|
محمد أشرف الأعـراب والعـجم |
محمد خير من يمشـي على قـدم |
محمد باسـط المـعروف جامـعه |
محمد صاحب الإحـسان والكـرم |
مـحمد تاج رسل اللـه قاطـبة |
محـمد صادق الأقـوال والكـلم |
محمـد ثابـت الميـثاق حافـظه |
محمد طيـب الأخـلاق والشـيم |
محمد جبلـت بالنـور طينـته |
محمد لم يـزل نورا من القـدم |
محمد حاكـم بالعـدل ذو شـرف |
محمد معـدن الأنـعام والحـكم |
محمد خير خلق اللـه من مضر |
محمد خير رسل اللـه كلهـم |
محمد ديـنه حـق نديـن بـه |
محمد مشرق حقا عـلى عـلم |
محمـد ذكـره روح لأنفـسنا |
محمد شكره فرض على الأمـم |
محـمد زيـنة الدنيا وبهجتـها |
محمد كاشـف الغـمات والظـلم |
محـمد سـيد طابت مناقـبه |
محمد صاغـه الرحمن بالنعـم |
محمد صفـوة البـاري وخيـرته |
محمد طاهر من سائـر التهـم |
محمد ضاحك للضيـف مكرمـه |
مـحمد جاره واللـه لم يـضم |
محمـد طابـت الدنيا ببعثـته |
محمـد جاء بـالآيات والحـكم |
محمد يوم بعـث الناس شافعـنا |
محمد نـوره الهـادي مـن الظلـم |
فمبـلغ العـلم فيـه أنـه بشـر |
وأنه خيـر خـلق اللـه كلهـم |
وكل آي أتى الرسل الكـرام بها |
فإنـما اتصلت من نوره بهـم |
فإنه شـمس فـضل هم كواكبـها |
يظهرن أنوارها للناس فـي الظلم |
أكرم بخلق نبـي زانـه خلـق |
بالحسن مشـتمل بالبـشر متـسم |
كالزهر في ترف والبدر في شرف |
والبحر في كرم والدهر في همم |
كأنه وهو فـرد فـي جلالتـه |
في عسكر حين تلقاه وفي حشم |
كأنما اللؤلؤ المكنون في صدف |
من معدني منطق مـنه ومبـتسم |
لا طيب يعدل تربا ضم أعظـمه |
طـوبى لمنتـشق منـه وملتـثم |
أبان مولده عن طيـب عنـصره |
يا طيب مبـتدأ ٍ منـه ومختـتم |
يوم تـفرس فيـه الفـرس أنهـم |
قد أنذروا بحلول البـؤس والنـقم |
وبات إيوان كسرى وهو منـصدع |
كشمل أصحاب كسرى غير ملتـئم |
والنـار خامـدة الآنفاس من أسف |
عليه والنهر ساهي العين من سدم |
وساء ( ساوة ) أن غاضت بحيرتها |
ورد واردها بالغيـظ حين ظمـي |
كأن بالنار ما بـالماء من بلـل |
حزنا وبالمـاء ما بالنـار من ضرم |
والجن تهتف والأنـوار ساطعـة |
والحق يظهر من معنى ومن كلـم |
عموا وصموا فإعلان البشائـر لم |
يسمع وبارقـة الإنـذار لم تـشم |
من بعد ما أخبر الأقـوام كاهنهـم |
بـأن دينهـم المـعوج لم يقـم |
حتى غدا عن طريق الوحي منهزم |
من الشياطيـن يقـفوا إثر منهـزم |
كأنهـم هـرباً أبـطال أبـرهة |
أو عسكر بالحصى من راحتيه رمي |
نبذا به بعـد تسبـيح ببطنهـما |
نبـذ المسبـح من أحشاء ملتـقم |
جاءت لدعوتـه الأشـجار ساجـدة |
تمشي إليـه على ساق بلا قـدم |
كأنـما سطرت سطرا لما كتبـت |
فروعها من بديـع الخـط بالقـلم |
مثل الغـمامة أنى سار سائـرة |
تقيه حر وطيس للهجـير حمـي |
