|
الآخرونَ كلامُهم هَزْلٌ |
وأنا كلامي ، كُلُّهُ جِدِّي |
يتحدثون عن الهوى ، وأنا |
عن قسوة السجَّان والقيدِ |
كلٌ له وطنٌ ، ولي منفىً |
والسيِّدُ المنفيُّ كالعبدِ |
أحلامُهم محدودةٌ ، وأنا |
قلِقٌ ، وأحلامي بلا حدِّ |
الحزنُ لي ، ولهم همُ فَرَحٌ |
والشوكُ لي ، ولهم شذا الوردِ |
لهم القصورُ ، ولي أنا خِيَمٌ |
ما نفعُها ؟! في الحر والبَرْدِ |
ولهم لذيذُ نعاسِهم ، وأنا |
سَهَرُ الليالي لي ، ولي سُهدي |
الجوعُ لي ، ويكاد يقتلني |
ولهم همُ "المظبيُّ" و"المَندي" |
وليَ الدخانُ ، وريحُ قنبلةٍ |
ولهم بخورُ الهند والسندِ |
يتسامرون وليلهم طربٌ |
والدمعُ منسابٌ على خدي |
الآخرونَ ، ولستُ أحسدهم |
يتفرَّجون علىَّ ، عن بُعد |
هم بالكلام معي ، وإن فعلوا |
شيئاً ، تكنْ أفعالهم ضدي |
وأنا أدافع عن كرامتهم |
وبكل ما أوتيتُ من جُهد |
وأذود منفرداً عن الأقصى |
وكأنَّهُ مُلْكي ، أنا وحدي |
بيدِ أصفِّق ، بينما شَلَّت |
حولي ، ملايينٌ من الأيدي |
وكأنهم موتى ، وكم حيٍّ |
ما عاد ينقصه سوى اللحد |
أمري أنا ، ما عاد يعنيهم |
أصبحتُ مثل الأحمر الهندي |
فإذا سقطتُ على ثرى وطني |
مَن يحمل الرايات من بعدي ؟! |
الآخرونَ ، حياتُهم هدفٌ |
وأنا الحياةُ وسيلةٌ عندي |
ومجاهداً أحيا ، ليدخلني |
إن شاء ربي ، جنَّة الخلد |