قبل أول حرف ....
في ذكرى انبثاقي
حين اتخذ قلبي موضعهُ الجديد
عندما أصبح له لون
حين بدء له صوت رتيب
غادرت وطني عارياً
ولم ابكي
ولم أصرُخ
كُنت مشغولاً بجِرح اليوم
فجدي عينهُ مِرآة
من أرضي
سافرت منفياً
إلى أرضي
ووجه جدي يتدلى كعين الشمس من فوقي
يعلمني كيف ابتسم
وكان حزين
وأنا لا زلتُ طفل
أشعر ولا أرى وليته لم يفارقني
فاليوم أرى ولا أشعر
كان سفري ممهوراً بالدماء
نزفت كثيراً يومها
ولم أبكي
لم أتألم
وأبكيتُ كُل من حولي
قالوا : كان جميل
أبتسم جدي
قالوا : لن يعيش
أبتسم جدي
قالوا : أحفروا له في الأرض قبرٌ
أبتسم جدي
قال : سيدفنكم
سيبكي ذات يوم ويجرحني ويؤلمكم
سيصرخ من قسوة الدنيا ويُسمعكم
وطاب الجُرح
وعاد أبي ولم بفرح
كنت أشبههُ
رجلٌ بطول أصبع كفهِ الأيمن
ولا أشكي
ولا أضحك
ولا أمرح
فيحملني
كأني غُصن زيتونٍ
وأسمع نبضه يُناديني لكي أشرح
فما ذنبي ...!!
فقد كُنت مشغولٌ بجُرح اليوم
(( ولا أمزح..))