بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة ياسمين وفقها الله :ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد ، مع تمنياتي لوالدك بالشفاء العاجل مواساتي ستختلف قليلا إنها قصة سمعتها منذ ثلاثة أيام وهي قصة فيها عبرة آمل أن تكون فيها الفائدة المرجوة في مثل هذا الموقف :ـ
يحكى أنه كان لرجل غني ثلاثة أولاد ، وقد أصيب الوالد بمرض أقعده الفراش فأخذ الأبناء يتناوبون على رعايته وتمريضه ، ثم قال أحدهم لاخوته نريد أن يتولى أحدنا مهمة تمريض الوالد شريطة أن يتنازل عن نصيبه في الميراث فاستغرب الاخوة ذلك وأنكروه وقالوا له إذن تقوم أنت بتمريضه وتتنازل عن نصيبك في الميراث ، فوافق على الفور وهذا ما كان يخطط له ليفوز ببر والده في مثل هذه السن وهذه الحالة ، فأخذ يعتني به أشد وأحسن عناية إلى أن توفاه الله وهو عنه راضٍ. وعند ذلك تقاسم الاخوة الميراث ولم يعطوا أخاهم منه شيئا حسب الشرط بينهم وكان فقير الحال لا يكاد يجد ما يسد به رمقه وكان له زوجة صالحة تعينه على ذلك ، وقد بر والده بنية خالصة لمرضاة الله ولم يفكر في شيء من عرض الدنيا الزائل، وذات ليلة رأى فيما يراه النائم أن أباه يقول له اذهب يا بني إلى مكان كذا وكذا ستجد صخرة وتجد تحتها مائة (100) دينار خذها لك تسد بها حاجتك، فسأل والده في المنام وهل فيها بركة؟ أجابه لا. فقال لا حاجة لي بها ، فقص القصة على زوجته فقالت أيضا لا نريدها .
وبعد أيام تكررت الرؤيا وفي هذه المرة كان المبلغ عشرة (10) دنانير وسأله نفس السؤال وأجابه نفس الإجابة ، وزوجته كذلك.
وبعد أيام تكررت الرؤيا وفي هذه المرة كان المبلغ دينار واحد فسأله هل فيه بركة فأجابه نعم ، وقالت له زوجته اذهب لعلك تجد الدينار وتحضر لنا ما نسد به رمقنا فمنذ أيام لم نأكل ، فذهب إلى المكان الذي وصفه له أبيه فوجد الصخرة فعلا ووجد تحتها الدينار فأخذه ومضى به إلى السوق فوجد رجلا يبيع سمكا فسأله بكم تبيع السمك
فأجابه السمكة بنصف دينار فاشترى منه سمكتين وانصرف إلى زوجته وقال لها أصلحيها لنا فمنذ أيام لم نذق اللحم، وعندما شقتهما وجدت في بطن كل واحدة منها
لؤلؤة كبيرة لم يرى مثلهما في حياته، ففرح بهما وأخذ إحداهما إلى صديق له تاجر مجوهرات وكان في تلك البلد حاكم يحب الأشياء الثمينة النادرة فاشتراها بثلاثين مثقال من الذهب ، ففرح أشد الفرح ورجع إلى بيته بمال وفير وتحسنت حاله ، ثم ما لبث الحاكم أن قال لمعاونيه لا بد أن يكون لهذه أخت فابحثوا عنها ولو بأضعاف ثمنها وهكذا سألوا عنها فباعها بثلاثة أضعاف الثمن فأصبح له مال كثير عاش منه في رخاء ورغد عيش وتصدق منه في وجوه الخير .
مع أمنياتي لوالدك بالشفاء وطول العمر وحسن الخاتمة أرجو أن تحتسبي عند الله برك بوالدك وأرجو أن يجزل لك العطاء في الدنيا والأجر في الآخرة وآمل أن أكون قد وفقت بمواساتي في هذه القصة التي سمعتها من إذاعة الكويت من برنامج قصة وعبرة سائلا الله أن ينفعني وإياكم بها إنه سميع مجيب ،كما وأوصيك أختي الكريمة بالرقية الشرعية على والدك ففيها الخير أن شاء الله ،وهنيئا لك برك بوالدك ،
ولكم أطيب تحياتي.
أخوكم أبو محمد الدعيكي