يَا صَاحبيَّ إذا رَحلتُ فبلِّغَا أهلي سلامًا واخْبِراهُم باللِّقا قُولا لَهم إنِّي قَضيتُ سنينَهَا سَعيًا أُكادِحُ حُزنَها والشَّيِّقَا غَامَرتُ فِي أعَماقِهَا ومَشَيتُهَا طُولاً وعُرضًا، غَربَها والمَشْرِقَا وخَرجتُ مِن هَذِي الحَياةِ بِقَولَةٍ: مَا قَدْ جَنَتهُ يَدُ الفَتَى لَنْ يُدفَقَا يَا صَاحِبَيَّ، ولا خَليلٌ سَامَعِي إِنْ أَحدَقَتْ رُسُلُ المَمَاتِ لِتَخنُقَا يَا وَحشَتِي إنَّ القَريبَ يَدُسُّنِي تَحتَ التُّرابِ وأخوَتِي والأَصدِقَا يَا صَاحِبَيَّ إذَا رأيتُم جُثَّتِي فَلتَبْسُطَا كَفَّيكُمَا ولتُشْفِقَا ولْتَدعُوانِ اللهَ يَغفِرُ زَلَّتِي ويُجِيرُنِي مِمَّا مَضَى نَارَ الشَّقَا
شعر: جعفر عبدالله الوردي