مازلتَ تجهلُ مَن أنا؟
أتُراك تجهل من أكون؟
فلربما قد كنتُ يوما في بلادك زهرة ً
غـَمَرتْ حقولـَكَ بالرحيق
ولطالما كانتْ يدي حُلُما يسافر في قصائدكَ الجميلة ِ
كي تعيشَ حروفُها
ولطالما أشعلتُ شمعةَ رِفقةٍ
حتى تضيء لكَ الطريق
ولربما كانت عصافيرُ المحبة في شراييني تزقزقُ كلما
لاقيتها بشروقِ صبح ٍ حائر ِ
لكنني يا أجملَ الكلمات في تاريخِ حزن ِ دفاتري
قد عشتُ بين يديكَ قصة َ وردةٍ لا تستطيعُ العيشَ مابين الرياح ِ
وبين أشواكِ القبائل
قد عشتُ بين يديكَ قصةَ زهرةٍ
جاءتكَ من وطن الزنابق والصنوبر والسنابل
قد عشتُ بين يديك قصة َطفلةٍ
جاءتك من وطنٍ به الأطفال ليسوا مثلما الأطفال في كل البلاد
إني أتيتك من بلاد ٍ أنبتت في كل زاويةٍ حديقة َ عِزةٍ ليست تموت
والصوت منها هزّ كل سكينةٍ في الأرضِ
في زمنِ السكوت
فلربما أغراكَ ذاك الدفءُ في قلبي الحنون
وبقيت تجهل يا صديقي من أكون
إني أتيتك يا المقيم على مشارف عالمي منذ التقينا ها هنا
من بلدةٍ ما أسقطت يوما سماها نجمة ً
من بلدةٍ ولـَدَتْ لكم
كل الذين بنَوْا حضارةَ أرضِكم
ألأنني أنثى تجاهلتَ الكرامة َ
في مـُحيايَ المُوضّأ بالشموخ
إنّ الأنوثةَ في جميع بلادنا
أنثى جسد!
لكننا..في موطني
نعطي الأنوثة كبرياءً ليس يُدركهُ أحد
إني أتيتك من بلاد العنفوان
وأنوثتي نبتت هنالك مثل زهرةِ أقحوان
ما زلتَ تجهلني وتجهل كل أحكامِ البساتينِ الجميلة عندنا
فالوردةُ البيضاءُ ليست تُستباحُ و تـُقطَفُ
والنخلة ُ العلياءُ تبقى ترتقي
والسعفُ يخترقُ السحابَ ولا بحينِ دقيقةٍ يتوقفُ
يا أنتَ يا عصفورَ شعرٍ قد مضى
مابين نخلي والسحاب يرفرفُ
مازلتَ تجهلُ كيف تـُقتطفُ الثمارُ العالياتُ
وكيف تُزرَعُ في الحقولِ الأحرُفُ
الفرق مابيني وبينك ليس ثوبا أو ملامحَ أو لسان
الفرق أنك من سلالات الشموس الدافئة
لكنني بنت الشتاء
أتفقـّدُ الغيماتِ دوما في فضاءات المكان
لا..لا تلمني إن أنا
ودعتُ عينيك اللتين سكبتُ في حجريهما فرح الدُُّنا
أنت الذي قتل القصيدة دونَ قصدٍ في فمي
أنت الذي
قد ضيّقَ الوطن الكبير بخافقي
مِن دونِ قصدٍ...ربما
سحبَ المشاعر من دمي
أنا لسْتُ أقبلُ أن أكون قضيةً في كل أفواه القبيلهْ
أنا لستُ أرضى أن تكونَ مُسلّمي
لبدايتي ونهايتي
أو أن أعيش على بقايا أضلـُعِ مثل القتيلهْ
مازلتَ تجهلُ من أنا؟
أوهَلْ نسيتَ؟ أنا الصباحاتُ التي ماكنتَ تُشرق دونها
وأنا المساءاتُ التي ضمّتكَ ملء جنونها
وأنا التي أسقتـْكَ مثل الطفلِ كل حنانها
وأنا المتيـّمةُ الجميلهْ
أنا لستُ أقبلُ أن أكونَ ولا أكونَ
ولستُ أقبلُ أن أعيشَ كما السراب
أنا لستُ أقبلُ أن أموتَ على شفاهِ السائلين عن الذي
عـَشق َ الغريبة!..(كيفَ ذا)؟
فليأتِهم من فيكَ يا أنت الجواب
أما أنا
سأعودُ يوما إن همُ
علموا بأن جميعَ من فوقَ الترابِ لأ َصْلُهم ذاكَ التراب*
...
*جميعَ ما فوقَ الترابِ لأ َصْلُهم ذاكَ التراب: المعنى مقتبس من البيت التالي لأحد الشعراء
إذا صح منك الود فالكل هين..وكل الذي فوق التراب ترابُ