أقسمـت بالقمر المنشق ان لـه |
من قلبه نسبة مبـرورة القسـم |
وما حوى الغار من خير ومن كرم |
وكل طرف من الكفار عنه عمي |
ظنوا الحمام وظنوا العنكبوت على |
خير البرية لم تـنسج ولم تحـم |
وقاية اللـه أغنت عن مضاعفة |
من الدروع وعن عال مـن الأطم |
ولا التمست غنى الدارين من يده |
الا استلمت الندى من غير مسـتلم |
لا تنكر الوحي من رؤياه أن لـه |
قلبا إذا نامـت العينان لم ينـم |
وذاك حيـن بلـوغ من نبوتـه |
فليـس ينـكر فيه حال محتـلم |
تبارك اللـه ما وحي بمكتسـب |
ولا نبـي على غيـب بمتهـم |
كم أبرأت وصبا باللمس راحتـه |
وأطلقـت أربا من ربقة اللمـم |
وأحيت السنـة الشـهباء دعوتـه |
حتى حكت غرة في الأعصر الدهم |
بعارض جاد أو خلت البـطاح بها |
سيلا من اليم أو سيلا من العرم |
دعني ووصفي آيات لـه ظهرت |
ظهور نار القرى ليلا على علـم |
فالـدر يزداد حسنا وهو منـتظم |
وليس ينقص قدرا غير منـتظم |
فـما تـطاول آمال المديـح إلى |
ما فيه من كرم الأخلاق والشـيم |
آيات حق من الرحمـن محدثـة |
قـديمة صفـة الموصوف بالقـدم |
لم تقتـرن بـزمان وهي تخبـرنا |
عـن المعاد وعـن عاد وعن إرم |
دامت لدينا فـفاقت كل معـجزة |
من النبيـين إذ جاءت ولم تـدم |
محكمات فما يبقيـن مـن شـبه |
لذي شقاق وما يبغين من حـكم |
ما حوربت قط إلا عاد من حرب |
أعدى الأعادي إليـها ملقي السـلم |
ردت بلاغتـها دعوى مـعارضها |
رد الغيور يد الجاني عن الحـرم |
لها معان كموج البحر في مـدد |
وفوق جوهره في الحسن والقيـم |
فما تعد ولا تحـصى عجائـبها |
ولا تـسام على الإكـثار بالسأم |
قرت بها عين قاريها فـقلت له |
لقد ظفرت بحبل اللـه فاعتصم |
إن تتلها خيفة من حر نار لظى |
أطفأت حر لظى من وردها الشـبم |
كأنه الحوض تبـيض الوجوه بـه |
من العـصاة وقد جاؤوه كالحمـم |
وكالصـراط وكالمـيزان معــدلة |
فالقسط من غيرها في الناس لم يقم |
لا تعجبن ْ لحسود راح يـنكرها |
تجاهلا وهو عين الحاذق الفهـم |
قد تنكر العين ضوء الشمس من رمد |
وينكر الفم طعم الماء من سقـم |
يا خير من يمّم العافون ساحته |
سعيا وفوق متون الأينق الرسـم |
ومن هو الآية الكبرى لمعتـبر |
ومن هو النعمة العظمى لمغتـنم |
سريت من حـرم ليلا إلى حرم |
كما سرى البدر في داج من الظلم |
وبت ترقى إلى أن نلت منـزلة |
من قاب قوسين لم تدرك ولم ترم |
وقدمتـك جميـع الأنبـياء بـها |
والرسل تقـديم مخـدوم على خدم |
وأنت تخترق السبع الطباق بهـم |
في موكب كنت فيه صاحب العلم |
حتى إذا لم تـدع شأوا لمستـبق |
مـن الدنـو ولا مرقى لمسـتلم |
خفـضت كل مقام بالاضافـة إذ |
نوديت بالرفع مثل المفرد العـلم |
فخرت كل فـخار غير مشـترك |
فحزت كـل مقام غير مزدحـم |
