باسم الله ..
أما وقد وضع أخي الشريف الكرة في مرماي فلنبدأ على بركة الله ..
الله أكبر، أي شيء يظهرُ؟... بجزيرة الإسلام بات يُكدِّرُ
اقتضت الضرورة في البيت الاول إشباع حركة الضم في حرف الرا ، ولفظها مخففة يحدث خللاً في تفعيلة البيت .
من ذا الذي لسلامها متوعدٌ؟ ... من الذي قد جاءها يتفجرُ؟
لاحظ عجز البيت !.. ولو جاء ( من ذا الذي قد جاءها يتفجرُ ؟ ) أو جاء ( ومن الذي قد جاءها يتفجرُ ؟ ) إذاً لاستقام .
إن الأمان بها أساس حياتها ... ورقيها بالدين أول مظهرُ
لفظ (مظهر ) وجب كسره للاضافة ، وفي هذا اخلال بالروي .
يأوي لها أمنٌ وسلمٌ راجياً ... روح السلام ففي بلادي يُزّهِرُ
صورة البيت تضاربت فيه المفردات ذات المدلول الواحد ، فنلاحظ أن الامن والسلم في صدر البيت يبحثان عن روح السلام في عجزه ، وهنا صورة مشوشة ولو جاءت :
يأوي إليها الفاقدون بأرضهم ... روح السلام ففي بلادي يزهرُ
من هاهنا نور السلام و قلّبُهُ ... والدين أبلج هاهنا يتبخترُ
الحقيقة أن تكرار لفظ ( هاهنا ) طغت عليه الصناعة اللفظية بغرض الحشو ، لمجرد ملئ الفراغ كما يبدو ، ولو أن الشاعر تحرى الصياغة المتأنية ربما جاء البيت على هذا النحو :
نور السلام إلى الخليقة من هنا ... والعزُّ في أرجائهِ يتبخترُ
نشرَ العِبَادةَ في دِياَرِ عَدوهِ ... فَسِلاحَهُ عِلْمٌ قويمٌ مُثْمِرُ
ربما كان لفظ ( الرسالة ) أولى من العبادة .
ومن الذي قد جاء يقصف أمنهُ؟ ... أهو العدو ؟ بلى ولكن أحْقَرُ
يريد بها أن الفاعل هو أحقر من العدو .. والحقيقة أن الصياغة جاءت أضعف من الصورة ، فالصورة في عمقها تتطلب صياغة موازية من حيث البلاغة كأن يقول :
ليس العدوُّ بمن غزاهُ وإنما .. هو شرّ من في الكون بل هو أحقرُ
أو ظن فينا من يخالف ربهُ ... فيتتبع الجُّهْالِ فيما فكروا؟!
في البيت نلاحظ أن صورة العجز أقل بلاغة من صدره ، وتعثر في اللفظ ( فيتتبع ) ولو جاء :
أو ظن فينا من يخالف ربهُ ... أو يتبع الجُهلاء فيما فكروا .
إن كان يزعم دينه سيحثه ... لقتالنا، فلآي دين يضّمِرُ؟
هنا أقف متسائلاً فيما لو نثرنا البيت كيف تتم قراءته ؟ مطلوب منك يا أخي خالد الاجابة كون المعنى في بطن الشاعر .
لا فرق بين الناس إلا أنهُ ... يوم القيامةُ عند ربي المحشرُ
هنا وجل قلبي .
تحياتـــــي
طائر الاشجان