سمراءُ يا عبقَ الحقولِ أنِسَ الصباحُ إلى الأصيل
في راحتيك تَبَتَّلَ الحِناءُ أمْ فَضَحَ الجُناةَ دمُ القتيلِ
وبوجنتيك الشمسُ تبتدرُ النهارَ ويستجيرُ من الأفولِ
الصبحُ يحفلُ بالدجى في مقلتيكِ الفرحُ في الجفن الكحيل
وعلى شفاهك تستريح وتعبثُ البسماتُ بالثغر الجميل
ويغرد الحسونُ إن نطقَ الكلامُ وان سَكَتِّ ولمُ تقولي
قولي احبكَ واهمسي أو فاجعلي المرسالَ في الطرفِ الكسول
أو فاعبثي بالأقحوان وبالنَّوارِ وبالخمائل والأثولِ
لغة العنادلِ و القماري والحمائمِ في النِّجادِ وفي السهول
أما دَرِيتِ عن الهجير ولفحة الرمضاء والظل الظليل
أما دريتِ عن السنابل ميسَها للطل للقطرِ الخضيل
أما تخللت النسائم شعركَ المكنون والجيد الخجول
أما ترنم بالقصيدة بلبلٌ غريدُ للنخل القتول
أما تمايل للهوى غصنٌ خضيلٌ كالأضالع للشمول
بوحي لترب الأرض سِرَّكِ إن تشائي أو فقولي للخميل
فغداً ستحبل بالسنابل إن همستِ و بالعذوق على النخيل
لا تعبئي بالقيظ والأنواء إن عبرت على الخد الأسيل
لا تأبهي لعمى القبيلة والظلام وللجهالة والجهول
رفي بأجنحة الحصافة للذرى ومواطن الثلج الهطول
وامضي الحكاية زهرةً بريةً عبقت على قهر الفصول
سمراء في يدك السنابل والجداول والغلال من الحقول