أحدث المشاركات
صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 25

الموضوع: كان عليه أن لا يغيب

  1. #1
    أديب وقاص
    تاريخ التسجيل : Jul 2010
    الدولة : المغرب - البيضاء
    المشاركات : 147
    المواضيع : 22
    الردود : 147
    المعدل اليومي : 0.03

    افتراضي كان عليه أن لا يغيب

    كان عليه أن لا يغيب



    أجهشت الغيمة ، وسالت أودية بقدر جارفة بعضا من عالم الأشياء والأسماء، كأسماء الأزقة والشوارع بل حتى الأحياء ، غيمة واحدة وأربع خيام : خيمة للشعر، خيمة للموت ، خيمة للفرح ، خيمة للمأوى . كنت أحاورني حين اشتد هطول المطر ، وسمعت هاتفا يقول : " سماءك ممطرة وطريقك مسدود " واصلت السير وأنا أقول لنفسي ، يا لها من ليلة متعبة ومخيفة ، لست أخشى الأشباح بل الزكام الحاد الذي يفقد لساني طعم الماء ، وأنفي رائحة التراب ، سرت أدندن بما تبقى في الذاكرة من كلمات أغنيات كنت أحفظها أيام الصبا ، بل أيام الصبابة ، أيام كان يكفينا من الماء إحساسنا الدافق بالماء، نحسه عميقا في فمنا، عميقا في دمنا، نهبه الحياة ليهبنا الحياة . لم تكن سذاجة خربشتنا على صفحة الماء ، كانت بعضا من تعاليم السفر ، حكمة تقرؤها النوارس للحجر .. حجر يراوغ يلتف .. حجر يتلولب في الكف .. يصير نشيدا .. يصير طريدا.. يصير قصيدا .. أصير تلميذا في الصف ..ورائي عشرات الصفوف المكتظة بالذكريات ، أحولها إلى رفوف على جدار الذاكرة ، أعتصر منها ما يكفي لإشعال قنديل الوقت ، أوصدالباب ، وأعود إلى الصف الثانوي :

    نقطة تحول في مسار السرد ، زمن آخر .. مكان آخر .. أشخاص آخرون .. أحداث أخرى، لنهيئ الفضاء للعرض : (.. ركح من ألواح ووصايا .. ستار من ورق .. حبل .. عقد فريد .. كرسي في منتصف الركح .. ضوء خافت .. طيف امرأة .. صوت عاشق .. تقاسيم على آلة العود ..)
    صوت يأتي من الكوابيس ، عفوا من الكواليس :

    أيها الجمهور الكريم ، يؤسفنا أن نخبركم أنه تقرر تأجيل العرض ، سامحونا رجاء فقد أصيب النص بنزلة برد .
    ما أقسى الاعتذار بعد طول انتظار أيها الحلم المارد ، كنت أمني النفس بدور البطولة ،بتكسير الجدار الرابع ، دون الخروج عن سياق النص ، حفظت دوري جيدا في المسرحية لكنني نسيت في أي فصل سقط الوجه عن القناع ، كنت دائما أقول لصاحبة " الماكياج " احذري لا أحب التورط في ظلي حين تفر الظلال إلى نواميسها، فللحجر ذاكرة تنتقي نوار سها ، وكانت تمرر باسمة أصابعها الناعمة على خدَّيَ وتقول : ملامحك موغلة في المرايا ..مراياك موغلة في التيه . متعب هذا السفر في الرمل ، هذا الإسفار في الماء ، قلت دعيه لمراياه وأجيبي ، لماذا اعتذرتم للجمهور ؟ سألعب هذه المسرحية وحدي ، سأتقمص كل الأدوار ،أعشق المسرح الفردي .

    - تقصد التشخيص الفردي .

    - نعم أصبت .. سأرتجل نصا بألوان الطيف ، سأبدأ من الأرصاد :

    حرارة النص شديدة الارتفاع ، والحبر شديد الهيجان ، على الشخصيات توخي الحذر من الرمال المتحركة ، والراء الساكنة حين يشتعل الحب ، هذا المنار المتوهج في الغياب ، كلما دلني علي ، تهت أكثر ، كلما هممت به لأسكنه يسرق ظلي ويرحل في السؤال :

    - ما شكل الحلم في الحلم ، وما شكل الشمس في فصل القطر عن الشعاع ،حتما سيسقط الفَلَكُ في الفُلْكِ ويشرب الماء الماء ، حتما سيسقط سقف الانتظار ويبدأ العرض : ضربة على الركح.. ضربتان .. ثلاث .. الستار مسدل والأسماع متأهبة لاحتضان الهواء ، صوت الراوي :


    أسراب نور
    أم ظلال هدى ..
    لعله اهتدى .. إذ هذى ..
    يا قطرة الندى .. أنت قطرة ندى ..

