جراح بالغة الغربة
بقلم الأسير الصحفي باسم خندقجي
_________________________________________
على الشمال نهد أسمه عيبال ...وعلى الجنوب نهد أسمه جرزيم ....
كم هوة جميل عندما اكتشف أن من يشي على .بما تحتويه نفسي من أسرار الثورة والتمرد هي الأنثى وكم هو أجمل عندما تكون هذه الأنثى هي امرأة
تتدحرج أحلامي :وعلى نهديها و تتسلق أمنياتي على ضفائر شعرها الأسطوري اللون ...
في أزقتها كنت استنشق رائحة عرقها الذي كانت آلهة كنعان تتخذه عطراً لها في لحظات التجلي والفرح...
وعلى جدرانها رسمت خر بشات الطفولة البريئة و التي كانت تنبؤات بالغربة واللهفة التي تحققت بعد أن أزال الزمن تلك الخربشات ...
من ذرات ترابها خلقت إرادتي ومن رذاذ أمواجها المرطتمة بالصخور ي لحظات غضبها تعلمت فن إرضائها وكسب مودتها وحبها ......
ثوب المساء كان أجمل أثوابها ...تتحضر لموسم الفرح الليلي ...
تتزين بعض النجوم وتاجها القمر وأروي له كل ليلة قصة عشقي لها...
هــــي امرأة كنعانية ترتدي ثوب بلدة عتيقة ...ثوب لا يتأثر بعوامل النحت والتعرية والتاريخ من التاريخ....ثوب لا يهترء ...وذاكرة على شاكلة أقواس وقناطر تتحدى [أنوثتها الطاغية كل عوامل النسيان ...
كــــل مدينة أمر بها في بعدي عنك تحاول إغوائي واستدراجي كـــي أقيم فيها وعليها لا تلبث إن تفشل وتعترف انه لا مدينة إلا أنت...
وتنتحر حين تسمعني أتلو أهازيج حزنك وجميع تناقضاتك
على نهدك العيبالي ...كنت أمارس طقوس بكائي المقتبس من تلك الملحمة التي لم تكتب بعـــد ...كنت احتفل بك وعليك ...أبكي ...أصرخ وأنتي بثوبك الأسود المتلألئ صمتاً وهيبة تداعبين صراخي بصرخة أو صرختين ...
على نهدك الجرزيمي ... كنت أنتظر لحظة افتتاح السماء مهرجانها
ألإلهي كي أشارك في وأتلو كلمة أقنع من خلالها الرب انك جنته على الأرض.... يا مدينتي التي سكنتن بـــي خوفاً من اسكن بها ...
هـــــل سأرجع يوماً كــــي أقبلك قبلة العودة لتلك الأيــــام الشقية ؟؟
أيـــام محاولتي فـــك لغز القدر وطلاصيم الحزن.... لن أكن أعلم يـــا كنعانيتي أنني افكك قنبلة ستنفجر بـــي وتصيبني ...
شظاياها بجراح بالغة الفراق والغربة
كم أنت جميلة يا مدينتي بمقدار ما أنا حزين...
أسألك بما أنك أمور الزمن تجهلين... متى سأشفى من جراح الغربة ؟؟
متى سأعود إلى أحضانك ... كي تقبليني قبلة الشوق و الحنين .... من شفتيك الترابيتين ؟
نــــــابلـــس ؟؟؟ يا مدينتي ...يـــا شجرتي الأبدية
يا يــــاسمينة تذرف أطواقها على رؤوس عشاقها وشهدائها !!
نـــــابلـــس أنا لا أملكك ...فمن العار أن نملك من نــحب ...
نـــــابلـــس يا امرأة عتيقة متى سأعود كي تدفئي قلبي المتجمد المسكين
بقلم الأسير الصحفي باسم خندقجي
سجن جلبوع