أحدث المشاركات

مصير الكوكب على متن الشراع الشمسي» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة فى بحث تجربة ميلغرام: التجربة التي صدمت العالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» وذُلّت الأعناق مقتطف من رواية قنابل الثقوب السوداء...» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح »»»»» الفصل الثاني من رواية وتستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الأم الجريحة» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» و تستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الفصل الأول من الرواية بقلم بوشعيب» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة في بحث أمور قد لا تعرفها عن مستعمرة "إيلون موسك" المستقبلية» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» نعم القائد» بقلم عطية حسين » آخر مشاركة: احمد المعطي »»»»» قراءة في مقال يأجوج و مأجوج ... و حرب العوالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» الطفل المشاكس بقلمي» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» @ تَعَاويــذ فراشَــةٍ عَاشِقـَـة @» بقلم دوريس سمعان » آخر مشاركة: دوريس سمعان »»»»»

النتائج 1 إلى 10 من 10

الموضوع: ليت في السحر رحمة !!! .

  1. #1
    الصورة الرمزية حسين الطلاع شاعر
    تاريخ التسجيل : Aug 2008
    الدولة : الجبيل - المملكة العربية السعودية
    المشاركات : 424
    المواضيع : 89
    الردود : 424
    المعدل اليومي : 0.07

    افتراضي ليت في السحر رحمة !!! .