    يرفع الستار ، لاشيء على الركح سوى شاعر ووردة بلل أطرافها الطل ، يمد الشاعر سبابته يحمل فوقها قطرة ندى ، يدنيها من عينيه ، يتأملها عميقا ، يخرج سوط لسانه يلهبها ، يرعبها يبعدها ، ترتجف فوق طرف سبابته كأنما تسأله الخلاص ، يستشعر توسلها يداهمها بالسؤال :

    - كيف الخلاص منك وأنا الغارق فيك ؟

    تنبعث في منتصف الركح شعلة ضوء بألوان الطيف ، تتراقص بسرعة البرق ، تنشق ، يخرج الساحر متكئا على عصاه ، يقترب من الشاعر ، يخرج شيئا من جيبه ، يقذفه في المبخرة ، تعم سحابة دخان أبيض ، يقبضها بيده ، ينفخ في كفه يتمتم بكلمات ، ثم يفتح يده فإذا قطرة صغيرة عالقة بطرف سبابته ، يتأملها جيدا ويقول للشاعر :

    - صدقت العالم قطرة صغيرة

    يجيب الشاعر :

    - وهذا المدى جسر بين قطرة أولى وقطرة أخيرة

    يعلق الساحر :

    - قطرة تتناسل منها كل القطرات : قطرة دم .. قطرة حبر .. قطرة عرق .. قطرة نبيذ .. ما بك أيها الشاعر البخيل ؟

    - عفوا سيدي .. لست بخيلا ..لكن جرار البوح فارغة ، وعناقيد الروح لم تستوي بعد .

    - " لا خيل عندك تنفقها ولا مالُ ... فليسعدِ النطقُ إن لم تسعد ِالحالُ"

    - تريدني أن أوهمك بالارتواء .. وأنا الظامئ للعطش ؟ هبني إذا قطرتك ..دعني أتقمص عطشك ،أفتح ثقبا في الشمس ، أحفر بئرا في الرأس ، حتما ستفيض ذاكرة الحجر :

    أبي كان هناك يهش الفراش عن الحليب ، يفتح المصحف ويتلو سورة الإخلاص ، أمي كانت هناك تغسل جراح الوجبات ، حين باغتتها دمعة سقطت فتهشم صحن الكلام ، بينما امرأة تتقمص وجه الحكاية ، تتسلل ليلا إلى أعماقنا لتطفئ مدفأة الحب ، من هنا بدأت نزلة البرد في جسد النص، هنا في فصل الباء عن آخر النص ، كانت الخديعة ، حين دخلت شخصيات مسلحة بتاريخها المشحون ، وانتحلت دور الشخصية الرئيسية على امتداد المسرحية ، هذا ما يسمى بالتاريخ الأعمى ، أو بالموت المعنوي للشخصيات ، كنت أشاكس النص دون إغفال الباء في آخره ، وكان المخرج يجلدني مرارا لأنني كنت أفاجئ عامل الإنارة وأسلط الضوء على مكامن الظلام ، كلما ارتفع صوت السوط ، ارتفع سوط الصوت ، وأنا أجادل عن قطرة أفاضت الكأس المليئة بالفراغ ، عن القطرة التي هشمت الصحن ، عفوا أظنني صحفت ، أقصد القطرة التي هشمت الحصن ، كنت أحطم غرفة الكواليس ، وأقتحم الركح ، فأجد أبي مازال يهش الفراش عن الحليب ، لكي لا تغضب الآلهة ، كنت أريده أن يقول للمخرج هذا خروج عن النص هذا نص في آخره باء ، كنت أريده أن يوصيني بزيادة الراء ، لو انه فعل لسقطت الباء واكتمل النصر . كان أبي يرى في المنام أنه يذبحنا قربانا للآلهة،وكنا نرى في المنام أننا نذبح أمنا قربانا للقربان، أرقني هذا المنام كثيرا، حتى أني سألت صديقتي المقربة، كانت ابنة رجل حكيم، أخبرتها بتفاصيل الحلم وسألتها أن تستفتي والدها، عادت إلي بعد يومين وقالت:

    - إن أبي يودك أن تجيب عن هاذين السؤالين : كم عدد إخوتك ؟

    - تسعة

    - منذ متى وأنت ترى هذا المنام ؟

    - منذ كان عمري شهورا تسعة

    دونت إجاباتي وحملتها إلى والدها ، ثم عادت بعد يومين وقالت :

    - إن أبي يقول لك .. أحد ما عبث بحبلك السري قبل أن يقطعه من منبته ، أنت إذا سليل نفسك أنت إذا سليل العطش .

