من وحى بدر
أقسـم الشعـرُ أن يـردَّ جميـلاَ
واصطفى "بدراً" كى تكون دليـلا
فتجلّتْ سنابـل الوحـى فوقـى
وتولـتْ مدامـعـى الترتـيـلا
فإذا ما نويـتُ أعـدو تـوارتْ
ريشتى نوراً .. ترفضٌ التسجيلا
روعةُ البحر تسألُ الموجَ عنـىَّ
همزة القطع سُمَّيتْ موصـولا؟!
كيف تعدو..، وفى القصيد غيومٌ
كيف تنوى قبل المجئ رحيـلا؟!
لستُ حسَّاناً كى يُغّـردَ شعـرى
بالذى يٌحيـى مهجتـى إن قيـلا
إنمـا أحبـو فـي دعـاءٍ تقـىًّ
ليتنى أروى – شاعراً – إكليـلا
أُبصر البدر بجمعَ الكون حولـي
والسنا يمنـح القصيـد شمـولا
بينما "الشورى" تملأ البئر قُدْسـاَ
وكفـى البئـر أن رأى جبريـلا
أسمـعُ حمـزةً يـشـدُّ علـيًّـا
وأبا بكـرٍ والصفـوف الأولـى
وهناك الفـاروق يُعلـن فتحاً
ويقـول اتخـذ بـنـا تأهـيـلا
واذكر الأسرى كلما شئت خيـراً
فلقـد آنَ أنْ تــرى تحلـيـلا
"وخـذ العفـو" عالميَّـا تجلَّـتْ
بيْـدَ أنـى لا أحسـن التأويـلا
سَلْ سيوفا بالحق عادت سلامـا
سَلْ أبا جهلٍ كيف كـان قتيـلا
سَلْ وَقُلْ لى أين الجوابُ وأنَّـى
يستطيـع الـذى يقـولُ قبـولا
وأخيـراً ياسيَّـدى سـلْ كثيـراً
عن قليـل بالعـزم ردٌّوا فلـولا
كيف كانـوا والله أكبـر كانـتْ
في السماوات صيحـةً وَ وكيـلا
فاستدار الكون اعترافا وبشـرى
برسولٍ مـن ظهـر إسماعيـلا
وعيون الكفراستجارتْ، تدَلَّـتْ
تحـت أجفانهـا عِـداً وذهـولا
مُسْتَجدَّات النصـر تمتـدَّ فينـا
بيننـا تمـلأُ المـدى تهلـيـلا
غـزوةٌ نالـت الثـرى والثريـا
وقـف العقـل عندهـا مخبـولا
صُغتُ مدحى رغم اعتراف يراعى
أنه لـم يـف الهـدى تبجيـلا
كيف لى وهو من أتى الكون نوراً
للرسـالات خاتـمـا وكفـيـلا
فصـلاة عليـه للعفـو أرنــو
ما هوى الشعرُ بكـرةً وأصيـلا