    ليت في السحر رحمة !!! .
    ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــ
    قال الذئب : ويحك يا حسين ،،، بماذا أرسلت إليك الملكة ؟
    قلت : برسالة .
    قال : وما نصّها ؟
    قلت : قالت بإيجاز ( أنها غاضبة ) ! .
    قال : ومم ؟
    قلت : ذاك في طي فؤادها .
    قال : علمت أن الملكات ،،، إن نظرن سحرن ،،، وإن صددن فتكن ،،، وإن غضبن قتلن !! .
    فانظر يا يرحمك الله أين أنت منها .
    قلت : ماذا تقول !!! هل تريد أن تخلع قلبي وتخوي فؤادي ؟
    قال : لا والله يا صاحبي ،،، ولكنها حقيقتهن .
    قلت : فماذا ترى يا أبا سرحان ؟
    قال : أن تطير إليها ،،، وتقدم لنفسك ما يُنجيها ،،، لعل الغضب يستحيل إلى رَمَق .
    قلت : هو ما أشرت به .
    ولكن ،،، كيف وبيني وبينها بَوْن[1] شاسع ؟
    قال بعد أن تبسّم : أحملك إليها .
    قلت : لا حرمني الله منك يا ذئب ،،، هيا بنا .
    ثم طار بي كأني أسبق الشُهُب ، حتى وقفت بنا عصا التسيار في ملكوت أجدبت منه الأرض ،،، وحِسان يتراشقن ضحكات كأنها وقع النغم .
    فنظرت إلى الذئب وقلت : ويحك ،،، في أية أرض من الأرضين نحن ؟
    قال : نحن الآن في حمى الملكة ،،، وإن ما ترى من الحسان أمامك ينم عن تاج وصولجان ،،، وقوة وسلطان .
    قلت : وأين الملكة ؟
    قال : لعلها تلك النائمة في مخدعها .
    فاقتربت منها كأسير قاده القيد ،،، وكمحكوم ساقه الحكم ،،، وكمسحور أذعنه السحر .
    فتأملتها تأملا ،،، وإذا بها نائمة على بطنها وقد وضعت قدما على قدم ،،، وضاع الجمال ما بين بضّ وثوب ،،، والشعر راح يداعب خدا أسلم للحسن نفسه .
    رحماكِ ملكتي ،،، أنّى لهذا الجمال أن يبعث غضبا ،،، وأنّى لتلك العين أن تنظر شزرا ،،، والله لا يليق بهذا البدن إلا أن يُحمل بين ذراعين ويستأثر به رجل ،،، رجل وافَتْه المعاني فوَجَدتْه كما تحب ،،، وتلقاها برجولة فأودعها النفس فكانت خير مستودع .
    فتحركتْ قليلا فانكشف جانبا من كتفها كفضة سُكِبت في عاتق فبدت كتفا يميز ويرتج ويقول : دونك الحسن فشم ريحه وقبّله .
    فهمّت حماقة الإقدام تدفعني ، لولا أن الذئب تداركني بقوله : ويحك ،،، إنها الملكة .
    فقفلتُ متراجعا .
    ثم بدأ ينسلخ عنها سلطان النوم فتيقّظت ،،، ثم جلستْ ،،، فأمرتْ بماء وغسلت وجهها .
    ثم قامت تخطو نحوي وقالت : أنت الحسين ؟
    قلت : نعم أيتها الملكة .
    قالت : ما خبر بلغني عنك ؟
    بلعت ريقي وقلت : وما ذاك مولاتي ؟
    قالت : كتبت إليك بأمر قد سلف ،،، ثم ضَرَبْتَ عنه صفحا .
    قلت : كسر الله عظمي إن ضربتُ عنه صفحا ،،، غير أنه لم يصلني .
    قالت : أخشى أنك تكذب ،،، ولكن صِرْ هناك حتى أنظر في شأنك .
    قلت : أين ؟
    قالت : هناك ،،، على ذلك الكرسي .
    فاقترب الذئب مني وقال : أرى الغرور كما أرى التاج ! وقد تعاضدا في شخصها كملكة .
    قلت : وكم أحب المغرورة يا ذئب !!! .
    قال بتعجب : هاه !!! .
    قلت : كم وددت أن أشد يديها خلف ظهرها وبيدي الأخرى أرفع حنكها أمام وجهي ، ثم أقترب منها حتى يلمس أنفي أنفها .
    قال : وماذا ؟
    قلت : حتى تُنهك رجولتي أنوثتها ،،، ثم تقول وقد أسلمت نفسها أنوثتها ( اسقني فقد أجدب مني جانب ) .
    قال : ويحك ،،، إنها الملكة ! .
    قلت : إنها أنثاي وحدي ،،، وسيّان ملكة كانت أم أمَة .
    قال : وهل تعلم الملكة ذلك ؟
    قلت : تعلم ماذا ؟
    قال : أنك تقول أنها أنثاك ؟
    قلت : لا
    ثم بعد فترة جاءت الملكة ،،، وقالت : بعد أن أدرنا قِداح الرأي ،،، وجدت مشورة راقتني ممن استوزرتهم .
    قلت : وما هي ؟
    قالت : أنك آثم ،،، حتى وإن لم يصلك الكتاب ! .
    قلت : وكيف آثمُ ولم يصل ؟؟!! .
    قالت : هو كذلك !!! وهو من لدنّي صادر !!! وهو عليك واقع !!! .
    إذ ينبغي أن تبتدرني ، حتى وإن لم أبعث إليك ! .
    قلت : يال العجب أيتها الملكة ! .
    قالت : وقد حكمت عليك أن تدخل السجن .
    قلت : رحماكِ مولاتي ، لا طاقة لي بالسجن .
    قالت بعد أن رقّت قليلا : استرضني إذن ؟
    قلت : أفعل .
    ثم أدبرت ووقفت أمامي وقد تدلى شعرها بحَلَكِه كأنه السلاسل ،،، وراعني حسن تقاطيع الجسد ،،، فاقتربت منها وقلت : ملكتي ؟
    قالت : ماذا ؟
    قلت : أتوب إليكِ مولاتي .
    قالت : قرّب قربانا تدرأ به غضبي .
    فاقتربت منها ومسحت شعرها بيدي ،،، ثم أزحته قليلا عن عاتقها وتأمّلت حسن الكتف ورونق العضد .
    ثم أدارت نفسها ونظرت إليّ ،،، فمسكتُ يدها وقبلتها واحدة وثانية وثالثة .
    فقالت : ما هذا !!! هل عزّت القرابين ؟؟؟!!! ثم أدبرت مغاضبة وهمّت بالسير ،،، فتَبِعَتْها خُطاي حتى مسكتُها فتوقّفتْ ،،، فوضعت يديّ على كتفيها ، وصرت أقترب منها حتى لمس صدري ظهرها ،،، ثم شددتها حتى رفعت حنكها كأنها تنظر إلى المشرق .
    فقلت لها وفمي يؤول من أذنها : مولاتي ؟
    قالت : نعم .
    قلت : ملكتي ؟
    قالت : نعم .
    قلت : ماذا أقول لكِ ؟
    قالت وصدرها يمد ويجزر لفرط شهيقها وزفيرها : أنا ...
    قلت : أنتِ ماذا ؟
    قالت : لا شيء .
    قلت : أريد أن أقول شيئا ،،، فهل تقبلينه ؟
    قالت : قل .
    قلت : أحبكِ .
    فأدارت نفسها ووجنتها ترشح عرقا ،،، وشفتها ترعد كأنها في البرد الشديد .
    ثم قلت أيضا : وأحبكِ .
    قالت : وماذا تحب فيّ ؟
    قلت : روحكِ ،،، وأحب ريحكِ وعرقكِ ،،، ولباسكِ وتاجكِ ،،، وأحب هوائكِ وأرضكِ وسمائكِ ،،، وأحب اسمكِ فلطالما كتبته ونحته في قلبي .
    وأحب عينكِ وحاجبكِ ،،، وأحب جبينكِ ووطفكِ ،،، وخدّكِ وأسيلكِ .
    وأحب بدنكِ هذا .
    قالت : وماذا ؟
    قلت : وأحبّكِ .
    قالت : امكث حتى أرى فيك رأيي .
    قلت : مكثتُ مولاتي بما يكفي .
    قالت : امكث إلى الغد .
    قلت : لا بأس ،،، فهل لي أن أقبل يدكِ قبل أن أذهب إلى ذئبي ؟؟؟
    مدّت يدها وقالت : خذ يد ملكتك وقبلها كيفما تشاء .
    ففعلتُ .
    ثم يممتُ شطر الذئب ،،، فقال : ويحك ،،، مذ متى وأنت تحبها ؟
    قلت : منذ عشرة آلاف سنة .
    تعجب وقال : وهل يعقل هذا !!؟؟ .
    قلت : منذ كنتُ صهارة في صهارة ،،، والصهارة تموج في صهارة ،،، في غابر من الزمن سحيق .
    قال : هاه !!!!! وهي ؟
    قلت : وكذلك هي .
    ــــــــــــ انتهى ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ
    حسين الطلاع
    20/ 8/ 2010
    المملكة العربية السعودية - الجبيل