    صمتت قليلا قبل أن تأخذني من يدي لنجلس فوق كرسي في حديقة شاحبة، ناولتني ورقة وقلما وقالت: أكتب أولا منامك بخط عريض، ثم قم بنا نجمع هذا الحطب المتناثر ، نوقد النار فيه ، ونضع فوقه قدر ماء ، ثم نرمي بهذه الورقة في عمقه ، ونتركها تغلي حتى يستوي الحلم ،وتنصهر الطاء ، طوقتُ عينيها بنظراتي برهة ثم قلتُ :

    - عيناك بعض من حكمة الأقاصي

    - جميل أنك لم تقل : بعض من حكمة الحجر

    - الحجر يراوغ يلتف .. يتلولب في الكف .. يصير نشيدا .. يصير بريدا .. يصير طريدا ..يصير قصيدا .. أصير طالبا في الصف الجامعي :

    يحتفظ المشهد بملامحه ، ويظل الستار مفتوحا ، فاصل موسيقي قصير ، تغيير بسيط في الديكور ، ويستمر العرض : الساحر يفتح الكيس ، يدخل يده ، يخرجها مقبوضة ينثر ما فيها في المبخرة، ويختفي في الضباب ، الشاعر يعيد القطرة إلى وردتها ، الوردة إلى قطرتها ، وينام إلى جذع شجرة ، بجانبه يقف الطالب في انتظار الحافلة ، يمر شبح أزرق يبتلع كل الواقفين تتكدس الأجساد في جوفه ، فيتحول على حد تعبير الأصمعي إلى " حمار أهزل " غالبا ما يتوقف ويترك ليس الشيخ وحده بل الطلاب أيضا في العقبة . لا شيء يستحق الحكي سوى جزئية صغيرة سقطت من مفكرة الطالب:

    كان عليه أن يجيب عن سؤالها

    حين فاجأها بقرار إنهاء علاقته بها .. دون مسبق إنذار ، ألحت عليه بالسؤال ، لكنه أصر على الصمت ، كان قلع ضرس متجدر أهون عليه من أن يضع نقطة تعلن نهاية السطر ، لكنها وضعت ، حين استعاد أشياءه واختفى.

    لم تنصهر الطاء كما ظنت صديقتي ، لم يغلي القدر ، ولم تستوي أحلام الحجر ، حجر يراوغ يلتف .. يتلولب في الكف .. يصير نشيدا .. يصير بريدا .. يصير طريدا .. يصير قصيدا ..يصير راء في آخر الصف وينصرف .

    كان المطر ما يزال يهطل بغزارة الذكرى، حين وصلت إلى البيت وأنا أقول :

    كان عليها أن تبحث عن جوابه، في قطرة الشاعر، في قبضة الساحر، في جناح الفراش،في ذاكرة الحليب، كان عليه أن لا يغيب ..

    كان عليه أن لا يغيب..

    كان عليه أن لا يغيب ..

    عزالدين تسينت في : 13 / 11 / 2008

  2. #2
    الصورة الرمزية عبدالصمد حسن زيبار مستشار المدير العام
    مفكر وأديب

    تاريخ التسجيل : Aug 2006
    المشاركات : 1,887
    المواضيع : 99
    الردود : 1887
    المعدل اليومي : 0.29

    افتراضي

    عزالدين العزيز
    منذ عرفتك و أنت طائر لا يحب القيود,لا تحدك إطارات و لا تشكلك قوالب,متفرد و نسيج وحدك,ثائر فوق التشكيل.
    نصك هذا يتحدى الأشكال لينتصر للإبداع.
    نص نسيج وحده متفرد,استقى من إبداع القص و جميل النثر و رونق المسرح,و لمسة الحداثة مع جمال الأسلوب و حضور المعنى.
    تحياتي
    تظل جماعات من الأفئدة ترقب صباح الانعتاق,لترسم بسمة الحياة على وجوه استهلكها لون الشحوب و شكلها رسم القطوب ,يعانقها الشوق و يواسيها الأمل.

  3. #3
    الصورة الرمزية نادية بوغرارة شاعرة
    تاريخ التسجيل : Nov 2006
    المشاركات : 20,306
    المواضيع : 329
    الردود : 20306
    المعدل اليومي : 3.19

    افتراضي

    نرحب بك أخي الكريم عز الدين الواحة ، و نستقبل هنا أول هطولك الادبي

    المميز . أسلوب مميز و عرض شيق ، يدلنا على قامة في الأدب

    لا شك سيكون لها مكان الصدارة على هذه الصفحات.

