|
قفْ بُرهةً وتأمَّلْ. هذه الدَّارُ |
تأمَّلْ وقلْ لي: أيُّنا، الآنَ، أحجارُ ؟ |
أراحتْ علينا دهشةً خُلواتُها |
إذا أراحتْ .. فكلُّ الأين مِضمارُ |
لاحتْ إلى شَبح قفراء راحتُه |
يَمدُّ يدا تقفو الغبارَ .. وتَنهارُ |
كأنَّ يديه واحةُ الظِّلِّ لا تني |
عنْ وثبةِ النَّار .. والخُفَّان تَسيارُ |
يَسيرُ منه إليه حائرًا وجلا |
يَدورُ حواليه .. وخُذروفُه النَّارُ |
تَدورُ ظلالُ النَّار ألسنةً بما |
طارَ الكلامُ به .. والأفْقُ تيَّارُ |
كأنَّها، في اشتباكاتِ الأنا، سَفرٌ |
إذا طالَ قُرصانًا تَوثَّبَ بَحَّارُ |
وإنْ خالَ للبَحر ابتداءً كمَوجِه |
تأهَّبَ المَوجُ للمَكنيِّ يَختارُ |
أتلكَ فاكهةٌ للذَّاتِ أمْ زبدٌ |
أم الماءُ مَطويٌّ على الماءِ يَشتارُ ؟ |
أحارُ كأنِّي ظلُّها لستُ أمَّحي |
أظلُّها لي وهذا الماءُ أسرارُ ؟ |
سِرٌّ إلى لغةٍ عليا تُساورُني |
بما أسرٌّ لها .. للحَرفِ أوتارُ |
كالطيفِ أرسُمُه خيلا وأخيلةً |
تَخُبُّ بي خَدرًا .. والقَطفُ إظهارُ |
ولستُ أقطفُ إلا ما ألمُّ به |
على حذار .. كأنَّ الماءَ مِهذارُ |
يلغو لتغرقَ ألواحًا على دَعةٍ |
أكنتَ تَغرقُ إمَّا الحاءُ تَنهارُ ؟ |
أكنتَ تلغو مَسافاتٍ وأزمنةً |
كأنَّ سفرا .. ولمَّا تأتِ أسفارُ ؟ |
سفارٌ إلى ذاكَ القِطافِ ولمْ يزلْ |
يُسابقُني خطوًا ويَسألُ: ما الدارُ ؟ |
أسامرُه واللَّيلُ مثلُ حقيبةٍ |
على قلق تُرخي أعنَّتَه النَّارُ |
كأنِّي بهذي النَّار تَلهثُ خلفه |
وتَهمزُه حتَّى تُولولَ أحجارُ |
تقولُ: ألا ليتَ الفَتى حَجرٌ إذا |
تَشبُّ به الذِّكرى ودونيَ أعمارُ |
فلا لغةٌ تَرعى يديكَ غمامةً |
ولا خَيمةٌ تسعى .. كأنَّكَ أخبارُ |
تقولُ لي: إنَّما الأخبارُ سافرةٌ |
على شُرفةٍ حيثُ الحِكايةُ أسرارُ |
إذا مُجالسَةٌ والنَّهرُ ذاكرةٌ |
مُؤانِسةٌ تجري بمائكَ أنهارُ |
وإنْ مُخالسةٌ موجًا فناظرةٌ |
إليكَ، وملء العين شمسٌ وأقمارُ |
تَميسُ دائرةً. هلْ ثمَّ دائرةٌ |
بقُربِكَ .. أمْ أنَّ الدَّوائرَ أطوارُ |
طورًا تَدسُّ خيالاتٍ فعابرةٌ |
بديلا وطورًا ليسَ تُرفعُ أستارُ |
تَخالُكَ مَنسيًّا على غيمةٍ رأتْ |
بضحكةِ الفَجر طفلا كادَ يحتارُ |
يَمُدُّ يَديه للشُّموس ويَبتني |
هناكَ ظلا له .. هلْ ثمَّ آثارُ ؟ |
يَقُدُّ قميصَ اللَّيل مُنتشيًا بما |
يَقُدُّ .. واللَّيلُ أسوارٌ وأسرارُ |
يَرُدُّ عن الرُّؤيا تآويلَها فما |
يُريدُ أعلى .. وللتَّأويل تَسيارُ |
يَصُدُّ كلاما عن كلام فلا أتى |
قَصِيدةً شَاعرٌ .. إلاهُ يَشتارُ |
ألا قفْ قليلا كيْ تُخَبِّرَني أنا |
عن القَصيدةِ .. كيفَ ابتلَّ إسرارُ |
ماذا عطفتَ عليه فالخليلُ هذى |
ألا قفْ طويلا كيْ تُخَبِّرَ: ما الدَّارُ ؟ |