    [1] البون هو المسافة البعيدة المدى .

  2. #2
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    الدولة : على أرض العروبة
    المشاركات : 34,923
    المواضيع : 293
    الردود : 34923
    المعدل اليومي : 6.74

    افتراضي

    نص كأنه مستورد من أمهات الكتب
    في جزالة لفظك تميز، وفي بلاغة تعبيرك ألق
    وفي سعة خيالك مساحة مفتوحة على صفحات من الابداع

    دمت مبدعا
    تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

  3. #3
    الصورة الرمزية حسين الطلاع شاعر
    تاريخ التسجيل : Aug 2008
    الدولة : الجبيل - المملكة العربية السعودية
    المشاركات : 424
    المواضيع : 89
    الردود : 424
    المعدل اليومي : 0.07

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ربيحة الرفاعي مشاهدة المشاركة
    نص كأنه مستورد من أمهات الكتب
    في جزالة لفظك تميز، وفي بلاغة تعبيرك ألق
    وفي سعة خيالك مساحة مفتوحة على صفحات من الابداع

    دمت مبدعا
    الأديبة : ربيحة .
    أشكر لك سيدتي هذا التعليق الجميل .
    كما سرتني زيارتك مجددا
    مع شكري وتقديري لكِ
    حسين الطلاع


  4. #4
    الصورة الرمزية آمال المصري عضو الإدارة العليا
    أمينة سر الإدارة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Jul 2008
    الدولة : Egypt
    المشاركات : 23,786
    المواضيع : 391
    الردود : 23786
    المعدل اليومي : 4.15

