كنت مثل بنيان صدعته زلازل الايام
فتساندت الى جدران الامل
ابحث فى جعبتى الملأى بالاحزان عن الحب
فلم اجده
قلبى كان ممتلئا بالخواء
وصفير الريح تعوى فى دهاليز الوحدة
وعندما قابلتك
رددت الروح الى مثواها
فأنت منى وانا منك شظايا تعانقتا
تعانقتا
قلب واجف بقلب نابض
شوق صارخ بصوت لاهث
لم اكن اريد ان ابتعد
لان البعاد انفصال
والانفصال يبنى المسافات
والمسافات والحدود بين انسان وانسان
ولكنى ليس بينى وبينك حدود
طوقتك بالقلب والروح والوجدان
لكن الشوق الجميل لم يرحمنى حتى اسلمنى الى الشوك
والزمن الغادر لم يتركنى حتى اتبعنى بالاحزان
وبين الشوق والشوك والاحزان بدأ الحب
بدأ الحب وبدأ معه خوفى
خوفى من نفسى .. ومن انهيار ضعفى
من شوقى اليك وذوبانى معك
من فيضان حبى الجارف اليك
وفى اعماق بحر الخوف
كم تمنيت هنا ان تحتوينى .. تحتوينى بضعفى وخوفى
تحتوينى بحنانك وليس بقسوتك
تحتوينى بعطفك وليس بشدتك
تحتوينى قلب لقلبك ... وروح لروحك
كم تمنيت ان تضمنى بالحب لقلبك .. فتمحو من قلبى الخوف والاحزان
كم تمنيت ان تطو ينىبحنانك .. وتحمينى من اشباح الموت والفراق
كم تمنيت ان تهدم اسوارى وتحطم قيودى وتجردنى من افكارى
كم تمنيت وتمنيت ... ولكن هيهات
فكلها كانت امنيات قتلتها انت بخناجر قسوتك
فأصبحت كالطفلة الكسيرة ...
خائفة ....
محتاجة اليك .....
ولكن تبددت الاحلام وغرقت فى بحر الدموع
ولم يعد موجودا الا الانكسار
وهنا وقفت اسأل نفسى .. ماالذى يحدث فى مشاعرى ؟
تحولت الاشياء الى خليط من الامر وضده معا فى آن واحد
يترنح القلب على جسور الشوق وينطلق
ينطلق مندفعا بقوة هائلة نحو اللا نهائى وبلا حدود
يتقلب القلب من النقيض الى النقيض
ابتعادا واقترابا
انفصالا وامتزاجا
الما وفرحا
خوفا وامانا
شوقا وشوكا
لا اعرف
لااعرف
فرحلة الحب منذ ساعتها الاولى بين الشوق والشوك تضنينى
وتشعل حنينى وتضرم النار فى شرايينى
اشارات تراجع واشباح خوف واحزان
لم اعد ارى الا الاعصار والريح
تعصف صراخا بالحب والوجد معا
لماذا يخمد الصوت ويحل الصمت ويسود السكون ؟
هل تراجعت حين ايقظنى الخوف من حلمى الوردى ؟
ام ان شوقى اليك قد مزق كل ثوابت الزمان والمكان ؟
فمن يضمنى الان الى نفسى بعد ان ضاعت
ومن يعيد بعضى الى بعض
لقد اصبحت اسيرة للمدامع والمواجع
والقلب يهفو ويرتجف
وعطر الحب يعطر الازمنة والامكنة
وبين دموع الالم والفراق يصرخ قلبى هامسا يسأل
ان كان الحبيب قد مر يوما من هنا
فاسألوه ان كان نام قلبه واهتنا
ياحبيبى لم اكن اريدك لنفسى
بل كنت اريدنى لك
فأنا الان لاابكى منك ولا ابكى عليك
لكنى ابكى اليك ... وبين شفتيك