بسم الله الرحمن الرحيم
أويس القرني

سألني أحد الأصدقاء عن اسم بطل روايتي الجديدة ( أنستاسيا ..وردة الهزيع الأخير ) التي تمت طباعتها في سوريا الشقيقة عبر شركة الخرطوم للإعلان وتنتظر دورها في الشحن للخرطوم ..ورفع معنوياتي بأن زاد ..حقيقة أجد أسماء شخوص رواياتك تطابق تقريباً تلك الشخوص ..فقلت له ..إسم بطل روايتي الجديدة ( أويس ) ..قال لي باستغراب شديد ..نعم ..؟! ..وما معني أويس ؟ ..وفي الحقيقة أجد صعوبة شديدة في اختيار أسماء الشخصيات حتي لا تتطابق مع أناس يعرفهم الجميع فأبدو وكأنني أترصدهم أو أحاول السخرية منهم ..في روايتي قاع المدينة أضطررت لتغيير إسم أكثر من شخصية في الرواية بعد أن اكتشفت أنها تتطابق اسماً مع بعض الرموز المعروفة مثل شخصية ( النقرابي ) ..قلت لنفسي النقرابي في الموروث الشعبي السوداني نوع من ( الشلوخ ) في زمن كانت فيه الشلوخ من مواصفات المرأة الجميلة .. وقد صورته في الرواية كشخص فضولي يتدخل فيما لا يعنيه ويهوي الثرثرة وتسقط أخبار الجيران ..وبعد الفراغ من كتابة الرواية اكتشفت بأن هذا الإسم قد يؤشر إسماً لشخص أحترمه يتقلد منصب الأمين العام لصندوق دعم الطلاب فقمت باختيار اسم جديد وحاولت جاهداً شطب أية إشارة للإسم الأول وبالرغم من ذلك فلت مني في موقع أو موقعين ..كذلك اخترت اسم الطفلة ( غدير ) وقدرها في الرواية أن تموت غرقاً لأكتشف بأن هذا الإسم للطفلة المهذبة غدير كمال بمسقط رأسي ..فقمت بتغييره لاسم ( أريج ) ..وأيضاً فلت مني في موقع أو موقعين الشيء الذي أربك القاريء كثيراً ..وبطل روايتي ( رحلة في قاع المدينة) ( صالح عويضة ) يأخذ نوعاً ما اسم الصحفي الصديق ( صلاح عووضة ) ..وعودة لاسم ( أويس ) فهو لغةً تصغير لكلمة ( أوس ) ومعناها الذئب ..وكلنا سمع بالأوس والخزرج ..واختياري لهذا الإسم جاء لإعجابي بذلك الرجل الصالح (أويس القرني ) فقد أخبر رسولنا الكريم صلوات الله وسلامه عليه أصحابه بأن رجلاً مستجاب الدعوة سيظهر بعد وفاته فإذا لقيتموه فاطلبوا منه أن يدعو لكم ..وتقصي صحابة رسول الله رضوان الله عليهم أثر الرجل حتي ظهر في عهد سيدنا عمر بن الخطاب ..شد أمير المؤمنين الرحال ملتمساً الرجل حيث يقيم فوجد شخصاً بسيطاً لدرحة أن من حوله تشككوا بأنه الشخص المقصود ..كان انسانا باراً بوالديه ويقال أنه يحلب اللبن فلا يشرب هو وزوجته وأطفاله قبل أن يشبع ويرتوي والداه وكان يحمل إناء اللبن ويظل واقفاً بالساعات الطوال بالقرب منهما فيما لو كانا نائمين حتي يستيقظا وإن تطلب الأمر الانتظار واقفاً حتي الفجر ..وكان الرجل مصاباً بداء ( البرص ) ..فانسلخ جلده تماما عدا مساحة صغيرة في حجم القطعة المعدنية في ظاهر كفه ..وكان كلما يراها يحمد الله كثيراً بأن ترك له هذه المساحة الصغيرة من باقي جلده ..ومن ثمّ طلب منه سيدنا عمر بن الخطاب لأن يدعو الله لنصرة جيوش المسلمين ..وكان الخليفة ابن الخطاب كلما هم بارسال جيش لثغر من الثغور يسافر أولاً ل( أويس) هذا يطلب منه أن يدعو الله لينصر جنده..وكل هذا الكلام بالطبع علي ذمة الرواة ..فليت هذا الرجل ظهر في زماننا هذا .. نحن لا نستكثره بالطبع علي المسلمين في عهدسيدنا عمر ابن الخطاب رضي الله ولكن لأن في أمتنا ضعف وخور وتشتت ..فعساه كان هنا ..عساه كان هنا .
من أرشيف كتاباتي الصحفية