|
هلْ تَسْمَعُ الشَّحْرورَ فَوقَ يُزَقْزِقُ |
وَالغُصْنُ يَرْقُصُ تَحْتَهُ وَيُصَفِّقُ |
أمْ أنَّ فِكْرَكَ بالمَآسِي غارِقٌ |
وَضَميرُكَ الدّامِي أمَرُّ وَأغْرَقُ |
وَمَواجِعُ الماضي أحَلنكَ صَامتاً |
حتى وقفتَ أمامَهُ لا تَنْطِقُ |
أينَ الأماني والأغاني وَالهَوى |
بلْ أين أحْلامٌ بِهَا تَتَألَّقُ |
الدّارُ خاوِيَةٌ سِوى من حُلّةٍ |
ألْعَنكبوتُ يَخُطُّها وَيُنَسِّقُ |
والرِّيحُ تَفعلُ بِالزَّوايا فِعلَها |
وَالبابُ يَلْعَنُ إذْ يَصِرُّ وَيُطْبِقُ |
والبُومُ في عَرَصاتِها مُتَمرِّدٌ |
مُتَطاوِلٌ مُتَعَرْبِدٌ مُتَزَنْدِقُ |
يَومي كَليْلي.. كيفَ يَرجُو مَشْرِقاً |
مَنْ مِنْ مَآقيهِ الليالي تُشْرِقُ |
بغدادُ خَطْبُكِ قد أقضَّ مَضَاجِعي |
والعينُ مِنْ أرَقٍ لِعَينكِ تَأْرَقُ |
كَمْ صِحتِ يا بغدادُ فيهمْ صَيْحةً |
تَهْتزُّ منها الشَّامِخاتُ وَتَفْتِقُ |
لكنَّ أنْصافَ الرِّجالِ لِجُبْنِهِم |
مِثلُ الارانِبِ في الثُّقوبِ تفرَّقوا |
العُرْبُ يا بغدادُ صَرْحَك هَدَّمُوا |
وَعَلى ظُهورِهِم الغُزاةُ تَسَلَّقوا |
وَالخِصْيَةُ الجُبَناءُ عَهْدكِ أخْلفوا |
وَتَمرَّغُوا بالانْحِلالِ وَأغْرَقُوا |
أهلُ الكرامَةِ أينَهُم قد أصْبحُوا |
مثلَ الجَليدِ بِحَرِّ يومٍ يَحْرِقُ |
وَلَقد يَذوبُ الثلْجُ بَعْدَ تَصَلُّبٍ |
وَذَوو الخِيانةِ بالتَّقَلُّبِ زِئْبَقُ |
عَهْدِي بِأيّامِي الخَوَالِي حَافِلٌ |
بِالمُضْحِكاتِ المُبْكِياتِ وَمُغْدِقُ |
أصْبحْتُ لا أجِدُ العُروبَةَ نَقْمَةً |
بلْ نُكْتةً ألهُو بِها وَأحلِّقُ |
فَلَكَمْ تَبسَّم بِالمَواجِعِ مُوْجَعٌ |
لَمّا تَعذَّرَ للشِّفاءِ تَذُّوُّقُ |
لنْ تُفلِحُوا يا أمْرِيكانُ بِغَزْوِكُمْ |
كَمْ مِن عُلُوجٍ قَبْلِكُم قَدْ أخْفَقُوا |
إنْ تَهْدِموا صَرْحاً عَلى أنْقَاضِهِ |
سَتُحَطِّمُ المُسْتَعْمِرينَ وَتَمْحَقُ |
خَسِئَ الاعَادي- حينَ ظَنّوا أنّهمْ |
هَزَمُوا الارادَةَ في العِراقِ- وَأُوْبِقُوا |
أنّى لَهُمْ..وَبِكُلِّ شِبْرٍ جُثَّةٌ |
أنّى لَهُمْ وَالفَرْدُ مِنّا فَيْلَقُ |
عبدالوهاب القطب |
|