    للتثبيت تقديرا و ترحيبا .
    http://www.rabitat-alwaha.net/moltaqa/showthread.php?t=57594

  4. #4
    الصورة الرمزية محمود فرحان حمادي شاعر
    تاريخ التسجيل : Mar 2009
    الدولة : العراق
    العمر : 62
    المشاركات : 7,102
    المواضيع : 105
    الردود : 7102
    المعدل اليومي : 1.29

    افتراضي

    ما أجمل هذا البوح الشجي والخيال البديع
    وهو لعمري أول الغيث
    أورقت به رياض الأدب وما ست به أروقة الجمال
    فكان بحق سحرًا حلالا عذبا
    مرحبا بك عزيزا في أفياء واحة الخير
    وتقبل خالص الود
    تحياتي

  5. #5
    أديب وقاص
    تاريخ التسجيل : Jul 2010
    الدولة : المغرب - البيضاء
    المشاركات : 147
    المواضيع : 22
    الردود : 147
    المعدل اليومي : 0.03

    افتراضي

    الصديق عبد الصمد زيبار


    يثملني هذا الحُداء حين تتناغم الأرواح وتتشاكل خارج القوالب الآسرة للمادة وتحولاتها الفيزيائية ..

    شبهتني بالطائر .. أيها الصديق ، وأنا بدوري أشبه المبدعين بطائر الفينيق ذلكم الطائر المتجدد في الغياب..

    وأقول مثلما قال الدكتور الفاضل ، فاضل السمرائي : أفرد جناحيك وسافر ... في الفضاء الرحب بفكرة

    شاعر.. فالسر في التحليق لا في الريش والطائر..

    دمت حالما وباسما
    ..

  6. #6
    أديب وقاص
    تاريخ التسجيل : Jul 2010
    الدولة : المغرب - البيضاء
    المشاركات : 147
    المواضيع : 22
    الردود : 147
    المعدل اليومي : 0.03

    افتراضي

    المبدعة المتميزة نادية بوغرارة

    [color="red"]بل دواوينك دالية ُ عنب .. عقد فريد في جيد من قصب..سكون حالم حد الصخب ..أوليس هذا أحلى شغب!!!

    شكرا .. صرت أومن أن أواصر الكتابة أقوى أحيانا من أواصر القرابة .. لنجرب إذا أن نكون غرباء بما

    يكفي لاكتشاف الذات في المفردات ..مادامت الرؤيا واحدة ، فأكيد أننا سنلتقي عند نقطة/ قطرة ما في أول

    السطر / النهر ...

    ألف شكرمرة أخرى ، ودمت متألقة.
    [/color]

  7. #7
    أديب وقاص
    تاريخ التسجيل : Jul 2010
    الدولة : المغرب - البيضاء
    المشاركات : 147
    المواضيع : 22
    الردود : 147
    المعدل اليومي : 0.03

    افتراضي

    الأخ المبدع الشاعر : محمود فرحان حمادي


    جادك الغيث إذا الغيث همى يازمان الوصل بالأندلــس

    هل كان وصلك إلاحلما في
    الكرى أو خلسة المختلس

    لطالما كنت أمني النفس بالوقوف في ساحة المطر ،حيث الغيث مغتسل بارد وشراب ، وها أنا ذا أنتشي

    مثلما زنبقة في مقتبل الحبر ، أنتشي بزخات الفكر والشعر ، هنا في هذه الواحة الخضراء ، وألتقي فطاحل

    وجهابذة الإبداع ، حيث لاامتداد يوقف دفقة النص ونشوة اليراع .

    ألف شكر .. وألف شعر .. ودمتم طيبين

  8. #8
  9. #9

  10. #10
    الصورة الرمزية كاملة بدارنه أديبة
    تاريخ التسجيل : Oct 2009
    المشاركات : 9,824
    المواضيع : 195
    الردود : 9824
    المعدل اليومي : 1.85

    افتراضي

    نًصّ مبدع يشعّ نور لغته وأفكاره وأسلوبه ليضيء فكر القارئ ، الذي يتيه أحيانا أثناء تجواله بين سطوره ويعاود الإهتداء مفعما بفرح الإرتواء
    دام إبداعك

صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. صدى لا يغيب
    بواسطة أماني عواد في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 50
    آخر مشاركة: 17-01-2020, 08:46 PM
  2. قمر لا يغيب - في رثاء الداعية فتحي يكن
    بواسطة فارس عودة في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 14
    آخر مشاركة: 21-01-2010, 09:59 PM
  3. عندما يغيب الحب ..
    بواسطة خميس لطفي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 29
    آخر مشاركة: 24-04-2007, 06:30 AM
  4. شعرك عطر لا يغيب
    بواسطة رائد ابو مغصيب في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 01-10-2005, 03:57 PM
  5. (حين يغيب...)
    بواسطة مـي علـي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 17
    آخر مشاركة: 07-03-2005, 10:51 PM