أوقدْ خيالَكَ في دروبي
ما زال يشربني غروبي
حيرانَ .. بعثرني النوى
قمحاً .. بأودية الجنوب
أوقد .. فتلك مراكبي
هلكى .. على الدرب الجديب
أوقدْ .. ففيك ملامحي
وإليك .. يأخذني وجيبي
فلأنتَ أشهى من منىً
رقصَتْ على شفةِ اللعوب
**
يا غافلاً .. سكَبَ الصبا
حَ على نهايات المشيب
فارتدَّ .. يركبُ جرحَهُ
درباً .. إلى الماضي الحبيبِ
ذابَ الغناءُ على اللمى
والويل للدنف الطروب
**
ما زلتُ أُطفئُ بالمنى
ناراً .. تقاسمني شحوبي
فارحمْ نحيب بيادرٍ
غرسَتْ صداها في نحيبي
**
لا شيءَ – بعدَكَ – يستحقّ
ثباتَ عزمي في حروبي
لا شيءَ يملأُ صرختي
نصراً .. ويمنعني هروبي
لا شيء .. يحملني على
درءِ الجديد من الندوب
**
كلُّ الروايات الـقديمة
في أساطير الشعوب
خجلتْ من الجسد الممزّق
بين أنياب الخطوب
فضعي خيالك رايةً
تأوي لبلسمها ندوبي
**
وتذّكري لغةَ الإياب
وذللي سبلي .. وأوبي
**
سافرتُ .. ألتمس القِرى
في جنّة الفَكِهِ الكذوب
واحسرتاه .. على الصبا
والحزمِ .. والرأي الصليبِ
خانَ الزمانُ فخنتها
مذ قلتُ للحاوي ( حبيبي )