|
لِصَالِحِ مَنْ يَمُوتُ الآمِِِنُونَا |
و يَزْرَعُ هَؤلاءِ القتلَ فينا |
لماذا يُذبَحُ الأطفالُ غَدْراً |
و يَغْتالُ الشُّيوخَ اْلحاقدونا |
إلامَ يَظَلُّ قِدْرُ اْلحِقْدِ يَغْلِي |
لِيَلْتَهِمَ السَّنابِلَ و الغصونا |
و كيفَ غَدَتْ قلوبُكُمُ جماداً |
أيا أهلَ المذابحِ ، خَبِّرُونَا |
أليسَ لَكُمْ عقولٌ ؟ فاْسألوها |
تُجِبْكُمْ أنَّكُمْ مُتَطرِّفونا |
خَرَجْتُمْ عنَْ هُدى خَيْرِ البرايا |
وَ عَنْ مِنهاجِ ربِّ العالمينا |
وَ حِدْتُم عَنْ سَبِيلِ الحَقِّ لمّا |
تَتَبَّعْتُمْ خُطى المُتَكَبِّرينا |
فَفَجَّرْتُم وَ دَمَّرْتُمْ و جُرْتُمْ |
وَ رَبّيِ لا يُحِبُّ الظَّالمينا |
و أعرضْتُمْ ، فما لِنْتُمْ لِنُصْحٍ |
فأغرقْتُم شِراعَ النَّاصِحينا |
بِلادٌ سَادَهَا أَمْنٌ عظيمٌ |
و كانتْ للورى نُوراً مُبينا |
وَ فِي آَفَاقِهَا سَطَعَتْ شُمُوسٌ |
تُضِئُ دياجر الدنيا قرونا |
وَ جَاوَزَتِ النُّجُومَ صُروحُ حَقٍّ |
أَقامَ عِمَادَهَا اْلهَادِي نَبِيِنَا |
أَرَدْتُمْ أَنْ يُغَشِّيِهَا ظَلامٌ |
و أَنْ تَحْنِي لِكِبرِكُمُ الجَبِينَا |
فَخَابَ أيا شبابَ السوءِ سعياً |
وَ رَدَّ اللهُ كيدَ الخائنينا |
أُبَشَّرُكُمْ ، فما دبَّرْتُموهُ |
بمكرٍ ، لَنْ يَهُزَّ المُخلصينا |
و لن يُثْنِي عَزَائِمَنَا فسادٌ |
و لا قومٌ تمادوْا مُفْسِدينا |
مشوْا في صحبةِ الشيطانِ ليلاً |
فَمَا بَخِلوا بِجُرْمٍ مُصبحينا |
و لو لَبُّوا نداءَ الحقِّ لمّا |
دعاهُمْ ، لاْستَقَامُوا راشِدِينا |
وَ لَوْ ثَابُوا عَنِ اْلأهْوَاءِ ، نَالُوا |
جَزَاءَ إيابِهِمْ مُسْتَبْشِرِينا |
و لانْتَهَجُوا إلى العلياء درياً |
و خُلِّدَ ذَكْرُهُمْ في الخالدينا |
شبابَ العُربِ و الإسلامِ : هَلاّ |
نَبَذْتُمْ ذلكَ العُنفَ المُشِينا؟ |
فلم يكُ ذلكَ المقتولُ إلا |
أَخَاً في اللهِ ، حِبّاً أو خَدِينا |
و لم يكُ غيرَ أُمٍّ أو شقيقٍ |
أَترضى أنْ يموتَ الأقربونا؟ |
عَدوُّكُمُ جَلِيٌّ ليسَ يَخْفى |
عليكمْ ، فاستفيقوا مُبصرينا |
و تلك بلادُكُمْ ، فلتحفظوها |
بكل العزمِ ، و لتحموا العرينا |
كفانا ، قد تَجَرَّعْنا أسانا |
و ذُقْنا مُرَّ حَسْرَتِنا سنينا |