    افتراضي

    وكأنني أقرأ في حكايات شهرزاد و( ألف ليلة وليلة )
    جميلة جدا اللغة وأنيقة طريقة الحوار
    كنت هنا في صفحة أسطورية باذخة الروعة أديبنا الفاضل
    تحاياي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  5. #5
    الصورة الرمزية نادية بوغرارة شاعرة
    تاريخ التسجيل : Nov 2006
    المشاركات : 20,306
    المواضيع : 329
    الردود : 20306
    المعدل اليومي : 3.21

    افتراضي

    أسلوب تعوّدنا عليه منك ، و جمال لا يتقنه سواك ،

    و رغم أن النص لم يكن كغيره يحمل لنا مفردات كثيرة جديدة ( و لم يكن مذيلا بقاموس الطلاع ) ،

    إلا أنه حمل لنا ذات التفرّد و الإدهاش .

    الأخ حسين الطلاع ،

    دمتَ بكل خير .

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    http://www.rabitat-alwaha.net/moltaqa/showthread.php?t=57594

  6. #6
    الصورة الرمزية ياسر ميمو أديب
    تاريخ التسجيل : Jul 2011
    المشاركات : 1,269
    المواضيع : 90
    الردود : 1269
    المعدل اليومي : 0.27

    افتراضي

    السلام عليكم

    حقيقة نص دسم ببلاغته وروعة بيانه

    نص جذبني لآخر كلمة و آخر حرف

    نص تحفة بكل معنى الكلمة

    أستاذي الفاضل شكراً جزيلاً لك

  7. #7
    الصورة الرمزية عايد راشد احمد قلم فعال
    تاريخ التسجيل : Jul 2009
    الدولة : تائه في دنيا المعاني
    المشاركات : 1,865
    المواضيع : 49
    الردود : 1865
    المعدل اليومي : 0.35

    افتراضي

    السلام عليكم ورحمة الله

    استاذنا الفاضل

    نص تراقصت فيه الحروف علي انعام الكلمات

    كلمات سطرها قلم ترجمة لفكر انسان يجيد العزف بادواته

    سرقني النص من الواقع وعشت معه لحظته

    سعدت عنا

    تقبل مروري وتحيتي
    صاحب البسمة والنسمة
    تقيمك بمشاركة مطلوب كما انت تحتاج فلا تبخل

  8. #8

  9. #9
    أديب
    تاريخ التسجيل : Jul 2011
    الدولة : خارج التغطية
    العمر : 44
    المشاركات : 5,087
    المواضيع : 206
    الردود : 5087
    المعدل اليومي : 1.10

    افتراضي

    أين أنت يا صاحب المشرب التراثي اشتقنا لهذا الاسلوب الباذخ في الكتابة الذي تتمتّع به

    أتمنى أن تكون في أفضل حال

    تحياتي وخالص المحبة
    أنــــا لا أعترض إذاً أنا موجود ....!!

  10. #10
    مشرفة عامة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Aug 2012
    المشاركات : 21,063
    المواضيع : 312
    الردود : 21063
    المعدل اليومي : 4.96

    افتراضي

    نص جميل كأنه أسطورة من الأساطير تحمل أسلوبك
    وتميز قلمك، وبلاغة حرفك، وروعة بيانك
    مصورة تصوير دقيق بحبكة متينة السبك، وبسرد جميل وحس راقي
    جذب المتلقي ليعيش معه ويتوه فيه.
    دام نبض قلمك.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

المواضيع المتشابهه

  1. إنَّ بعضَ الهروبِ رحمةٌ !
    بواسطة نورية العبيدي في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 26
    آخر مشاركة: 05-01-2023, 08:43 PM
  2. فِي رَحْمَةِ اللهِ ( ابن جبرين )
    بواسطة بندر الصاعدي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 19-07-2009, 11:01 AM
  3. تحت رحمة الطيار
    بواسطة سعيد أبو نعسة في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 10-10-2006, 10:14 PM
  4. قل ياعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لاتقنطوا من رحمة الله...!!!
    بواسطة ابو دعاء في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 18-06-2006, 10:43 AM
  5. رحمة الطيف
    بواسطة البارق النجدي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 04-04-2005, 09:44 AM