|
عازِفُ البِشْرِ كم تغنى زماناً |
فاشتفى الدهرُ من لحونِ الإباءِ |
صمتهُ اليومَ في فؤادي نحيبٌ |
إن صمتَ المُنى كسهمِ القضاءِ |
عَصَفَ اليأس بالروابي ولاحتْ |
من ثنايا الدجى سهامُ الشقاءِ |
وارتوى الليلُ من نعيبِ الرزايا |
ليتهُ اليومَ يرتوي بالغناءِ |
حمأةُُ اليأس في جفونِ التمادي |
صمتها في الدنا كصمتِ الفناءِ |
من عوادي الردى وفيض المآقي |
وحفيفُ الأسى , مدادُ البلاءِ |
عازفَ البِشْرِ إنّ قلبي شجيٌ |
يطلبُ الوصلَ من جفونِ النقاءِ |
عازفَ البشر والقوافي تباعاً |
تستثيرُ المدى فيدنوا إزائي |
فاحتويتُ الدجى بثغرٍ ضحوكٍ |
وارتمى الغدرُ في بحورِ الوفاءِ |
كلما لجًّ في الظلامِ زمانٌ |
وتناءى , دنا لشطِ الصفاءِ |
مركبُ الفجرِ في بحورِ الدياجي |
يبعثُ النورَ في مغاني الفضاءِ |
أسدلَ الدهرُ بالجلال رداءً |
فيهِ عقدُ السنين وَشيُ الرداءِ |
فاكتسى عازفُ الإباءِ وغنى |
واستفاقَ السنا بثغر السناءِ |
فاسمعي مهجتي زئيرَ الأماني |
حيثُ رجعُ المُنى كوقعِ الدواءِ |
أبحري واركبي ضفافَ الأغاني |
وارتوي واطربي وغني شِفَائي |
واسمعي اللحنَ من شفاهِ المنادي |
أمتعي السمعَ من جميلِ الحداءِ |
عازفَ البِشْرِ لا تنادِ غراباً |
يأكلُ الدِمْنَ من رجيعِ الغُثاءِ |
شَنِفِ الكونَ من غناكَ نميراً |
من عبيرِ الهدى وعطرِ الإباءِ |
كم غُرابٍ لهُ بقومي سريرٌ |
وأسودُ الفِدى بساحِ القضاءِ |
ناصحٌ , يبغضُ الأنامُ حديثه |
يا لقومِ نسوا صنيعَ الجفاءِ |
يترعونَ الثنا بكأسٍِ دهاقٍ |
كمْ صريعٍ هوى بكأسِ الثناءِ |
قلبوا الطرفَ في الزمانِ وحتماً |
يزجرُ الدهرُ عن فعالِ الغباءِ |