كِلِيْنِي لِسِحْر ( على الطويل )
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــ
كِلِيني لِسِحْر يا حبيبة سائــــــــــــــــــــــ ـــــــد **** ونوم تناءى عن وَثِيْر الوسائد .[1]
سَهِدتُ وحتى أنّ عيني تقرّحــــــــــــــــــــ ـت **** فصِرتُ أمينا من عيونٍ وحاسد .[2]
ضجيعُ آهات ما تَوَانَتْ آلامهــــــــــــــــــــ ــــا **** فَهبّتْ تُعِيد السّهد بعد الشدائد . [3]
لِوَطْف على جفن يسوق المكائــــــــــــــــــد **** تَدَافع فيه اللؤم من كل رافــــــد .[4]
وخالٌ على لِحْيٍ وآخر قربــــــــــــــــــــــ ـــــــــه **** لِيُذْكِي سعيرا في تَحَدّ لِخامـــــــد .[5]
فَنَاضَلْن حِبّا بالصدود ، وقتلـــــــــــــــــــــ ــه **** تَكَلّف أشْفار وجفـــــــــــــــن ووارد .[6]
ولمّا أشاحتْ في غرور بحسنهـــــــــــــــــا **** وقَدٍّ خلا فحشا ومن كل فاســـد .[7]
أضاءت بأعماقي لظى قد تضرّمــــــــــت **** تُلَذِّعني كَيّا كنار المواقــــــــــــــــــد .[8]
فحاصرني عجز ولستُ بعاجـــــــــــــــــــــ ــز **** وأنكرني جُحدا ولستُ بجاحــــــد .[9]
فكم مات قلب في الورى ، قد صَرَعْنه **** تمدّد أنفاس بصدر وناهــــــــــــــد .[10]
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــ
حسين الطلاع
15/9/2010 م
المملكة العربية السعودية - الجبيل
[1] : وثير الوسائد بمعنى الوسائد والمخاد المريحة الناعمة ، حيث برغم وجودها إلا أن النوم لا يناله لفرط سيادة السحر وهو سحر الجمال .
[2] : السهاد هو السهر ، وقد سهر حتى تقطعت الأجفان وتقرّحت ، فصار غير محسود من قبل أي حاسد ، ولن تصيبه العين أيضا .
[3] : كلما رام النوم أو طلبه ، صرخت الآهات لتعيده إلى السهر .
[4] : الوطف هو الرمش الطويل ، وكان يسوق أمامه الكيد بلؤم وبلا رحمة من كل رافد وحدب وصوب .
[5] : الخال هو الشامة ،،، واللحي هو الحنك ، وهما خالان أو شامتان يقهران الرائي الخادر كأنهما يتحديانه بإشعال النار ليهبّ .
[6] : الحِب هو المحبوب سواء أكان رجلا أم امرأة ،،، كقولنا هذا حِبّ فلان أي هذا محبوبه وحبيبه .
فناضلن المحبوب بالصد والنكران ،،، مع أن مقتله بالأشفار والجفون والبدن الآتي يستعرض أمامه الجمال والسحر .
[7] : أشاحت بمعنى انصرفت عنه بوجهها ،،، مغرورة بجمالها ،،، وقدّها البرئ من الفحش والقبح .
[8] : أضاء بمعنى أشعل ،،، أي أنها أشعلت بجوفه النار تكويه بها .
[9] : حاصره العجز ، عجز النيل ، إذ لا ينبغي النيل إلا بحقه وهو حقيقة غير عاجز إن شاء قسرا ،،، وأنكرته هي جاحدة في حين لم يكن هو يجحدها .
[10] : ما يصرع ويقتل مثل تمدد الصدر شهيقا فيتورّم فيتعاظم .