وجل مقدار ما وليـت من رتب |
وعز إدراك ماوليـت من نعـم |
بشرى لنا معشر الإسلام إن لنـا |
من العنايـة ركنا غيـر منهـدم |
لما دعى اللـه داعينا لطاعته |
بأكرم الرسل كنا أكـرم الأمـم |
راعت قلوب العدا أنباء بعثـته |
كنـبأة أجفلت غفلا من الغـنم |
ما زال يلقاهـم في كل معتـرك |
حتى حكوا بالقنا لحما على وضم |
ودوا الفرار فكادوا يغبـطون به |
أشلاء شالت مع العقبان والرخـم |
تمضي الليالي ولا يدرون عدتـها |
ما لم تكن من ليالي الأشهر الحرم |
كأنما الديـن ضيف حل ساحتهـم |
بكـل قرم إلى لحـم العدا قـرم |
يجر بحر خميـس فوق سابحـة |
يرمي بمـوج من الأبطال ملتطم |
من كـل منتـدب للـه منتسب |
يسطو بمستأصل للكفر مصطـلم |
حتى غدت ملة الإسلام وهي بهم |
من بعد غربتهـا موصولة الرحم |
مكفـولة أبدا منهم بخـير أب |
وخير بعـل فلم تيـتم ولم تئـم |
هم الجبال فسل عنهم مصادمـهم |
ماذا رأى منهـم في كل مصطدم |
وسل حنين وسل بدرا وسل أحدا |
فصول حتف لهم أدهى من الوخم |
المصدري البيض حمرا بعد ما وردت |
من العـدا كـل مسود من اللمم |
والكاتبين بسمر الخط ما تـركت |
أقلامهم حرف جسم غير منعجـم |
شاكي السلاح لهم سيما تميزهـم |
والورد يمتـاز بالسيما عن السلـم |
تهدي إليك رياح النصر نشرهـم |
فتحسب الزهر في الأكمام كل كمي |
كأنهم في ظهور الخيل نبت ربى |
من شدة الحزم لا من شدة الحزم |
طارت قلوب العدا من بأسهم فرقا |
فما تـفرق بـين البهم والبهـم |
ومن تكن برسول اللـه نصرته |
ان تلقه الأسـد في آجامـها تجم |
ولن ترى من ولي غيـر منتصر |
بـه ولا من عدو غير منقـصم |
أحـل أمتـه فـي حرز ملتـه |
كالليث حل مع الأشبال في أجم |
كم جدلت كلمات اللـه من جدل |
فيه وكم خصم البرهان من خصم |
كفـاك بالعـلم في الأمي معجزة |
في الجاهـلية والتأديب في اليتـم |
خدمتـه بمديـح أستقـيل بـه |
ذنوب عمر مضى في الشعر والخدم |
إذ قلـداني ما تخـشى عواقبـه |
كأنـني بهما هدي من النعـم |
أطلعت غي الصبا في الحالتين وما |
حصلت إلا على الآثـام والنـدم |
فيا خسارة نفـس في تجارتـها |
لم تشتر الدين بالدنيا ولم تسم |
ومن يـبع آجلا منـه بعاجـله |
يبن له الغبن في بيع وفي سلم |
إن آت ذنبا فما عهدي بمنتقض |
من النبي ولا حـبلي بمنـصرم |
فإن لـي ذمـة مـنه بتسميـتي محمدا |
وهو أوفى الخلق بالذمـم |
إن لم يكن في معادي آخذا بيدي |
فضلا وإلا فـقل يا زلة القـدم |
حاشاه أن يحرم الراجي مكارمـه |
أو يرجع الجار منه غير محترم |
ومنـذ ألزمت أفـكاري مدائـحه |
وجدتـه لخلاصي خيـر ملتـزم |
ولن يفوت الغنى منه يـدا تربت |
إن الحيا ينبت الأزهار في الأكم |
ولم أرد زهرة الدنيا التي اقتطفت |
يدا زهـير بما أثـنى على هرم |