أيها الملك شوف لي هيك مكانة بالبلاط محرزة وزير هيك أو سفير حتى
    مع تحياتي الحارة وأشواقي الملتهبة
    أخوك المحب دائما
    فارس عودة
    أتمنى على المشرف التثبيت إكراما لحبيبنا سمير

  9. #109
    الصورة الرمزية نداء غريب صبري شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jul 2010
    الدولة : الشام
    المشاركات : 19,096
    المواضيع : 123
    الردود : 19096
    المعدل اليومي : 3.80

    افتراضي

    قصيدة سمير العمري
    للشاعر معبر النهاري

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة معبر النهاري مشاهدة المشاركة
    الحبُ في القلبِ لا في القولِ إن حَسُنا
    تفنى القوافي ويبقى العاشقونَ هنا
    الذائبونَ هــوىً في كـلِ ســـــــــاجيةٍ
    والــــــــنــازفونَ دماً قدْ عطرَ الدمنا
    والباذلــونَ ونارُ البــؤسِ تَحرقَهم
    والــحــــاضنونَ زهوراً تغمرُ الوطنا
    انظر فديتكَ أنتَ الـبـــحرُ تمـــنحهــم
    صدقَ الـنوارسِ أنــى تعشقُ السفنا
    غرامنا ياشقيق الروح أحــجـــيةٌ
    يــبقى الغرام بطبع الـــودِ مقتِرنا
    مازال للحـــــسنِ في أحداقنا وطـــــنٌ
    حتى استحال وفاءً في الحشى كمنا
    عشنا خريفًا بماء الصــــــبر يُمطرنا
    فنسكب الشعر لحنًا يُذهب الشـــــجنا

    سيدي سمير العمري

    كلما خبت نار الشعر أججتها بلهيب فؤادك

    الحبيب

    تحياتي

    وشكري على درك الثمين

    الذي تنثره في كل مكان

  10. #110
    الصورة الرمزية نداء غريب صبري شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jul 2010
    الدولة : الشام
    المشاركات : 19,096
    المواضيع : 123
    الردود : 19096
    المعدل اليومي : 3.80

    افتراضي

    شمس الوقار
    بندر الصاعدي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بندر الصاعدي مشاهدة المشاركة
    يا سيّدي شمسُ الوقارِ إلى الرُقي
    تسمو بهاماتِ الخبيرِ الأحذقِ
    ما الشيبُ إلا تاجَ مَنْ خبرَ الدُّنى
    تاجَ الوقارِ على الحليمِ المرتقي
    قدْ تصبغُ الأحداثُ مفرقَ أمردٍ
    ويشيخُ طفلٌ منْ تهوّلِ زورقِ
    ويهيمُ ذو جهلٍ بأنعامِ الورى
    ويعفُّ عنْ حقِّ الأنامِ المتّقي
    وتبدّلُ الأجناسُ في طبقاتها
    كمْ ضاحكٍ يجني السعادةَ منْ شقي
    بلغَ المرادُ – أيا رعاكَ اللهُ – مِنْ
    حكمٍ نُسجنَ منْ اللبيبِ المُنطقِ
    وضحتْ وعانقتِ العقولَ كما بدتْ
    للعينِ شمسٌ في وضوحِ الَمشرقِ
    للهِ دَرُّكَ هلْ تركتَ لمثلنا
    بعضَ الرؤى فننالُ بعضَ تألّقِ
    دعني أردّدُ ما ذكرتَ لعلّني
    أسقي بهِ الألبابَ لمّا أستقي
    ( فَانْظُرْ لِنَفْسِكَ هَلْ تُرَاكَ مُغَيِّـراً
    نَامُوْسَ رَبِّكَ فِي الأَنَامِ بِمَنْطِـقِ
    لا وَالذِي سَمَكَ السَمَوَاتِ العُلَـى
    وَقَضَى بِهِنَّ الرِّزْقَ والعُمُرَ البَقِي
    كُلٌّ لَـهُ فَضْـلٌ وَكُـلٌّ سَابـقٌ
    وَلَرُبَّمَا بَعْضُ الفَضَائِلِ لَـمْ تَـقِ
    وَلَرُبَّمَـا تَأْسَـى بِيَـوْمٍ مُظْلِـمٍ
    وَلَرُبَّمَـا تَرْجُـوْ بِلَيْـلٍ مُشْـرِقِ
    وَلَرُبَّمَا السُّفَهَاءُ تَغْرَقُ في الذُرَى
    وَلَرُبَّمَا أَهْلُ العُـلا لَـمْ تَلْحَـقِ
    وَذَوِي جُهُوْدٍ رِزْقُهُمْ فِـي جَدْبِـهِ
    وَذَوِي خُمُوْلٍ رِزْقُهُمْ غَيْثٌ نَقِـي
    هَذَا هُوَ المَكْتُوْبُ مِنْ رَبِّ الوَرَى
    لا فَضْلَ فِيْهِ لِمُوْسِـرٍ أَوْ مُمْلِـقِ
    فَانْظُرْ لِنَفْسِكَ كَرَّتَيْنِ وَقُـلْ لَهَـا
    يَا نَفْسُ إِنِّي قَدْ ظَلَمْتُكِ فَاعْتِقِـي)


    لله درك أخي الحبيب ها قد أتكَ الضيفُ يرافقك طريق الحياة فأكرمهُ ولا تدثّرهُ بعباءةِ الشبابِ.. نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي ..


    في قولكَ :
    نَبْكِي عَلَى سَاعَاتِ لَهْـوٍ ضَائِـعٍ
    وَالعُمرُ يُبْحِرُ فِي السَّرَابِ بِزَوْرََقِ

    ( ضائعٍ ) نعتٌ للهوٍ وكم تمنّيتُ أن تكون ( لساعاتٍ ) لتناسبها مع ذلك ..

    لك المحبة والتقدير
    دمت بخير
    في أمان الله .

صفحة 11 من 22 الأولىالأولى ... 23456789101112131415161718192021 ... الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. قراءة في قراءة الدكتور مصطفى عراقي في الشاعر الكبير الدكتور سمير العمري
    بواسطة د. محمد حسن السمان في المنتدى النَّقْدُ الأَدَبِي وَالدِّرَاسَاتُ النَّقْدِيَّةُ
    مشاركات: 13
    آخر مشاركة: 10-03-2015, 01:23 AM
  2. رابطة الأدباء والكتّاب الفلسطينين تُكرّم الدكتور العمري
    بواسطة رفعت زيتون في المنتدى أَنْشِطَةُ وَإِصْدَارَاتُ الأَعْضَاءِ
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 31-07-2011, 01:48 AM
  3. لا عدمناكَ يا سميرُ سميرا ! إبتهاجاً بعودة الدكتور سمير العُمري
    بواسطة ماجد الغامدي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 21
    آخر مشاركة: 14-07-2010, 12:26 AM
  4. رسالة إلى الشاعر محمد عبد الله / أرجو من النقاد المرور
    بواسطة محمد إبراهيم الحريري في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 23
    آخر مشاركة: 28-09-2006, 06:29 PM
  5. الدكتور سمير العمري ضيفاً على جمعية الأدباء المصرية
    بواسطة إدارة الرابطة في المنتدى أَنْشِطَةُ وَإِصْدَارَاتُ الأَعْضَاءِ
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 16-07-2006, 05:43 PM